تغذية النحل


     النحل  كغيره من الكائنات الحية يحتاج نحل العسل إلى الماء والكاربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن والأملاح المختلفة لتحقيق التوازن الغذائي في دورة حياته والنحل قادر على تحقيق هذا التوازن بشكل طبيعي ولو لا تدخل الإنسان من خلال تكثيف  تربية النحل في موقع واحد والخلل في التوازن البيئي الناجم عن إنقراض العديد من النباتات البرية وإعتماد المزارعين على الزراعة الأحادية لأصناف محددة من المحاصيل وقيام النحال بنقل المنحل بين المواقع المختلفة وفوق كل هذا وذاك الجمع الجائر للعسل وحبوب اللقاح وإجهاد النحل من خلال إنتاج المنتجات بطريقة غير متوازنة مع سد العوز للعناصر الغذائية والناجم عن الأنشطة المختلفة لتربية النحل لذلك في هذا الباب سيتم التركيز على أساسيات تحقيق التوازن الغذائي في خلية النحل.
#ماء الشرب
        يحصل النحل على إحتياجاته المائية بطرق مباشرة عبر زيارته لمصادر المياه كالينابيع والأحواض المائية والبرك الزراعية وغيرها من المجمعات المائية ومن المياه المستخدمة في الري وتجمعات الماء أسفل الأشجار وقطرات الندى على النباتات أو من مشارب الماء التي يقوم النحال بوضعها في المنحل كما يحصل النحل على جزء من إحتياجاته المائية بطرق غير مباشرة من خلال الرحيق ويحتاج النحل للماء للعديد من الأسباب ومنها تخفيف العسل وبخاصة المتبلور وهنالك بحوث تؤكد على حاجة النحل للماء ليتمكن من تناول العسل كما قد يخزن النحل كميات محدودة من الماء في بعض العيون السداسية لمدة قصيرة وفي الصيف في المناطق الحارة خاصة يجمع النحل الماء وينشره في الخلية ليقوم بعد ذلك بتكوين تيارات هوائية بواسطة أجنحته تسمح بمرور الهواء الساخن فوق قطرات الماء مما يؤدي إلى تبخر الماء وإنخفاض في درجة الحرارة وتشير بعض الدراسات إلى أن النحل في الخلية ذات عشرة إطارات قد تحتاج إلى أكثر من لترين من الماء يوميا في الأيام ذات الحرارة المرتفعة لتبريد الخلية وقد تحتاج حوالي نصف لتر في الأجواء الربيعية أثناء تربية الحضنة إلا أن هذا الإحتياج ينخفض مع إرتفاع فيض الرحيق حيث يوفر الرحيق جزءت من الإحتياجات المائية للنحل.
عند توفير المياه في المنحل يؤخذ بعين الإعتبار أن الأفضل هو ترك صنبور ماء غير محكم الإغلاق فوق وعاء يحتوي على قطع خشب وبولسترين تسمح للنحل بالوقوف عليها وشرب الماء أو لوح خشبي طويل ومائل يقطر عليها الصنبور ببطء ويقف النحل على أطرافه وهنالك العديد من أشكال المشارب الملائمة للنحل كتلك المستخدمة في تربية الدواجن أو جرة فخار ترشح الماء وغيرها لكن أي كان شكل الشرب يجب الأخذ بعين الإعتبار أن يكون مصدر الماء نظيفا والمشرب نظيفا والقيام بتنظيفه كلما دعت الحاجة لذلك وتعتبر مياه الأمطار والينابيع من أنسب المياه التي يمكن تقديمها للنحل ويجوز إستخدام المياه الواردة إلى المنازل بالأنابيب على أن يتم التخلص من الكلور إذا كانت معاملة به ويجب الأخذ بعين الإعتبار توفير المصدر المائي وبشكل مستمر حيث أن النحل سيبحث عن بدائل فور نفاذ الماء من المشرب وليس بالضرورة أن يعود النحل إلى ذات المشرب في حال إعادة توفير الماء إليه.
#الكربوهيدرات
      تعتبر الكربوهيدرات المصدر الأساسي للطاقة لدى النحل وفي الوضع الطبيعي يحصل النحل عليها من رحيق اؤأزهار وهو الرحيق الذي يتم تحويله إلى عسل كما أن هنالك بعض المصادر الأخرى التي من الممكن أن يرتادها النحل للدصول على مصادر الكربوهيدرات مثل عسل الندوة العسلية والفاكهة والثمار التي تحتوي على السكريات كما يحدث عند زيارة النحل لثمار العنب بعد ثقبها من قبل الدبابير والطيور بالإضافة إلى ماقد يتوفر من مصادر غير تقليدية ناتجة عن الأنشطة البشرية من محيط المناطق السكنية والصناعية إلا أن العسل بتعريفه هو الرحيق المحول بواسطة النحل ويعتبر الغذاء الكربوهيدراتي المتوازن للنحل حيث يحتوي في الغالب على نسب هامشية من سكر السكروز في حين يكون سكر الفركتوزوسكر الغلوكوزهما الأعلى نسبة بين السكريات ويعرفات بالسكريات الأحادية.
وهي ناجمة عن تحويل السكر الثنائي السكروز بواسطة إنزيم الإنفرتيز الذي يفرزه النحل على الرحيق.
في حالة نقص مخزون العسل في الخلايا يصبح النحل مهددا حيث أن ذلك يؤدي إلى بادئ الأمر إلى شروع النحل من التخلص من اليرقات والبيض لتخفيف العبء على المخزون الغذائي ثم ينتقل الأمر إلى توقف تطور الخلية وقد ينتهي بموت الخلية بالكامل في حالات البرد أو فب أحسن الأدوال إلى هجرة النحل للخلية في حالات الطقس الدافئ.
لسد النقص الحاصل في الغذاء الكربوهيدراتي يتوجب على النحال توفير بدائل آمنة للنحل ليتغذى عليها وعلى الرغم من كون العسل هو أنسب غذاء يمكن تقديمه للنحل إلا أن تقديم العسل للنحل في التغذية يحمل أمرين الأول هو إرتفاع تكلفة توفير عسل بديل لتغذية النحل عليه وأما الثاني وهو الأخطر فإن مصادر العسل التب قد يستخدمها النحال في عمليات التغذية قد تكون ملوثة بمسببات مرضية خطيرة مثل تعفن الحضنة الأمريكي ويتوفر في العديد من دول العالم بدائل للتغذية الكربوهيدراتية للنحل إلى أنها في أغلب الأحيان غير متوفرة في بعض المناطق في الوضع الطبيعي لذلك سنكتفي في هذا الباب على سكر الطعام السكروز ويعتبر توفير الغذاء منعا لحالات الجوع ولتوفير مخزون غذائي كربوهيدراتي لفصل الشتاء والمحافظة على نشاط النحل وتكاثره أوقات شح المراعي بخاصة مع إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف والتغذية التحفيزية في بداية فصل الربيع وإستخدام التغذية في دعم إنتاج الطرود وإنتاج الملكات من أهم الأسباب الدافعة إلى توفير التغذية الكربوهيراتية للنحل ومن علامات الجوع البارزة التي يمكن مشاهدتها في بعض الأحيان إلقاء النحل لليرقات والعذارى خارج الخلية وطرده للذكور وعدم السماح لها بالعودة إلى الخلية بسهولة من خلال رفعها من الخلف قليلا مما يسمح له بتقدير الوزن الإجمالي للخلية وكلما كانت الخلية جائعة كلما كان وزنها أقل وفي حالات الجوع المتقدمة يشاهد موت بعض أفراد النحل في داخل العيون السداسية ويكون رأس النحلة موجها إلى قعر العين السداسية ومؤخرة بطنها إلى الخارج.
#أهم طرق تقديم التغذية الكربوهيدراتية
#التغذية على مخزون العسل : كما تم التوضيح آنفا يمكن إستخدام العسل في تغذية النحل إلا أن الأمر ينطوي على الكثير من المخاطر في نقل الأمراض ويمكن كشط أغطية العيون السداسية لأقراص العسل في ذات الخلايا في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع مثل هذا الإجراء يسهل على النحل الوصول إلى العسل وبخاصة في الخلايا الضعيفة الجائعة ويعتبر أيضا أمرا مناسبا حيث يساعد النحال في دفع النحل إلى إستهلاك مخزون العسل الناجم عن التغذية ويحفز في بداية الربيع على التكاثر وتتم عملية الكشط بواسطة شوكة الكشط.المستخدمة في إعداد الإطاران لفرز العسل هذا ويمكن إستخدام بعض الإطارات اؤمخزونة خصيصا لهذه الغاية والتي قد يكون النحال قد جمعها في نهاية الخريف من الخلايا التي لديها فائض من العسل أو قد يلجأ النحال إليها وذلك بنقل إطار من خلية قوية وسليمة إلى خلية أخرى جائعة وهذه الطريقة تساعد النحل بشكل أكبر على التغذية على المحاليل السكرية حيث لا يترتب على النحل تحويل السكريات الثنائية إلى أحادية قبل تناولها مع الأخذ بعين الإعتبار أن العسل لم يأت من خلايا مريضة منعا لنقل العدوى.
#التغذية على المحلول السكري : يتم تقديم التغذية السكرية بتراكيز وتراكيب مختلفة كما أن هنالك العديد من أنواع الغذايات التي يمكن إستخدامها في تغذية النحل كالغذاية السطخية أو ما يعرف بالعلوية والغذاية الداخلية أو ما يعرف بالبروازية والغذايات التي تسمى إصطلاحا بالغذايات البطيئة والتي تعتمد على تقديم التغذية في أوعية مقلوبة عبر ثقوب دقيقة مما يجعل التغذية تتوفر للنحل ببطء وآخرون ذهبوا إلى تعبئة التغذية السائلة في أكياس بلاستيكية مزودة بثقوب إلا أن جميعها وأي كان شكلها وحجمها وحجمها وطريقة تقديمها مختلفا لكنها جميعها تشترك بنفس المضمون والأهداف ويتكون المحلول السكري من المكونات الرئيسة بالإضافة إلى محسنات خواص المحلول السكري وتستخدم المواد الآتية لإعداد المحلول السكري.
#الماء والسكر : هنالك مجموعة من الشروط الواجب توفرها في الماء المستخدم في إعداد المحاليل السكرية حيث يجب أن تستخدم فقط المياه ذات المواصفات العالية كمياه الينابيع والأمطار ويجوز إستخدام المياه المنزلية المعقمة بالكلور في حال تم تهويتها جيدا وعليها قبل إذابة المحلول السكري فيها ولا تستخدم المياه المقطرة في إعداد التغذية.
ويعتبر غلي مياه التغذية أمرا ضروريا لتسهيل ذوبان السكر في المياه وبخاصة عند إعداد التراكيز العالية على أن يتم إيصال الماء إلى درجة الغليان ثم يتم إيقاف مصدر الحرارة ليزداد بعدها الماء وذلك منعا لتكرمل حبيبات السكر الملامسة لقعر الآنية المستخدمة في الغلي ولغلي الماء دور هام في الحد من إنتشار العديد من المسببات المرضية كالنوزيما  وبعض الفطريات والبكتيريا التي تصيب النحل بالإضافة إلى إسهامه في الحد من وجود العديد  من أنواع البكتيريا مثل البكتيريا المتسببة بتصمغ المحاليل السكرية كما يزيل الغلي عسر الماء المؤقت مما يحسن خواص الماء وفي حال كان الماء ذو عسر دائم ( يستدل عليه بعدم تشكل رغوة صابون عند غسل اليدين بالماء والصابون ) فعندها لا يستخدم ويستبدل بمصدر ماء يسر حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الماء اليسر أفضل من العسر في تغذية النحل لكن هذا الأمر بحاجة إلى دراسات إضافية لتحديد تأثير الماء العسر على النحل.
كما يمكن إستخدام بعض السكريات الأحادية في التغذية إلا أنها ليست متاحة لجميع مربي النحل في الوضع الطبيعي لذلك نلقي الضوء هنا على إستخدام سمرة الطعام ويجب أن يكون سكر الطعام السكروز المستخدمة في التغذية من السكر عالى الجودة وخال من الشوائب ولا ينصح بإستخدام السكر البني لما فيه من شوائب في بعض الأخيان ويستخدم السكر الأبيض المستخدم في الإستعمال المنزلي فقط وينصح بالإمتناع عن إستخدام أي سكر من مخلفات المستودعات ( ويعرف إصطلاحا - كنسة السكر ) حيث قد يحتوي على شوائب وملوثات تؤثر على صحة النحل.
ويصعب على مربي النحل في كثير من الأحيان إحتساب الكمية النهائية للمحلول السكري الذي سيتحصل عليه عند إذابة كمية من السكر في الماء ولطرح أمثلة على الكميات الناتجة عن إذابة السكر في الماء.
وقد تتأثر النتائج أعلاه قليلا إعتمادا على جودة السكر ودرجة حرارة الماؤ ورطوبة السكر قبل الإذابة وغيرها من العوامل الأخرى وخاصة من إعداد كميات كبيرة من التغذية لذلك تعتبر هذه المعادلات إسترشادية.
وبهدف تحسين خواص التغذية يمكن إدخال الكثير من الواد إلى التغذية السكرية ويستحسن عدم خلط هذه المواد عشوائيا كما يجوز التعاقب على إستخدامها ومن بينها:
#عصير الليمون: يعتبر العسل مادة ذات رقم هيدروجيني يبلغ حوالي 4 ويتفاوت الرقم بتفاوت مصدر الرحيف وعدد من العوامل الأخرى ولجعل الرقم الهيدروجيني للتغذية السكرية قريبا من الرقم الهيدروجيني للعسل يمكن إظافة عصير الليمون إلى المحلول السكري بعد الإنتهاء من إعداده وتقدر كمية عصير الليمون التي يجب زيادتها إلى المحلول السكري بحوالي 15مل  أو ما يعادل ملعقة طعام لكل لتر محلول السكري وينصح يإقتناء جهاز قياس الرقم الهيدروجيني ( pH ) وذلك لخفض الرقم الهيدروجيني قدر الإمكان ليقارب معدله في العسل.
#الملح : تزداد كميات محدودة من الملح إلى التغذية حيث يتم زيادة ربع إلى نصف غرام الملح لكل لتر تغذية وتتفاوت هذه الكمية بالإعتماد على نوعية المياه ومصدرها لذلك يمكن إعتماد القيمة الأدنى أي زيادة ما مقداره غرام ملح لكل 4 لتر محلول سكري ويتم زيادتها أيضا بعد الإنتهاء من إعداد المحلول السكري ولا يجري الحديث هنا عن ملح الطعام المعامل باليود بل عن الملح الخشن غير المعامل باليود والمعرف إصطلاحا بملح البحر وهو الملح المستخدم في صناعة المخللات هذا ويفضل عدم إضافة الملح إلى التغذية الخريفية والشتوية ويوضع الملح في التغذية الربيعية والصيفية حيث توفر إضافة الملح بعض إحتياجات النحل للأملاح.
#منقوع النباتات الطبية والعطرية : يمكن إدخال بعض النباتات والعطرية كنبات الشيح والزعتر والخزامى وغيرها ولا توجد مقادير صارمة في عملية إدخال هذه النباتات الطبية والعطرية لكن النقطة الأساس عند إعدادها هي تحضيرها بشكل منفصل وقبل بضع ساعات من إعداد التغذية السكرية حيث يتم إعداد المنقوع بغلي الماء جيدا في إبريق أو وعاء منفصل ثم يرفع عن النار بعد وصوله مرحلة الغليان ثم يتم نقع أحد النباتات الطبية والعطرية فيه لبضع ساعات ثم يصفى ويزاد إلى المحلول السكري بعد وصول درجة حرارة الغرفة.
#الزيوت العطرية : هنالك العديد من الزيوت العطرية الممكن إضافتها إلى التغذية مما يضيف عليها نكهة لتصبح جاذبة للنحل وتعتمد أعلب دول أوربا الشرقية على إدخال هذه الزيوت في التغذية وبخاصة الخريفية لأسباب صحية وبهدف تحفيز النحل على إستهلاك التغذية وتخزينها بشكل سريع قبل حلول الشتاء وقد أثبتت هذه الزيوت أيضا نجاحها في تحفيز النحل على إستهلاك التغذية بشكل أسرع ومن بين هذه الزيوت زيت اليوكالبتوس ( الكينا ) وزيت الزعتر ( الثيمول ) وزيت النعناع ( المنثول ) ولتحسين مستوى إنتشار هذه الزيوت في المحلول السكري يتم تحميل ما مقداره قطرتين لكل لتر محلول سكري على كمية قليلة من السكر ثم ينثر السكر في المحلول السكري.
#بلورات الثيمول الطبيعي : تشير العديد من المراجع العلمية إلى فعالية زيادة بلورات الثيمول في التغذية لمنع تخمر المحلول السكري والحد من إنتشار الأمراض مثل النوزيما وبعض المسببات المرضية الأخرى ومنعا لتخمر وتصمغ المحلول السكري في حال عدم إستهلاكه من النحل بشكل مباشر وحيث أن بلورات الثيمول لا تذوب في الماء يتم إعداد جزء من بلورات الثيمول بإضافتها إلى خمسة أجزاء من الكحول الطبي الميثيل على سبيل الميثال إضافة 10 غرام من الثيمول الطبيعي في 50 مل من الكحول الطبي وتعتبر هذه كافية لتزاد إلى 100 لتر تغذية أي بمعدل نصف مل من الثيمول المذاب لكل لتر ويجب أخذ الحيطة والحذر وإرتداء القفازات عند العمل مع الثيمول حيث أنه من الممكن أن يؤذي اليدين والعينين في حالة ملامسته لها .
#البروبوليس : يتمتع البروبوليس بخواص جاذبية للنحل ومحفزة على إستهلاك التغذية كما يتمتع بخواص تؤخر تخمر التغذية السكرية وتحد من نمو البكتيريا والفطريات في التغذية ولتحقيق هذه الأهداف يتم إذابة 1 مل من محلول العكبر المذاب بالكحول لكل لتر تغذية وتتم الإضافة بعد الإنتهاء من إعداد التغذية.
#الخل حامض الخليك: يعمل حامض الخل على خفض معدل ال ( PH) في المحلول السكري وهو أمر هام جدا كما أشرنا سابقا ويحتوي خل التفاح الطبيعي خاصة على العديد من الفيتامينات والعناصر الطبيعية التي يختاجها نحل العسل في حالت زيادته إلى التغذية ومن بينها البيتا كاروتين والكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والحديد وغيرهت والتي بدورها تعزز القيمة الغذائية للتغذية المقدمة للنحل وللخل عموما فاعلية هامة في منع تخمر التغذية السكرية ويساند قدرات النحل في تحويل السكريات الثنائية إلى أحادية مما يسهل تحويل المحلول السمري وتخزينه في العيون السداسية وختمه وبخاصة في فصل الخريف إستعدادا لفصل الشتاء.
وتتم زيادة 3 مل من خل التفاح الطبيعي ذات تركيز 5-6 % والمصفى من الشوائب لكل لتر محلول سكري بحسب تركيز نسبة السكر إلى الماء على النحو التالي ( نسبة السكر إلى الماء 1 :1  كمية خل التفاح الطبيعي 3مل )
ولتسهيل قياس كميات الخل الذي يجب زيادة إلى التغذية الجاهزة وبخاصة في الكميات القليلة يستحسن أن يقتني مربي النحل حقنة طبية ذات سعة حوالي 20 مل.
#التغذية السكرية الصلبة : لتوفير مخزون طوارئ في فصل الشتاء لطائفة النحل وبخاصة تلك التي يمضي فيها النحل فصل الشتاء في المناطق المرتفعة والباردة ولا يتم ترحيلها إلى الأغوار يمكن الإعتماد على تقديم حوالي الكيلو غرام إلى كيلو غرامين من التغذية السكرية الصلبة * الكاندي الصلب * يتم إعدادها مسبق.
وتتكون هذه التغذية من : { بودرة السكر الناعم - 5 كلغ } { ماء - 1لتر } { خل تفاح طبيعي - 4 مل }.
حيث يتم غلي الماء جيدا ويستحسن فعل ذلك داخل حمام مائي وعند الغليان يتم إضافة التفاح إلى الماء الذي قد وصلت حرارته إلى درجة تفوق 110 مئوية ثم يتم إضافة بودرة السكر الناعم إلى الماء تدريجيا ويتم الإستمرار في التحريك حتى ذوبان حوالي أربعة كيلو غرام ونصف من بودرة السكر في الماء ويستمر التحريك والغلي لمدة 10 دقائق يرفع الوعاء ويتم تبريده في حمام مائي ويمكن تسريع عملية التبريد من خلال إضافة المزيد من بودرة السكر إلى المخلول ثم يتم سكب المكونات في القوالب ووضع ورق الشمع في أسفل القوالب وتعفيرها ببودرة السكر وتترك المكونات حتى تبرد وتوضع هذه التغذية فوق الإطارات مباشرة ومن أجل تأمين إمكانية إغلاق الخلية بشكل محكم بعد وضع التغذية يتم قلب الغذائية العلوية بحيث تكون الكاندي داخل الغذاية المقلوبة ويسهل وصول النحل لها بشكل مباشر هذا ويجوز إستبدال الماء بسائل سكر الجلوكوز الطبي شريطة أن تجرى خطوات العمل جميعها في حمام مائي فقط.
#التغذية السكرية ( الكاندي) : وهي التغذية السكرية التي يتم إعدادها لتغذية الملكات في الأقفاص الملكية لنقلها كما تستخدم لتوفير مخزون غذائي إضافي لنويات التلقيح وبخاصة خلال فترة إنتضار فقس الملكة وتلقحها ولإعداد الكاندي يتم إشباع لتر من سكر الجلوكوز ( المستخدم لأغراض طبية ) بحوالي ثلاثة كلغ بودرة السكر الناعم حيث يتم وضع الجلوكوز في وعاء في حمام مائي وترفع درجة حرارته تدريجيا وتزداد بودرة السكر تدريجيا مع التحريك المستمر وصولا إلى القوام المطلوب ويمكن إدخال خل التفاح في العجينة منذ البداية وتعتمد ذات النسب الواردة في العجينة الصلبة سالفة الذكر.
#أهم طرق التغذية البروتينية :
        يصعب تحقيق توازن غذائي بروتيني بديل لحبوب اللقاح لأن حبوب اللقاح في تركيبها تعتبر غذاء متكاملا للنحل ومهما بلغت دقة المعادلات وجودة البدائل فإنها لن تصل في مستواها التغذوي إلى حبوب اللقاح.
وفي ما يلي نورد بعض المقترحات لتوفير الغذاء البروتيني للنحل في أوقات شحه:
#التغذية على مخزون حبوب اللقاح : يصعب تخزين إطارات حبوب اللقاح خارج الخلية حيث يحذر من مخاطر إستهدافها من قبل العث والنمل أو غيرها من الحشرات ويصعب حمايتها من التلوث والتخمر والتعفن مما يجعلها غير صالحة للإستهلاك من قبل النحل ويستطيع مربي النحل الهاوي الذي يمتلك عددا محدودا من الخلايا أن يقوم بتخزينها في الفريزر لحين إستخدامها منعا لتلفها كما يستطيع وضعها في الفريزر لمدة 36 ساعة ومن ثم إخراجها وترتيبها بشكل عمودي داخل برميل يمكن إغلاقه بإحكام ويتم طمرها بالكامل ببودرة السكر وعند حدوث حالة نقص حبوب لقاح في المرعى أو في مخزون الخلية يتم إستخراج حبوب اللقاح من الفريزر والإنتظار لحين إكتسابها حرارة الجو ومن ثم يتم إدخالها إلى الخلايا الجائعة وفي حال تخزين إطارات حبوب اللقاح بواسطة بودرة السكر في برميل ويتم إستخراجها بحسب الحاجة وكلما نقصت كمية بودرة السكر يتم زيادتها وعند إستخاجها يمكن هز بودرة السكر عن الإطارات ليتم بعدها إدخالها إلى الخلايا التي تحتاجها إلا أن هذه الطرق تصلخ للمناحل الصغيرة جدا.
كما يمكن لمربي النحل أن ينقل إطارات من حبوب اللقاح من الخلايا التي تتوافر فيها كميات وافرة من حبوب اللقاح إلى تلك التي تحتاجها مع مراعاة أن تكون الخلية المانحة لحبوب اللقاح خالية من الأمراض والآفات.
#التغذية بحبوب اللقاح : يمكن تغذية النحل على حبوب اللقاح التي تم جمعها في الموسم من المنحل على أن يؤخذ بعين الإعتبار عدم إستخدام حبوب اللقاح المستوردة أو مجهولة المصدر حيث أنه يجب أن يكون مصدر حبوب اللقاح لخلايا خالية من الأمراض وبخاصة عفن الحضنة الأمريكي وفي حال رغب مربي النحل إستخدام حبوب اللقاح من مناحل أخرى أو مستوردة يتوجب عليه التأكد من أنه تم تعقيمها بأشعة غاما وهو أمر يصعب على مربي النحل التأكد منه.
وهنالك معضلة أخرى في إستخدام حبوب اللقاح في تغذية النحل وهي إرتفاع سعرها وقيمتها السوقية حيث يجب إستخدام فقط حبوب اللقاح ذوات الجودة العالية في التغذية.
ومن طرق التي يتبعها هواة تربية النحل أن يتم جمع حبوب اللقاح بواسطة المصائد في وقت وفرتها ويتم تجميدها بواسطة الفريزر أو تجفيفها وفي أوقات نقصها يتم نثرها في العيون السداسية حيث يتم إخراج إطار من الإطارات ويتم نشر رذاذ محلول سكري خفيف فوق الإطار بواسطة بخاخ ومن ثم يتم نثر حبوب اللقاح فيه وهز الإطار بحيث تدخل حبات اللقاخ داخل العيون السداسية.
#بدائل حبوب اللقاح ومكملاتها : يبقى موضوع بدائل حبوب اللقاح أمر لا يمكن حسمه بإعطاء معادلة ووصفة واحدة لتستجيب لكافة الإحتياجات الغذائية البروتينية من أكثر أبواب الإجتهاد التي طرقها النحالون ولن نتمكن من حصر كافة الوصفات لتنوعها وتعدد محتوياتها وطرق إعدادها.
إلا أن القاعدة العامة لجميع الوصفات التي يمكن تقديمها للنحل وتدفع الملكة إلى وضع البيض وتساعد في نمو الخلية وتحقيق إحتياجاتها البروتينية كما أنه ليس بالضرورة أن نفاذ بديل حبوب اللقاح المقدم كتغذية في داخل الخلية يعني أنه تم إستهلاكه من النحل كما أن إستهلاك النحل له لا يعني بالضرورة أنه كان ذا فائدة له.
ولتحقيق عنصر الجذب يتم زيادة حبوب اللقاح والعسل إلى العجينة البديلة لحبوب اللقاح وبنسب قليلة ( لكن كما أسلفنا محفوفة بمخاطر نقل الأمراض إذا لم العسل وحبوب اللقاح من مصادر موثوقة ) ويتم زيادة السكر إلى العجينة ويمكن زيادة نكهات من منقوع النباتات العشبية للعجينة ويتم زيادة بعض الزيوت الخفيفة مثل زيت الكانولا وزيت دوار الشمس الخفيف لمنحها ليونة ومنع جفافها بسهولة ويتم إضافة الخل أو الليمون لخفض قاعدية العجينة وجعلها أقرب إلى مستواها في العسل ويبقى الأمر المنشود دائما هو تعزيز القيمة البروتينية للعجينة إلا أنه يجب الإنتباه إلى عدم زيادة مواد غنية بالألياف والدهون التي يصعب على النحل إستساغتها وهضمها بالإضافة إلى إحتوائها على مواد تكون ضارة بالنحل لذلك يعتبر مستخلص بروتين الصويا (75%) مناسبا ولاتعتبر الحبوب المطحونة من فول الصويا أو غيرها من البقول مناسبة لإعداد بدائل حبوب اللقاح وإنما خلاصة البروتين وبخاصة بروتين الصويا المستعمل في الصناعات الغذائية لتصنيع اللحوم المصنعة كما يمكن إستخدام ما يعرف بخميرة البيرة والتي تصل فيها نسبة البروتين حوالي 50%.
ومن القواعد العامة الواجب أخذها بعين الإعتبار للحصول على عجينة متماسكة ضرورة تسخين الماء أولا ثم السكر الناعم تدريجيا مع التحريك المستمر وإضافة الخل أو عصير الليمون ويفضل قياس الرقم الهيدروجيني للوصول إلى الرقم الهيدروجيني (4) ويستخدم هذا المحلول سميك القوام كبديل للعسل في عملية العجن كما ويمكن إستخدام منقوع الأعشاب بدلا من الماء مما يسهم في تزويد الماء ببعض العناصر الغذائية والخواص التي تجعله أكثر إستساغة من قبل النحل وقد تم الإشارة إلى هذا سابقا.
وعند تقديم البدائل يستحسن أن يتم تغليفها بورق المغطى بطبقة شمعية ( المستخدم في صناعة الحلويات أو كيس بلاستيكي ) وعند إدخال الخلطة يتم وضعها قوق الإطارات في الخلية بحث تكون مكشوفة للنحل من الأسفل لتسريع إستهلاكها ومغطاة بالورق من أعلة لمنع جفافها كما يستخسن غلي الماء والشروع في عملية إعداد العجينة البروتينية عندما تنخفض حرارة الماء لتصل حوالي 35-40 درجة مئوية مما يجعل قوامها متماسكة داخل الخلية.
أمثلة عن المكملات المجربة
د. نزار جمال حداد
متخصص في تربية النحل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة