علاج بعض الأمراض بإستخدام سم النحل

علاج بعض الإمراض   باستخدام سم العسل



إن محصلة الخواص العامة لسم النحل وتركيبه الكيميائي أعطت للعلماء الفرصة في لاستخدامه في الأغراض الطبية


علاج بعض الأمراض باستخدام سم النحل


إن ملاحظات الطب الشعبي والطب الحديث تؤكد أن سم النحل له خواص علاجية محددة


علاج الروماتيزم


إن ميكانيكية تأثير سم النحل لعلاج الروماتيزم لم تدرس بالقدر الكافي ،وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن القول بأن تأثير سم النحل مفيد للجهاز العصبي في حالة الإصابة بالروماتيزم ،وقد ثبت أن تفاعلات الحساسية تتغير نتيجة لخلل في الجهاز العصبي عند المرضى المصابين بالروماتيزم وفى عام 1807فإن الطبيب الروسي العسكري أ.لا.لوبارسكى نشر بحثا سبق ذكره تحت عنوان "سم النحل كمادة علاجية " وتوصل فيه إلى أن سم النحل مفيد للغاية في علاج الروماتيزم أما الطبيب فيليب تيرتش من مدينة فيينا فقد كان يعانى هو نفسه من مرض الروماتيزم وعولج بمحض الصدفة بواسطة لدغ النحل ثم بدأفى استخدام لدغ النحل على نطاق واسع في علاج الروماتيزم،وفى عام 1882نشر تيرتش بحثا أوضح فيه أن 183مريضا بالروماتيزم


عولجوا بواسطة لدغ النحل .


أما في عام 1912 فإن أخصائي أمراض العيون رودلف تنير تش ( من مدنية فيينا أيضا ) نشر بحثا علميا في هذا الصدد وأفاد فيه بأن 660  مريضا بالروماتيزم قد عولجوا بنجاح بواسطة سم النحل كما لوحظ ذلك أيضا والده فيليب ترتش . ولقد ولوحظ الشفاء الكامل لوحظ عند 540 مريضا ، أما تحسن الحالة فلوحظ عند97 % من المرضى فيما عدا 17 مريضا لم يطرأ عليهم أي تحسن حيث أن بعض المرضى لم يكملوا العلاج حتى النهاية .


كما أوضحت الملاحظات الإكلينيكية أن سم النحل ـ يعد مادة جيدة لعلاج الروماتيزم الحقيقي.


وقد ثبت أن سم النحل يسبب تفاعلا موضعيا وتفاعلا عاما بالجسم وذلك في حالات التهاب الأوعية الدموية الميكروبي نتيجة للإصابة بمرض الزهري والسيلان والدرنة الرئوي ، ولذلك فإن بعض الأخصائيين اقترحوا على أسس قوية استخدام لدغ النحل لأغراض التشخيص ـ لتحديد الروماتيزم الحقيقي .


وعموما فإن الكثير من المرضى مدينون بشفائهم من الروماتيزم لسم النحل؛إن هناك أمثلة كثيرة تؤكد العلاج بالأدوية الأخرى . ومن هنا يتضح أنه يجب أن نصل إلى تلك النتيجة ، وهى أن علاج الروماتيزم بسم النحل لايجب استخدامه فقط عند فشل الأدوية الأخرى في العلاج بل يستعمال عند تشخيص المرض وكمية العلاج تعادل 200 لدغة نحل وأحيانا 100 لدغة حيث يشفى المريض تماما .


وبالرغم من ذلك فإنه يجب القول أنه ظهرت حالات من مرضى الروماتيزم ، الذين لم يستطع سم النحل عمل أي شئ لهم . ومن هنا يمكننا أن نؤكد أن الوقاية من الروماتيزم تعد أفضل بكثير وأقوى من العلاج بالسموم .


علاج الأعصاب ـ والتهاب الأعصاب :


إن سم النحل قد استخدم منذ وقت طويل في الطب الشعبي لعلاج بعض امراض الأعصاب . وقد نشرت عدة أبحاث في هذا الصدد بواسطة علماء النحل في المجلات العلمية المتخصصة.


وفى الوقت الحالى توجد لدى البشرية أبحاث عديدة وملاحظات طبية تؤكد تلك النتيجة التى توصل إليها الطب الشعبى .


ونتيجة للجهود التى قام بها العالم الأكاديمى ن . ب . كرول وتحت إشرافه المباشر فى 1939 فإن الطبيبة خ . أ . يروساليمشك استخدمت سم النحل فى الظروف الأكلينيكية لعلاج أمراض الأعصاب ، وقد كانت النتائج مرضية .


وقد أدى علاج المرضى المصابين بالتهاب الأعصاب بأنواعه المختلفة ومعظمهم سبق اصابته بالروماتيزم الى نتائج ممتازة . وجدير بالذكر أن عددا من المرضى قبل بداية العلاج بسم النحل عولجوا بطرق أجريت باستخدام الأدوية المختلفة والعلاج الطبيعى ولم يتوصلوا الى نتائج مرضية .


وعادة ، فانه بعد جرعتين من سم النحل بالحقن تحت الجلد فان الألم تقل حدته فى المناطق الأكثر اصابة ،أما بعد الجرعة الثامنة لوحظ الشفاء الكامل .


  وعند بعض المرضى لوحظ بقايا المرض بعد العلاج بسم النحل .


لوحظ ايضا أن بعض المرضى المصابين بالتهاب الأعصاب لم يشفوا بل ظهر عندهم فقط تحسن مؤقت فى حالة استخدام جرعات إضافية من سم النحل .


علاج أمراض الجلد وبعض أمراض العيون :


ـ استخدم سم النحل فى الطب الشعبى لعلاج الأمراض الجلدية المختلفة مثل الخراريج والدمامل . كما تتوفر بعض المعلومات عن التاثير الجيد لاستخدام سم النحل لعلاج درن الجلد والأكزيما والتهاب أعصاب الجلد والصدفية .  


وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الأبحاث مازالت تحتاج لمزيد من التأكيد ، وعلى أحصائى الأمراض الجلدية إجراء التجارب الإكلينيكية لاستخدام سم النحل لعلاج الأمراض الجلدية المختلفة وخاصة الأمراض التى ليس لها علاج فى الوقت الحاضر.


ـ استخدم سم النحل من قبل الطب الشعبى لعلاج بعض أمراض العيون ، يستخدم الآن الطب الحديث لعلاج بعض أمراض العيون ، مثل التهاب القزحية .


ـ وقد استخدم سم النحل على هيئة مرهم تحت أسم " فيرابين " فى عيادة امراض العيون بمعهد س . م . كيرفا بمدينة جوركى بالاتحاد السوفييتى لعلاج المرضى المصابين بالتهاب القرنية وروماتيزم القرنية وتصلب شرايين القرنية .


أما فى المعهد الطبى بمدنية أومسك بالاتحاد السوفييتى فقد استخدم سم النحل على نطاق واسع فى عيادة امراض العيون ، حيث قامت البروفيسورة ف . أ . ماكسيمنكا ومعاونوها باستخدام سم النحل لعلاج التهاب القرنية المصحوب بالقرحة ، وإصابات الهربس وبعض الأمراض الأخرى مثل إعتام عدسة العين وكذلك فى حالات حروق العين .


   تأثير سم النحل على مستوى الكوليسترول فى الدم وعلى ضغط الدم :


ـ إن الكوليسترول الذى يترسب فى الجدر الداخلية للشرايين طبقا لرأى الأكاديمى ن . أننتيشكوف يعد واحد من الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين ، واستخدمت خ . أيورساليمشك سم النحل فى ظروف العيادة الطبية وأثبتت أن ذلك يخفض من كمية الكوليسترول عند المرضى .


ومن ناحية أخرى فإنه قد لوحظ إن المرضى الذين لايستفدون من سم النحل (أى لا يؤثر عليهم )تزداد عندهم نسبة الكوليسترول فى الدم ، وبصفة عامة أثبتت الملاحظات أن استخدام سم النحل لعلاج الروماتيزم أدى إلى انخفاض نسبة  الكوليسترول ، بينما فى حالة علاج التهاب الأعصاب لم تنخفض نسبتة ، وبصفة عامة فإنه يجب قبل بداية العلاج تحديد خاصيتة كل مريض فى هذا الصدد .


ـ ومن المعروف أيضا فى الطب الشعبى أن سم النحل يخفض من ضغط الدم ، وقد تأكدت هذه الخاصية بالتجارب العلمية على حيوانات التجارب . وقد أثبتت الأبحاث التى أجريت على الكلاب أن حقن سم نحلة واحدة عن طريق الوريد يؤدى إلى انخفاض حاد فى ضغط الدم .


إن خاصية خفض ضغط الدم بواسطة سم النحل ترجع إلى توسيع الأوعية الدموية الطرفية نتيجة لوجود مادة الهستامين فى سم النحل الذى يتميز بتأثير موسع للأوعية الدموية .


إن كثير من المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم عولجوا بالفعهل بواسطة سم النحل عند البدء فى العمل داخل الناحل ، حيث يتعرضون لأكثر من مرة للدغ النحل . وقد تحسنت حالتهم العامة بسرعة وانخفض ضغط الدم بوضوح واختفى الصداع والتوتر العصبى كما زادت لديهم القدرة على العمل ، إن ظروف العمل فى المناحل وجوها المفيد للإنسان كان لها تأثير جيد فى هذا الصدد .


استخدام سم النحل لعلاج بعض الأمراض عند الأطفال :


يكون العلاج بإشراف أطباء تخصيص أطفال ذوى خبرة جيدة ؛ لآن جسم الأطفال شديد الحساسية لسم النحل ، وفى معظم الأحيان يسبب لهم حساسية موضعية وكذلك حساسية عامة شديدتين .


ومن الضرورى أثناء العلاج بلدغ النحل تكون هناك علاقة طيبة بين الطبيب المعالج والطفل المريض . ويجب على الطبيب فى تلك الحالة أن يوضح للطفل حياة عائلة النحل ، وأن النحلة تقوم بعملية اللدغ بسرعة شديدة أسرع من الحقن . كما يجب أن يوضح الطبيب للطفل أن النحلة تعطى سمها له من أجل صحته تهلك من أجله .


ومن الضرورى أن يثق الطفل المريض فى الطبيب وفى تلك الحالة يكون العلاج بالدغ النحل مفيدا .


ومن الضرورى عند بدء العلاج بسم النحل فى ظروف المنزل أو اتلعيادة وجود بعض المواد الجاهزة التى تستخدم فى حالات التسمم .


إن الأطفال أثناء فترة العلاج بسم النحل يجب أن يتناولوا غذاء متنوعا ذا سعرات عالية وأن يكون هذا الغذاء غننيا بالفيتامينات وخاصة فيتامين ج وفيتامين ب1 . كما أن من الضرورى ايضا عدم تناول كميات كبيرة من المواد الكربوهيدارتية مثل الخبز والبطاطس والسكر والمربى وغيرها ، كما يفض الإقلال من استخدام الملح فى الغذاء . ومن المفيد فى هذا الصدد استبدل جزء من السكر والمواد الكربوهيدارتية الأخرى بعسل النحل بحد ادنى معلقة شاى فى الصباح والمساء . كما ينصح الأطفال أيضا بتناول اللبن والجبن القريش والفواكه خاصة التى مع العسل ، فمثلا اللبن أو الذبادى يحلى بالعسل .


