العكبر أو البروبوليس

تمهيد
في إطار تفعيل رؤيتها وإستراتيجيتها، وحرصا منها على ممارسة دورها الرائد المتمثل في تعزيز ثقافة الغذاء الطبيعي والصحي في كافة الأسواق التي ترتادها، وتوعية الجمهور بالخصائص الصحية المميزة لمنتجات النحل، تفخر شركة معجزة الشفاء بإهداء هذا الكتاب القيم عن عالم النحل والغذاء الملكي لكل المهتمين بمملكة النحل ومنتجاتها الفريدة في قيمتها الغذائية والعلاجية، والكتاب من تأليف المستشار العلمي لشركة معجزة الشفاء المهندس ماهر الطباع عضو الرابطة الدولية لبحوث النحل في بريطانيا والذي يعد أحد أكبر المتخصصين في علوم وبحوث النحل والعسل في المنطقة العربية وله العديد من الكتب والمقالات والأبحاث المنشورة في علوم وأسرار عالم النحل والعلاج بالعسل واستخداماته الطبية المتنوعة لتحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها، كذلك ألقى العديد من المحاضرات وشارك في الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل المقامة لمناقشة أحدث الاكتشافات العلمية التي غيرت كثيرا من المفاهيم السائدة عن نحل العسل، وآخر ما توصل إليه العلم الحديث فيما يتعلق بتربية النحل والفوائد الصحية والطبية  الكثيرة لمنتجات مملكة النحل من العسل بأنواعه المتعددة والغذاء الملكي والبروبوليس وغيرها.
وقد انضم المهندس ماهر الطباع إلى فريق المستشارين المتخصصين لدى شركة معجزة الشفاء التي تحرص إدارتها دوما على استقطاب أفضل الكوادر العلمية المتخصصة في مختلف المنتجات الغذائية الطبيعية التي توفرها الشركة لعملائها وذلك للاستفادة من علمهم الغزير وخبراتهم الكبيرة من أجل انتقاء أفضل المنتجات وأجودها واعتماد الممارسات المثلى فيما يتعلق بعمليات التصنيع والتخزين والتوريد، فضلا عن الاستفادة من معلومات تلك الكوكبة من المستشارين في تثقيف عملاء الشركة خصوصا والجمهور عموما بمزايا وفوائد الأغذية الطبيعية والصحية من خلال نشر طائفة متنوعة من الكتيبات والمطبوعات التي يندرج هذا الكتاب ضمن إصداراتها. ويمتاز الكتاب بمادته العلمية الرصينة، ومعلوماته الحديثة الزاخرة، ويمثل بحق كتابا تجدر قراءته من قبل الإنسان المختص والقارئ العادي، ويمثل إضافة حقيقية قيمة للمكتبة العلمية العربية.
ولا يقتصر الكتاب على توضيح وبيان خصائص ومزايا منتجات خلية النحل، بل يتطرق كذلك لأسرار وخفايا عالم النحل المدهش والمثير، والمليء بالأسرار والزاخر بأروع بالمعجزات الباهرة الدالة على قدرة الخالق وعجيب صنعه وبديع آياته سبحانه وتعالى فهو الذي أبدع هذا الكائن العجيب، وجعل من أمته مثالاً يحتذي في التعاون والنظام، والبراعة والإتقان، ولعل هذا ما جعل الكثير من العلماء حتى من غير المسلمين يقولون لو أن أحدا من عالم آخر هبط إلى الأرض وسأل عن أكمل ما أبدعه منطق الحياة - الخالق هو الله سبحانه وتعالى - لما وسعنا إلا أن نعرض عليه مشط الشمع المتواضع الذي يبنيه النحل. ولقد استطاع العلماء اكتشاف بعض أسرار هذا العالم الغريب، لكن ما زال يخفى عليهم الكثير .. والكثير، لكننا من خلال هذا الكتاب وغيره من الكتب التي تقوم معجزة الشفاء بنشرها نأمل أن نطلع عملاءنا على قبس من تلك المعلومات والحقائق الكثيرة في عالم النحل والتي تشهد في كل لحظة على إحكام صنع الله وبديع خلقه وإعجاز علمه الذي وسع كل شيء.

القسم الأول:
العكبر

حقائق تاريخية: التقاليد والاشتقاق (مصدر العكبر)

أصل العكبر سرّ يغطيه غبار آلاف السنين، في المعرض السابع عشر لمؤتمر تربية النحل الدولي الذي أقيم في أثينا باليونان، عرضت بعض خلايا النحل الطينية من جزيرة كريت، يعود تاريخها إلى ألف عام قبل حضارة المينوان، بعض الآثار لخلايا خشبية يعود تاريخها إلى أقدم من ذلك، وجدت أيضاً على هذه الجزيرة كتب مقدسة تروي قصصاً يستنتج منها وجود النحل واستعمال منتجاته منذ ألفي عام قبل الميلاد وهو زمن قريب مقارنة بعمر الخلايا المعروضة، الكثير من المعارض الأخرى احتوت أثاراً وقطعاً لخلايا نحل تعود لآلاف سنين مضت ولكن الوثائق التاريخية عن العكبر قليلة مع أن الأساطير القديمة والصحاف وأوراق الرق والرسومات بالكهوف كلها توضح أن العكبر كان مستعملاً منذ ما قبل التاريخ.
بناءً على ما تقدم نرى أن العكبر ليس اكتشافاً جديداً مثل اكتشاف الغذاء الملكي أو غبار الطلع أو الفورمونات أو الإلقاح الصناعي.
ومع أن اكتشاف الغذاء الملكي كان بالقرن الثامن عشر، إلا أن اكتشاف آثاره الرائعة على الإنسان يعود إلى روح البحث والتجربة منذ عدة عقود فقط لدى البروفيسور (بورداس) المسمى أبو علم الغذاء الملكي، وإلى (جانين باين) و(ألين كايلاس).
غبار الطلع معروف منذ عدة قرون، أتيح توفره بكميات تجارية بسبب اختراع مصائد غبار الطلع، أجريت الأبحاث لمعرفة آثاره على الحيوانات ثم على الإنسان من قبل علماء من فرنسا، روسيا، السويد، وإيطاليا، فكانت النتائج لا تصدق.
كان العكبر معروفاً ومستعملاً منذ آلاف السنين ففي مصر القديمة مثلاً ومنذ بضعة آلاف من السنين قبل الميلاد، استعمله الكهنة الذين كانوا سادة في فن الطب والكيمياء والوحيدين الملمين بفن التحنيط.
أرسطو كان أول من كتب علمياً عن العكبر في كتابه تاريخ الحيوان حيث أفرد أبحاثاً عن النحل ومنتجاته، وميّز بين نوعين من العكبر: الغباري Conisis يستعمله النحل لإغلاق الثقوب والشقوق في الخلية لمنعها من أن تصبح بؤرة للأمراض وأعشاش الحشرات، والنوع الآخر هو الحبيبي MITYS وهو داكن وذو عبق مميز يستعمله النحل لتصغير مدخل الخلية وكذلك يدهن به النخاريب.
أرسطو أيضاً هو من سمى هذه المادة باسمها اللاتيني المعروف Propolis والمكون من كلمتين PRO وتعني قبل أو أمام، وكلمة POLIS وتعني المدينة.
ففي ذلك الوقت حيث كان النحل يعيش ضمن خلايا برية، كان يبني متاريس واستحكامات وجدران واقية من العكبر أمام ووراء مدخل خليته وخصوصاً قبل فصل الشتاء ليحافظ على دفء الخلية من التبدد ولمنع الدخلاء والأعداء كالفئران والضفادع والسحالي والعناكب من الدخول إلى الخلية.
ساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن النحل يجمع العكبر من البراعم الورقية ولحاء الأغصان، والعكبر هو عبارة عن المادة الراتنجية الصمغية القارية البلسمية التي تنقل من الأشجار إلى الخلية ويحولها النحل إلى العكبر، هذا الكلام صحيح جزئياً، لكن إلى الآن لم يحدد المصدر الفعلي لهذه المادة.
عام 1907 قام الباحث الألماني (الدكتور كوستينماتشر) بإلقاء الضوء على أصل العكبر، حسب دراساته العكبر هو المادة الراتنجية البلسمية للغلاف الخارجي لحبة الطلع، وهو يصنع أثناء المرحلة الأولى من هضم حبوب الطلع في قسم خاص في القناة الهضمية بين المعدة والمعي الأوسط، الغلاف القاسي لحبة الطلع ينتبج إلى خمسة أضعافه بالماء وعصارات المعدة والأمعاء، ويتم تغيير قوامه بالإنزيمات الخاصة ليتحول إلى مادة صمغية مستكية، يتم لفظ هذه المادة على شكل قطرات صغيرة يتم تخزينها في الخلية.
المواد الموجودة بالتحليل المجهري للعكبر يوجد شعر نحل، أغلفة حبوب الطلع، أنزيمات ومواد أخرى، هذه المواد غير موجودة في الراتنج المأخوذة من الأشجار واللحاء والبراعم، كذلك لوحظ عند كثرة غبار الطلع ينتج كذلك الكثير من العكبر، كذلك عند وضع الخلايا بمناطق خالية من الأشجار والمصادر الراتنجية الأخرى استمر صنع العكبر في الخلايا، مما يؤكد ملاحظات الدكتور كوستينافتشر.
في حديقة للتجارب وضعت أوعية حاوية على أنواع مختلفة من الراتنجيات والبلاسم من أشجار الصنوبريات وغيرها وعلقت في مسار طيران النحل فلم يعرها النحل أي انتباه مع الاستمرار بإنتاج العكبر.
في الثلاثينات قام العالم فيليب بعرض نظرية أخرى عن المصدر المزدوج للعكبر وأكد على وجود نوعين من العكبر في الخلية، الأول يتم صنعه من غبار الطلع حسب أبحاث الدكتور (كوستين ماتشر) والثاني يصنعه النحل من إفرازات راتنجية خارجية، والنوع الأول هو الذي يساهم في لعب الدور الأساسي في الخلية حيث تغطى به الجدران الداخلية للخلايا والنخاريب حيث تضع الملكة بيضها وذلك يجعله منيعاً للميكروبات والفطريات والفيروسات، والنوع الثاني يلعب دوراً أقل أهمية كتدعيم النخاريب الشمعية وسد الشقوق وتثبيت الجزاء المتحركة والتحكم بقياس المدخل.
على كل حال، لا تزال هذه الأبحاث مبدئية ويجب قيام مشاريع مكثفة وجادة حول هذا الموضوع لأن العكبر هو خليط من المواد لا نهائي ولا يوجد له تركيب كيميائي (حسب ما أوضح ألين كيلاس في أكاديمية العلوم في باريس عام 1923.
العكبر هو مادة دبقة ذات لون بني غامق تحوي على عدد من الصبغات، رائحته مقبولة، وطعمه مر، تركيبه الكيميائي كامل غير معروف حتى الآن، ويظن أن تركيبه حسب منشأه عموماً يتألف من 50-70% راتنجيات وبلاسم، 30% شمع، (5-10%) غبار طلع، (8-10%) زيوت أساسية.
يمكن للعكبر أن ينحل جزئياً بالكحول، وبصعوبة يمكن حله بالماء، يحتوي في تركيبه على فيتامينات مثل الثيامين Thiamine، حمض النيكوتين Nicotinic Acid، طليعة الفيتامين A Provitamine، وسلسلة من المعادن النادرة: كالسيوم Calcium، بوتاسيوم Potassium، صوديوم Sodium، مغنزيوم Magnesium،  ألمنيوم Aluminum، فوسفات، Phosphhusus، السسليكات Silica، الفاناديوم Vanadium، والسترنتيوم Strontium، وتحت الظروف المناسبة لا يفقد العكبر خصائصه العلاجية وقوته حتى بعد مرور خمس سنوات، ولكن دائماً ينصح باستعمال العكبر الطازج لكون فعاليته أقوى.
ولا يوجد في العكبر أحماض نووية أو بروتينات أو هرمونات أو ليبيدات حسب التحاليل الجارية إلى يومنا هذا.
تم عزل المواد التالية والتعرف على بنيتها الكيميائية وذلك من بين المكونات العديدة للعكبر.
Acetatine
Cinnamic Acid
Vanilline
Chrysine
Cinnamic Alcohol
Galangine
Isovanilline
Cheniferide
Rhamnocitrine
Quercetine
Pinostopine
Caffic Acid
Tectochry. Sine
Pinocembrine (1970)
Isalpinine
Ferulic Acid (1973)
Pectolinarigenine
Sacuranetine
Benzoic Acid
Dimeth Flavonone Pendahy Droxy 7.4
Dimethoxy Flavone 5.7 Hydroxy 3.4
Dimethoxy Flavone 3.5 Dihydroxy 7.4
Dimethoxy Flavone 5 DIHYDROXY 7.4 (1969)
Pino Banksine 3 Acetate (1975)
Pino Banksine
Benzyl P Coumarate
إن حمض الكافيك والبينوسيمبرين والبنزيل ب كوماريت هي العناصر التي تعطي مستخلص العكبر خاصية المعطل الفطري.


القسم الثاني:
بعض إستعمالات النحل للعكبر


كتب البريطاني (م.ج. تورل): كيف يمكن لهذا العدد الكبير من الأفراد (يبلغ عدد أفراد طائلة النحل 50000 نحلة) أن يعيش في هذا الزحام ويعمل باستمرار دون أن يصاب بالمرض؟ كيف؟ كيف لا تصبح الخلية تحت هذه الظروف بؤرة للعدوى والأمراض ومسرحاً للميكروبات والبكتريا ومتحفاً للكائنات المجهرية، وذلك ضمن بيئة حرارتها تصل إلى 35 درجة مئوية ورطوبة تصل إلى 90% وهي أفضل بيئة لتطور كل أنواع الجراثيم والفطور والتعفنات، ومع ذلك يبقى جو الخلية خال من هذه الميكروبات، كيف يستطيع النحل الحفاظ على خليته خالية من الأمراض، كيف يستطيع النحل حفظ العسل لسنوات دون أن يفسد؟ الجواب هو العكبر.
فبجانب فوائد العكبر للإنسان فهو يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة وسلامة هذه المدينة (الخلية)، العكبر بلا شك مضاد بكتيري ومضاد فطري ومضاد حيوي، وتضع الملكة يومياً (3000) بيضة، كل النخاريب التي تبيضها مطلية بالعكبر، طبقة رقيقة منه تحمي النخاريب من الجراثيم، والميكروبات والعوامل الممرضة الأخرى.
عام 1964 أجرى الروسي (ج.ك. لييبوس) مجموعة من التحاليل أظهرت أن العكبر بالإضافة لاستعماله في طلي نخاريب الحضنة فهو يستعمل أيضاً في تقوية الأقراص الشمعية مما يجعل هذه الأقراص قادرة على حمل (12) كيلوغراماً من العسل وهذه  كفاءة عالية يصعب على الإنسان تحقيقها.
العكبر الموجود في الخلية لا يملك نفس قوام ورائحة المواد الراتنجية النباتية التي يجلبها النحل لو اصطدناه وهو طائر في طريقه إلى الخلية، هذا يثبت أن النحل لا يجمع هذا الراتنج كمادة جاهزة بل يجري الرتوش والتتمات بإضافة الإنزيمات والعصارات المعدية والإفرازات اللعابية وعمليات أخرى لم يتم اكتشافها بعد مثله كمثل العسل وغبار الطلع.
كذلك يستعمل النحل العكبر لتغليف الأعداء التي تدخل الخلية ويقتلها النحل باللسع وتكون الجثة أكبرأن من يستطيع النحل حملها، هذه الجثث تجف دون أن تتحلل وتفسد جو الخلية، إنها فعلياً محنّطة.
يوجد في آسيا نوع من النحل من سلالة APISFLOREA يتعرض لهجوم النمل، يستعمل النمل خطة ذكية ناجحة، يتجمع النمل حول الخلية كجيش مطوق حتى يصبح كل شيء حول الخلية أسود من كثرة النمل، وفجأة يبدأ هجوم النمل، طبعاً النحل الحارس يلسع النمل ويقتله إلى أن يموت ولكن بالتفوق العددي يقتله النمل ويدخل إلى الخلية بالآلاف ويحارب النحل الموجود في الخلية إلى أن يقضي عليه ويقتل الملكة ثم يأكل ويحمل إلى عشه كل شيء: اليرقات، العسل، النحل الميت... إلخ وقد تفلت بعض النحلات من هذا الهجوم وتهرب بعيداً يشلها الخوف وفقد الملكة وفقد دفء الخلية المنظمة لتموت لاحقاً.
لمقاومة هذا الهجوم تقوم هذه السلالة من النحل باستعماله استراتيجية خاصة، يضع النحل بقعاً من العكبر اللزج حول مدخل الخلية، شيئاً مشابهاً لمصائد الذباب اللاصقة التي يستعملها الإنسان، عندما يقترب النمل من الخلية يلتصق بهذه البقع وعندما تحاول نملات أخرى تحريرها تلتصق هي بدورها وهكذا حتى تصبح المنطقة كلها سوداء من جثث النمل الملتصق، ثم يقوم النحل بتلطيخ هذه الأكوام بمزيد من العكبر اللزج، ومع مرور الزمن تكبر هذه البقع حتى يصبح مدخل الخلية كفوهة بركانية غائرة بين هضاب العكبر المتصلب وأجساد النمل المحنّطة، يتم استهلاك هذه الأكوام العفنة من قبل يرقات دودة الشمع لاحقاً.
هذا التهديد النملي يحدث في كثير من البقاع في العالم وتموت مئات الخلايا سنوياً خصوصاً أن سلالات النحل الأخرى (الإيطالي، الكارينولي، القوقازي) لم تطور مثل هذه السلالات الدفاعية بعد، ربما التطور العلمي سيمكن المختبرات يوماً ما من إدخال هذه الصفات على السلالات الأخرى عن طريق هندسة الجينات!
لو تفحصنا بعدسة مكبرة قرص شمع يحوي على عسل غير مختوم، خصوصاً عند نضب مصادر الرحيق، نلاحظ آثاراً من العكبر على حواف كل نخرب هذا ما يفسر عدم فساد العسل الذي لم يكتمل نضجه وختمه، لو أخذنا هذا العسل من شمعه لتخمر سريعاً، هذا العكبر هو الذي يحمي النحل من الأمراض، قرص الشمع الطبيعي يحوي تقريباً (90-95%) شمع نقي، (5-10%) عكبر، (وذلك حسب ألين كايلاس في خطابه إلى أكاديمية الجمعية الزراعية الذي نشره البروفسور فايسر من متحف التاريخ الطبيعي عام 1944.
عند درجة الحرارة (10-13 درجة مئوية) يكون العكبر متماسكاً وهشاً، وعند درجة الحرارة (29.4 درجة مئوية) يصبح العكبر طرياً وقابلاً للطرق، وبين درجتي الحرارة (60-71 درجة مئوية) يذوب العكبر.
عند تسخينه في وعاء مزدوج ينفصل العكبر إلى طبقتين متميزتين، طبقة تبقى أسفل الوعاء ذات قوام لزج والطبقة الأخرى تطفو وهي ذات قوام سائل، والطبقة الطافية هي الشمع، أكثر الطرق فعالية لسحق العكبر هي تجميده لدرجات حرارة تحت الصفر ثم طرقه وهو متجمد.
يبقى العكبر مصدر إزعاج لمربي النحل، فهو يلتصق بالأيدي والقفازات والثياب،والعتلات، ويجعل كل شيء دبق ويعطل العمل مما يؤدي لخسائر مادية في الأماكن ذات الأجور المرتفعة، ولكن بعد أن أعيد اكتشاف العكبر يجب أن يصبح أكثر منتجات النحل قيمة، خصوصاً أن الطلب عليه يفوق العرض وكذلك كميات إنتاجه ليست كبيرة مقارنة بإنتاج العسل وغبار الطلع، وكذلك استخلاص العكبر من الخلية عملية شاقة، ربما مع الزمن عندما يدرك النحالون قيمته سيطورون وسائل علمية لجمعه بشكله النقي وبكميات وافرة، عندها يصبح العكبر بمتناول الجميع لاستخدامه في العلاجات المتعددة.


القسم الثالث:
الأدب الشعبي: استعمالات العكبر في الماضي والحاضر


منذ العصر الحجري قبل 15000 سنة خلت كان شهد العسل يجمع كغذاء وعلاج صحي، الرسوم على جدران الكهوف والصحف الطينية والحجرية أوضحت هذه الظاهرة، بالإضافة إلى كون العسل مصدر طاقة هائلة، فإن قرص الشمع يحوي إنزيمات مفيدة وآثار من العكبر في الأغطية الشمعية ذات قيمة طبية لا تقدر، فكما أن غبار الطلع هو إكسير الشباب الدائم، كذلك العكبر هو إكسير الصحة الدائمة.
العسل، غبار الطلع، العكبر معاً يعزفون سيمفونية متكاملة في أوركسترا الجسم البشري.

الحفظ والتحنيط:

وجد في أهرامات الفراعنة في مصر قرص عسل عمره يزيد على 4000 سنة، أي طعام آخر كان سيبقى ولو جزء من هذه المدة غير العسل؟ كيف حفظت مومياءات الفراعنة بهذه الدقة إلى يومنا هذا؟ الجواب هو العكبر.

طول العمر:

من نصائح العالم فيثاغورث (600 قبل الميلاد) استعمال العسل كحمية غذائية لطول العمل. العسل هو غذاء عالي الطاقة، العسل الخام بدون تصفية أو تسخين يحوي كنزاً من غبار الطلع، الغذاء الملكي، وبعض العكبر، كل هذه المكونات يقضي عليها تسخين العسل (من المواد الموجودة في العسل والتي يقضي عليها التسخين المضاد الحيوي INHIBINE والبقية الباقية من هذه المواد المفيدة تزيلها عملية تصفية العسل.
في معهد أبحاث طول العمر اكتشف الدكتور (نيكولاي تسيتسين) أن أغلب المعمرين الروس كانوا من مربي النحل، وكانوا من الفقراء، فبعد أن يبيعوا كامل إنتاجها من العسل يأكلون البقايا الحاوية على الأغطية الشمعية والكثير من حبوب الطلع والعكبر، وهذا هو ربما سبب طول أعمارهم.
4% من تركيب العسل غير معروف ولا يمكن تحليله بالأساليب المتاحة بالوقت الحالي مع كل التقدم العلمي الموجود، فكيف بنا أن نعرف التركيب الكامل لغبار الطلع والعكبر مع كل تركيبهما المعقد وحداثة استعمالهما من قبل البشرية.
في كتابه الضخم التاريخ الطبيعي المؤلف من (35) مجلداً خاض (بليني) بتعمق في دراسة العكبر وهو يميز بين ثلاثة أنواع من العكبر:
1-         العكبر الطلائي Commoosis (منه اشتقت كلمة cosmetic) أو طلاءات التجميل وهو العكبر الذي يدهن به النحل جدران وجسم الخلية كطلاء حافظ ومعقم.
2-                 العكبر الشمعي Pissoceros وهو المستعمل لسد الثقوب وتدعيم إطارات الشمع.
3-                 عكبر البروبوليس Propolis وهو حصن المدينة المستعمل لتضييق مدخل الخلية لمنع الدخلاء والأعداء من الدخول.
كذلك ينوه (بليني) في كتابه عن الاستعمالات الطبية للعكبر كتخفيف التورم وتسكين الألم وشفاء الالتهابات المستعصية. عموماً كل الكتاب العلميين القدماء بما فيهم (سيلسو) و(ديوسكوريدس) و(أرسطو) ذكروا العكبر في مؤلفاتهم وأوضحوا طرق استعمالهم كمرهم أو كمادات أو استنشاقه بشكله الغباري لمعالجة أمراض الفم والرئتين.

العطـور:

صنع قدماء الإغريق عطراً نفيساً يسمونه (بولي أنثوس) مصنوع أساساً من العكبر، حيث يخلط مسحوقه الدقيق مع المستكة والمطاط ولبنان جاوى وبعض النباتات العطرية ومن ثم حرقه على فحم متقد ليعطي عبقاً عطرياً جميلاً جداً.

تلميع الذهب:

كانت الحلي الذهبية وأوراق الذهب شائعة جداً بالعصور السالفة، كان يصنع لها ورنيش مؤلف من (100-150) غرام عكبر + (500) غرام كحول، يتم تحريكها باستمرار ثم تصفى بعد بضعة أيام ويطلى بها الذهب مما يكسبه لمعاناً وثباتاً.
كذلك ورد في مؤلفات أخرى عن استعمال العكبر المذاب في زيت التربنتين أو الكحول لطلاء أوراق الفضة والقصدير لإعطائها بريقاً ذهبياً.

تلميع الجلود:

استعمال العكبر في الولايات المتحدة الأمريكية لعدة سنين في صناعة الجلود لإعطاء الجلود لمعاناً متميزاً.

معالجة الزلاجات:

في منغوليا وسيبيريا استعمل السكان المحليون العكبر مذاباً في زيت الكتان أو زيت التربنتين لتغطيس زلاجاتهم مما يكسبها قوة تحمل للبرد وقساوة الثلج والجليد وتقلبات الطقس.

مقاومة الصدأ

يستعمل بعض مربي النحل محلولاً كحولياً للعكبر لتغطيس معداتهم وأدواتهم لمنعها من التآكل والصدأ ، المعادلة الجيدة لهذه الغاية 200 غرام من العكبر 400 غرام من شمع النحل، 400 غرام من زيت بذر الكتان.

الطلاءات:

العكبر كطلاء، كان دائماً مطلوباً في روسيا وتأتي شهرته بسبب لمعانه المميز وطول أجل المواد المدهونة به، وما زال مستعملاً حتى الآن في بعض أنحاء هذه البلاد، تركيبه كطلاء يتألف من: خمسة أجزاء من زيت بذر الكتان إلى جزائين عكبر وجزء واحد من الشمع، يترك هذا المزيج لعدة ساعات على نار هادئة دون أن يصل إلى درجة الغليان حتى ينحل الشمع والعكبر، ثم يترك لينضج لمدة شهر بعدها يصبح جاهزاً للاستعمال، تغطس الأخشاب فيه لمدة نصف ساعة ثم تفرك وتلمع بقماش صوفي، كان هذا الطلاء مادة تجارية غالية الثمن بين عامي1700 و1850.
حديثاً أظهرت الأبحاث أن أكثر آلات الكمان النفيسة في العقدين الماضيين (بما فيها الآلات التي صنعها الإيطالي ستواديفاري الشهير) كانت قد عوملت بالعكبر، أظهر التحليل المجهري لهذه الآلات وجود غبار الطلع، شعر نحل، قطع عكبر، وكان هذا الطلاء هو المسؤول أيضاً عن صوت هذه الآلات.
يمكن جعل الدهانات العادية أكثر صقالة وثباتاً بإضافة محلول العكبر، إذ يحل العكبر بزيت بذر الكتان بنسبة 1 عكبر إلى 5 زيت بذر الكتان، يحرك على نار هادئة حتى يذوب ثم يمرر على مرشح دقيق، يخلط هذا المزيد بنسبة 10-20% إلى أي دهان زيتي فيعطيه لمعاناً صقيلاً وثباتاً أطول.
عند حرق العكبر كبخور يعطي أريجاً محبباً والأبخرة تؤثر كمنبه ومنشط، يمكن توسيع الرائحة بإضافة أنواع من البخور مثل المسك ولبان جاوة وكذلك يمكن إضافة دقيق أخشاب الأشجار العطرية كالقرفة، القرنفل، السرو، الصندل، إضافة زيوت أساسية يضيف قوة إلى هذا المزيج، يمكن عجنه كقضبان بخور أو أقراص العكبر كبخور كان معروفاً منذ ما قبل التاريخ.

مرهم متعدد الاستعمالات:

أكثر الطرق فعالية وشمولية لاستعمال العكبر هي المحلول الزيتي للعكبر، تختلف النسب حسب اختلاف الحالة، الأساس هو جزء عكبر إلى جزأين زيت، يمكن استعمال أي زيت (زيت السمسم، زيت الزيتون، زيت الذرة، زيت الفول السوداني، زيت عباد الشمس...ألخ) ويفضل استعمال زيت اللوز الحلو إذا لم يكن غلاء سعره مهماً، بضع قطران زيت عطري (ورد، بنفسج، خزامى) تعطي رائحة الأساس وتجعل المزيج أقرب إلى مستحضرات التجميل.
يجب أولاً سحق العكبر أو تقسيمه لقطع صغيرة جداً، يضاف إلى الزيت ويحرك باستمرار لبضعة أيام، ثم يسخن المزيج في وعاء مزدوج حتى يذوب ويتجانس، بعدها يمرر على قطعة قماش سميكة حيث يمر الجزء الذائب عبرها وهو الجزء الصالح للاستعمال، يسمى هذا المزيج (المعالجة رقم واحده) ويمكن استبدال الزيت بالزبدة أو الزبدة النباتية أو مركبات بترولية كالفازلين إذا رغب بالحصول على مزيج أكثر صلابة.

مراهم التجميل:

يمكن إضافة المستحضر المذكور أعلاه وإضافته إلى مراهم الوجه بنسبة 10% وتحريكه بشدة كي يختلط مع المرهم التجميلي، هذا المزيج يطور الفاعلية التجميلية للمرهم خصوصاً للبشرة الجافة وكثيرة التجاعيد، كما يمكن استعمال المستحضر لوحده.
اقترح المؤلف على امرأة كثيرة تجاعيد الوجه استعمال هذا المستحضر، وبعد عدة أشهر اختفت أكثر التجاعيد وبدا وجهها أكثر نضارة وشباباً، ولكن هذه الوصفة قد تكون مزعجة للبعض حيث يجب دهن الوجه كلياً بالتركيبة وتغطيته بقناع وتركه طوال الليل.

إعداد الشعر

عند معالجة الشعر بالعكبر تتوقف الحكة وغالباً تتوقف القشرة، وبزيادة نسبة الزيت إلى التركيب تتشكل طبقة واقية للأشعة الفوق بنفسجية مما يحمي من حروق الشمس والتقرحات وغالباً سرطان الجلد، ويعطي الشعر مظهراً طبيعياً، العكبر مادة مجددة ومضاد فطري، معطل فيروسي، مضاد ميكروبي.

العكبر والتدليك بالزيت

لمساجات الزيت تضاف تركيبة (المعادلة رقم واحد) بنسبة (30) غرام إلى (500) غرام زيت مساج نظامي وتحرك حتى يتجانس الخليط (يمكن استعمال خلاط) ثم نضيف إلى الخليط عشرة أو عشرين نقطة من زيت عطر الخزامى لإعطاء رائحة منعشة مما يولد نشاطاً أكثر، وتتشارك خواص العكبر كمجدد مع الأثر المنشط لزيت المساج والفاعلية كمؤكسد لزيت عطر الخزامى، الذي هو أحدث ثلاث زيوت طبيعية مؤكسدة.


القسم الرابع:
الخصائص الطبية للعكبر


منذ آلاف السنين ما قبل التاريخ عرفت منتجات النحل واستعملت للتداوي، استعمل العكبر لعلاج الجروج على شكل مسحوق أو ممزوجاً بالدهون والزيوت، استعمل لشفاء الإنتانات والالتهابات، لبخة العكبر تساعد على تخليص الجروح من الأجسام ا لغريبة وتسرع عملية الشفاء، أيضاً استعمل العكبر داخلياً لعلاج المشاكل المعدية والمعوية ومشاكل الكلى، كل ذلك دون معرفة أن سبب أغلب هذه العلل هو عضويات مجهرية، جراثيم، ميكروبات، متحولات، وفيروسات. وجاءت الأبحاث العلمية وأكدت على الخصائص العلاجية للعكبر وأظهرت أن للعكبر خصائص كقاتل للجراثيم، مضاد تسمم، مضاد التهاب، مجدد، ومسكن واستعمل في علاج حالات فشلت الوسائل العادية في شفائها، العكبر كدواء شافٍ له باع كبير، سنذكر هنا بعض الحالات:

معالجة الجروح:

أثناء الحروب في جنوب إفريقيا استعمل العكبر بشكل خاص على الجروح وأعطى نتائج ممتازة، كان يمزج مع دهن الخيار (الفازلين) ويسمى هذا الخليط Propolis Vanogen واستعمل كذلك في المداخلات الجراحية، مئات الجنود الجرحى في تلك الحرب يدينون بشفائهم إلى العكبر.
حالة أخرى شبيهة في الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب العالمية الثانية وبمبادرة من الدكتور خاندروس استعمل العكبر تجريبياً في عيادتين جراحيتين في مدينة سفيردلوفسك لعلاج جروح الجنود كمرهم وأعطى نتائج ممتازة، ولكن توقف استعمال هذا المرهم عند انتهاء الحرب.
كذلك في الاتحاد السوفييتي استعمل الدكتور (ك. كابترخيما نوفا) مرهم العكبر بنجاح في علاج تموت النسيج (الغنغرينا الجافة) على حيوانات المزرعة وكان أفضل مزيج استعمل لهذه الغاية هو (1.5) جزء زيت عباد الشمس إلى (1) جزء عكبر، كذلك تجارب الطبيبان: الدكتور (ن. تويوروفا) والدكتور (ك. تويورينا) حيث أظهرت أثر ضماد العكبر في علاج تموت النسيج عند الأبقار حيث تم الاستغناء عن عملية استئصال النسيج المتموت.

أمراض الفم والبشرة:

قام العالم الروسي الدكتور (موتشنيك) عام 1964 بتجربة أثبتت أن المستخلص المؤلف من 4% عكبر يعتبر مسكناً قوياً، يستعمل الآن العكبر في العيادات كمسكن موضعي كونه أقوى من المخدرات الموضعية الأخرى، واستعمل بنجاح على أمراض الفم والأسنان واللثة. التقرحات الفموية والفطور وكذلك أمراض التآكل الدرمية. عولجت أغلب الحالات بنجاح باستعمال محلول العكبر بنسبة 4% مع مراهم تركيبها عكبر، خاصية العكبر كقاتل بكتيري أعطت فوائد في علاج استسقاء الغدة الدرقية، الدمامل وأمراض الجلد، استعمل مرهم مركب من 20% زيت أو لانولينأو فازلين مع 15% عكبر، استعمال هذا المرهم مستخدماً الزيت كأساس أعطى نتائج جيدة على أمراض الصدر عند النساء المرضعات.


القسم الخامس:
العكبــر والصحــة


عام 1966 قام الباحث المعروف والمميز البروفيسور ريمي شاوفين بإجراء أبحاث على البكتيريا المتطفلة على الحشرات، وبعد تجارب متعددة اكتشف أنه بعكس كل الحشرات فإن النحل يخلو من البكتيريا، الخلية العادية حجمها صغير ويبلغ حوالي نصف متر مكعب وكثافة سكانية تصل إلى 50000 وذلك يعني أن أي جائحة إنتانية سوف تتسبب في كارثة، إن الخلو المميز للنحل من البكتيريا هو الذي سمح ببقاء النحل منذ حوالي 60 مليون عام إلى الآن رغم أعدائه الكثيرون (الدببة، الطيور، النمل، العناكب، فأر الشجر الأمريكي، السحالي، الضفادع.....الخ) كذلك لم يعانِ النحل تطوراً خلال تلك ملايين السنين كما اكتشف الدكتور (ك.ل. أكارد) من الدانمارك وكتب ذلك في كتابه (العكبر مصدر الصحة) وهذا الكتاب متوفر بعدة لغات.
هذا الثابت في النحل كان له تأثير كبير على المملكة النباتية التي كانت ستعاني اختلافات جذرية لولا وجود هذا الوسيط الملقح للأزهار، مناعة النحل للميكروبات قادت لقيام أبحاث مطولة، كانت نتيجتها أن النحل المعروف بـ APIS MELIFICA يصنع سبعة أنواع من المضادات الحيوية في العكبر، وهي المسؤولة عن حماية النحل وخليته ومنتجاته ضد العدوى والأمراض.
يقول الدكتور أكارد (أصبحت نحالاً بالصدفة بعد أن أهدى لي أحد أصدقائي خلية نحل، بعد سنتين أصبحت أملك ستة خلايا، في عام 1967 حدثت لي حادثة كانت نتائجها وعواقبها مفاجئة، كنت أعاني من التهاب بلعوم لعدة أيام ودعيت إلى حفلة، ساء التهاب بلعومي لدرجة لم أعد أستطيع الأكل أو الكلام، عدت إلى منزلي متأخراً هذه الليلة وحرارتي مرتفعة (40 درجة مئوية) وقد تورم بلعومي، قررت يومها أن أجرب العكبر، طحنت قليلاً منه في الهاون، وخلطلت المسحوق مع ماء فاتر وصفيته بمرشح ورقي، تغرغرت بهذا الماء عدة مرات وشربت الماء الباقي وذهبت إلى النوم، في الصباح كان الألم والتورم قد زالا نهائياً، استنتجت عندها أن للعكبر خاصة مضاد حيوي كي يتمكن من شفاء حالة كهذه خلال ستة ساعات، أخبرت أصدقائي بهذه الحادثة وبعد حوالي أسبوعين علمت بصديق لي جرب هذا العلاج وشفي، وانتشر الخبر كالبركان في البلدة، كتبت الصحف عنه أيضاً، بسبب ندرة العكبر وقلة إنتاجه، حيث تعطي الخلية بضع مئات من الغرامات كل عام اضطررنا لعقد مؤتمر ندعو من خلاله كافة مربي النحل بالجوار لإنتاج العكبر كي يستطيع الناس استخدامه.
عام 1973 قامت تجارب في السويد عولج من خلالها 16000 شخصاً، وفي عام 1974 عولج حوالي 50000 شخصاً. العكبر لا ينحل بالماء ولكن يبدو أن القسم الصغير الذي يذوب أو يبقى معلقاً هو الذي يسبب الشفاء، هذا التركيب سهل التحضير وآمن جداً، حيث تم استعماله في حالات التهاب العيون بنجاح جيد وهو الآن يستعمل في علاج أمراض الأذن والأنف والحنجرة بعد أن ثبت أمانه وفعاليته في كثير من المستشفيات.

السرطان:

هل يشفي العكبر من السرطان؟

لنبدأ بهذه الحالة الناجحة التي نشرتها الصحف المحلية في ألمانيا عام 1973، مريض يعيش في مدينة بيرمن عمره 42 عاماً، شخصت حالته بسرطان ويجب أن تجرى له عملية جراحية، وبعد شفاء جرح العملية عولج على مدة 36 جلسة بأشعة الكوبالت ثم تم تخريجه من المشفى، يقول هذا المريض بأنه لم يكن يستطيع أكل أي شيء سوى الأطعمة السائلة وكانت قواه خائرة، خسر من وزنه كثيراً حتى أصبح يزن 49 كيلوغراماً، فمه ممتلئ بالقروح، بعد ثمانية أشهر ساءت حالته وقرر الأطباء إجراء عملية أخرى، بعد فشل كل العقاقير الطبية، قبل العملية بستة أيام اقترح عليه أحد الأصدقاء أن يجرب العكبر حيث حصل عليه وبدأ باستعماله، وعند فحصه قبل العملية وجدت التقرحات والإنتانات الحاصلة من العملية السابقة قد جفت وأمكن إزالتها بمقص دون ألم، أصبح إجراء العملية غير ضروري، توقف المريض بعد ستة أشهر عن أخذ العكبر، ظهرت عنده تورمات في البنكرياس، العلاج التقليدي بالكيميائيات والأشعة لم يجدِ، فعاد إلى استعمال العكبر، عندها عادت له قواه واستعاد وزنه، وكان تحسن حاله مفاجئاً للأطباء، استمر المريض بأخذ نصف ملعقة من العكبر يومياً بشكل دائم.

ولكن ما هو السرطان وما الذي يسببه؟

كل إنسان منذ نعومة أظفاره يملك في جسده سلسلة طويلة من الخلايا، من بين هذه الخلايا خلايا تسمى (الجذعات) أو أرومات اعننائية أولية (Trophoblast) طالما هذه الأرومات تدور في دورتنا الدموية فلا تشكل أي ضرر لكن عندما تغادر هذه الأرومات المجرى الدموي وتعشش في مكان ما تبدأ المشكلة، حيث تبدأ هذه الخلايا بالتكاثر والتضاعف مشكّلة ورماً خبيثاً.
وحسب أحد النظريات المقبولة هذا هو السرطان.
عندما تكون أنزيمات الجسم (كالكيموس المسمى كيموتربسين) بحالة فعالة وجيدة فإنها ستجد هذه الأعشاش وتخشبها ثم تأتي الخلايا البالعة لتزيل هذا الحطام المتخشب، هذا عندما يكون النظام الإنزيمي في الجسم بحالة جيدة وفعالة، وإلا فإن السرطان سينتشر.
الشيء المؤسف في هذه القصة هو أن العملية البيولوجية تتطور دون إحداث آلام أو أعراض لتنذر بحدوث مشكلة ما، كذلك تشعب الخلايا المتنكسة يحدث ببطء وذلك حسب مقاومة الجسم، وأحياً تنتشر بسرعة انفجارية، نقص هذه الإنزيمات في الجسم هو الذي يجعل الإنسان ضحية للسرطان، هذا الشيء تم إثباته في معهد (سولان كيتيرينغ)، متطوع مجهول الاسم من سجن ولاية أوهايو الأميركية تم له زرع أو تلقيح بتورم لحمي (ساركوما)، كذلك تم زرع هذا التورم بعدة مرضى بالسرطان، لم يصاب السجين بالسرطان ولكن مرضى السرطان قبلت أجسامهم الساركوما ونمت وكبرت، بالأصل هذا هو سبب إصابتهم بالسرطان، عدم وجود الأنزيمات اللازمة لمحاربة هذه الخلايا بينما لم يحدث ذلك في جسم الإنسان المتطوع الذي يملك نظام إنزيمي جيد.
عوامل أخرى تزيد من القابلية للتسرطن منها اضطرابات الغدد الصم، تدخين التبغ، شرب الكحول، التعرض لأبخرة بترولية، بعض أنواع الدهون المشبعة، التعرض للإشعاعات الضارة (تحت الحمراء، فوق البنفسجية، أشعة X)، الملونات والأصبغة الصناعية، القلق النفسي والعواطف المهتزة، الحميات الغذائية الغير متزنة، قلة الراحة وعدم الهدوء النفسي، كل هذه العوامل هي عوامل مؤهبة لبدء المشكلة، العكبر لا يشفي .
يوجد بين أيدينا سلاح قوي اسمه العكبر لطالما حقق المستحيل، إنه يجعل حياة الفيروسات والذيفانات والمسرطنات مستحيلة، السرطان هو ضريبة الحضارة، فالشعوب البدائية البعيدة عن الحضارات هي شعوب خالية من السرطان غالباً، لذا يجب تعليم أنفسنا كيف نحيا ونفكر بالطرق الصحيحة والصحية، الغذاء الطبيعي المتوازن، ممارسة التمرينات الرياضية... بالإضافة لتعاطي العكبر، السرطان ليس بقاتل أكثر من الأمراض الأخرى، يمكن استخدام طاقتنا العقلية لتنظيم حياتنا وجعلها متوازنة، وننظم غذائنا ليكون صحي وطبيعي، عندها يمكننا توقع الفوائد من استعمال منتجات النحل من العسل والغذاء الملكي إلى العكبر وحبوب الطلع.
تذكر أن مربي النحل يملكون مناعة ضد السرطان!!

العكبر وأمراض الفطور الجلدية
(قدم الرياضي)

فعالية العكبر كمضاد فطري معروفة ومثبتة، تم اختبار آثار العكبر على أشخاص مصابين بآفات فطرية، كانت النتيجة على 80% منهم إيجابية حيث خمدت الفعالية الفطرية خلال بضعة أيام، استعمل للعلاج العكبر بزيت عباد الشمس بنسبة جزء عكبر إلى جزأين زيت، يمكن أيضاً استعمال هذه التركيبة كوقاية من الآفات الفطرية وكقاتل للجراثيم التي تصيب الأقدام، وهو بقوامه الزيتي يخفف الاحتكاك على القدمين أثناء المشي والوقوف المطول، وكذلك عند لبس أحذية قياساتها غير مناسبة. هذه التركيبة تحافظ على مرونة المسام الجلدية، ترطب الجلد وتؤخر التعب كما أنها تمنع الإصابة، قد يعترض البعض على هذه الوصفة بسبب كونها ذات أساس زيتي، يمكن عندها استعمال مسحوق العكبر مع بودرة التالك(Talkum Powder) أو طحين الرز أو النشاء أو مزيج من كل ذلك، كذلك يمكن إضافة 2% حمض Undecylic Acid إلى 5 أو 10% من مسحوق العكبر.

آثار العكبر على الميكروبات (بما فيها يرقات العصيات)

أجريت في الولايات المتحدة سلسلة من الأبحاث قام بها الدكتور ليندنيفيلسر) لاختبار حساسية 80 نوعاً من العضويات المجهرية عند تعرضها لمستخلص من العكبر، واكتشف أن العكبر يتصرف كمضاد حيوي على الميكروبات والفطور. كل البكتيريات موجبة الغرام والمقاومة للحموضة حساسة جداً لمستخلص العكبر، أكثر البكتيريا حساسية للعكبر هي يرقات العصيات Bacilli Larva كذلك مرض تعفن الحضنة الأمريكي الذي يخشاه أغلب النحالين أمكن علاجه بمستخلصات عكبر عالية التركيز حيث فشلت الجرعات المخففة في علاج الخلايا المصابة.

(بروبوليس - 30) دواء رسمي في الاتحاد السوفييتي:

تم صنع هذا الدواء في معمل المنتجات الصيدلانية والكيميائية في تالين، وينصح باستعماله كعلاج موضعي للاستعمال الخارجي في علاج أمراض الأكزيما المزمنة، الأمراض الجلدية ذات المنشأ الفطري، الحروق ومشاكل جلدية أخرى، كانت توصف المقادير العلاجية من قبل الأطباء ويتم استعماله حسب هذه الإرشادات، يمكننا اليوم استعمال الوصفات الذي يدخل في تركيبها العكبر كأي دواء علاجي آخر ذو طبيعة مشابهة.

أمراض الفم والرأس:

أفضل طريقة لاستعمال العكبر لأمراض الفم والرأس والقناة الهضمية هو مضغه ، فعند تماس العكبر مع أنزيمات اللعاب يتحرك منه خلال دقائق مضادات حيوية قوية، تزداد فعاليتها برطوبة وحرارة الفم، عند مضغ العكبر يصبح لزجاً وتلتصق أجزاء منه على الأسنان مما يعطي تأثيراً طويل الأمد على ميكروبات اللثة والأسنان، يجب التوقف لبضع ساعات عن هذه العلكة لمنع حدوث الحرقة في الفم ثم متابعة مضغها حتى يتحلل العكبر عندها يمكن بلعها، وكلما مضغت العلكة أكثر ازدادت سرعة وفعالية العكبر، يجب استعمال ما بين 1 إلى 3 غرام يومياً، يمكن استعمال العكبر المسحوق بأخذ ملعقة شاي مستوية بعد الوجبات، بالإضافة للمعادن والفيتامينات الموجودة في العكبر فإنه يعمل على تنظيم التوازن الهرموني في الجسد ويحفز المقاومة الطبيعية للجسم ضد الميكروبات والعضويات المجهرية فهو يشل ويقتل بطاقته المضادة للبكتريا هذه البكتريات والعضويات، وإذا وصف العكبر من قبل طبيب فيجب اتباع إرشادات الطبيب بدقة خصوصاً إذا تم تعاطيه مع أدوية أخرى.
عند بدء العلاج بالعكبر يجب توخي الحذر من حصول أعراض تحسس مع أنه نادراً ما يحدث ذلك، فيجب البدء أولاً بتعاطي كميات قليلة مساءً قبل النوم، إذا لم تحدث في الصباح أعراض مزعجة فعندها يمكن الاستمرار بتعاطي العلاج.
لم يكن الدكتور (جارفيس) يعرف عن خصائص العكبر العلاجية عندما نصح في كتابه (الطب الشعبي) بمضغ الأغطية الشمعية (القشادة) لعلاج الجيوب، عندما يملأ النحل نخاريبه يقوم بختم العسل بمزيج من الشمع والعكبر وذلك لحفظ العسل، هذه الأغطية الشمعية باحتوائها على العكبر تحوي إنزيمات قوية تجعلها فعالة على الجيوب ومناطق الرأس الأخرى والأسنان واللثة والحلق والآذان. وغالباً يتم شفاء هذه الأعضاء بتأثير العكبر خصوصاً عندما يكون سبب المرض عضويات مجهرية، هذه الأمراض يتم شفائها عادة بفترة زمنية تتراوح من بضعة ساعات إلى ثمانية أيام.

أمراض الكلى:

أظهر العكبر عند إضافته للطعام على شكل مسحوق نتائج إيجابية في 97% من حالات الإصابات الكلوية والأقنية البولية بشكل عام (الكلية، المثانة، البروستات والأعضاء التناسلية) بالإضافة إلى الأمراض المعدية المعنوية الناتجة عن ميكروبات وفيروسات وفطور، ولكن بالرغم من أن العكبر غير مؤذٍ، يجب الإشارة بأنه قد يسبب التخريش والإسهال إذا تم استعماله بكميات كبيرة، لذا يجب عند تحسن الحالة المرضية إنقاص الجرعة إلى النصف بعد مرور أربعة أو خمسة أيام، يمكن أخذ العلاج لمدة شهر، بعد 14 يوماً تنقص الجرعة إلى النصف، ثم إلى الربع بعد مرور عشرين يوماً.

مزيل للروائح (النفس الكريه Halitosis، الجروح المتقيحة النتنة

(إعداد الدكتور بريسيتتش من الاتحاد السوفييتي)
الروائح الكريهة لها تأثير سلبي على الناس وتحرض على الاكتئاب، وتجعل هؤلاء الأشخاص انعزاليين مبتعدين عن المجتمع، ومن المهم لهؤلاء الأشخاص إدراك مزيلات الروائح وكيفية العلاج بها.
لتأكيد فعالية العكبر كمزيل للروائح أجريت عدة تجارب حيث وضعت مواد ذات روائح نتنة في محلول  العكبر، حوت تلك العينات قطع لحم نتن بوزن نصف غرام لكل عينة، تم تشكيل 20 عينة، وعولجت هذه المواد بالعكبر قبل يوم من التجربة، تم ترقيم العينات وعرضها على عشرة أشخاص يملكون حاسة شم طبيعية، كانت النتيجة أن العكبر أفنى الروائح الكريهة، (كذلك الكحول يملك هذه الخاصية ولكن بشكل أضعف من العكبر) يمكن أن نعزو الخاصة المزيلة للروائح كون العكبر مثبت وقاتل بكتيري، وكذلك إلى رائحته البلسمية القوية نسبياً.
ملاحظة: أثبت المرضى الذين يشكون من أمراض تسبب روائح نتنة وكريهة أن للعكبر كمحلول كحولي قوة في إزالة الروائح.
عام 1955 كتبت مجلة النحل الأمريكية Gleanings In Bee Culture أن الاسترالي (البين جينكو) قد سجل براءة اختراع لعملية إضافة محلول العكبر الكحولي لمعجون الأسنان والغسولات الفموية لرفع خاصية التطهير وإزالة الروائح لهذه المعاجين والغسولات.


القسم السادس:
الإعداد الطبي للعكبر

نتائج الأبحاث الكيميائية والحيوية على تركيب العكبر في السنوات الماضية أوضحت أن العكبر معطل وقاتل بكتيري مضاد للحمات والفيروسات، معطل وقاتل فطري، مضاد للتحسس يساعد في عمليات ترقيع الجلد، منشط حيوي، ومخدر موضعي.
كل هذه الخواص جعلت الأخصائيين ومصنعي الدواء متشوقين إلى تصنيع هذا الدواء في التراكيب العلاجية والتجميلية.
في الاتحاد السوفييتي وفي رومانيا أنتجت هذه الأدوية التي يدخل في تركيبها العكبر نذكر منها الدواء الرسمي (بروبولان) الذي يصنع في ليتوانيا ويستعمل على الحروق المفتوحة من كافة الدرجات، وكذلك يستعمل لعلاج الأماكن التي أخذ منها الجلد لعمليات الترقيع، يتم استعماله في بخاخات مضغوطة، بعد بخ الجزء المصاب تتشكل بسرعة طبقة رقيقة، تقوم هذه الطبقة بحماية الجلد المحروق من الإصابة بالالتهاب، والعكبر كمادة مضادة للبكتيريا فهو يطهر ويسرع عملية الشفاء، ساعد دواء (البروبولان) في سرعة ترميم الجروح وسرعة ظهور الظهارة مما ساعد على الشفاء خلال أسبوع واحد، وهذا أسرع من الطرق التقليدية، كذلك كون العكبر مخدر فهو قد ساعد كثيراً على تخفيف الألم أيضاً.
الدواء الآخر المركب من العكبر هو (فاييفا) وهو أيضاً على شكل بخاخات مضغوطة وهو يستعمل مطهر للتجويف الفموي وإزالة الروائح الكريهة الناتجة عن إصابات الأسنان واللثة والحلق وكذلك يستعمل لعلاج علل القناة الهضمية وكمزيل للروائح الناتجة عن أكل (البصل والثوم والتدخين...)، الأخرى دواء يتركب من محلول العكبر مع العسل بتركيز من 1% و5% ولوحظ بعد استعماله لمدة سنة تحسناً عاماً في صحة الناس المستعملين له وذلك بسبب الفوائد المشتركة للعسل والعكبر.
دواء (أليوم بروبوليس) يتكون من عشر أجزاء زيت الزيتون مع جزأين عكبر ويستعمل لعلاج بعض الأمراض الجلدية.
(أكوابروبوليس) أو ماء العكبر هو دواء يستعمل كغسول فموي لبعض الأمراض ويتركب من ماء وعكبر مسحوق وله طعم مر، ويوجد أيضاً مستحلب لأمراض الأذن والأنف والحنجرة.
يوجد في رومانيا مستحضر يسمى (فلورال) يستعمل كمعجون أسنان ويتركب من ماء ومحلول كحولي للعكبر مع زيت القرفة والنعنع والقرنفل والكافور، وهو ذو خواص مطهرة ومخدر موضعي، وتماسه مع الغدد الفموية يؤدي إلى الشعور بالبرد ويزيل الروائح الكريهة ويحرض على إفراز اللعاب، ولكونه مضاد بكتيري فإنه يمنع تخمر وتحلل بقايا الطعام بين الأسنان ويخدر آلام الأسنان والفم، هذا الدواء يأتي بشكل مركّز حيث يضاف منه أربعون نقطة إلى كأس ماء، لكون المحلول الكحولي للعكبر غير ذوات في الماء فيجب رجه جيداً للحصول على مستحلب يغسل به الفم.
نتائج استعمالات مستحضرات العكبر أكدت كيف يخدم العكبر في الحفاظ على الصحة كعقار ودواء، هذه الأبحاث التي قامت في العقدين الماضيين هي مجرد خطوة أولى، فما زال استعمال العكبر في الطب البشري والبيطري قليل إلا في بعض الدول كروسيا ورومانيا والدول الإسكندنافية وبعض أجزاء بريطانيا وفي فرنسا. يجب أن نأخذ العكبر على محمل الجد ونحاول إنتاج تركيبات مماثلة أو أفضل حتى يمكننا التنافس في هذا المجال مع الدول الأخرى.

التسمم بالرصاص:

هل تخيلت ارتفاع مليون برميل من النفط لو وضعت فوق بعضها، ما يزيد على 900000 متر أو أعلى من قمة إفرست بـ 170 مرة.
العالم اليوم يستهلك أكثر من 75 مليون برميل نفط يومياً، كم يصل ارتفاعها؟ كم تزن؟ فضلاً عن أنواع الوقود الأخرى المستخدمة كالفحم الحجري والنباتي والغاز.
الليتر الواحد من البنزين يستهلك من الأوكسجين ما يعادل خمسة أمتار مكعبة، نستطيع الآن تقدير مستوى التلوث الذي يعانيه جونا، هل سيبقى في الجو أوكسجين لحرق الوقود الذي يستمر الإنسان باستخراجه من باطن الأرض يومياً؟ لقد وصل مستوى حمض الكربون في الجو إلى 16%!!!
لتأكيد مستوى التلوث الذي نعانيه نسافر إلى إفريقيا، إلى مدينة (ماتوس) في روديسيا وهي بقعة معزولة في الجبال على ارتفاع 1220 متر عن سطح البحر وأخذ عينات هواء لتحليلها، لوحظ حول هذه الجبال بعض الضباب الدخاني أزرق اللون، ونرحل إلى جبل (بارنيس) في اليونان ومن على نفس الارتفاع 1220 متر عن سطح البحر، نفس طبقة الضباب الدخاني الرمادي المزرق شوهدت بوضوح طوال اليوم، في الصباح تختفي مدينة أثينا نهائياً وراء غمامة سميكة من الدخان الناتج عن وسائل المواصلات، نفس المنظر يمكن رؤيته في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا من على ارتفاع 1520 متر وفي غواتيمالا من على ارتفاع 2420 متر، التلوث الجوي منتشر في كل العالم ويزداد سوءً يوماً بعد يوم!
حسب الإحصائيات نستهلك سنوياً 40 مليون طن من الرصاص سنوياً، قسم كبير من هذا الرصاص يذهب إلى الجو عند احتراق البنزين الحاوي على الرصاص، التسمم بالرصاص أصبح حالة منتشرة عالمياً في يومنا هذا وتزداد بشكل كبير، الدهانون، عمال السباكة، عمال صناعة الزجاج، عمال الطباعة، عمال تبييض النحاس بالقصدير، عمال صهر المعادن... كل هؤلاء معرضون بشكل مباشر للرصاص كذلك يتم استنشاق الرصاص عند تفاعل الأحماض مع القصدير وعند التعرض للحام المعادن، أغلفة الكروم التي تغلف بها الأطعمة والحلويات، المطاحن الحاوية على رصاص في معادنها، المشروبات الكحولية، الماء الموصل بأنابيب رصاصية.
التسمم بالرصاص قد يكون مميتاً خلال أسبوع، وقد يتطور ببطء وتريث لمدة (40-50 عاماً) أعراض التسمم تشمل: اضطرابات معدية ومعوية، طعم حرقة في الفم، العطش، الغثيان والتقيؤ أحياناً، مغص، إسهال أو إمساك، هذه أغلب الأعراض الناتجة عن تراكم الرصاص في الأمعاء، الأعراض الأخرى تشمل ألم وقساوة في الأرجل، فرط الحس في الدار الظهري.
النبض يصبح شديداً تارةً وبطيئاً تارة أخرى، هبوط في خضاب الدم والكريات الحمر، الكريات الحمر تصبح قعرة وتصطبغ بالأساس، من الشائع أيضاً تشكل النوى من الخلايا الحمر حتى في الحالات المتوسطة الشدة يتضخم القلب ويستدل على ذلك من ضربات الوتين عالية الصوت، تتصلب الشرايين وتسبب حدوث ذبحة صدرية، يحدث أيضاً التهاب بعضلة القلب وعدم انتظام بعمله، الكلى أيضاً تتصلب وتلتهب، النقرس وأمراض الأعصاب هي أعراض متأخرة، ضمور عضلي ومغص (عقال) والشلل ظهر في 55% من الحالات، التهابات في النخاع الشوكي السنجابي (يمكن تشخيصها عند التشريح) تراكم الرصاص في المخ يسبب اختلال عقلي كاذب، وشلل، (25%) من الحالات الدماغية مصيرها الموت.
كلنا نستنشق الهواء الحاوي على الرصاص من السيارات والمصادر الأخرى، وكلنا معرضون لدرجة ما إلى التسمم بالرصاص بحسب شدة التلوث في منطقتنا، الرصاص مادة تراكمية تتراكم في أجسادنا في الأنسجة يوماً بعد يوم!!
كمعظم المدن الكبيرة في العالم كذلك مدينة أثينا فى اليونان من المدن المكتظة بحركة وسائل المواصلات بحيث أنك تستطيع المشي أسرع من السيارات أثناء زحمة السير، والدخان يكون خانقاً أثناء الزحام وكذلك البنزين المستعمل في اليونان يحوي على الرصاص، العيون تدمع في الزحام من كثرة الدخان، تحت هذه الظروف يجب أن يعاني سكان أثينا من أعراض التسمم بالرصاص، ولكن وجد أن هؤلاء السكان لديهم أخفض معدل تسمم بالرصاص، السبب هو عادتهم بشرب مشروبهم الشعبي المسمى ريستينا، السر في هذا الشراب هو الراتنج الطازج المأخوذ من أفرع شجر الصنوبر، الراتنج شره للرصاص وكذلك الزئبق، الرصاص المستنشق من الهواء يتفاعل مع الراتنج ويتشكل عنه مركبات غير مؤذية يتم طرحها عن طريق البول قبل أن تترسب في الأنسجة وتشكل أذى غير قابل للشفاء في الأعصاب والمخ وسائر أعضاء الجسم.
إذا كان الراتنج المستخدم في أشجار الصنوبر يتفاعل بهذه القوة مع الرصاص، فتخيل القوة التي يملكها الراتنج النحلي (العكبر) الذي بالإضافة لاحتوائه على الراتنج والبلاسم به الكثير من المواد المجهولة إلى الآن وبه مضادات حيوية ومواد مقوية يمكن أن يشفي الكثير من العلل كقرحات المعدة، الاثني عشر، كذلك قتله للميكروبات والفيروسات والفطور الممرضة في الجهاز الهضمي أو الجهاز الدموي، يزيل العكبر الروائح الكريهة ويسكن الآلام والتهيجات الداخلية، كذلك يشفي التقرحات الغير متوقعة التي يسببها النظام الطعامي السيء والأطعمة المحفوظة والضغط النفسي، يعطل ويقتل الميكروبات والفيروسات والفطريات، يعطي فرصة للجسم لمقاومة المرض، يعمل كمنبه أقوى من القهوة إذا أخذ بكميات كبيرة، ومهدئ إذا أخذ بكميات أقل (ملعقة واحدة فقط)، أليس لغبار الطلع أيضاً خواص مضادة فهو ملين في حالات الإمساك ويساعد على إيقاف حالات الإسهال!
ماذا عن النحل؟ أحياناً يمكننا الاقتراب من خلية نحل دون لباس واقٍ ويمكننا طرد النحل المعلق على باب الخلية دون لسعة واحدة، وأحياناً نتلقى مئات اللسعات عند الاقتراب من الخلية نفسها، ربما النحل ينقل طباعه إلى منتجاته!

علاج اللسع:

يعاني  آلاف النحالون حول العالم وعبر العصور من الإزعاج ا لناجم عن لسع النحل. الكثير يتعرض لأكثر من مائة لسعة في اليوم الواحد، لكن إذا تذكرنا مقولة أبوقراط (حيث يوجد المرض، يوجد أيضاً علاجه) نستنتج أن النحال يملك الصيدلية حيث يوجد اللسع، العكبر مسكن الألم، كل ما عليهم هو إذابة بعض العكبر في الكحول ووضعه مكان اللسع بعد إزالة أداة اللسع التي يتركها النحل مع حويصل السم وعضلة الضخ، المحلول يوقف الألم خلال دقائق، المحلول الزيتي يكون أبطأ قليلاً، لصنع المحلول نضيف 60 غراماً من مسحوق العكبر إلى ليتر واحد من الكحول الإثيلي النقي عيار 95% ترج العبوة عدة مرات في اليوم لمدة أسبوع، لا داعي لتصفية المحلول لأن الأجزاء الغير ذوابة بالكحول أيضاً لها خواص علاجية. يمكن استبدال الكحول الإُيلي بالكحول الإيزوبروبيلي الأرخص ثمناً واستعماله بتركيز (98-99%).

العكبر المركز:

لرفع تركيز العكبر يجب الحصول على عكبر من النوعية الجيدة لطحنه بعد إزالة الشوائب المرئية (كالشمع الأسود المشابه للعكبر، قطع الخشب، وأجنحة وأطراف النحل) التي تعلق أثناء كشطه من الخلية، يضاف إلى العكبر كحول مقطر عيار (95%) بنسبة عشر أجزاء عكبر إلى 25) جزء كحول ويرج المزيج بشدة لمدة 15 دقيقة، يعاد رجّه بين الحين والآخر لمدة خمسة أيام ثم يصفى المزيج عبر شاش قماش كالذي يستعمل في صنع الأجبان، يتم تبخير المحلول الناتج في وعاء مزدوج إلى ثلث حجمه فنحصل على كتلة سميكة شبه سائلة لونها بني غامق ورائحتها محببة، تستعمل هذه الكتلة لصنع المراهم بنسب مختلفة: عشرة عشرين أو ثلاثين بالمائة لمزجها مع الزبدة غير المملحة، أو مع لانولين لا مائي (وهو دهن صوف الغنم) أو دهن الخيار (فازلين) أو مع زيوت معدنية، ويستعمل لعلاج الجروح صعبة الشفاء، حيث يحرض على ترميم الجروح وظهور الظهارة، كذلك يستعمل في الأمراض النسائية عند فشل الطرق الأخرى... يجب القول أن هناك بعض أجزاء من العكبر لا تنحل في الكحول ولكن لها طاقة علاجية ومجددة تضيف طاقة أكثر إلى المحلول الكحولي للعكبر في خواصه الشفائية.

العكبر في مجموعة أمراض التدرن الرئوي (السلّ)

أخذ هذا البحث عن كتاب (مجموعة مقالات حول استعمال منتجات النحل وأثرها على الطب البشري والبيطري) وهو كتاب روسي.
قام الأطباء (الدكتور ز.هـ. كاريموفا، الدكتور س.ي. سيفاستينووفا، الدكتور ل.م فاليز عام 1960) وكذلك الأطباء (الدكتور ي.م.ر رابينوفيس، الدكتور ز.هـ. تتشانيتشيف)، الدكتور ف.ب كايفالكينا 1964) بأبحاث عن العكبر كمضاد ميكروبي على أنواع مختلفة من عصيات السل، نتائج الأبحاث الإيجابية شجعت على متابعة التجارب على آثار العكبر على مجموعة من المرضى في مستشفى السل وكذلك على مجموعة أخرى خارج المستشفى، تمت ملاحظة 147 مريضاً كان منهم 109 يعانون من تدرن رئوي شعبي و15 مريضاً بالتدرن الغذائي و11 مريضاً من تدرن غذائي رغامي شعبي و12 مريضاً من تدرن كلوي، أعمار المرضى تراوحت من ست سنوات إلى خمسين سنة، أربعين مريضاً منهم يعالجون خارج المشفى، المرضى الذين عولجوا بالعكبر كانوا في مراحل متقدمة من التدرن الرئوي والعلاجات التقليدية لم تعطِ النتائج المرجوّة وفي بعض الحالات لم يتحمل المرضى الدواء بسبب رهافة أجسامهم أو تعرضهم للتحسس، الأدوية المركبة من العكبر أعطيت للمرضى على ثلاث جرعات باليوم قبل الطعام بساعة، 73 مريضاً تلقوا علاجهم على شكل عكبر بالزبدة، و20 مريضاً عولجوا بالمحلول المائي الكحولي للعكبر ، 32 مريضاً تلقوا علاجهم على شكل عكبر وأدوية مضادات بكتيرية، المجموعة الرابعة عولجت بالأدوية مضادات بكتيرية بالزبدة دون استعمال العكبر، استمرت فترة العلاج من أربعة إلى عشر أشهر وأحياناً أكثر حسب شدة وتقدم الحالة المرضية.
المرضى الـ 107 الذين عولجوا خارج المشفى أعطي 101 منهم علاج العكبر فقط، والستة الباقون تلقوا أدوية مضادات بكتيرية عالية التركيز على مراحل بين جرعات العكبر، تلقى 53 من هؤلاء المرضى في السابق علاجات بالأدوية ومضادات بكتيريا دون حدوث الآثار المتوقعة، 12 مريضاً لم يتلقوا مضادات بكتيرية بسبب عدم توافق أجسامهم معها (تضاد استطباب) وبشكل عام فإن 50 مريضاً مصابين بتدرن ليفي كهفي عولج (30) مريضاً منهم بالعكبر الزيتي بنسبة 15% والعشرون الآخرون بمحلول العكبر المائي بنسبة 20% تحسنت حالتهم، الحرارة انخفضت، الـ VSH، السعال، التقشع الدموي وآلام المنطقة الصدرية، كلها زالت، عادت شهيتهم للطعام وانتظم نومهم.
19 مريضاً ممن تلقوا علاج العكبر بالزبدة انغلقت التكهفات بفترة أربعة إلى عشرة أشهر، 20 مريضاً عولجوا بالمحلول الكحولي للعكبر شفي منهم اثنان وانغلقت التكهفات لديهم والبقية تحسنوا ولوحظ نقصاً ملحوظاً في التكهفات وزوالاً لأغراض التسمم التدرني، حالتهم العامة تحسنت وأصبح التداخل الجراحي ممكناً لديهم، 40 مريضاً من الذين يعانون من تدرن دخني رئوي مولد للدم عولج منهم 27 بالمحلول الزيتي للعكبر، 13 بالمحلول الكحولي للعكبر، وكانت النتائج كالتالي (33) مريضاً خفّ المرض لديهم بشكل ملحوظ، السبعة الباقون لم تتحسن حالتهم، (21) مريضاً يشكون من تدرن تعجري (عقدي) عولجوا بالعكبر وتحسنت حالتهم العامة ولوحظ تقهقر بتطور العملية التدرنية لديهم، خمسة من هؤلاء عولجوا بالأدوية المثبطة للتدرن بالإضافة للعكبر، والاعتقاد السائد أن تناول العكبر قد سرع عملية الارتشاف لديهم وساعد على تحسنهم. 12 مريضاً يعانون من تدرن كلوي أجوف لم يطرأ عليهم أي تحسن بالأدوية التقليدية وعرض على خمسة منهم إجراء جراحة فرفضوا، عولجوا بالعكبر وكانت النتائج شفاء سريري.
نستنتج من مجموعة الحقائق هذه أن العكبر هو تتمة في مجموعة العلاجات لأمراض التدرن (الرئوي، الشعبي، الليفي العقدي والكلوي) وهو يساهم في تخفيف الآثار السامة للتدرن وإنهاء عصية كوخ، وفي حالات التحسس من عقاقير المضادات البكتيرية ومناعة العامل الممرض لهذه العقاقير فإن إعطاء العكبر يساعد على تحسين الحالة العامة وتراجع المرض.

العكبر في علاج حالات القرحة المعدية

(للروسي أ.ن. بيتشيانسكي)
في المقالات المتخصصة نستطيع العثور على حقائق استعمال العكبر في أمراض الفم، علاج الجروح والحرق، القرحات الاغتذائية وأمراض أخرى .
يعطى العكبر مع العسل أو العكبر بالزبدة كذلك عن طريق الفم بحل ملعقة في كأس حليب ساخن يؤخذ ثلاث مرات يومياً قبل الطعام بساعة إلى ساعتين، فترة العلاج كذلك عشرون يوماً، العكبر الزيتي والعكبر بالزبدة له تضاد استطباب عند مرضى الكبر.
جربت هذه الوصفات على (17) مريضاً مصابين بالقرحة المعدية، شفي 17 مريضاً حسب التشخيص السريري، خمسة بدت عليهم علائم ملحوظة من التحسن، كذلك بدت علائم تحسن ملحوظة على خمسة مرضى بالقرحة الاثني عشرية.
بعد استعمال العكبر يتلاشى ألم القرحة عموماً بعد أربع أو خمسة أيام ليختفي الآلم نهائياً باليوم الثاني عشر، في بعض الحالات التي استعملنا عليها المحلول الكحولي للعكبر وهي حالات معدية حادة، أعلن المرضى عن اختفاء الألم بنهاية فترة العلاج، كذلك عادت شهيتهم للطعام وتلاشى الشعور بالحرقة.
عند استعمال وصفات العكبر يجب التذكر أن بعض الناس لديهم حساسية للعكبر، تتجلى الحساسية بطفح جلدي وحكاك، تزول هذه الأعراض فور التوقف عن تعاطي العكبر .

العكبر في علاج التهاب الكولون الحاد (القولنج)

ملاحظات سريرية على مرضى يعانون التهاب كولون حاد ومزمن عولجوا بالعكبر من قبل الأطباء: الدكتور س.نيكولوف، الدكتور ف.تودورف، الدكتور ي. جيور خيفا الدكتور س.دريانوفسك والدكتور ف.فاسيلي في بلغاريا.
الهدف من هذه الدراسة هو تقرير فعالية العكبر عند إعطائه لمرضى التهاب الكولون الحاد والمزمن، أجريت دراسات أولية ذات صفة اختبارية في أنابيب الاختبار على أمعاء فئران الاختبار وذلك حسب طريقة ماغنوس، أوضحت المراقبة أن المحلول الكحولي المائي للعكبر (محدد بنسبة 1: 2000 حتى 1: 10000) قد أزال الانقباضات المعوية وعمل على زيادة تواترها، عند إضافة الأتروبين (وهو قلوي يستخرج من نبات ست الحسن) بنسبة (1: 10000) عاد تواتر وعدد الانقباضات لطبيعته، أصبح تركيز الاسيتيل كولين ([1]) أكثر بوجود العكبر .
هذه الإثباتات المخبرية تري أن العكبر يؤثر على الجهاز الإنباتي العصبي وخصوصاً على منشط الكولين (فيتامين مانع لتكون الدهن في الكبد) وكذلك يحدث العكبر تطور وتعديل في الحركة الدودية للأمعاء .
أجريت المراقبة السريرية على (45) مريضاً كان (15) منهم يعانون التهاب كولون شبه حاد و(30) امرأة و (15) رجلاً أعمارهم بين العشرين والخامسة والستين، العمر السائد بينهم هو 45 عاماً.
وكانوا يعانون من هذه الأعراض من مدة ثلاثة إلى خمسة أشهر وحتى 10 على 15 عاماً، تم اختيار المرضى بشكل ميعاري وحسب التشخيص الشعاعي والحالة السريرية التي أكدت وجود التهاب كولون، أعطي لهم محلول العكبر الكحولي بنسبة 30% بعد تمديده بالماء وتم تحضير المحلول الكحولي ينقع العكبر في الكحول الأثيلي عيار (95%) بنسبة جزء عكبر إلى خمسة أجزاء كحول بحرارة الغرفة لمدة (48%) ساعة، لون المحلول كان أحمراً غامقاً، تفاعله حمضي ودرجة الحموضة (3-4:  PH) في بداية العلاج تلقى المرضى (30) نقطة محلول كحولي في كأس ماء دافئ أو حليباً ساخناً ثلاث مرات يومياً قبل الوجبات، لمعرفة رد فعل الجسم، بعد بضعه أيام ازدادات الجرعة إلى (40) نقطة ثلاث مرات، ثم تعاطي العكبر بدون أي حمية غذائية، الأعراض السريرية التي سجلت عن المرضى شملت: التغوط، الوزن، شدة النفخة، الحالة العامة للمنطقة البطنية...إلخ وذلك قبل بدء العلاج وبعد انتهائه، المقياس الأساسي كان: الصور الشعاعية للكولون، صور الموجات الراديوية، التنظير الرحضي، وفحص كل المرضى بالتنظير الشرجي قبل وبعد العلاج، وأجريت لهم تحاليل البراز (اختبار فيدال) وتحاليل مصلية وبكتيرية.
النتائج على المرضى الخمس والأربعون: العلاج كان إيجابياً وجيداً جداً على 26 مريضاً، وجيداً على 12 مريضاً، ومقبول على خمسة مرضى، واثنان لم يظهر عليهم أي تحسن، شدة الألم زالت بعد العلاج بسبعة أيام واختفى الألم باليوم العشرين كذلك لوحظ على المرضى تحسن إيجابي على التناذر الإمساكي في معظم الحالات، التغوط تحسن في اليوم الخامس إلى العاشر، أربع مرضى لم يطرأ عليهم هذه التطورات، كل المرضى زالت عنهم النفخة والضغط في المنطقة البطنية والحرقة بنهاية اليوم الخامس، تحسن النوم عند (17) مريضاً، زال الوسواس المرضي عن (13) مريضاً، كان (34) مريضاً يعانون تواتراً عصبياً زال عند العلاج، الضغط الشرياني خف حتى (5-10) أذني أو أصغري و (10-15) بطيني أو أعظمي ، كذلك نقص التوتر العضلي في خمس حالات وزيادة في الوزن لوحظت على تسع مرضى، الألم عند الجس باليد على منطقة الكولون قد زال وكذلك الألم السيني التشنجي في (36) حالة.
يمكن الاستنتاج أن العكبر يمكن تعاطيه بنجاح على مرضى التهاب الكولون للأسباب التالية:
1.                 المحلول المائي الكحولي للعكبر أثبت تأثيراً إيجابياً جيداً جداً على 25 حالة، وجيداً على 12 حالة.
2.                 كان له أثر جيد على المرضى الذين يعانون من التناذر الإمساكي.
3.                 العكبر له أثر مهبط للتوتر.
4.                 اثر العكبر على المعي وحركته الدودية وتواترها كنتيجة لتأثيره على منشط الكولين.
5.         أثر العكبر كقاتل بكتيري على المكورات العنقودية، المكورات العقدية، المتحولات والجراثيم العصوية، وإلى درجة ما على الشريشات (وهي جراثيم عصوية، تعيش أسفل الأمعاء).
6.                 تحمل المرضى لجرعات العكبر وعدم وجود ظواهر تسممية منه.
ملاحظة: لا يوجد في منتجات النحل ما يؤذي الإنسان، حتى سم النحل يستعمل لشفاء التهاب المفاصل الرثوية.
فالعكبر يمكن أن تفيد في علاجات عجيبة دون حدوث التأثيرات الجاذبية التي تحدثها الأدوية.

العكبر في علاج الطفح الجلدي الموسف عند الرضع

للروماني (م.مولنار توث)
Propolis In the Tment Of Desquamate Erytheodermy Of Babies
هذا مرض خطير يظهر أثناء الأشهر الثلاثة الأولى عند الأطفال الرضع (بالرضاعة الطبيعية) يسمى المرض أيضاً باسم الأحمرار الذهني، يصبح هذا الطفح متمادياً خلال بضعة أيام وأحياناً خلال 24 ساعة، تصبح البشرة حمراء بشكل شديد، ومن هنا جاء الاسم الآخر للمرض (أحمرية الجلد).
تبدو هذه البقع عند لمسها متورمة ومنفخة، وهذه الظاهرة المرضية تشمل أيضاً توسف البشرة على شكل قشور بيضاء في طبقة الظهارة، ومن هنا جاء اسم الموسف (احمرار الجلد الموسف) هذه الآفة يصاحبها عادة فقر الدم، سوء التغذية، تورمات وانتفاخات وتعقيدات أخرى كذات الرئة، التهاب الأمعاء الانسمامي، الخشاء (النتوء الحلمي للعظم الصدغي).
نسبة الوفيات في هذا المرض عالية وتشمل (35-45%) من الحالات.
المرض يتطور على ثلاث مراحل: أولاً حدوث زهام (سيلان دهني تقشري) في القسم الخلفي من الجسم وتسميط في مناطق الطيات الجلدية.
ثانياً تنتشر الآفة وتمتد لتشمل الجسم والأعضاء (ما يسمى مرض مورو).
ثالثاً ينفجر الطفح الجلدي أو الاحمرار الجلدي الموسف (ما يسمى بمرض الينيرموسوس Leiner – Moussous )، المسببات المرضية وبعض الهيئات الطبية الألمانية تعتبر هذا المرض ذاتي التولد، العالم (مورو) يدعم هذه النظرية ويعزي سبب المرض لانقطاع هورمونات الحمل التي تسبب رد فعل تسممي، العلماء (جيورجي) و (سفايكار) و(ثيلاين) يدعمون أيضاً هذه النظرية ويعزون سببها إلى عدم كفاءة (العامل الحيوي BIOTINE)، العالم (غلانزمان) يشرح عن التسمم الجهازي الناتج عن عدم الكفاءة البروتينية (Proteic insufficiency) ، قام العالم (إنفاندي) وزملاؤه بالتجارب على حيوانات الاختبار وحددوا تسمية حليب الأم بالفترات الغير ربيعية التي تقلص هذا المرض (لينير موسوس)، وتأكد العامل (دوسبر وفسكايا) من مبدأ عدم كفاءة مادة ماءات البيريدكسين (فيتامين ب6) ، العالم (كريمر) يعزو السبب لعدم كفاءة (فيتامين ب2) أما العالم بوري فيؤكد على أن السبب عدم كفاءة (فيتامين PP) ، الآخرون يعزون السبب إلى نقص الكفاءة في مجموعة فيتامنيات ب (Vitamine B Complex  ) .
من المستحيل هنا تعداد كافة النظريات والفرضيات المتعلقة بعلم مسببات هذا المرض ولكن نذكر النظريات التي تعلمناها أثناء استخدامنا للعكبر في علاج هذا المرض ضمن تجارب الكثير من العلماء أمثال (لينير، بيك، وغيرهم،) حيث أن العكبر بخصائصه كمجدد قد نفع في مرض الاحمرار الفطري أو ما يسمى الوذمة الجلدية الفطرية، العامل الممرض لهذه الوذمة هو فطر يسمى المبيضات البيض، في (37) حالة طفل رضيع مصابين بالتهاب الجلد الدهني (Seborrheic Dermatitis) أثبت العالم (لينير) أ، العامل الممرض هو فطر المبيضات البيض في (21) حالة.
وفي عام 1945 نجح العالم (وورينغر) بالحصول على أطفال سليمين من الإصابة أعمارهم من خمسة أيام حتى (22) يوماً مع أنهم استعملوا حفاضات أطفال مصابين .
عام 1949 قام الباحثون (مايير، غوتز، ليتز) بدراسة على (45) رضيعاً مصابين بهذا المرض، أظهر تحليل البراز أن 40 منهم لديهم العامل الممرض (فطر المبيضات البيض) بعد العلاج بالمضادات الفطرية شفيت الحالات خلال شهرين، القاعدة المستنتجة هي أن فطر المبيضات هو العامل الممرض، كذلك عولجت حالات بفرنسا على أيدي البحاثة (ديبي، غروير ... وغيرهم) وذلك باستعمال أدوية مضادات فطور بالاستعمال الداخلي، ومن هذه الأدوية (ميكوستاتين، ستامايسين) منذ عام 1964 واللأبحاث تتوالى على تركيب العكبر ونتائجه العلاجية، استعملنا العكبر في علاج أمراض الطفح، ونظهر من الأسطر التالية تأكيداتنا عند دراسة (28) حالة طفح جلدي موسف عولجوا بالعكبر خلال السنوات التسع الماضية، (12) حالة منهم قد وصل مرضهم إلى المرحلة الثالثة من المرض والمسماة (لينير موسوس)، (16) حالة وصلوا إلى المرحلة الثانية من المرض حيث ظهر عندهم تسمط عنقي وتسمط إبطي وكذلك مع الظهر، مع احمرار في الأعضاء السفلية، استعملنا العكبر على شكل مرهم حصلنا عليه بالشكل التالي: محلول كحولي بنسبة (40) جزءاً من العكبر إلى (200) جزء كحول عيار (96%) المحلول حتى حصلنا على مادة دبقة مزج 10% منها بمادة اللانولين، على كافة الحالات دهنا المرهم على نصف الجسم ثم دهن النصف الآخر بعد بضعة ساعات، كذلك أعطي علاج داخلي بالمضاد الفطري (ستامايسين) لأن أغلب الأطفال عانوا من إسهال ذو منشأ فطري هدد جميع الأطفال، كل العلاجات الأخرى كنقل الدم والبلازما وكذلك الحمية والفيتامينات كانت غير لازمة في هذا العلاج، كانت نتائج العلاج كما توقعنا، عادة هذا المرض يتطلب البقاء لفترة في المستشفى وقد ينجم عنه اختلاطات رئوية ومضاعفات خطيرة في الجهاز الهضمي، كل هذه الاختلاطات لم تحدث عند المرضى المعالجين بالعكبر، أربع حالات كانت إصابتها شديدة بالمكورات العنقودية تحسنت أبطأ من البقية فقد لزم في علاجهم استعمال مضادات حيوية ومعروف أن الإصابات الفطرية تزداد شدة عند استعمال المضادات الحيوية، ولوحظ عند إيقاف المضادات الحيوية سرعة الشفاء بعلاج العكبر، تحملت أجسام الأطفال المداواة بالعكبر بشكل جيد وتقبلتها، حالة واحدة فقط أبدت ردة فعل حساسية أوقف علاجها بالعكبر، بعد هذه التجارب وتأكدنا أن علاج مرض احمرار الجلد والطفح الجلدي بالعكبر ذو أهمية كبيرة، حيث قصرت فترة المرض وكانت المضاعفات أقل خطورة.

العــكبر والشـــــعر

ينصح معهد الأبحاث في غوركي بروسيا استعمال الأدوية المركبة في العكبر لعلاج مجموعة من الأمراض الجلدية الناشئة عن عامل ممرض وقدم مجموعة من الخصائص السريرية في علاج هذه الأمراض (فرط التقرن، التدرن الجلدي، الفطور التي تصيب البشرة، الصلع .... وغيرها) استعمل العكبر كمرهم تركيز (30%) بزيت نباتي، كذلك استعمل العكبر الخام بإذابته بالكحول عيار (96%) ثم تبخيره بغلاية مزدوجة حتى أصبح قوامه مناسباً، تم استعماله على منطقة الحوصلات الشعرية في المكان المصاب في الرأس على شكل طبقات بعد تنظيف البقعة وفركها بشدة وتغطيتها بورق شمعي. لوحظ في الأيام القليلة الأولى حدوث زيادة في ردة الفعل الالتهابية زالت بعد أربع إلى خمس أيام مع ما يرافقها من حكة وألم.
أعطى العلاج نتائج إيجابية على كل المرضى، الإصابات الفطرية زالت خلال عشرة إلى خمسة عشر يوماً، في بعض الحالات لزم وقتاً أطول .
لم يظهر أي مريض عولج بالعكبر مضاعفات ما عدا ثلاث حالات، أحدهم كان عنده حساسية لكافة منتجات النحل، الآخر عنده حساسية لسم النحل الذي يوجد بالعكبر أحياناً من أجساد النحل، الثالث كان عنده حساسية للعكبر بشكل خاص، تم الوصول لهذه النتائج بإجراء اختبارات التحسس من المنتجات الزراعية، بحسب نوع البشر يمكن كذلك تنوع ردة الفعل الحساسية.
من خلال الحقائق الموضحة يمكن أن نؤكد أن استعمال العكبر في الأمراض الجلدية الآنفة الذكر يستحق الانتباه الجدي.
سهولة تحضير الدواء وسهولة استعمال المرهم المصنوع من العكبر، غياب المضاعفات وتوفر العكبر. (بالذات عند النحالين) كل ذلك يجعلنا ننصح باستعمال هذا المستحضر المستقلب من قبل النحل في علاج أمراض الجلد.
هذا البحث هو نتائج أبحاث العلماء الروس (ف.ف.بو لتشاكوفا، ي .ف. فينو غرادوفا، أ.م. إيفانوفا، ي.م.بيكر، ب .س.تيهو نوف، ن.أ. توتوفا، بين عامي 1960-1966).

العكبر وخصائصه الشافية على الأمراض الجلدية

            حسب مقولة طبيب العلوم الطبية في موسكو، الدكتور (ج.موخاميديارف) فإن للعكبر آثار علاجية في كثير من أمراض الجلد (كالأكزيما، الحكة، الطفح الجلدي، الحروق والصدف) وهذا معروف منذ ما يزيد على عقدين، والوقت برهن أيضاً على كون العكبر أفضل علاج للحروق، نضيف في هذا البحث ملاحظات الأطباء الروس: الدكتور (ف.ف.أوركين) والدكتور (س.ا.دوفيانسكي).
            قمنا بدراسة الأثر المضاد الحيوي للعكبر على المكورات العنقودية الممرضة وخصائصه العلاجية على بعض الأمراض الجلدية، أثناء الدراسة لم نجد عند المكورات العنقودية الممرضة أي مقاومة للعكبر، ولاحظنا النشاط المضاد البكتيري للعكبر في مستعمرات مخبرية مقاومة للمضادات الحيوية، الجرعة القاتلة البكتيرية للعكبر تراوحت بين (30-250-1000) ميكرو غرام لكل غرام، تركيز العكبر قلل من النشاط الكيميائي الحيوي للمكورات العنقودية الممرضة، أبطأ سرعة تخثير البلازما، واستقلاب اللاكتوز والسكروز، في حالات الإنتان الدموي الجرثومي بالمكورات العنقودية على فئران التجارب البيضاء ساعد استعمال العكبر العضوية الحيوانية على تحرير أنفسها من العامل الممرض بفترة أقصر بالمقارنة مع المجموعة الموضوعية تحت المراقبة .
            القيمة العملية للعكبر ومستحضراته على مختلف الأمراض الجلدية أصبحت مؤكدة، قمنا بمراقبة (112) مريضاً، (90) منهم يعانون من التهاب جلدي متقيح حاد (التهاب مغبني، وعائي، غدي استسقائي) ، (12) مريضاً من التهاب مغبني قيحي منشأه المرضي مكورات قيحية، (10) مرضى عانوا من التهاب قيحي ذئبي مغبني.
            قمنا بحلاقة شهر المنطقة المصابة ووضعنا مرهم العكبر بتركيز (20%) تمت أيضاً ملاحظة خواص العكبر كمخدر موضعي، كان تنظيف الكتلة النخرة سهل والرشاحة أعيد امتصاصها بسرعة، من كل المرضى المصابين بالتهاب الجلد القيحي عزلنا عينات من العامل الممرض لتشكيل مستعمرات مخبرية من المكورات العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية، تم شفاء الالتهابات (المغبنية) الحادة خلال تسعة إلى اثني عشر يوماً، نتائج شفائية ممتازة ظهرت على مرضى الالتهاب الذئبي، الأجزاء المصابة أصبحت نظيفة وخالية من القشور، الطفح الجلدي الاندفاعي اختفى وحل محله ندبة خفيفة خلال عشرين يوم.
            النتائج الحاصلة تفسر خواص العكبر كمضاد حيوي قوي على الحمات وعلى نشاط المكورات العنقودية وخواصه كمنبه للخلايا البالعة، وكذلك اثر العكبر في الاستعمال لخارجي على أمراض الالتهاب الجلدي القيحي الحاد والالتهاب المغبني الذئبي حيث قصر مدة العلاج بالمقارنة مع الأساليب العصرية النظامية وطرق العلاج الشائعة.

العكبر في علاج الأمراض النسائية

للبولنديين (هـ.سوتشي، س.ستشلير، ج. زواداكي)
المعلومات والجداول والنتائج عن الخواص الشفائية لمركبات العكبر كثيرة جداً ومكثفة جداً أكثر من أن نتعامل معها هنا بالتفصيل، أغلب الدراسات التي تمت على استعمال العكبر مع بقية الأدوية والمضادات الحيوية أو حتى استعمال العكبر لوحده، كانت معتمدة على خواص العكبر كمضاد فطري ومضاد ميكروبي وكمعطل بكتيري وكمجدد، التركيبات التي استعملت كانت محاليل كحولية للعكبر تم تركيبها حسب المعادلة التالية:
تنقع العكبر الخام في عشر أجزاء من حجمه بالكحول الاثيلي عيار 96% ونتركه ليتعطن أربعة أيام بحرارة (37 مئوية) ثم نقوم بتصفية المحلول، ثم تقرير النشاط اللمضاد البكتيري للمحلول بتثبيطه للمكور العنقودي القيحي (سلالة P209OXFORD) الطاقة المثبطة تم تقريرها بنسبة: 1 مل /600 غرام وزن حي، تم استعمال المحلول بفرجنته على الأجزاء المصابة يومياً بالتبديل بين الجرعات بتركيز (3%) و (15%)، استمر العلاج لمدة (12) إلى (20) يوماً، قام العكبر بتسريع التئام الجروح صعبة الشفاء الناتجة عن العمليات النسائية، من ضمن استعمالاته الأخرى تم تجريبه على (TRICHOMONIASIS داء الوحيدات المشعرة) وتآكل عنق الرحم والالتهابات المهبلية (والسيلان الأبيض LEUCORREA) والناتبات الالتهابات، أثبت محلول العكبر أنه يعطي نتائج جيدة في كافة الحالات عندما يكون السبب هو الميكروبات أو الفطور الممرضة وكلاهما، أفضل النتائج تم الحصول عليها خلال سبعة إلى عشرة أيام، العلاج المطول قد يسبب أعراض تحسسية، لم يلاحظ في التجارب أي تأثيرات جانبية سوى حالة واحدة من الحساسية.

العكبر في علاج تضخم الأوردة (الدوالي)

الدوالي مرض قديم جداً عرف منذ آلاف السنين، كتب عنه أبو قراط (500 قبل الميلاد) كذلك كتب عنه (غالين) الذي عاش من (130) إلى (201) بعد الميلاد وأوصى بقص هذه الدوالي، وكذلك كتب عنه غيرهم.
والمرض كاسمه يعني تضخم الأوردة وتوسعها، تكون عادة مزرقة اللون ويمكن رؤيتها عبر الجلد عندما تكون قريبة من السطح، الأوردة العميقة نادراً ما تصاب بالتضخم بسبب إحاطتها بالعضلات وكذلك حرارة الجسم التي تحميها.
الأوردة هي عبارة عن جهاز الصرف الصحي في الجسم ولكن تختلف عن مجارير الصرف الصحي بأنها بدلاً من إلقاء فضلات المدينة في البحر تقوم بتحويل هذه الفضلات إلى رماد بعملية تصنيع مستمرة تتكرر آلاف وملايين المرات خلال حياة الشخص، الدم المؤكسد الحاوي على الحياة يمر خلال الشرايين إلى الأوعية الشعرية إلى كافة أجزاء الجسد ثم يعود إلى القلب عبر الأوردة محملاً بسموم الجسم ومخلفاته ليتم ترميمها، تتكرر هذه العملية مرات ومرات طالما بقيت هذه المضخة البديعة (القلب) تنبض بالحياة، الأوردة تحوي صمامات تسمح بمرور الدم باتجاه واحد فقط، باتجاه القلب، السبب الرئيسي في تضخم الأوردة هو الصمامات الغير محكمة والمسربة، فيجري الدم بالاتجاه المعاكس لجهة القلب، هذا يؤدي إلى زيادة الضغط تحت الصمام المعطل، عند التعرض المستمر لهذا الضغط الغير طبيعي تتمدد هذه الأوردة وتنتفخ، السبب الآخر الشائع لتضخم الأوردة هو التهابها أو ما يسمى بالاصطلاح الطبي: التهاب الوريد الخثري هذا الالتهاب تسببه عضويات مجهرية يحملها الدم من أجزاء الجسم المريضة، هذه الميكروبات والفيروسات تضعف جدران وصمامات الأوردة وتؤدي لتضخمها.
المرض شائع في النساء أكثر من الرجال ويصاب به ثلث الناس، الناس الذين يقفون لساعات طويلة حسبما تقتضي عملهم هم أكثر الناس عرضة لمرض تضخم الأوردة، عندما يقف الإنسان منتصباً يزداد ضغط الدم في أوردة الأرجل خمس مرات، المرض يصيب الناس بكافة الأعمال ويساعد عليه الألبسة الضيقة والأحذية الضيقة وكل ما يعيق جريان الدم في الأوردة.
من الأعراض الأخرى للمرض ملاحظة تقرحات أو (ذغام) في منطقة الأوردة بعد الوقوف لفترات طويلة وخصوصاً ليلاً، شعور بالحرقة والحكة في هذه المنطقة كذلك تغير شكل الأرجل، الميل للشعور بالتعب....كلها أعراض أو إنذارات بمرض تضخم الأوردة،  أحد الطرق الحديثة لتشخيص المرض هو التصوير الوريدي الشعاعي، كذلك الفحص الطبي الشامل ضروري لكشف أي أعراض خفية كوجود أمراض مساهمة في الالتهاب، الجراحة هي الحل الشائع، وهي مكلفة ويجب بقاء المريض بالمشفى لفترة حيث يقوم الجراح بربط الأوردة، يحقن الأوردة المصابة بمحلول مصلب لإيقاف تدفق الدم، أو يقوم بإزالة الوريد المصاب. عادة الجراحة تعطي أفضل لنتائج وأكثرها دواماً.
على كل حال، العكبر بالاستعمال الداخلي يقوم بمهاجمة سبب الالتهاب إذا كان السبب ميكروبي أو فيروس أو فطور ممرضة أو مخلفاتها السمية، البرهان على أن العكبر يساعد في علاج مرض تضخم الأوردة أعيد إثباته على يد الدكتور (س.ج) وهو طبيب أمريكي بارز قام بتجربة العكبر على مريض في مرحلة متقدمة وأوردته متقرحة لدرجة تضاد الاستطباب مع الجراحة، أغلب الطرق التقليدية لم تعط نتائج جيدة، فقرر تطبيق نصائح المؤلف وتجريب العكبر، قام بحقن محلول بتركيز (15%) في الوريد المتقرح واستعمل مرهم بتركيز (30%) يومياً على الوريد المتقرح خارجياً، بعد أسبوعين تحسنت الأوردة لدرجة أصبح معها التدخل الجراحي غير ضروري واستمر العلاج لمدة أسبوعين آخرين.
هذه هي إحدى الحالات التي لم يتم نشرها بشكل رسمي، آخذين بعين الاعتبار خصائص العكبر كمجدد وخواص العكبر الأخرى لا تبرر فقط إجراء المزيد من التجارب على مداواة الدوالي والآفات الدموية الأخرى فقط بل أيضاً يجعل واجب إجراء هذه التجارب حتمياً.

العكبر ومرض فقر الدم (الأنيميا)

بقلم أ.ر.إدواردز
الأنيميا هو نقص في الدم، أو بالأحرى نقص في مكوناته الأساسية: الكريات الحمر نقص في عددها، أو الهيمو غلوبين (الخضاب)، الزلال....
لكل أنيميا سببها حتى أيام أبو قراط (500) قبل الميلاد، قسمت إلى نوعين: الأولية والثانوية، في وقتنا هذا قسمت إلى أقسام وتحت أقسم عديد منها:
1.                 فاقة الدم أو عدم كفاءة الدم.
2.                 تمية الدم أو قلة كثافته.
3.                 فاقة الخلايا الدموية أو نقص تعدد الكريات .
4.         تشوه كريات الدم وهو تشوه في شكل الكريات الحمر منه (خلايا دقيقة، خلايا محمرة، طلائع خلايا حمر، طلائع خلايا حمر متضخمة، كثرة في خلايا الدم قبل موتها، خلايا ابتدائية اغتذائية، خلايا سرطانية....).
5.                 مرض تلون الدم أو عدم كفاءة المادة الملونة للدم ...وعوامل وأنواع أخرى.
وهذه الأقسام تم تقسيمها إلى عدة أقسام قسمت بدورها إلى عوامل متنوعة.
لكل أنيميا سببها، وحتى في أيامنا هذه نحن نتجاهل أصل الكثير من الأنواع، فمثلاً المرض المسمى (CHLOSOSIS اخضرار الدم) والأنيميا عرض من أعراض هذا المرض، منشأ هذا المرض غير مؤكد ومعظم الإصابات تحدث عند النساء خصوصاً عند الفتيات الحائضات، يظهر المرض في سن الرابعة  عشر حتى الثامنة عشر ونادراً ما يظهر بعد سن الرابعة والعشرين، كمثل التدرنات والهستيريا هو مرض وراثي بأغلب الحالات ومرتبط بتاريخ الأسرة، بعض النظريات عن منشأة تشمل سوء التغذية، قلة النظافة، العمل بمناطق مظلمة، قلة التمرينات الرياضية، ضغوط عاطفية وجنسية، نقص امتصاص الحديد، التسمم الذاتي بالمجرى المعدي المعوي الناتج عن العضوية، السموم المهيئة لمرض انحلال الدم.
الأعراض المبكرة لهذا المرض تشمل: التعب السريع (انخفاض معدل التنفس إلى 26-30) ، السعال الاشتدادي المعاود، حدوث خفقات، اصطباغ الجلد بلون أخضر مصفر، نقص في الطاقة العضلية والعقلية، آلام في الرأس، الشعور بالتصلب، تبقع أمام العيون، دوار، إغماء وحفيف قلبي سببه الحاجة للدم (عدم كفاءة التوتر في الصمام التاجي ليعطي صوت حفيف عوضاً عن النبض، بالإضافة لذلك نقص كريات الدم الحمر إلى ثلاث أو أربع ملايين وأحياناً (900) ألفاً، إذا تركت هذه الأنيميا لفترة طويلة فيحدث اتساع قلبي وتنكس في فؤاد المعدة وفي مخ العظم.
نظرية حديثة جداً تشير إلى كائنات عضوية مجهرية ومفرزاتها السمية كعامل أساسي في حدوث أغلب حالات الأنيميا، العكبر الحاوي على الكثير من المضادات الحيوية والمعطلات البكتيرية والفطرية والفيروسية، كذلك كونه مهدئ يمكنه التفاعل مع هذه العوامل الممرضة، يمكن تعاطي العكبر عن طريق الفم مع الطعام بدون أي إزعاج، حيث يقوي دفاعات الجسم ويقوم بعملية التجديد، ولاحظنا أيضاً أن العكبر فعال في الحالات التي غالباً ما يفشل في علاجها الأدوية الكيميائية والمضادات الاصطناعية، عندها يعتبر العكبر البديل الطبيعي الوحيد الذي يستحق عناء التجربة، بتعدد تركيباته يمكن أخذه كنقط فموية، حبوب ومضغوطات، مراهم، حقن وريدية، بشكلل محلول زيتى، عن طريق استنشاق غباره أو بخاره بأي طريقة مناسبة والأفضل خلطه بالعسل لإيصاله مباشرة إلى بؤرة المرض.
كإثبات على هذا العمل لا يوجد معلومات وتجارب كافية، يوجد معلومات عن حالات انعكاسية ونتائجها السريرية غير كافية لتبرر نشر هذه التجارب، في المستقبل القريب ستبدأ بالظهور قصص استعمال العكبر في المجالات الطبية والأجهزة الإعلامية المتخصصة.
الأنيميا إذا استمرت فترة طويلة تضعف الجسم والقلب وتجعل الجسم هدفاً سهلاً للأمراض المختلفة والمضاعفات الخطيرة، العكبر دواء لا يستغنى عنه ويجب أن يكون في أجسادنا دائماً كدواء واقي دفاعي بنفس الوقت.

العكبر ومرض الصدفية

الصدفية مرض معروف يتمثل ببقع جلدية متمسكة ومحمرة مغطاة بطبقة من القشور البيضاء.
الجلد الطبيعي يعيد إنتاج طبقته الخارجية مرة كل شهر، وعندما تتشكل الخلايا الجديدة تتوسف الخلايا القديمة على شكل قشور دقيقة دون أن تسبب أي إزعاج، في حالة الصدفية تتسارع عملية إنتاج الخلايا الجديدة حيث تجدد البشرة نفسها كل ثلاث أو أربع أيام، ينتج عن سرعة التجديد خلايا غير مكتملة النمو يتم توسفها بكميات كبيرة على شكل حراشف، وهذا يؤدي إلى تصدع الجلد وجعله عرضة للالتهابات البكتيرية.
سبب الصدفية غير معروف، يوجد بعض الدلائل على كونه وراثياً ولكن لم يتم البرهان على ذلك، عدم التوازن الكيميائي في الجسم هو أحد الأسباب التي يشك بها وهناك أيضاً أثر الهرمونات حيث يختفي المرض بشكل مؤقت أثناء الحمل، كذلك من المعروف أن فترات التوتر العاطفي يتفاقم المرض.
يمكن أن تحدث الصدفية في أي وقت وهي مرض غير معد لا تنتقل من شخص لآخر، في أمريكا أكثر من أربع ملايين شخص مصاب بالصدفية مما يجعله أكثر الأمراض شيوعاً، من اثنين إلى ثلاثة بالمئة من أصحاب الأمراض الجلدية مصابون بالصدفية، لا يمكن الحصول على إحصائيات دقيقة خصوصاً أن بعض المرضى يصابون بالإحباط ويهجرون العلاجات الطبية عند حدوث تحسن سريع على حالتهم، وغالباً ما تكون النتيجة كذلك، يبدأ المرض عادة بالتدرج وأحياناً يظهر بشكل مفاجئ، وعادة لا يؤثر على صحة الشخص المصاب، المنطقة المصابة تتغطى بحراشف جافة ملتصقة على عدة طبقات، عند تقشرها يظهر تحتها سطح ناعم رطب ممتلئ بالبقع النازفة قد تتصل لتشكل بقع كبيرة، هجمة المرض قد تكون معتدلة أو شديدة والتقرحات قد تشفى ثم تعاود الظهور بسرعة دون أي سبب معروف، بعض الحالات السيئة الحظ تتمثل بتكرر ظهور المرض باستمرار مدى الحياة.
أحد المضاعفات المرافقة للصدفية هو التهاب المفاصل الرثوية حيث يصاب بها ثماني إلى عشرة من كل مئة مريض، أحياناً تظهر الأعراض الجلدية والمفصلية بوقت واحد ولكن عموماً الالتهاب الرثوي يتبع إصابة الصدفية بفترة طويلة وتتأثر به مفاصل الأصابع بشكل خاص، العلاقة بين المرضين غير واضحة إلى الآن، الصدفية مرض لا يمكن تشخيصه بسهولة دائماً، وأحياناً يتم الخلط بينه وبين بعض الأمراض الجلدية الأخرى، لذا يجب عدم تشخيص وعلاج الصدفية إلا على يد أخصائي.
لا يوجد علاج حتى الآن لمرض الصدفية، العلاجات الحديثة هدفها تبطيئ النمو السريع للخلايا لإعطاء الوقت والمجال لظهور طبقة جلدية حامية، ينصح الأطباء بإزالة القشور يومياً بالماء والصابون ومن ثم دهن مواد مرطبة كالفازلين أو مركبات قطرانية حاوية على الكبريت وحمض الساليسيليك، أحياناً يوصف علاج مركب من مراهم قطرانية فحمية وجلسات أشعة فوق بنفسجية تتم بفترة علاجية لعدة أسابيع في المستشفى، علاج آخر يتضمن استعمال أدوية الستروئيدات مثل (تريامسينولون، اسيتونايد، بريدنيسون....وغيرها) على شكل مراهم وحقن موضعية، العلاج بالستروئيدات (أو الأدوية الابتنائية) خطير جداً وغالباً ما يعاود المرض هجمته عند وقف العلاج، الصدفية قد تختفي أحياناً لعدة أشهر أو سنوات ثم تعاود الظهور ثم الاختفاء مدى الحياة.
لوحظ اختلاف في بشرة جلد المصاب بالمرض والإنسان السليم، حتى الأجزاء غير المصابة من الجسم تختلف ببشرتها عن بشرة الشخص السليم، بناء على هذه الملاحظة اقترح أن سبب المرض هو الاستقلاب الغير طبيعي، وهذا يفسر كيف أن مريضاً جسمه مملوءاً بالتقرحات يشفى نهائياً عند تعاطي غبار الطلع (غبار الطلع هو الأبواغ المذكرة للنبات) ويحتوي على المعادن والفيتامنيات والهرمونات والأحماض الريبية النووية DNA,RNA فإذا كان مرض الصدفية هو مرض نقص الكفاءة الاستقلابية فهذا يفسر قوته في شفاء حالة متفاقمة خلال بضعة أيام.
العكبر له تأثير أكيد على الصدفية، جربناه على مرضى بشكل دهون تم صنعه بالشكل التالي:
لجزء واحد من مسحوق العكبر أضفنا ثلاث أجزاء من زيت عباد الشمس، حركناه لعشرة دقائق ثم تركناه خمسة ايام مع التحريك كل يوم لبضع دقائق، في اليوم السادس قمنا بتسخينه بغلاية مزدوجة حتى انحل العكبر ثم قمنا بتصفيته وهو ساخن عبر شاش سميك إذا حدث إزعاج من هذه التركيبة فيمكن إضافة المزيد من الزيت ليصبح تركيز العكبر 20 أو 10%.
نادراً ما يشخص مرض الصدف خطأ مع أن كثير من الأمراض الجلدية الموسفة تشبهه بالمظهر السريري (الأكزيما الموسفة، التهاب الجلد الحطاطي، الدهن...).
أحد المرضى كانت يده اليسرى مغطاة بالحراشف والتقرحات وكان يستعمل لعلاجات التقليدية الحاوي على حمض الساليسيليك والكباريت والتوتياء والقطران دونما نتائج مقبولة بعد الدهنة الثانية بالعكبر بدأت الحراشف تخفى خلال عشرة أيام كانت يده خالية نهائياً من القشور والحراشف.
مريض آخر كان صدره مغطى ببقع صغيرة ممتدة حتى سرته، ثم وضع الدهون ثم غطي بقماش ثم بصفيحة بلاستيكية ثبتت بشريط لاصق، ثم تجدد الدهون كل يومين اختفت التقرحات خلال أسبوع والتحسن ابتدأ عند أول تجديد للدهون بعد 48 ساعة استمر العلاج لمدة شهر لم يبق بعدها أي أثر للمرض.
المريض الثالث أبدى حساسية للتركيبة وخفضنا تركيز العكبر إلى (10%) وكان الشفاء حليفه أيضاً.
أضفنا للمحلول الزيتي 1% من (د. الفا . اسيتات التوكوفيريل) D.ALPHA TOCOPHERYL ACETATE (وهو فيتامين هـ VITAMNE E ) كمضاد تأكسد للزيت وكمثبت للمحلول.
يجب على الباحثين تجريب العكبر بالاستعمال الداخلي بنفس وقت استعمال الدهون بنسبة غرام واحد أو غرامين يومياً بالإضافة لغبار الطلع (حبوب اللقاح)الذي يعالج حالات عدم التوازن الكيميائي في الجسم كما يعتقد كمسبب للصداف، عشرة غرامات غبار طلع يومياً تعد كمية كافية إذا لم يكن الإنسان مدخناً، غبار الطلع موسع أوعية لهذا قد يكون هناك تضاد استطباب في وجود حالة البواسير، عندها تخفض كمية غبار الطلع إلى غرام أو غرامين يومياً، أو يستعمل غبار الطلع مرة كل يومين كما يمكن إيقافه لمدة أسبوع أو عشرة أيام.

التدرن، داء الوحيدات المشعرة TRIHOMONIASIS

للبلغاري (كوريان) والروسيان (كاريموفا) و (راديونوفا)
            استعمل العكبر منذ الأزل كوسيط علاجي، تم إهماله في القرن الحالي مدفوعاً طي النسيان بقوة وزخم التطور الدوائي، اختفى اسم العكبر في القواميس الدانماركية منذ القرن التاسع عشر، في العقدين الماضيين شهر انبعاث العكبر مرة أخرى، أعاد العلماء اكتشافه في الكتب والصفائح القديمة، في تقاليد الشعوب، وبدأوا بتجريته وإعادة استعماله، استعمل العكبر في مشفى (سفير دلوفسك) بروسيا لمعالجة الجروح أثناء الحرب العالمية الثانية، استعمل بنجاح في مستشفى (ليننغراد) لعلاج مرض (الوحيدات المشعرة TRIHOMONIASIS) واستعمل في مشفى كازان لعلاج التدرنات ولوحظ أثناء العلاج انخفاض الحرارة وتوقف السعال وتفث الدم، تحسن النوم واختفاء الألم بالصدر، عام (1963) نشر الطبيب الدكتور (كولوتشيانوف) النتائج الإيجابية لاستعماله في الطب البيطري، العالم (كيفالكينايت آل) اثبت تأثيره كمضاد بكتيري بوضع طبقة رقيقة منه على مستعمرات جرثومية مختلفة، وبعد مرور بعض الوقت تم فحص المستعمرات ووجد أن المكورات العنقودية والمكورات العقدية اختفت بعد مرور ساعة، بعد ساعتين اختفت جراثيم الحمة التيفية، ومرض الحمرة اختفى خلال نصف ساعة، المقاومة العالية للعكبر لوحظت في مستعمرات الجمرة والجمرة الكاذبة التي استمرت بالتكاثر بعد مرور ثمانية ساعات، العكبر مجدد لذلك يستعمل في الجراحة كمحرض على شفاء الجروح القديمة المستعصية على التندب، التركيبة تتألف من التالي:
خمسين جزء من العكبر المسحوق تذاب في ستين جزء كحول 70% وايتر 20% ، يحفظ هذا المزيج في زجاجة محكمة لعدة أيام مع رج الزجاجة بين وقت وآخر حتى يذوب العكبر، يصفي المزيج على رقيع من القماش والمزيج الناتج يستعمل كالتالي:
50 جزء من المحلول العكبري، 5 أجزاء روفومايسين، 5 أجزاء عسل مع غذاء ملكي بنسبة 2%، جزأين زيت كبد سمك القد، يتم مجانسة المزيج في خلاط وبعدها يصبح جاهزاً للاستعمال، ينظف الجزء المصاب (بالماء الأوكسجيني OX.PEROXIDE)، ويجفف بالهواء الساخن ثم توضع الوصفة ويعاد التجفيف بالهواء، تتشكل طبقة حامية تدوم 24 ساعة، يعاد العلاج كل ثلاث إلى أربع أيام حتى يتم الشفاء، تستعمل هذه التركيبة في:
1-        التهابات اللثة القيحية، التهاب الفم (أمراض وعلل الفم) يخف الألم ويتوقف السيلان، يتم الشفاء خلال يومين إلى خمسة أيام.
2-        الخراجات السنية.
3-        لعلاج آلام ما بعد القلع والاستئصال.
            وصفة أخرى لعلاج المخاطيات ذات المنشأ الفطري: محلول العكبر مع المضاد الفطري (نيستاتين) .
في  علم الطب استشهادات كثيرة عن العكبر وحقائق طبية مطولة، ومع وجود الكثير من العلاجات، تظهر دائماً في الكتب والمراجع الطبية والصحف وصفات وعلاجات جديدة دائماً ولو أوردناها يستطيع القارئ تشكيل فكرة عامة عن طبيعة وفعالية العكبر، ويمكن العودة لمراجع هذا الكتاب للحصول على مزيد من التفاصيل .
نريد أن نؤكد ونعيد أنه بسبب حصولنا على فوائد العكبر المخلوط بالعسل أو في المحلول الزيتي أو زبدة العكبر فهاتين أفضل طريقتين لاستعمال العكبر، ولكونه متعدد الاستعمال فيأتي بالدرجة الثانية ماء العكبر، وفي المستقبل القريب ستكون هذه الموصفات أدوية احتياطية غير مؤذية موجودة في كل منزل وكل صيدلية.



القسم السابع:
مختـارات عالميــة

           
حسب المعلومات الواردة عن العلماء (ر.ي.كيليد)، (ي.س.برودنيتشينكو) عام 1960 فإن العكبر يحتوي على (3%) شوائب مرئية، (11%) غبار طلع، (4%) زيوت أساسية، (17-25%) شمع النحل وبعض أنواع أخرى من الشموع والأحماض الحرة والدهون والمركبات الكربوهيداررتية.
TRICONTANOIC, PENTACOSANOIC
CTACOSANOIC, KERIC ACIDS
            (7%) مواد بلسمية، (10%) خشب وقلف وجزئيات أخرى، (40-50) راتنجيات، حمض السياناميك ومركباته كالفينولات والاسترات ومواد أخرى مجهولة، غبار الطلع الموجود في العكبر غني بطليعة الفيتامين (أ) وبالفتيامنيات ب، ب2، هـ، ث، ب ب ( B1,B2,E,C,PP) .
            يمكن إعداد المرهم بأي زيت أو دهن نباتي أو حيواني، المرهم المعد من قبلنا اعتمد على زيت بذور  الشمس والدراق وعباد الشمس، يسخن الزيت بغلاية مزدوجة ويحرك حتى يذوب العكبر، يقشط السطح الحاوي على الشوائب ثم يصفى الزيت .

كيف ولماذا نشيخ؟؟

            يتألف الجسم البشري من ثلاثة تريليون خلية، الخلايا تتكاثر بالانقسام من كل خلية في الجسم تستيطع إنتاج شخص كامل مماثل للذي أخذت منه وذلك حسب الاكتشاف العلمي الحديث المسمى: (CLONING) (ننصح بقراءة كتاب: غبار الطلع الطعام المعجزة، اكسير الشباب، الحيوية وطول العمر).
            يحتاج جسمنا إلى (24) عنصراً يحصل عليها من الطعام الذي نأكلهن عندما لا تحصل الخلاي على كل هذه المواد تتابع الخلايا انقسامها، ولكن النسل الناتج عنها يكون معيوباً وضعيفاً وأقل حيوية ونشاط من الجيل السابق من الخلايا، أو بكلام آخر: أكثر شيخوخة، تعم هذه العملية كامل الجسم الذي يجدد نفسه بشكل كامل كل عام بحيث يصبح كل جسم مؤلف من خلايا جديدة بالكامل أو جسم جديد بالكامل ولكنه أكثر شيخوخة من العام الماضي تزداد الشيخوخة بحسب الطعام الذي نأكله خلال العام، كون الطعام غير متوازن أو وجبات سريعة غير مدروسة، ويصبح الجسم أكثر شيخوخة وأكثر عرضة للأمراض والعلل، كل الأمراض يكون سببها غالباً نقص آثار بعض المعادن في الجسم، فمثلاً نقص معادن (الفاناديوم، الحديد، الكوبالت، النحاس، المنغنيز، النيكل، التوتياء) يؤثر على عملية تكون الدم وهو أحد أمراض فقر الدم، كذلك بقية أعضاء الجسم حيث يؤثر نقص (الكادميوم والموليبيديوم) على الكلى، نقص (النيكل) يؤثر على غدة البنكرياس، نقص (الليثيوم) يؤثر على الرئتينن ونقص (السترونديوم) على العظام...إلخ.
            لا يوجد طعام يحتوي على كل العناصر الـ (24) التي يحتاجها الجسم، ولم يتم حتى الآن صنع حبة تحوي كل هذه العناصر، الطريقة الوحيدة هي صنع تركيبة تحتوي كل هذه المواد، هذا ممكن بمزج منتجات النحل مع بعضها: (العسل، غبار الطلع، الغذاء الملكي، العكبر، سم النحل، وخبز النحل).
            حسب المعلومات الواردة من التحاليل الحديثة عن بعض الهيئات الروسية عام (1980) ومصادر أخرى، تحتوي منتجات النحل على العناصر التالية:
*    العسل: المنيوم، بورون، حديد، يود، بوتاسيوم، كالسيوم، سيليكون، ليثيوم، مغنزيوم، منغنير، نحاس، صوديوم، النيكل، القصدير، الأوسميوم، الرصاص، التيتانيوم، الكبريت، الفوسفور، الكلور، الكروم، التوتياء.
*       سم النحل: الحديد، اليوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنزيوم، المنغنيز، النحاس، الكبريت ، الكلور، التوتياء.
*       الغذاء الملكي: حديد، ذهب، كالسيوم ، كوبالت، سيليكون، مغنزيوم، نيكل فضة، كبريت ، كروم.
*       العكبر: المنيوم، فاناديوم، حديد، كالسيوم، سيليكون، منغنيز، سترونتيوم.
*    خبز النحل: باريوم، فاناديوم، وولغرام، حديد، ذهب ، أريديوم، كالسيوم، كادميوم، كوبالت، سيليكون، مغنزيوم، نحاس موليبديوم، ارسينيك، قصدير، بالاديوم، بلاتين، فضة ، فوسفور، كلور، كروم، توتياء ، سترونتيوم.
لا تتم أي عملية حيوية في جسم الإنسان (أو الحيوان) دون مساعدة آثار من هذه المعادن، إنها جزء وكل في حفظ التوازن البروتيني، السكري، الدسمي، تشارك المعادن في عملية صنع البروتينات، التوازن الحروري، التكون العظمي وعملية تكون الدم، ردود الفعل المناعية ...إلخ.

نحو إنتاج العكبر

للروسي (أ.ب. ميزيز)
            الهدف الرئيسي من تربية النحل في لاتفيا في روسيا هو تلقيح المزارع وخصوصاً البرسيم من أجل إنتاج البذور، في العشرين سنة الماضية أصبح النحالون في هذه الجمهورية مهتمون بإنتاج الغذاء الملكي وغبار الطلع والعكبر، هذه المنتجات لا يتم إنتاجها بكثرة لأن أغلب منتجيها هم النحالون الهواة، وهذه الكميات القليلة يقوم بتوزيعها جمعية النحالين وجمعية الفلاحين وكذلك اهتم النحالون بتعلم ودراسة المزايا الطبية لهذه المنتجات النادرة.
            في الوقت الحالي يبلغ مجمل الإنتاج حوالي: 30كغ غذاء ملكي، 1700 كغ غبار طلع، 100 كغ خبز النحل، 3 طن عكبر، تقوم الشعبة الدوائية في وزارة الصحة بهذه الجمهورية بتصنيع تركيبات مختلفة منها مادة (PROPOSAL) المتركبة من العكبر لإرضاء الطلب المتزايد على هذا الدواء، وإنتاج هذا الدواء ارتفع إلى 15 طن عام 1971 بمعدل زيادة 29% كل عام، وينتج كل نحال في لاتفيا يومياً حوالي 1.5 كغ كل يوم.
الطرق المستعملة الآن لجمع العكبر :
1.         تنظيف الإطارات والغطاء الداخلي: فعندما يقوم النحال بالكشف على الخلية، يجمع العكبر المتجمع على الإطارات، كذلك عند نقل النحل لخلية أخرى حيث ينظف الخلية القديمة من العكبر، وفي موسم فرز العسل يقوم بتنظيم الإطارات، هذه الطريقة توفر الوقت ويتبعها النحالون الهواة.
2.         تغيير مسافة الطرف العلوي للإطارات في عش الحضنة حيث تحث هذه العملية النحل على سد هذه الفتحات بالعكبر ليقوم النحال برفعه بالعتلة.
الكاتب ينصح باستخدام مصائد العكبر التي قام بتجريبها لفترة طويلة، توضع هذه المصائد مكان الغطاء الداخلي تحت الغطاء الخارجي، تختلف عن الغطاء الداخلي بأنها مؤلفة من شبك معدني بأبعاد 3×3 ملم عوضاً عن لوح الخشب، يقوم النحل بملء هذه الثقوب بالعكبر، عند امتلاء الشبكة يقوم النحال برفعها ووضع واحدة غيرها، لرفع العكبر عن هذه المصائد يقوم النحال بوضعها بالمجمدات (الثلاجة) ثم يقوم بضربها بقوة وهي متجمدة حيث يسقط عنها العكبر، إذا لم يتوفر مجمد يتسع لهذه المصائد، يمكن وضع المصائد في الشمس لمدة عشر دقائق ثم تضرب بقوة على قماش نظيف ليسقط العكبر على القماش.
هذه الطريقة سهلة وتساعد على جمع عكبر نظيف وذو نوعية عالية وجيدة.


القسم الثامن
العكبر كحبوب، مضغوطات، وكبسولات


            العكبر النقي نادر الوجود وغالي الثمن، وهو متوفر أقل بكثير من العسل وغبار الطلع، خلية النحل القوية يمكن أن تعطي من بضع غرامات إلى مئات الغرامات كل عام، ويوجد في أيامنا الكثير من الشركات المسوقة للعكبر وبأسعار عالية جداً، ويمكننا تخيل الغش والخداع عند بيع مركبات العكبر على أنها عكبر، السوق مكتظ بهذه المنتجات على شكل حبوب ومضغوطات ومسحوق أو علكة وغسولات فموية، حتى عندما تقول اللصاقة على المنتج أنه يحوي العكبر فتذكر أن القوانين تسمح بكتابة هذه العبارة حتى على ما يحتوي على جزء واحد بالمليون، كذلك هذا الجزء بالمليون قد يكون عكبر مجموع من على أرضية الخلية وهو نخب رابع، كذلك يجب الانتباه للمحاليل الكحولية، لان الكحول لا يذيب العكبر بالكامل، والأجزاء المترسبة عند تصفية المحلول الكحولي قد تباع على أنها عكبر أو يتم خلطها مع العكبر أو تستعمل لصنع الحبوب وتباع في الأسواق، هذا العكبر غير قادر على علاج الأمراض لأن الكثير من خواصه الطبية غير موجودة.
            لفهم هذه الطريقة في الغش نورد المثال التالي: القرنفل، جوزة الطيب، القرفة، الفلفل، وغيرها من التوابل، بعد قطفها تنقع في الكحول ليذيب الزيوت الأساسية الحاوية على الروائح المميزة لهذه التوابل، تستخلص هذه الزيوت وتباع على شكل زيوت عطرية، ثم الأجزاء المتبقية بدون انحلال تستخلص وتباع على أنها هي التوابل أيضاً، الشيء نفسه يحدث للعكبر لذلك ننصح بشراء العكبر من الأصل مباشرة، من النحال أو من الشركات التي يعتمد على مصداقيتها.
أيضاً نقترح استعمال وصفات زيت العكبر والعكبر في الزبدة، وننصحك بصنعها بنفسك حسب التعليمات الواردة في هذا الكتاب، الوصفات سهلة التحضير وأي نحال سيسعده بيعك بعض العكبر، سيرفع النحال أغطية الخلايا، يدخن على النحل لتهدئته ثم يكشط لك العكبر من على الغطاء والإطارات مستعملاً العتلة، إذا كان يملك هذا النحال من 5-100 خلية يستطيع أن يجمع لك ما يعادل النصف كيلو غرام.
سيستغرق هذا العمل حوالي الساعة وستكفيك هذه الكمية لمدة عام كامل، العكبر الزيتي أو العكبر في الزبدة سهل الهضم والجرعة منه قليلة (غرام أو غرامين) كل يوم، نادراً ما تسبب جرعة كهذه إزعاج أو حساسية، لكن إذا حدثت الحساسية فيجب تقليل الجرعة أو تقسيمها إلى عدة جرعات أو يمكن قطع العلاج لمدة أسبوع ثم متابعته ثانية، على أي حال يجب أن لا نحرم أنفسنا من فوائد العكبر كمضاد حيوي وعنصراً لبناء الصحة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القسم التاسع
حول أدوية العكبر

           
            أثناء حضور مؤلف أحد كتب المراجع للمؤتمر السابع والعشرين للنحالين (المسمى ابيمونديا) في أثينا باليونان الذي حضره ثلاثة آلاف عضو اشتركوا بتثميل أربعين دولة من أصل ستين دولة عضوة، في المعرض عرض النحالون معدات وأدوية وتراكيب ومنتجات نحل من كافة الدول، كان من بين المعروضات عكبر نقي بأسعار غالية جداً، كذلك محاليل كحولية للعكبر تستعمل كنقط تذاب في الماء الدافئ أو الحليب أو العصير، معروضات أخرى لتركيبات أخرى من يوغوسلافيا، رومانيا، روسيا.....وغيرها، مراهم وغسولات فموية، معاجين أسنان، مواد تجميل، وأدوية مقوية للصحة، خلطات مقوية من العسل والغذاء الملكي وغبار الطلع والعكبر، أحياناً مع إضافات كالحديد والكالسيوم والفيتامينات.... نورد هنا بعض الأمثل عن هذه الأدوية على سبيل المثال لا الحصر ونبدأ برومانيا لكونها عرضت أكثر الأدوية:
ACNEAL: محلول العكبر، للاستعمال الخارجي لحب الشباب .
APIALVEOLENT: عكبر، خبز النحل، غذاء ملكي، خلاصات أعشاب طبية، وهو مرهم لعلاج أمراض الفم.
APIFORT: محلول العكبر مع غبار الطلع والغذاء الملكي والشمع، مرهم يستعمل للجروح المتندبة وخصوصاً الوجه.
APIVITAPULP: عكبر، غذاء ملكي، كالسيوم، وأزولين (وهو المادة الفعالة في أزهار البابونج) وهو معجون أسنان.
ANTIHPERESTEZ: محلول مخدر لآلام الأسنان ومطهر لجروح اللثة والفم.
FLORAL: محلول كحولي مع زيت القرفة والقرنفل والنعنان والكافور، غسول يستعمل كمزيل لرائحة الفم ومطهر للفم.
MIPROPOL: تحاميل مهبلية مؤلفة من العسل وغبار الطلع والعكبر والغذاء الملكي .
PRODERM: محلول كحولي مركز للاستعمال الخارجي.
ANTIECZEM: مرهم من العكبر للأكزيما .
CLICOPROPOL: محلول من العكبر يستعمل كقطرة للأذن.
PROPOLIS POWDER: مسحوق من العكبر للاستعمال الخارجي يستعمل كمطهر ومجفف ومانع انتان.
PROPOSET : قطرة عينية مضادة للالتهاب.
MIDICINAL SYRUP: سائل للاستعمال الخارجي.
بالمرتبة الثانية أتت روسيا بعدة أدوية منها OLEUM PROPILIS,METAM PROPLIS K VAJVA, PROPOLAN , AQUA.... وهي أدوية ذكرت في هذا الكتاب بأبحاث سابقة .
كذلك يوغوسلافية شاركت بأبحاث مخبرية مكثفة عن العكبر حيث عرضت شريط سينمائي مفصل عن هذه المختبرات .
بلغاريا عرضت دواء SOMAPIN وهو محلول كحولي اتيري للعكبر وعرضت الدانمرك PROPOLIS NORDESK  وهو تركيبه متعددة الاستعمالات تغطي كافية الخصائص العلاجية للعكبر، إسبانيا عرضت دواء VIGORDWA وهو محلول كحولي للعكبر مع التوتياء والكبريتات يستعمل كدواء مطهر ومثبت بكتيري للفم ولعلاج ركود الفم.
فرنسا عرضت أدوية لعلاج كل الأمراض الواردة في هذا الكتاب.
النروج عرضت حبوب تمضغ وحبوب للبلع .
هذه المجموعة هي عينة فقط، الكثير من التراكيب تبتكر يومياً.


القسم العاشر
الجرعات


            أصبح السوق مكتظاً بحبوب وأدوية العكبر، وأصبح واجب الناس أن تتعلم طريقة الاستعمال وعلم المقادير والجرعات، نورد هنا بعض العناوين الرئيسية في جرعات العكبر الدوائية:
1)         يجب أن لا تتجاوز الجرعة لكامل فترة العلاج 25-30 غرام من العكبر الصافى يمكن بعد مضي أسبوعين تكرار الجرعة العلاجية إذا لزم الأمر، يمضغ العكبر بشكله الطبيعي لأمراض الفم والأنف والحنجرة وكذلك لأمراض القصبات والرئتين، الجرعة هي ثلاثة غرامات يومياً، يمكن كذلك مضغ العكبر بعد الوجبات، يمضغ لمدة نصف ساعة حتى يصبح طرياً ثم يبلع، إذا حدث شعور بالحرقة في الفم يقطع العلاج لمدة ساعة.
2)         لأمراض القناة الهضمية والأقنية البولية وبعض العلل الأخرى تستعمل حبوب ومضغوطات العكبر، حوالي ثلاثة غرامات يومياً تؤخذ قبل الوجبات، في اليوم الأول: يؤخذ غراماً واحداً وفي اليوم الثاني غراميين وفي اليوم الثالث تبدأ جرعة الثلاثة غرامات يومياً، عندما يبدأ التحسن والشفاء تنقص جرعة العكبر بالتدريج حتى تنتهي نهاية الأسبوع الثاني.
3)                 بشكل المحلول يؤخذ العكبر ثلاث مرات باليوم قبل الطعام بساعة، يذاب حوالي 20 نقطة في ماء دافئ أو حليب .
4)                 على شكل مرهم يؤخذ من مرتين إلى ثلاث مرات يومياً حسب شدة الحالة وتركيز المرهم وإرشادات الطبيب .
5)         على شكل ضمادة في حالات الحروق والأمراض الجلدية، تغير الضمادة يومياً أو كل يومين أو مرتين بالأسبوع، مدة العلاج ثلاث أسابيع، يكرر العلاج بعد أسبوعين أو ثلاثة إذا استمرت الحالة أو نصح الطبيب بذلك.
6)         ممزوجاً مع منتجات أخرى كالعسل وحبوب الطلع والغذاء الملكي أو مع مواد كيميائية أو مضادات حيوية أو معادن أو فيتامينات. يؤخذ حسب الإرشادات المرفقة أو نصائح الطبيب .
مهما كانت الحالة فإن الجرعة بالنسبة للأطفال يجب أن لا تزيد عن نصف جرعة الكبار كذلك يجب التذكر أن العلاج يجب أن يبدأ بالتدريج وتزداد الجرعة يومياً حتى الوصول إلى الجرعة الموصوفة، هذا يفيد أيضاً في اختبار حساسية المريض للعكبر، ولكن نادراً ما تفشل مركبات العكبر بإعطاء نتائج جيدة وشفاء بعد مدة أسبوعين، يستثنى من ذلك بعض الحالات المستعصية كالإصابات بالفطور الشعاعية والصداف وأمراض القولون والصلع، هذه الحالات تستدعي أحياناً استمرار العلاج لمدة شهرين أو ثلاثة، أثناء الجرعات المطولة قد يحدث تهيج في المنطقة المعالجة، حركة وإسهال، إذا حدثت هذه الأعراض الجانبية كل ما يلزم هو إيقاف العلاج لدواء غير العكبر، ولكن غياب المنافسة وقلة الآثار الجانبية وخصائصه الهائلة فإن العكبر سلاح رهيب في ساحة العلاجات الطبيعية للإنسان والحيوان.

دواء متعدد الاستعمالات

للأوكراني (و.إيسكر يزيسكي)
            يباع العكبر في أوكرانيا على شكل كرات بحجم الجوزة ويستعمل للدمامل، الحكة، لسع الحشرات، الحروق، المشاكل الجلدية الشائعة، يطرى العكبر بتسخينه ووضعه على مسمار القدم ويغطى بالبلاستيك أو بشريط لاصق، إذا استعمل لاصق طبي يسخن العكبر ويمزج مع بعض الزيت ليصبح ليناً وقابلاً للالتصاق بالجلد، يوضع العكبر كما هو أو يؤخذ داخلياً لتقرحات الفم وأمراض اللأمعاء .

علل وأمراض الحلق

للبراتسلافي (غاي روكويتي)
            كنت أعالج أمراض الحلق عند مرضاي بجعلهم يستنشقون غبار العكبر من خلال مطحنة قهوة، حصلت على نتائج تفيد بأن العكبر مضاد التهاب، مطهر وعامل مقوي للمناعة.
حفظ الفواكه
جرب العالم (و.إيككرير نيسكي) تجارب على الفواكه حيث نثر مسحوق مؤلف من 5% عكبر على عدد من الفواكه الاستوائية، ولاحظ أن زمن تخزين هذه الفواكه قد طال عدة مرات مقارنة مع الفواكه الغير معاملة، مسحوق العكبر يمزج مع أساس طبيعي غير عضوي مثل كربونات الكالسيوم، الكلس الراسب، فحم مسحوق.... تغسل الفواكه قبل أكلها، إذا بقى آثار من العكبر فلن تغير الطعم، بل ستحسنه وتساعد الجسم على محاربة الجسم للجراثيم والفطريات، وكذلك المواد الثابتة التي قد تترك بقايا فهي مواد غير عضوية ولا تؤثر على الطعم ولا على عملية الهضم.

خبز العكبر

            يمكن لخبز غبار الطلع أن يصبح خبزاً للعكبر بزيادة مقدار العكبر (كنا دائماً نشجع أماكن بيع الأغذية الصحية بتقديم خبز الطلع لزبائنهم).
            العكبر يمنع نمو الخمائر، لذلك يجب علينا استعمال خمائر سكرية، ومع ذلك تطول الفترة اللازمة للخبز كي (ينفش) تأخذ أحياناً هذه العملية يومين كون العكبر يمنع التخمر، المقدار المنصوح به هي غرام عكبر للرغيف، كمية أكثر ستعطي طعم مر للخبز وتؤخر نضجه وإليكم طريقة صنع الخبز:
150 غرام حبوب اللقاح توضع بالخلاط مع الماء أو الحليب أو عصير البرتقال.
300 غرام لوز تخلط بالخلاط مع أي سائل حسب الذوق نضيف هنا 1 غرام من العكبر حيث سيساعد زيت اللوز على إذابته، يحوي اللوز على كمية جوهرية من غلوكوسيد اللوز (فيتامين ب17) أو يسمى العامل المضاد للسرطان، نضيف 150 غرام بذر القمح أو غرام واحد من فيتامين (هـ) (E) ، ملعقة من منكه حسب الرغبة (القرفة أو المستكة) نضيف مقداراً مضاعفاً من الخميرة بسبب وجود العكبر، الطحن يضاف ما يعادل نصف كيلو غراماً لكل رغيف، بعد انتهاء الخلط (أو العجن) نضع العجينة في المجمد ونأخذ منها حسب حاجتنا .
يمكن تعديل المواد الداخلة في العجينة حسب الذوق (كإضافة خلاصة بعض الأعشاب).

خل العكبر

            أكثر الطرق كفاءة لصنع خل العكبر هي خلط مسحوقه مع الخل بالتحريك الجيد، ويعاد تحريكه قبل كل استعمال، العكبر كمعلق فعال أكثر منه كمحلول بسبب عدم وجود سائل محل قادر على إذابه العكبر بشكل كامل، الخل ليس له قدرة كمحل بالنسبة للعكبر لذا نستعمل العكبر المسحوق، النسبة المقترحة هي 5% وزناً،وأن الوقت سيأتي ليبرهن أن خل العكبر سيصبح سلعة تباع في الصيدليات والحوانيت التي تبيع الأغذية الصحية، جربه وسيعجبك طعمه.

العكبر والأعصاب

            الجهاز العصبي هو الذي يتحكم في حياتنا ويؤثر في غددنا الصماء، أعضاء جسمنا تتشارك في تجاوبها مع الأعضاء الأخرى، حدوث أي مكروه يؤثر على أعصابنا وبالتالي يؤثر على الغدد الصم وخصوصاً الغدة الدرقية التي تكون ردة فعلها شديدة على الجهاز العصبي، هذه الحقائق معروفة لدى الأطباء، الموضوع هو ضرب نقطة ضعف في الجهاز العصبي، فإذا كانت هذه النقطة حساسة تبدأ حينها المشاكل (الصداع الكلي القلب الكبد الأمعاء البواسير النشاط الجنسي قوة التفكير).
            قد تؤدي مشاجرة قوية إلى موت أحد المتشاجرين، التشريح في هذه الحالات يظهر عند الضحية كميات كبيرة في الهيستامين والسيروتونين وغيرها من المفرزات الغدية في الدماغ وفي بقية الأعضاء، هذه المفرزات كلها تأتي من الغدد الصم، زيادة المفرزات الغدية، الإرهاق والضغط النفسي والتلوث البيئي، هذه المفرزات بدورها تؤثر على الجهاز العصبي فيصبح الشخص مهيأ للتفكير اللاعقلاني ولتصرفات يندم على نتائجها حيث لا ينفع الندم، قد ينقلب الإنسان إلى حالة اكتئاب وسوداوية ومزاج قد يؤدي إلى الانتحار.
            العكبر كمادة مهدئة يمارس تأثير منعش على الأعصاب المتوترة وعلى الغدد خصوصاً عند الأشخاص كبار السن والأشخاص المتعبون.


القسم الحادي عشر:
أساطير، خرافات، الأدب الشعبي، وحقائق


            أحد الأساطير القديمة تقول أنه عندما يبني النحل ويدهن كل شيء بالعكبر ويصغر حجم المدخل بالعكبر في أواخر الخريف فيجب توقع شتاء قاسي وطويل.
            إن النحل يبني جدران العكبر ليعزل خليته عن الرياح المتجمدة والثلوج ويحافظ على حرارة الخلية، ولكن هذه المقولة لم يبرهن  عليها، إنها مقولة شبيهة بالتالي تقول أنها عندما ينمو للحيوانات فراء كثيف فهذا يعني قدوم شتاء قاسي، هذه المقولة أيضاً لا يوجد عليها أي برهان.
            الشيء المؤكد هو أن النحل الموجود في بيئة باردة يقوم بتضييق مدخل الخلية ويدهن بغزارة كل شيء بالعكبر أكثر من نحل موجود في بيئة معتدلة، من وجهة نظر علمية يقوم النحل بذلك لأن نحل المناطق الباردة يجبر على البقاء في الخلية شتاء لمدة أشهر لذلك فهو بحاجة لوفرة من العكبر لإبقاء خليته معقمة وهو غير متوفر في الشتاء ولا يستطيع النحل الخروج لجمعه، كذلك يحتاجه النحل لوقف تكاثر العوامل الممرضة، المدخل يجب أن يضيق لمنع الدخلاء المجذوبين إلى العسل وإلى دفء الخلية وليس فقط لحفظ الدفء .
            كذلك النحل يعكبر جدران الخلية لحفظ الخشب الذي سيفسد فى درجة رطوبة (90%) اختبر الإنسان هذه الخاصة عندما فحص آلات الكمان القديمة، ويستطيع الاستفادة من هذه الخاصة إذا استعملته شركات الأخشاب في تركيبات طلاء اخشابها، النحالون في كثير من بقاع العالم يستعملونه لحفظ أدواتهم وخشب الإطارات والخلايا، وذلك بتغطيسها في محلول مركب من جزأين عكبر إلى عشرة أجزاء زيت بذر الكتان مع الأسيتون أو أي مادة طيارة أخرى، وتترك منقوعة طوال الليل في هذا المحلول .
            بعض النحالون في أمريكا ينقعون أدواتهم في شمع البرافين المغلي حيث يصل إلى لب الخشب ويسد الشقوق والثقوب ويطيل في عمر الخشب، في فرنسا يفعلون الشيء نفسه باستعمال شمع النحل الذي يغلى بدرجة غليان أعلى قليلاً من البرافين، إنه أغلى ثمناً ولكن النحالون يحصلون عليه شاؤوا أم أبوا، لوحظ أن هذه الخلايا حافظت على جودة خشبها حتى بعد (50) عاماً.
            شمع النحل مادة معقدة التركيب، شمع النحل الخام يحوي أنزيمات هامة جداً من الناحية الغذائية، إذا كان من المعتقد أن مناعة النحالين للسرطان سببها الشمع الذي يأكلونه، ربما هو العكبر والأنزيمات الموجودة في الشمع هي التي تعطي هذه المناعة، لم يعرف السبب حتى الآن.
            خرافة أخرى يقال أنها حدثت في عدة أوقات وأزمان، النحل يتبع نعش صاحبه المتوفى.
            هل النحل يشيع صاحبه؟! أم أنها مجرد مصادفة أن النحل قام بالتطريد في ذلك الوقت أم أن النعش قد دهن بمواد ذات رائحة معينة قد جذبت النحل فتبعه، قد تكون هذه نظرية أو محاولة لتفسير علمي، هل تبعه النحل ليعكبره ويحنطه؟!
            ألا يمكن أن يكون أحد الكهنة الفرعونين قد تعلم من النحل كيفية التحنيط، لقد أظهر التحليل في المجهر الالكتروني وجود العكبر وبعض أجزاء النحل وغبار الطلع وبعض شوائب العكبر في مومياء الفراعنة!!
            في بعض القرى القديمة في انكلترا وأمريكا يوجد عادة مازالت تمارس حتى اليوم، العادة هي إخبار النحل عن المستجدات التي تحدث في العائلة، كيف، أين، ولماذا نشأت هذه العادة، كيف ورثت هذه العادة، هل سر النحل وخليته لم يتم اكتشافه بعد، كل ما عليك فعله هو الذهاب إلى المؤتمر الدولي للنحالة وسترى كم من الاكتشافات الجديدة عن النحل كل عام .
            نعود للتساؤل عن السبب الذي أدى إلى هذه العادة، هل هناك ظاهرة غريبة وسلوك معين من النحل قد أدى لإعطاء النحل هذا الغموض وإعطاء أسرار وقوى خفية، ففي كتاب (النحل المقدس في الحقب الغابرة) للمؤلفة (هيلدا هـ.رامسون) يوجد الكثير من الخرافات والأساطير والطقوس التي تمارس للنحل، وحتى عبادات وديانات قد تم ذكرها في هذا الكتاب، يوجد تعابير كثيرة خاصة بالتنبؤ بعلم الفلك، ولا يوجد أي تعبير منها يذكر للنحل لا باسمه الصريح ولا بالإشارة له برمز ما ولكن العادات التقليدية تشير بقوة  إلى وجود ممارسات خاصة بالنحل في كثير من الدول التي يربى بها النحل، على سبيل المثال يوجد في اليونان عادات غريبة مرتبطة بالنحل والطرود والخلايا، مثلاً في اللغة اليونانية يوجد كلمتين تعبران عن الموت (THNEISKO) و (POSOFO) الأولى تستعمل للإنسان والنحل فقط والثانية تستعمل لكل المخلوقات، لماذا كل الحيوانات تموت (psofo) والإنسان يموت (THNEISKO) والنحل يموت (THNEISKO) وليس (PSOFO)؟ ولماذا؟!
            في معبد (ديانا) في مدينة (ايفيوسيوس) في اليونان، وهو أحد عجائب الدنيا السبع، كانت الكاهنات في هذا المعبد تلبس ثياب تشبه النحل، وكان اسم هؤلاء الكاهنات (MELISSA) وتعنى بالإغريقية (نحلة).
            يقال أيضاً في الأساطير اليونانية أن (جوبتر) أنقذه النحل حيث أعاق طرد النحل في باب المغارة التي يختبئ بها دخول أبيه (كروتوس) الذي أراد قتله.
            الأدب الشعبي الإغريقي حافل بالأساطير عن النحل، النحل يربى عندهم منذ عشرة آلاف سنة كما تظهر اكتشافات الآثار والأحفورات، حتى اليوم يوجد في اليونان نحل أكثر من أي بلد أخر نسبة إلى عدد السكان، يوجد بها أكثر من مليون خلية هذا الكتاب ليس مبحث للأساطير والخرافات ولكن يبدو أن الكثير من الكتب التي تبحث في هذا المجال قد أحرقت عندما دحر الرومان وهزموا (كيلوباترا) وأحرقوا مكتبة الاسكندرية في مصر والتي يوجد فيها مليوني كتاب، وهي كل معلومات العالم المكتوبة في ذلك الوقت.
            النحل كان هدف الأبحاث في كل الزوايا: (علم الجنيات، التشريح، الأمراض، استغلاله تجارياً) ولكن السلوك الغريب الذي يمارسه النحل كان طي الإهمال، ألا يوجد في أيامنا كتب تبحث في سلوك النحل الغريب، طريقة صنعه للشمع، الأشكال الطريفة التي تصنعها أثناء بناء نخاريبه الشمعية!!
            في اليونان حيث يؤمنون بالغيبيات، أراني أحد النحالين قرص شمع مختوم به ثلاث عيون مغلقة منتفخة وبارزة قليلاً عن قريناتها وقال لي: هذه النقاط الثلاثة تعني بعد ثلاث أيام أو أسابيع أو أشهر ... وأشار إلى الجانب المرتفع وقال كلما زال الارتفاع فذلك يعني حدوث مكروه بعد ثلاث إشارات.
الفن الضائع:
            لا يوجد أحد اليوم قادر على تفسير وترجمة ماذا يريد النحل إخبارنا بالأشكال العديدة لمسارات الإطارات الشمعية، ماذا يريد النحل إخبارنا بطنينه وتكتله أثناء تشكيل الطرود ، سلوكه غريب جداً إنه الفن الضائع.




الخاتمــــة


            حتى أوائل الخمسينات لم يوجد بحث جاد عن العكبر، ولكن الكاتب اصبح مهووساً بهذه المادة منذ عام (1943) لقد لاحظ أثر العكبر في تهدئة النحل عند التدخين عليه بدخان العكبر، كذلك قدرة العكبر على تحويل الدهانات الزيتية الرخيصة إلى دهانات ذات لمعة خاصة وثبات طويل، كذلك أثر العكبر المثبت للعطور والزيوت الأساسية، استبدل الكاتب عطر المسكاتين النادر (يستخرج من نبات القيوم في التبيت) بالعكبر، كبار مصنعي العطور لا يعرفوا بعد خواص العكبر .
            ولكن عندما قرأ الكاتب مجلة الأخبار الطبية الأوروبية شعر بالإثارة عندما علم بالاكتشافات الطبية عن العكبر، هذه الاكتشافات جاءت قبل (وبسنوات) اكتشاف الأمريكان للعكبر في أواخر الخمسينات وعند توافر معلومات متعددة عن العكبر غاص الكاتب في مجموعة من الأبحاث في حقول لم تطرق قبل الآن، أبحاث أراد منها توضيح أقوال الأوروبيين عن العكبر، قام بهذه الأبحاث بالاشتراك مع مجموعة من الأطباء كان يملك أحدهم مجموعة كبيرة من حيوانات التجارب، واستعملوا مخابرهم لإجراء الأبحاث .
            أخذ تأليف هذا الكتاب زمناً طويلاً، فهذا النوع من الكتب لا يكتب بليلة أو شهر، فهو ليس رواية مع أن الكثير من الروايات تتطلب الأبحاث والكثير من الوقت.
            اضطر الكاتب لبحث وقراءة كل معلومة متوفرة عن العكبر القديم منها والحديث، سافر مرتين إلى أوروبا وإلى مدينة أبو قراط ومشفاه، قام باستشارات كثيرة بالمستشفيات والمختبرات وبيوتات صنع الأدوية والمواد الصيدلانية وكل الأماكن التي صدر عنها معلومات وأبحاث عن العكبر، هذا أيضاً يتطلب الكثير من الوقت، أشهر وسنوات،  الكثير من الوقت صرف على إرسال واستلام رسائل من وإلى أوروبا الشرقية بعضها لم يرد عليهن كتبت الصحف ذات مرة عن اكتشاف جديد عن العكبر، الكثير من الرسائل من كل العالم تستفسر عن هذا الاكتشاف تم إرسالها والإجابة عليها تتطلب الكثير من المراسلات، نادراً ما تتم الإجابة إذا لم يكن المراسل مؤسسة علمية مشهورة، أو ارفقت الرسالة (بشيك) ليغطي النفقات، غالباً ما كانت تصرف قيمة الشيك دون إرسال الرد، كذلك البريد عبر البحار يحتاج لزمن طويل،عرض الكاتب ذات مرة مبلغ ضخم من المال للحصول على بعض المعلومات من رومانيا، لكن دون جدوى، أثناء طبع هذا الكتاب تلقي الكاتب أكثر من ألفي رسالة تطلب المزيد من المعلومات والنصائح عن كتابه (غبار الطلع، الغذاء المعجزة، اكسير الشباب،الحيوية وطول العمر) ونتوقع الشيء نفسه بعد طبع هذا الكتاب، لكن كل شيء في هذا الكتاب تم شرحه بالتفصيل وتم كتابة مراجعه للعودة إليها.
            الدكتور (ج. كلاوداتوس) رئيس قسم الأبحاث الأولية في معهد السرطان، وأثناء دراسته لبعض الخصائص الطبية للعكبر تلقى في يوم واحد 18 رسالة تسأل عن اكتشافه للعامل (FX) في الكبد والذي نشر في كثير من المجلات العلمية حول العالم، قام بإلقاء كل الرسائل ما عدا واحدة من معهد أبحاث شهير في اليابان.
            هذه الحادثة تحدث كلما أعلن عن اكتشاف جديد، البعض من الناس يعتقد أنه إذا دفع ثمن الكتاب فهذا يعطيه الحق بتوجيه الكثير من الأسئلة التي تجعل المؤلف يحتاج إلى مساعدتي فقط للرد على الرسائل التي أغلبها بدون طابع لارسال الرد.
            نجح النحل بالبقاء لمدة 60 مليون عاماً بفضل صنعه للعكبر على الرغم من كل التهديدات والأعداء كالحشرات المفترسة والطيور والزواحف... والإنسان، قدر النحل على البقاء رغم أن أجنحته (التي ترف 400 مرة بالثانية) تتآكل وتقصر باحتكاكها بالهواء والغبار حتى تصبح غير قادرة على الطيران لتسقط أرضاً وتموت، هذا ما يحدث لـ (80%) من النحل ولكنه نجح بالبقاء حيث فشل غيره وانقرض حيوانات أكبر وأقوى منه.
            لذلك إذا استعمل الإنسان العكبر وأدخله إلى جسمه فهذا يوسع طاقة الجسم على تقوية دفاعاته بسلاح فتاك ليقاتل أعداءه الكثيرة بما فيها العالم المجهري للعوامل الممرضة (كالميكروبات والفيروسات والجراثيم....) وكذلك الفطور التي تتولد ضمن الأغذية والتي تفرز سمومها كالذيفانات الجرثومية والفطرية والسموم النباتية والرشاشيات الصغيرة والخلايا العنقودية والتسمم الوشيقي...العدد لا نهائي... وهي تدخل أجسامنا عبر الهواء والجلد والطعام.
            يمكننا استعمال بضع غرامات من العكبر الزيتي أو العكبر بالزبدة أو العكبر المائي أوالعكبربالعسل. الحبوب والمضغوطات التي نصنعها بأنفسنا أو التي تصنعها الشركات الموثوقة، يمكن للإنسان استنشاق غبار العكبر، مضغ العكبر بشكله الخام، مع العصير واللوز (المفيد لوجود الاميغلادين أو فيتامين B17 ) كذلك يمكننا الحصول عليه مع غبار الطلع أو أي شكل آخر بشرط ألا يكون قد تعرض لحرارة أعلى من (60) درجة مئوية ولكن يجب إدخاله إلى أجسامنا كما يفعل النحل في خليته، أقل ما يمكن أن يصنعه العكبر لنا هو أن يطيل عمرنا.
            ولكن يجب علينا عدم المبالغة بتوقع المستحيل من العكبر خصوصاً في خريف وشتاء العمر أو كما يقول المثل (لا داعي لحرق البيت لإبقاء النار مشتعل) ,وهو ينفع الناس الذي لم يتدمر جهازهم العضوي بعد، بل ما زال جسمهم قابلاً للعلاج بالأدوية والغذاء المتوازن، فمثلاً ثلاثين غراماً من مادة الكينين مقسمة إلى 70 جرعة توقف مرض الملاريا، لكن هذا لا يعني أن أخذ الجرعة مرة واحدة سيشفي المرض بليلة واحدة بل هذه الجرعة تقتل الإنسان خلال ساعة .
            كذلك الأمر بجرعات العكبر مع أنه لن يقتل، كل ما سيفعله هو التخريش أو الحساسية، يجب التأكد أن العكبر ليس مكشوطاً عن أرضية الخلية إذا نظرنا إلى أرضية خلية نحل نلاحظ عكبر على شكل قبب أغلبها به ثقوب من الأعلى وفوهات، هذه هي مستشفيات النحل، يستعملونها لتحرير أنفسهم من العضويات المجهرية والحشرات والغبار والأجسام العالقة بهم أثناء الرعي، عندما تدخل النحلة تفرك جسمها بهذه القبب لتزيل الأجسام اللاصقة بها، تدخل النحلات رؤوسها في هذه الفوهات عندما تشعر بالمرض، كذلك يمسح النحل بها أرجله.
            هذه القباب تكبر باستمرار بسبب تراكم الأوساخ ثم طبقات عكبر وشمع وهكذا حتى تصل هذه القباب أو محطات التعقيم إلى الإطارات حيث يستعملها النحل كسلم للصعود إلى الإطارات، نعم يوجد عكبر في هذه القبب، ولكن 70% منها شمع وشوائب وأوساخ .
            لا يوجد في الطبيعة أي شيء يعادل العكبر حتى يومنا هذا، ولن يستطيع الإنسان صنع شيء خواصه تعادل العكبر كونه مضاد بكتيري، مضاد فطري، معطل فيروس مجدد للأنسجة، مسكن، وربما الكثير من الخواص الغير مكتشفة بعد.
            لكن لماذا لا يوجد للعكبر تأثير على بعض الناس؟ السؤال نفسه يصلح أن نطرحه عن الأدوية (الأسبرين، البنسلين، المضادات الفطرية ومركبات الكبريت...) أنها مفيدة لبعض الناس وغير فعالة للبعض الآخر، حيث أنها تعطي لبعض الناس أعراض حساسية وتأثيرات جانبية، كذلك عندما كانت تأتي الجائحات الوبائية كالكوليرا والهواء الأصفر والجدري والطاعون (الباستوريات الطاعونية) وكانت هذه الأوبئة تحصد الناس حصداً، ومع ذلك يبقى مئات لا يصابون بالمرض.
            ربما أعطانا أبو قراط الجواب منذ 3000 عام عندما قال: ((إذا عارضنا الطبيعة فكل جهودنا سدى)) ، لذا يبدو أن بعض الحالات التي لا يملك العكبر قوة أمامها ربما لعدم احتوائه على كل عناصر العكبر الفعالة، ربما النحل الذي جمعه كان بعمر أكبر من أن يملك الإنزيمات اللازمة والطاقة اللازمة لاستقلابه بشكل جيد، ربما جمعه النحل على استعجال بسب حالة طارئة ولم يكن لديه الوقت ليتقن صنعه، ربما نقبت مصادره الطبيعية واضطر النحل لصنعه من مصادر أخرى، وهذه الحالة غالباً، ربما العكبر تم جمعه من الأرضية، هذه الربما هي التي تفسر لماذا العصيات المسامة (DREADED) التي هي العامل الممرض في مرض الحضنة تقضي على خلايا بكاملها مع أنها ضعيفة جداً أمام العكبر .
            إذا حدث شيء كهذا فلا يجب القفز إلى النتائج، كما نفعل عادة مع أطبائنا والأدوية التي يصفونها، يجب تجريب آخر من مصدر مختلف، أو نقوم بمزج عكبر من عدة مناطق ومصادر، السمعة هي أم العلم، كما يقول المثل الفرنسي.
            جرب العكبر لالتهاب الأغشية المخاطية، التهاب الحنجرة، التهاب القصبات، ذات الرئة...إلخ، أعراض التحسن يجب أن تبدأ خلال ساعة، في الحالة المستعصية قد يلزم وقتاً أطول بالنسبة لماء العكبر يجب عدم تعريضه للحرارة أو معاملات أخرى العكبر يمنع نمو الفطور والخمائر وما شابه، إذا وضع العكبر في الخميرة فإنه يبطل عملها كما في خبز العكبر حيث لزمنا كمية أكبر من الخميرة ووقتاً أطول للنضج.
            يجب أن نكرر ونقول انه إذا لم يعط العكبر التحسن المرجو خلال بضعة أيام فهذا يعني أن العكبر المستعمل غير نقي ويجب استبداله بعكبر من مصدر آخر أو خلطة مع عكبر من مصدر آخر.
            كذلك وكما يحدث في الأدوية وبعض أنواع الطعام أنه أحياناً كيميائية جسم معين قد لا تتوافق مع العكبر، ننصح هذا الشخص باستراحة طويلة وعلاج روحي قبل تجريب أي علاج آخر.
            ونذكر أن العكبر يمكن (بإشراف مختص) تعاطيه مع الأدوية الأخرى كما يفعلون في روسيا، وكذلك يمكن للأخصائي زيادة كمية جرعة العكبر في بعض الحالات.
            نختم بالقول أن ملايين الهكتارات الخصبة تضيع كل عام ويحل محلها طرق ومعامل ومطارات ومرافق صناعية ومنازل.... المساحة الخضراء تضمحل، لم يبق هناك مكان لسروح النحل، الكثير من النحالون يجبرون على تغيير أماكن إقامتهم عندما تتحول المزارع إلى مناطق سكنية، الناس والمحاكم والشرطة أعداء للنحل وللنحالين الموجودين بالأماكن السكنية، اللسعات غالباً مصدرها العناكب والدبابير ولكن النحل هو الذي يلام، النحل لا يلسع أحد إذا لم يتحرش به أحد، فالنحلة مشغولة بجمع الرحيق وغبار الطلع كي تعود لتطعم عشرة يرقات أو أكثر، فترة حياة النحلة قصيرة جداً (ستة أسابيع) والملكة تبيض باستمرار وعلى النحل أن يعتني بالصغار ويجمع مخزون العسل للشتاء، ثم تأتي الكارثة: المبيدات الحشرية، إن طرق ممارستنا للحضارة تحطم أعمدة البيئة وتخل بالتوازن الطبيعي، بدون النحل وقدرته على تلقيح الأزهار لن يكون هناك لحوم، النحل والنحالون بحاجة لدعم كبير من كل الناس، الكاتب قام بحساب الوقت الذي يصرفه النحال مقارنة مع ما يربحه من بيع العسل، كانت النتيجة أن الأجر الساعي زهيد جداً، ومع التضخم يضطر النحال لممارسة مهنة أخرى بالإضافة للنحل، لأنهم لا يستطيعون التخلي عن تربية النحل لأنه يربطهم به علاقة حب قوية، إدمان، مرض... متى بدأت بتربية النحل فلن تستطيع التوقف عن تربيته كهواية أو كمهنة.
أخيراً إليكم هذا المشهد:
            حان وقت الطعام، تدخل غرفة الطعام فتجدها فارغة! لا يوجد لحوم لأنه لا يوجد نحل ليلقح نباتات الفصة والبرسيم والأعشاب التي تقتات عليها الأبقار، لا يوجد سلطات لأنه لا يوجد نحل لتلقيح الخضار، لا يوجد فواكه لأنه لا يوجد نحل يلقح أزهارها، لا يوجد خبز لأنه لا يوجد نحل ليلقح القمح، الكثير من الحبوب غير مهيأة للإلقاء الذاتي.
            كما يجب علينا أن نحب ونحمي وندعم هذه المخلوقات المجنحة التي تعمل كعبيد للإنسان، الكثير من الحشرات الملقحة تقتلها المبيدات الزراعية والتي تقتل أيضاً النحل، إن حياتنا كلها تعتمد على النحل.
            إذا كان يهمك الموضوع فأذهب إلى المكتبة العامة وأبحث عن كتاب يتحدث عن تلقيح الأزهار وستفاجأ بمعرفة ما يفعله النحل، مثلاً في مزارع القهوة في كولومبيا اكتشف أن وضع خليتين في كل فدان مزروع بالقهوة أدى لزيادة الإنتاج بنسبة 85% تستطيع أن تقرأ عن ذلك بالتفصيل في كتاب (ديناميكية نحل العسل للكاتب الدكتور ولفينبارغر).
ننهي هذا الكتاب بهذه الملاحظة الفظة: إذا اختفى النحل فسيختفي الإنسان أيضاً لن يستطيع البقاء بدون النحل إلا إذا طور طريقة بكرية لصنع طعامه في الهواء بالتركيب الضوئي كما يفعل النبات. ذلك بطريقة ليست بكرية.






تعليقات


  1. شكرا علي الموضوع الرائع والمعلومات القيمة ، واتمني ان تلقي نظرة علي موقعي
    دراسة جدوي لمشروعات صغيرة

    ردحذف
    الردود
    1. آسف بتأخر على الرد ويشرفني ذلك

      حذف
  2. جزاك الله كل خير ، معلومات رائعة جدا ومفيدة
    نحمد الله كثيرا على نعمة النحل والتي جعلها صحة وعافية للإنسان فنشكر المولى عز وجل على هذه العطايا

    ردحذف
  3. لو سمحت عندي كفلة عمرها شهرين جبتلها نقوط عكبر للرضع كم الجرعه ؟

    ردحذف
  4. كيف يقع استعمال صمغ النحل لعلاج مرض الصدفية الذي يصيب فروة الرأس

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة