فراشة دودة الشمع
أضرارها، دورة حياتها، طرائق مكافحتها
تعد هذه الديدان من الأعداء المهمة للنحل، رغم أن هذه الآفة لا تهاجم إلا الخلايا الضعيفة أو المهملة أو أماكن تخزين إطارات الشمع لكنها تسبب أضراراً كبيرة من خلال إتلاف الشمع أو إرباك طائفة حياة النحل. لذا أحببت أن أقدم هذه المقالة مدعمة بالصور بغية التعريف بهذه الآفة، أضرارها، معيشتها، نشاطها وأهم طرائق مكافحتها.
الاسم العلمي:
· دودة الشمع الكبيرة Galleria mellonella: تتبع فصيلةPyralidae ورتبة حرشفية الأجنحة Lepidoptera
· دودة الشمع الصغيرة Achroia grisella: تتبع فصيلةPyralidae ورتبة حرشفية الأجنحة Lepidoptera
الانتشار العالمي:
تعد آسيا الموطن الأصلي لدودة الشمع الكبيرة، أما دودة الشمع الصغيرة فتنشر في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية أكثر من انتشارها في الشمال. ينتشر الجنسين في جميع أنحاء الوطن العربي، وتعد الكبيرة أكثر انتشاراً من الصغيرة لكن الصغيرة أشد ضرراً من الكبيرة.
الوصف العام للحشرة:
· دودة الشمع الكبيرة:
الحشرة الكاملة: يكون الوجه العلوي للأجنحة بلون رمادي أو رمادي غامق أو بني مسود، يبلغ طول الجناحين 14-38مم, بينما يكون السطح السفلي للجناح رمادي فاتح. والذكر أصغر من الأنثى بقليل.
اليرقات: وهي الطور الضار، تكون بلون أبيض كريمي يتحول إلى اللون الرمادي ثم الرمادي الداكن في منطقة الظهر وجانبي الجسم واللون الأبيض الكريمي على المنطقة السفلية ويكون رأس اليرقة بنياً. يختلف طولها حسب نوعية التغذية فقد يصل إلى 3 سم.
· دودة الشمع الصغيرة:
الحشرة الكاملة: يكون الوجه العلوي للأجنحة بلون رمادي فضي إلى أصفر برتقالي، يبلغ طول الجناحين 20-23 مم وذات رأس أصفر وجسم رفيع. يصل طول جسم الذكر10 ملم والأنثى أكبر قليلاً قد يصل طولها إلى 13 ملم. ووزن عثة الشمع الصغيرة يعادل 1/10 إلى 6/10 وزن دودة الشمع الكبيرة.
اليرقات: تكون بلون أصفر مبيص (تشبه إلى حد ما يرقات دودة الشمع الكبيرة) والجسم رفيع و الرأس بني؛ يصل طولها إلى2 سم.
أضرار دودة الشمع
أضرار هذه الآفة:
تعد ديدان الشمع من أكثر الآفات الحشرية خطورة على الأقراص الشمعية خاصة الممطوط والمخزون منها، أو في الخلايا الضعيفة التي لا يستطيع النحل حماية كافة أقراصه الشمعية. حيث تتغذّى اليرقات على أقراص الشمع القديمة التي يميل لونها للبني الداكن؛ وبالتالي تصبح الأقراص غير صالحة للاستخدام بسبب كون الشمع مشوه إضافة لوجود مخلفات اليرقات والمواد المفرزة من قبل اليرقات لدعم الأنفاق ويجب تذويب الشمع وإعادة كبسه وطبعه، مما يسبب خسائر اقتصادية لمربي النحل.
تهاجم يرقات ديدان الشمع الكبيرة والصغيرة جميع معدات تربية نحل العسل في الطقس الدافئ وقد تهاجم يرقات فراشة الشمع الكبيرة اليرقات الصغيرة وغير النشيطة في الظروف المكتظة لفراشة الشمع الصغيرة. ويعدّ الشمع المخزون بصورة غير صحيحة الهدف الرئيسي لديدان الشمع سواء كانت الكبيرة أم الصغيرة.
عندما تنتقل اليرقات من إطار إلى آخر تقوم بلصق الأقراص الشمعية بخيوط حريرية كثيفة مما يؤدي إلى تعرقل حركات النحل ونشاطه وبالتالي هجرة النحل لمسكنه وضعف الخلية بأكملها.
الأعراض التي تدل على الإصابة بديدان الشمع:
- وجود أنفاق حريرية في أقراص الشمع.
- وجود فتات شمع وغبار طلع على قاعدة الخلية.
- وجود آثار فضلات اليرقات على الإطارات.
دورة الحياة:
تنشط الحشرات الكاملة ليلاً وتختبئ نهاراً، بعد 40-60 دقيقة من خروج الحشرة الكاملة تطير الفراشات مرتفعة إلى الأشجار حيث تتزاوج وتبدأ بوضع البيض مباشرة. (تنشط من شهر أيار حتى تشرين الثاني إذا كانت الحرارة مناسبة). تعيش الفراشات من 3-30 يوم, تضع خلالها حوالي 1200- 1800 بيضة.
تحاول الفراشات الملقحة أن تدخل إلى خلية نحل العسل ليلاً وتبدأ بوضع البيض على الشمع في زوايا الإطار الخشبي والشقوق وتغادر الخلية قبل حلول النهار. لكن إذا لم تستطيع الدخول فإنها تضع بيضها على الأسطح الخارجية ومناطق اتصال الخشب في الخلية.
دودة الشمع الكبيرة
دودة الشمع الصغيرة
ويكون البيض غالباً بشكل كتل وبلون أبيض مصفر. يفقس البيض بعد 8-10 أيام من وضعها، وتبدأ اليرقات بالتغذية على العسل بعد ساعة من الفقس كما قد تتغذّى على غبار الطلع وجدران العيون السداسية, و يمكن أن تهاجم الحضنة إذا كان هناك نقص في الغذاء. وتبني اليرقات النامية أنفاقاً حريرية على جدران العيون السداسية في إطارات الشمع ويستمر الطور اليرقي 20-60 يوماً أو أكثر تبعاً لدرجات الحرارة السائدة. وقد يصل طول اليرقة إلى 3 سم ويعتمد الحجم النهائي لليرقة على درجات الحرارة ونوع وكمية الغذاء المتوفر (غبار طلع وشرانق حضنة نحل).
وقد طوّرت هذه اليرقات وسائل دفاعية مختلفة لتتمكن من العيش إلى جانب نحل العسل داخل الخلية؛ فاليرقات الصغيرة تتجنب النحل عن طريق تغذيتها على المنطقة الوسطى من القرص الشمعي أو قريباً منها أو أي منطقة أخرى غير مكشوفة. أما بالنسبة لليرقات الكبيرة فإنها تمكث في الأنفاق الحريرية المتينة التي تحميها من النحل, كما تساعدها حركتها السريعة إضافة إلى جلد اليرقة السميك في تجنب لسع النحل وتكمل اليرقات نموها في خلايا النحل عن طريق نسج شرنقة وإتمام تعذرها في مكان محمي. وتكون أقراص الشمع الداكنة هي المفضلة من قبل اليرقات بسبب احتوائها على شوائب مشجعة على النمو مثل بقايا غبار طلع وجلود انسلاخ النحل.
تنسج اليرقات الناضجة شرانق بيضويّة الشكل داخل جسم الخلية على الغطاء الداخلي والإطارات الخشبية (الأجزاء الخشبية). هذه الشرانق الحريرية تكون خشنة ذات لون أبيض إلى رمادي، وتكون شديدة الاتصال بالخشب لدرجة أنه عند محاولة نزع الشرانق قد ينتزع جزء من الخشب معها، وقد تغطي الشرانق كتل داكنة من فضلات اليرقات.
تخرج الحشرة الكاملة (الفراشات) خلال 7-8 أيام، وتستغرق دورة الحياة من 1-6 أشهر (تبعاً للظروف) وتحدث فترة السكون في طور العذراء.
تختلف دودة الشمع الصغيرة في الشكل والسلوك والخصوبة عن دودة الشمع الكبيرة؛ إذ تعيش يرقات دودة الشمع الكبيرة متجمعة في الأنفاق الحريريّة التي تصنعها بينما تعيش يرقات دودة الشمع الصغيرة منفردة في أنفاق حريريّة وتكون الأنفاق في كافة الاتجاهات مما يؤدي لتلف القرص الشمعي بالكامل لذلك تعد أكثر خطورة من الكبيرة. كما تضع الفراشة من 250-300 بيضة في الشقوق خلال دورة حياتها، وتكون مبعثرة أو في كتل.
يرقات ديدان الشمع
الخيوط الحريرية التي تنسجها دودة الشمع
أهم طرائق مكافحة ديدان الشمع وحماية طوائف النحل منها:
الإجراءات الوقائية:
1. تقوية الخلايا الضعيفة وذلك بتغذيتها أو ضمها إلى بعضها.
2. إجراء الكشف الدوري على الخلايا وتحرّي الإصابة، حيث يتم تنظيف الأنفاق التي تحدثها اليرقات في إطارات الشمع بواسطة طرف العتلة ثم توضع في خلية قوية ليعمل النحل على تنظيفها, و تستخدم هذه الطريقة في بداية الإصابة وفي الإصابات الضعيفة.
3. استبدال الأقراص القاتمة والقديمة، واستعمال الأساس الشمعي الفاتح اللون الجديد.
4. استخدام خلايا ذات خشب جيّد خالٍ من الشقوق.
5. إزالة الإطارات غير المأهولة ووضع حاجز عرضي لتصغير الخلية بحيث يتناسب عدد الإطارات مع عدد النحل.
طرائق المكافحة:
أ- الأقراص الشمعية المحفوظة في المستودعات:
تطبق على الأقراص الشمعية المحفوظة في المستودعات بعد عملية الفرز بوضعها في عاسلات وترتيبها فوق بعضها وإحكام سد الشقوق والفتحات مع ترك الصندوق السفلي فارغاً من الإطارات ليوضع في وسطه وعاء يحتوي على الفحم المشتعل والكبريت بمعدل 100غ كبريت لكل متر مكعب من الفراغ، وتكرر هذه العملية كل أسبوعين مرة أو وضع أقراص تطلق أبخرة سامة تقتل يرقات دودة الشمع (مثل مركبات فوسفيد الألمونيوم أو ما يعرف تجارياً باسم الفوستوكسين وأجتوكسين وجازتوكسين وغيرها، ولهذه المركبات عدة محاذير في الاستخدام لذا يجب مراعاة النشرة المرفقة بالمنتج؛ حيث أنها مادة عالية الخطورة وسريعة الانفجار تحت بعض الظروف). ويجب تهوية الإطارات قبل إدخالها إلى الخلايا لمدة لا تقل عن 48 ساعة.
تجدر الإشارة إلى أن هناك تقارير من ألمانيا بأن استخدام بارا داي كلورو البنزين في مكافحة ديدان الشمع غير منصوح به لوجود بقاياه في الشمع والعسل.
ب- المعاملة بالبرودة:
إذ يمكن وضع البراويز الشمعية في البرّاد على درجة 7 تحت الصفر لمدّة 4.5 ساعة, أو 12 تحت الصفر لمدّة 3 ساعة, أو 15 تحت الصفر لساعتين, ثم تخزن في حيز مغلق بإحكام.
ت- يمكن استخدام مواد بيولوجية حديثة
مثل (B 401) تحتوي على بكتريا ممرضة ليرقات فراشة الشمع. كما يوجد مستحضر تجاري باسم (سيرتان Certan) يحتوي على بكتريا Bacillus thuringiensis ، يستخدم على الإطارات المخزنة بعد فرز العسل منها، حيث تكفي معاملة واحدة بهذا المستحضر لحماية الإطارات حتى فصل النشاط التالي. مع العلم أنه يقضي على يرقات ديدان الشمع الفتية لذا يجب تطبيقه قبل الإصابة.
بيوض ديدان الشمع
شرانق ديدان الشمع
التطبيق: يجب رج العبوة المحتوية على المستحضر التجاري(معلق بوغي) بشكل جيد، ثم يخفف بالماء بنسبة 5% ( 10مل مستحضر لكل 190 مل ماء) ويجب أن يستخدم المحلول في نفس اليوم وبمعدل 1.5 مل من المحلول لكل 10 سم3 من القرص الشمعي.
يجب أن يخزن المستحضر في درجة حرارة 5-20 س.
هذا المستحضر غير ضار بالنحل والإنسان، ولا يترك أثاراً ضارة في الشمع أو العسل رغم ذلك ينصح بعدم تطبيقه بوجود النحل.
مستحضر بيولوجي لمكافحة ديدان الشمع
مصيدة فراشات ديدان الشمع
يمكن استخدام المصيدة التالية في حال وجود الفراشات بكثرة في المنحل:
الوصف: عبارة عن عبوة بلاستيكية حجم 1 لتر
نقوم بعمل فتحة في جانبها تحت كتف العبوة كما هو موضح بالشكل المجاور.
المادة الجاذبة:
كأس من الخل
كأس من السكر
قشرة موز
ثم تملأ العبوة حتى 75% من حجمها بالماء وتعلق حول المنحل.
أخيراً تجدر الإشارة إلى أن هذه الديدان يمكن أن تستخدم وتباع كطعم لصيد الأسماك، كما تعد ديدان الشمع وخاصة الكبيرة وسيلة لمقاومة بعض الأمراض وخاصة مرض تعفن الحضنة الأمريكي، فعندما تموت الطائفة بسبب المرض تقوم ديدان الشمع بتحويل الأقراص إلى كتلة من الخيوط المحتوية على براز اليرقات وبهذه الطريقة فإن أبواغ الممرض توجد في هذه المخلفات بطريقة لاتمكنها من إحداث الإصابة مرة أخرى نتيجة قدرة دودة الشمع على هضم الشمع.
تعليقات
إرسال تعليق