ومن الطبيعى أن يختلف تأثير سم النحل من طفل إلى آخر تبعا لعمر الطفل ونوع المرض ، وهنا تلعب الحساسية المفرطة دورا هاما فى هذا الصدد .


الحساسية لسم النحل :


إن الخواص السمية والعلاجية لنقطة السم تعتمد أساسا على الجرعة كما تتميز بتأثيرها السريع على جسم الإنسان . ويوجد فارق واضح بين الجرعات العلاجية والسامة ، أما الجرعة القاتلة فتفوق الجرعة العلاجية مئات مرات .


     إن الحساسية لسم النحل تختلف من شخص لآخر ، فالنساء والأطفال وكبار السن أكثر حساسية لهذا السم . إن الإنسان الصحيح يمكنه أن يتحمل من لدغة إلى خمس لدغات وربما حتى عشر لدغات ، حيث تسبب له تفاعلا موضوعيا بسيطا فقط على هيئة احمرار فى الجلد والتهاب بسيط وإحساس بالحرقان فى موضع اللدغ .


       ومن ناحية اخرى فإن تعرض الإنسان لعدد 200 إلى 300 لدغة فى وقت واحد يصيبه بالتسمم مع ظهور أعراض مميزة على هيئة خلل فى عمل الأجهزة المختلفة بالجسم وخاصة الجهاز الدورى ( صعوبة فى التنفس ، ويصبح لون الشخص أزرق ، وسرعة النبض وتقلصات فى الجسم وشلل )   .وفى حالة تعرض الأنسان لعدد 400 إلى 500 لدغة فى آن واحد فإن ذلك يسبب له الوفاة عادة نتيجة لشلل فى الجهاز التنفسى .


  ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين لديهم حساسية لسم النحل تكفيهم لدغة واحدة لتظهر اعراض الحساسية مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع الششديد وطفح جلدى وقئ وإسهال .


   وقد أوضحت الملاحظات لسنوات طوويلة أن القائمين بتربية النحل لفترات طويلة فقد يتحملون لدغ 1000 نحلة دون ظهور أعراض تسمم ، وإن هؤلاء الناس يتعودون بسرعة على لدغ النحل وأحيانا لا يتأثرون به مطلقا .


إن القائمين على تربية النحل وحتى بعض الأطباء يعتبرون سم النحل يعالج معظم الأمراض ، وعلى هذا الأساس فإنه يستخدم لعلاج أمراض كثيرة مثل أمراض النساء وأمراض الأطفال وحتى الأمراض السرية وبالرغم من ذلك فإنه يجدر الإشارة إلى أن سم النحل غير مرغوب فى حالة الإصابة ببعض الأمراض ، وطبقا للقانون السوفييتى فإن غير الحاصلين على مؤهل طبى لا يملكون حق ممارسة العمل العلاجى ، أما العلاج باستخدام سم النحل فلا يسمح به إلا للطبيب التخصص .


إن ملاحظات الطب الشعبى والطب الحديث تؤكد جميعها أن سم النحل يتميز بخواص علاجية محددة ، كما يتميز بتأثير جيد فى حالات الإصابة بأمراض روماتيزم المفاصل والعضلات والتهاب الأعصاب فى مناطق القدم والوجه والأعصاب الأخرى ، وكذلك الصداع النصفى وبعض الأمراض الأخرى . بالرغم من ذلك فإن استخدام سم النحل فى العلاج يستوجب الحذر الشديد وخاصة فيما يتعلق بالأطفال والمسنين الذين هم عادة أكثر حساسية لهذا السم . أما فى بعض الأمراض مثل الدرن والأزمات القلبية والسكر وتصلب الشرايين والأمراض التناسلية فيحظر استخدام سم النحل فى العلاج .


إن الملاحظات والأبحاث التى أجريت فى السنوات الأخيرة تمكن من الاعتقاد بأن سم النحل يؤثر على وجه الخصوص على الجهاز العصبى .


إن المراجع العلمية الموجودة تؤكد أن لدغ النحل ـ أو إعطاء أبيوتوكسين ـ يؤدى إلى تكوين مناعة فى جسم ا|لأنسان للدغ النحل وكذلك لبعض الأمراض الأخرى .


إن سم النحل  الاستخدام الصحيح يعد مادة علاجية ووقائية لاتؤثر على أعضاء الجسم منفصلة ولا تؤثر فقط فى حالات مرضية معينه ولكن تؤثر على الجسم ككل . إن سم النحل الذى يصل إلى جسم الأنسان يؤدى إلى زيادة القوة المناعية للجسم . ويمكن تفسير ذلك بإن القائمين على تربية النحل لسنوات طويلة يتمتعون بصحة قوية والعمل الطويل ولديهم مناعة لسم النحل وكثير من الأمراض .


إن البعض يفضلون عند ظهور الأعراض الحساسية نتجة للعلاج الخاطئ بالسموم أو فى حالات التسمم بالدغ الحشرات استخدام الأدرينال وكلوريد الكالسيوم وبروميد الصوديوم وبريدنيزيلون وديميدرول وغيرها من المواد المضادة للحساسية ، وهذا بالطبع بعد استشارة الطبيب وفى تلك الحالات من الضرورى الأخذ فى الاعتبار كل حالة على حدة .حيث إن كل مريض يتميز بدرجة حساسية لسم النحل تختلف عن الآخرين ، وأما المضاعفات التى تظهر على هيئة تفاعلات حساسية أثناء العلاج بسم النحل يمكن معالجتها ، حيث أن أول لدغة تجرى بهدف التجربة تكفى لتوضيح مدى حساسية هذا الشخص لسم النحل .


كيفية الحصول على سم النحل :


أن الحصول على السم من النحل أثناء موسم الراحة فى الشتاء تعد عملية معقدة ، وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن استخدام النحل  الحى فى عملية العلاج بالسم حتى فى أثناء فصل الشتاء . وتتم عملية نقل النحل الذى سوف يستخدم لهذا الغرض فى علبة مغلقة داخل قماش من الصوف ذلك أن النحل شديد الحساسية للجو البارد ويمكن وضع النحل أيضا تحت لمبة كهربائية حتى لايشعر بالبرد .


أن الشغالة الصغية التى خرجت لتوها من الشرنقة خالية تقريبا من السم . وتزيد كمية السم عند تلك الشغالات بالتدريج إلى أن تصل إلى الحد الأقصى عندما تبلغ من العمر أسبوعين . وقد اقترح (ف . فلورى) طريقة جديدة للحصول على سم النحل ، تتلخص فى وضع أعداد كبيرة من النحل الحى فى زجاجات ذات رقبة واسعة ثم تغلق تلك الزجاجة بورق ترشيح مبللة بالاثير ، لآن أبخرة الأثير تثير النحل الذى يبدأ فى إفراز السم على جدران الزجاجة وحتى على النحل المجاور . وباستمرار تأثير الاثير المخدر فإن النحل ينام وفى هذا الوقت يمكن غسل الزجاجة بمحتوياتها بالماء ثم ترشيح ، وتتم تجفيف النحل بعد ذلك ويعاد مرة آخرى للخلية ويتم تبخير الماء المحتوى على السم ليعطى فى النهاية سم النحل .


ومن الجدير بالذكر أن سم النحل يظل محتفظا بخواصه لعدة شهور ، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الطريقة تتميز بالعيوب الآتية : النحل لايعطى كل مخزون السم . كما أن عملية التخدير والغسيل والتجفيف تؤدى إلى هلاك بعض النحل بالإضافة إلى أن السم الذى تم الحصول عليه من الصعب تنقيته .


وتوجد عدة طرق أخرى معروفة للحصول على سم النحل ، ولكن من هذه الطرق عيوبه : إما أنه لايعطى سما نقيا أو يهلك عدد كبير من النحل أثناء الحصول على السم ، وهناك طريقة للحصول على السم دون أن يسبب ذلك ضررا للنحل :تؤخذ النحلة بملقاط خاص وتوضع على بطنها فوق شريحة زجاجية خاصة ، يبدا النحل بالدفاع عن نفسه بلدغ الشريحة الزجاجية أى إخراج السم مع احتفاظه فى نفس الوقت بإبرة اللدغ سليمة . وقد تمكنا بهذه الطريقة من الحصول على 300 وحدة من المادة السامة (إيبوتوكسين ) على شريحة زجاجية واحدة ( الوحدة هى كمية السم التى تفرزها نحلة واحده ) ثم أخذت تلك الشريحة ولصقت بشريحة أخرى بحيث يكون الوجه المحتوى على السم بين الشريحتين . وبهذه الطريقة يمكن حفظ السم ، بل أكثر من ذلك فيمكن إرسالها بخطاب عادى بالبريد .


وفى الأعوام الأخيرة أمكن استبدال الشرائح الزجاجية بشرائح من السليوز أو البلاستك أو البولى إيثيلين إن المادة السامة المتبلورة يمكن كشطها بسهولة من على الشريحة ، ويمكن وزنه بسهوله ، وتقسيمها إلى جرعات دقيقة .


إن سم النحل الذى أمكن الحصول عليه بواسطة تلك الطريقة بحفظ خواصه ، أى يظل ثابتا وصالحا للاستخدام فى الأغراض العلاجية لعدة سنوات ولكى يستخدم سم النحل فى الأغراض العلاجية فإنه يمكن ببساطة وضع هذه الشريحة فى كمية محددة من الماء المقطر . ويمكن استخدام المحلول للحقن داخل الجلد ، أو تحت الجلد أو اللاستنشاق بواسطة الرش ،كمايمكن تنقيته بواسطة بعض طرق الكروما توجرافيا ويمكن استخدامه أيضا فى تحضير بعض المراهم .


ومنذ أكثر من مائة عام ، استخدم سم النحل بنجاح بواسطة غليان النحل الميت مع الماء وتستخدم تلك الطريقة بنجاح فى العلاج الوقت الحالى .  ومن الجدير بالذكر أنه فى موسم الربيع تتخلص النحال من أعداد كبيرة من النحل الميت المحتوى على السم . ويمكن وبل ويجيب تنظيم استخدام هذا المصدر لتحضير السم ، ونحن نعتقد من الضرورى تصنيع مستحضرات من سم النحل طبقا لمعايير خاصة . وقد أوضحت الملاحظات أنه عند تعقيم الخلاصه المائية للنحل الميت فإن المواد الفعالة فى سم النحل لا تتحلل .


وفى السنوات الأخيرة فإن العلاج بالسموم أصبح يستعمل على نطاق واسع في الاتحاد السوفييتي ودل أوربا الشرقية والولايات المتحدة ودول أخرى ، ففي الاتحاد السوفييتي يستخدم مستحضر سم النحل المسمى " فيربين " لأغرض العلاجية وهو مستحضر تشيكوسلوفاكي وكذلك مستحضر " ابزارترون "  وهو مستحضر المانى شرقى وعلى الرغم من ذلك فإن الإكلينيكية التى أجريت فى رومانيا بواسطة الكسندر بارتينيو ، وفى الصين بواسطة فإن تشى جو ، وفى الولايات المتحدة بواسطة جوزيف رودما ، وفى بلغاريا بواسطة بيكو بيشيف أوضحوا جميعا أن أفضل طريقة لاستخدام سم النحل هى طريقة الحقن فى الجلد بواسطة نحله حيه ، أى الحقن الطبيعى بواسطة آلة اللسع فى الشغالة .


العلاج بالدغات النحل :


أن عملية العلاج بالسم تتم بوضع النحلة بواسطة ملقاط خاص على الجزء المطلوب لدغة من الجلد الذى سبق غسله بالماء الدافئ والصابون ( لا يجب غسل الجلد بالكحول )، أما الدغة الثانية فى نفس الجزء من الجلد فيمكن تكرارها فقط عند اليوم الخامس ، إن الألم والورم والأعراض الآخرى لعملية اللدغ تزول فى خلال اربعة أيام ، ثم يشعر المريض بالتحسن ويمكن استمرار العلاج بالسم . وتتم عملية اللدغ فى أجزاء معينه من الجسم والتى يمكن إعادة الحقن فيها فى الظروف العادية تحت الجلد : ( الجزء العلوى للكتف وأعلى الفخد ) ، فسم النحل بعد اللدغ يمتصث فى الحال ويصل للدم ويؤثر على كل الجسم .


وإن السم يدخل من خلال الجلد بالتدريج معتمدا على سرعة انقباض عضلات جهاز اللدغ عند النحلة وخروج المادة السامة ، ولهذا السبب فإن إزالة حمة اللدغ يجب أن تتم فقط بعد أن يدخل كل السم إلى الجلد وتتوقف انقباضات جهاز اللدغ عند النحلة ، ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة أثناء عملية اللدغ فاستخدام سم النحل فى العلاج يمكن أن تطبقا للنظام التالى :


فى اليوم الأول يعرض المريض للدغة واحدة ، واليوم الثانى ـ للدغ نحلتين ، واليوم الثالث ـ للدغ ثلاث نحلات وهكذا حتى اليوم العاشر . وبعد انتهاء نظام العلاج الأول ـ أى بعد تعرض المريض للدغ خمسين نحلة ـ فيجب أن يتوقف العلاج لثلاثة أو أربعة أيام ، ثم يستمر النظام العلاجى باستخدام لدغ ثلاث نحلات فى اليوم الواحد لمدة شهر ونصف ، أى يجب على المريض أن يحصل على 180 ـ 200 لدغة نحل ، وإذا لم يشعرالمريض بتحسن بعدذلك فيجب أن يتوقف العلاج بهذه الطريقة .


وقد أوضحت التجارب أن فترة العلاج يمكن اختصارها للنصف تقريبا ، ولكن عدد الدغات يبقى كما هو 200 لدغة تقريبا  . ويقترح الأطباء أن يمضى المريض أجازتة  الخاصة بأحد المصحات المتخصصة حيث يحصل هناك على الغذاء المناسب ذوى السعرات العالية بالإضافة إلى العلاج السليم داخل المصحة . وفى نفس الوقت فإن الطبيب المختص يمكنه استخدام العلاج بالمادة السامة لمريض الروماتيزم فى بعض المصحات من خلال منحل خاص لهذا الغرض . وفى اليوم الأول يتعرض المريض للدغ نحلتين ، واليوم الثانى لأربع نحلات والثالث لست نحلات والربع لثمانى نحلات أما اليوم الخامس حتى الرابع والعشرين فيتعرض المريض للدغ للدغ تسع نحلات فى اليوم . وفى حالة عدم تحمل المريض لتلك الجرعة العالية فيعرض فقط للدغ خمس نحلات فى اليوم .


وبهذا الشكل فإن خلال 24 يوما فى المصحة فإن المريض يتعرض إلى 125 لدغة نحل أما الباقى 75 لدغة فيمكنه إتمامها عند عوته للمنزل .


ومن الجدير بالذكر أن المرضى الذين يعالجون جيدا بتلك الطريقة لا يظهر عندهم ورم أو ألم بعد اللدغ من 20إلى 30 نحله أو أكثر ويتحملها المريض بسهولة ، وبالرغم من ذلك فإنه بعد شفاء المريض أو تحسن حالته فإنه فى بعض الأحيان قد يصبح أكثر حساسية للتعرض للدغ النحل ( حتى إنه إذا تعرض للدغة واحدة فيظهر احمرار فى الجلد وتورم وألم ) ... إلخ .


النحل الذى يجمع من المنحل لأغراض العلاج يمكن وضعه فى علبة عادية لمدة لاتزيد على يوم واحد . وهذا بالطبع يعوق العلاج الصحيح للمرضى حيث يجب عليهم كل يوم أو كل يومين أن يسافروا إلى المنحل للحصول على النحل ، ولهذا فإن بعض المرضى يضطرون لوضع خلية صغيرة من النحل فوق سطح المنزل أو فى البلكونه لهذا الغرض . ويمكن عمل خلية تشبه الخلية الطبيعية سهلة الحمل ذات برواز واحد بعد عمل التحويرات المناسبة لتعطى الفرصة لاستخدامها فى أى وقت من العام ، وقد صممت تلك الخلية على شكل شنطة سهلة الحمل وسهلة الاستخدام للأغراض العلاجية ، وحتى لدرجة لدرجة أن المريض يمكنه حملها معه أثناء السفر ، وهذه الخلية تحتوى على غذائه ويتم ملئها بالشراب المحلى بالسكر ، ولهذا الغرض يتم تحريك الأغذية لمسافة 2 ـ 3 س ويضاف إليها شراب السكر من خلال قمع صغير ، ويتم توزيع هذا الشراب من خلال الجدران التى تحتوى على ثقوب مما يؤدى إلى توزيع الشراب بالتساوى فى الخلية ، وترجع أهمية الجدار المحتوى على ثقوب إلى أنه لا يعطى الفرصة للنحل للوصول إلى الغذاء .


إن مصدرا غذائيا بهذا التصميم يعطى الفرصة لتغذية النحل بالعسل أو شراب محلى بالسكر فى تلك الأوقات من العام حيث لا تزهر النباتات المناسبة ، ولكى يحصل النحل على رحيق الأزهار فإن الخلية يمكن وضعها مؤقتا فى الحديقة أو الحقل مع غلق مدخل الخلية أثناء الليل ، وزأما إذا أغلق مدخل الخلية مبكرا ونقلت إلى مكان آخر فإن النحل لن يستطيع إلى داخل الخلية ، إن الخلية يمكن وضعها بجوار الشباك على أن يكون مدخل الخلية من جهة الخارج ، وستخدم هذا النحل فى الأغراض العلاجية .


إن الملقاط الذى افترضناه عبارة عن ملقاط عادى من بعض التحوير البسيط ، حيث يتميز بنهايتين عريضتين ( كلتاهم بعرض 3 مم ) كما أن تلك النهايات حرة الحركة إن هذا التحوير يعطى الفرصة للحصول على النحل بسهولة من منطقة الصدر ووضعه على الجلد . ومن جهه أخرى فإن النحل الصغير الذى لم يتكون لدية مخزون كاف من السم لا يمكن الحصول علية بواسطة الملقاط . إن الحصول على السم بواسطة استخدام ملقاط التشريح العادى غير مطلوب ، حيث أنه فى حالة الضغط البسيط فإن النحل يخرج السم مبكرا قبل أن يوضع على الجلد لعمل اللدغ المطلوب للعلاج .


إن هذا الملقاط الخاص مزود بشريحتين معدنيتين إضافيتين ، وهما يعطيان الفرصة للضغط لإخراج السم من حويصلة النحلة إلى داخل الجلد وذلك بعد اللدغ مباشرة ثم يتم نزع الحمة من جهاز اللدغ . إن تلك العملية على درجة عالية من الأهمية ،ـ ذلك أن المرضى ينتظرون أحيانا لمدة ساعة أو يزيد حتى ينتهى  انقباض جهاز اللدغ عند النحلة ( أى خروج السم بالكامل )  إن هذا الملقاط المخصص للعلاج بسم النحل ينقذالمريض من الانتظار لأوقات طويلة دون مبرر ويضمن فى نفس الوقت دخول الكمية المخزونه من السم الكامل إلى داخل الجلد .


حقن سم النحل داخل الجلد :


لقد تم تطوير طريقة حقن المادة السامة للنحل داخل الجلد ، وتتميز تلك الطريقة عن الطرق الطبيعية الأخرى لاستخدام اللدغ ، حيث أن ذلك يسمح باستخدام جرعات مختلفة تبعا لحالة المريض ، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن بواسطة تلك الطريقة أن يكون هناك دائما مخزون جاهز من المادة السامة فى المستشفيات والعيادات والمصحات .


إن أكثر الطرق تأثيرا وسهولة هى طريقة الحقن فى الجلد بإدخال محلول المادة السامة ، وفى الجلد توجد خمس كمية الدم حيث يتم حمل المادة السامة بواسطة الدم مباشرة إلى جميع أجزاء الجسم .


ومن الضرورى أثناء الحقن تحت الجلد لمحلول المادة السامة استخدام كمية أكثر من المطلوب من المادة السامة (1 ملل ) ، لأن التأثير العلاجى عند ذلك أقل من التأثير العلاجى باستخدام طريقة الحقن داخل الجلد . لإن الحقن داخل الجلد يتم باستخدام 1ر ، 2ر ، 0ر3 . ملل ويتم الحقن بواسطة إبرة خاصة .


مرهم أيبوتوكسين ، وأقراصه ، واستنشاقه :


* أن سم النحل يمكن استخدامه بواسطة الدهان مرهم  أيبوتوكسين الذى يحضر من سم النحل النقى مع فازلين أبيض وحمض السالسليك ، فإضافة حمض السالسليك فى المرهم تجعل الطبقة الخارجية للجلد طرية ويزيد تغذيتها . إن إضافة بللورات حمض السالسليك  تؤدى إلى تخريج الطبقة الخارجية للجلد ، ومن خلال الجروح يسهل دخول المادة السامة . وينصح الأطباء باستخدام هذا المرهم فى ظروف المنزل دون مساعدة .


إن عيوب العلاج بالمراهم هى الأضرار التى يسببها الدهان فى الأجزاء المصابة ، إن التأثير العلاجى لاستخدام سم النحل داخل الجلد بالألكتروفوريز له تأثير أفضل من استخدام العلاج بالمراهم .


* إن رئتى الإنسان تتكون من 700 مليون حويصلة رئوية ، وحوائط تلك الحويصلات تغذية بأوعية دموية ، وعند قلب حوائج الحويصلات ووضعها بجانب بعضها فإنها تغطى مساحة حوالى 90 مترا مربعا ، ونتيجة لذلك فإن امتصاص المواد الدوائية يتم من خلال الرئتين اسرع منه فى القناة االهضمية ، ولذلك فإن إدخال أيبوتوكسين فى الجسم بالاستنشاق له تأثير علاجى جيدا ، إن جوهر الطريقة يتلخص فى استنشاق المريض بخار الماء الساخن المشبع بالأيبوتوكسين الذى يمتص بسرعة فى الرئتين .


* إن العالم الأمريكى الشهير جوزيف برودمان الشهير باستخدام مستحضرات النحل ومؤلف الكثير من الأبحاث المتخصصة فى العلاج بتالسموم اقتراح استخدام سم النحل على شكل اقراص ، أن تلك الأقراص التى تحتوى على سم النحل يمكن تعاطيها بالامتصاص تحت اللسان ، ذلك أنه ببلع تلك الأقراص الأيبوتوكسين لا يؤدى التاثير المطلوب حيث أنه يتأثر بانزيمات القناة الهضمية . إن استخدام سم النحل بهذه الطريقة المريحة وهذا الشكل الصيدلى المناسب للمرة الأولى يعد ذو أهمية علمية كبيرة .


أن أقراص الأيبوتوكسين تحتوي على كميات مختلفة من سم النحل بعد تنقيته من البروتين السام وتلوينه بألوان مختلفة تبعا لجرعة المادة السامة ( مع العلم بأن الألوان المستخدمه ذات أصل نباتى وليست سامة ) أما النظام العلاجى باستخدام أقراص الأيبوتوكسين فينصح بتناول 28 قرصا ( تحتوى على سم 215 نحلة )  .


   أن أقراص الأيبوتوكسين تمت تجربتها فى معهد أبحاث الروماتيزم بمدينة براغ فى تشيكوسلوفاكيا وفى ثلاث عيادات متخصصة فى جمهوريه جورجيا السوفيتية .


     أن جمهوريه جورجيا السوفيتية فإن أقراص الأيبوتوكسين قد حصلت على موافقة المجلس الطبى لوزارة الصحة . وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن القول بأن :  أقراص الأيبوتوكسين أقل تأثيرها العلاجى من تأثير العلاج بالمادة السامة بواسطة لدغ النحل مباشرة .


وقد اقترحت ( ب . باتشنيكوفا) واستخدمت بنجاح ـ حسب وجهه نظرها ـ طريقة استخدام سم النحل فى العلاج باستخدام الموجات فوق الصوتية ، وتلك الطريقة طبقا لوجهه نظرها تعد ذات مستقبل جيد ، حيث إنه يكون فى تلك الحاله هناك  تأثير علاجى مركب لكل سم النحل والموجات فوق الصوتية معا .


وعموما ليس هناك شك فى أن سم النحل سوف يشغل مكانا مرموقا فى المستقبل القريب للأغراض الوقائية والعلاجية ،و بالرغم من ذلك فإنه يجب علينا أن نتذكر دائما أن الأيبوتوكسين ـ هو مادة سامة قوية .


أن سم النحل يشبه إلى حد كبير سم الثعابين فى بعض الخواص التالية : تأثير المواد المؤكسدة ( برمنجات البوتاسيوم وغيرها ) وتأثير الكحول ( يعادل التأثير السام لتلك السموم ) ، وبصفة عامة فإنه عند تسمم الجسم بأى منها فإن موضع التسمم فى الجسم له أهمية قصوى حيث أن حالات الوفاة نتيجة شلل عضلات الجهاز التنفسى . ومن الجدير بالذكر أن حيوان القنفذ له مناعة ضد سم النحل وسم الثعابين .


ويمكن استخدام سم النحل وسم الثعابين لأغراض متشابهة تقربيا تحت مسميات : فيبراتوكسين وفيؤايين وابيزارتراون حيث تستخدم فى علاج حالات روماتيزم المفاصل والتهاب المفاصل والتهاب الأعصاب وغيرها من الأمراض .


وقد لوحظ تأثير علاجى جيد باستخدام سم النحل وسم الثعابين بالتبادل أى عند دهان جلد كتف بمرهم فيرايين يوما أما اليوم التالى فيدهن جلد الكتف الآخر بمرهم  فيبراتوكسين وفى اليوم الثالث يدهن أعلى الحوض بمرهم فيرايين واليوم الرابع يدهن جلد أعلى الحوض من الجهة الأخرى  بمرهم  فيبراتوكسين ، وتعد تلك أفضل طريقة للعلاج بالسموم .


أن سم النحل وسم الثعابين إذا وصلا إلى الدم فإنهما يصلان إلى جميع أجزاء الجسم مما يؤثر على الجهاز العصبى أما فى الجرعات العلاجية فإن له تأثير مضادا للآلم وبرغم من أن النحل والثعابين بعيدان كل البعد من حيث التصنيف والأصل داخل المملكة الحيوانية فإن السم فى كل منهما متشابة فى كثير من الخواص ، وبالاستخدام الصحيح لهذين السمين فى جرعات علاجية وقائية يؤديان إلى نتائج طبية ، ويجب بالضرورة استخدامهما تحت إشراف طبيب متخصص .


النظام الغذائى أثناء العلاج بالمادة السامة لسم النحل ( إيبوتوكسين) :


بدءا من هيبوقراط وحتى يؤمنا هذا فإن الأطباء الذين يمارسون العلاج أعطوا دائما أهمية خاصة للنظام الغذائى . وفى الوقت الحالى لا يمكن أن نتصور علاجا صحيحا لأى مرض دون الأخذ فى الأعتبارتأثير النظام الغذائى ، وخاصة فى حالات العلاج بالسموم .


إن النظام الغذائى الذى نقترحه أثناء العلاج بالسموم طبقا لتكوينه يساعد على تأثير أفضل للعلاج بسم النحل كما يقلل من سميته فى جسم المريض .


وبصفة عامة فإن النظام الغذائى أثناء العلاج بالسموم  له أهمية خاصة ، ومن الجدير بالذكر أن التركيب الغذائى ليس هو فقط المهم ولكن الأهمية أيضا ترجع إلى تقديم وإعطاء أنواع الغذاء أثناء العلاج بسم النحل .


إن الغذاء يجب أن يكون عالى السعرات ولكن ليس زائدا عن الحدود المعقولة ، كما يجب أن يحتوى على كمية مناسبة من المواد الكربوهيدراتية والبروتينية والدهون والفيتامينات إن النسبة العالية من الفيتامينات فى الغذاء لها أهمية خاصة وخاصة فيتامين ج ـ ب1 ، كما أنه من المفيد أيضا استبدال جزء من السكر والمواد الكربوهيدراتية الأخرى بالعسل بمعدل 50 ـ 100 جرام يوميا ومن الأفضل أثناء العلاج بالسموم تناول أربع أو خمس وجبات يوميا .


وفى   أثناء العلاج يمنع بتاتا تعاطى المشروبات الكحولية والمواد الحريفة التى تقلل بدرجة كبيرة التأثير العلاجى لسم النحل ، ويمنع أيضا استخدام سم النحل بعد تناول الوجبات الغذائية مباشرة ، حيث أن الغذاء يؤدى إلى إندفاع الدم إلى المعدة .


إن سم النحل يمكن أن يزيد من فترة الإصابة بفقر الدم فى المخ وبالتالى فقد يؤدى إلى فقدان الوعى .


أيضا ينصح بالاستحمام فى حمام السباحة تحت الدش ، والتجول لفترات طويلة بعد استخدام لدغ النحل مباشرة ، أما بعد اللدغ فيجب إزالة حمة اللدغ من الجلد ودهان الأماكن التى تعرضت للدغ بمرهم بوريك كما يجب على المريض الراحة لمدة 20 إلى 25 دقيقة .


إن النظام الغذائى له أهمية خاصة أثناء علاج الروماتيزم بسم النحل ، حيث أن الروماتيزم لا يؤثر فقط على القلب والمفاصل ولكن يؤثر أيضا على الجهاز الهضمى خاصة المعدة والاثنا عشر والكبد ، ومن الثابت أنه فى حاتلة الأصابة بالروماتيزم   فإن غدد الجهاز الهضمى تصاب ببعض الخلل فى وظائفها . لذا ينصح أثناء العلاج بسم النحل باستخدام نظام غذائى يحتوى على منتجات الألبان وخال من الدهون بتناول الفواكه والخضار الطازج والجبن القريش الطازج غير الدهنى وأن يكون غنيا بالفيتامينات والأملاح المعدنية والمعادن الصغرى .


وعموما يمكن إجمال الاستخدامات الغذائية والعلاجية لسم النحل فيما يلى :


استخدام سم النحل فى علاج الأمراض :


1 ـ يستخدم بعض الأطباء سم النحل كطريقة للعلاج من زمن ليس ببعيد وذلك لعلاج أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل ويلسع المريض بنحلة أو نحلتين تبعا على لقدرته على تحمل اللسع مع قياس ضربات قلبه باستمرار، ويتزايد عدد اللسعات فيما بعد تدريجيا ، ونتيجة لهذا اللسع يحدث نزيف دموى قوى من تأثير سم النحل .


2 ـ قامت بعض معامل الأدوية بإنتاج عبوات مقفولة من سم النحل ، ويحتوى مل منها على سم مقداره يعادل السم الناتج عن 10 لسعات على شكل مسحوق يضاف إليه 1 سم3 ماء عند الاستعمال مع وجوب مراعاة العلاج تحت إشراف الطبيب .


3 ـ هذا ويستعمل سم النحل فى علاج كثير من الأمراض كالحمى الروماتزمية الحقيقية وبعض الأمراض الجلدية والتهاب قزحية العيون والتهاب الجسم الهدبى ، وضغط الدم المرتفع حيث أن له تأثير مهبطا وعلاجا لتضخم الغدة الدرقية المصحوبة بجحوظ العينين ، كما يستعمل علاجا فى التهاب الأعصاب وآلامها ، وتقوم شركات الأدوية ومعاملها الآن بمحاولة تصنيع المادة الفعاله كيميائيا لاستعمالها فى العلاج ،ويجب الامتناع عن استعمال سم النحل فى بعض الأمراض كالسل والسكر وتصلب الغشاء الهلامى وفى الأمراض التناسلية وأمراض القلب ، كما يجب إيقاف العلاج فورا إذا أصيب المريض بعد لسعه بضعف عام أو بالحمى والصدع والارتكاريا والطنين فى الأذن والإسهال وغير ذلك من الأغراض . كماأن البمعروف  أن المرضى الذين يفيدهم سم النحل لا يصابون بأورام ولا يشعرون بأى ألم بعد السع .


4 ـ وتوجد طرق طبية للعلاج بسم النحل ، كما توجد أجهزة متنقلة لهذا العلاج مذكورة فى الأبحاث والنشرات الطبية والصيدلانية ،ومن أهم هذه الطرق الحقن بسم النحل فى الجلد ، وتحت الجلد والاستعمال من الظاهر وهى شائعة ولكنها محل تجريب وغير موثوق بها تماما الثقة كذلك يستعمال دهان سم النحل الذى يحضر من سم النحل النقى وزيت البارافين وحمض السالسليك ، كما يستعمل سم النحل استنشاقا من بخار الماء  مسحوب من جهاز استنشاق عادى ويحمل معه أبخرة سم النحل الذى يستنشقها المريض خلال انبوبة من الصينى ، وتفاصيل هذه الطريقة ما زالت حتى الآن محل بحث وتجريب .


5 ـ وفى حالة التسمم بسم النحل يجب إسعاف الملسوع بنزع الحمة من جسمه على أن تكون الأيدى نظيفة حتى لايلوث الجرح ، وينصح الأطباء بدهن مكان اللسع بمحلول مكون من الكحول بتركيز من 70  ـ 96 % ومحلول واحد فى الأنف من برمنجنات البوتاسيوم والنشادر واليود والعسل الذى لا يتجمد .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة