الأسس العلمية في تربية ملكات نحل العسل
الأسس العلمية في تربية ملكات نحل العسل
لكي نبدأ برنامج تربية الملكات سواء كانت في المنحل لإنتاج أعداد قليلة أو في محطة تربية ملكات لأغراض تجارية. هنالك نوعان من الطوائف يجب الإهتمام بهما وهما :
1- الطوائف التي تربى منها الملكات ( طوائف الأمهات)
2- الطوائف التي تربى فيها الملكات ( الطوائف البانية).
أولا : مواصفات الطائفة التي تربى منها الملكات ( طوائف الأمهات)
هذه المواصفات ليس بالضرورة أن تكون موجودة في سلالة تجارية من السلالات النحلية الحالية أو في أي هجين ولكنها هي مجموعة من الصفات المرغوبة التي يتمناها النحالون ويرغبون أن تكون مجمعة في سلالة نحلية واحدة وهذا الطموح يمكن أن يقاس عليه السلالات الحالية بأن نقول مثلا أن السلالة الكرينولي بها 70% مثلا من الصفات القياسية أو النمطية أو المثالية المرغوبة والسلالة الإيطالية بها 75% وهكذا وحتى هذه السلالات ( الإيطالي والقوقازي والكرينولي) تختلف عن بعضها في كثير من الخصائص وتتفق في البعض الآخر ويمكن تلخيص المواصفات المرغوبة هذه في النقاط الآتية :
1- أن تكون السلالة نقية وليست هجين pure strain , pure race ويفضل أن تكون إحدى السلالات القياسية المعروفة ( إيطالي - كرنيولي - قوقازي).
2- صفة الهدوء والثبات على الأقراص : أي هدوء النحل أثناء الفحص وعدم قيامه باللسع أو الهيجان بحيث يكون ثابتا على الأقراص أثناء الفحص مهما طالت فترة الفحص.
3- أن تكون الطائفة عسالة : أي كثيرة جمع العسل مقارنة بغيرها من طوائف السلالات الأخرى في نفس الظروف الإنتاجية من ناحية الموقع والمحصول والوقت وكذلك أن يكون مجموع إنتاج العسل الثانوي عاليا أي مجموع اعسال الموسم مختلفة والطائفة العسالة تتميز بصفات أو مميزات متعددة تؤدي في مجموعها إلى هذا الإنتاج العالي من العسل منها مثلا :
أ- طول اللسان ( الخرطوم) : أي يكون طوله 7,4 مم مقارنة بغيره من السلالات أو الطوائف الأخرى التي يكون طول اللسان فيها 7 أو 6,5 مم أو أقل حيث أن هذا الطول المميز يمكن النحلة من الوصول إلى أزهار عميقة للحصول على ما بها من رحيق في قاع الزهرة لا تتمكن الشغالات الأخرى ذات اللسان القصير من الوصول إلى هذا الرحيق.
ب- حجم الحوصلة ( معدة العسل) : وما تحمله من حمولة رحيق فالطائفة العسالة تكون حمولة الحوصلة بها أكبر من غيرها فقد يصل متوسط وزن الرحيق ما بين 60 - 70 مجم من الرحيق مقارنة بغيرها الذي لا يسع إلى 30 - 40 مجم ومعنى ذلك أن النحلة الواحدة من السلالة العسالة تجمع في الرحلة الواحدة ضعف كمية الرحيق التي تحملها الشغالة في الطوائف غير عسالة.
ج- أن مساحة الجناح الأمامي أو الأمامي والخلفي معا مساحة كبيرة : مقارنة بغيرها من الشغالات وهذا يمكن النحلة من قوة الطيران لمسافات بعيدة وسرعة كبيرة ويساعد أيضا على حمولة أكبر من الرحيق وحبوب اللقاح وعادة ما يرتبط ذلك بقوة العضلات التي تربط الأجنحة بجسم الشغالة.
د- النشاط في السروح وعدد الرحلات اليومية في موسم معين : حيث أن الطوائف والسلالات تتميز عن بعضها في نشاطها في السروح وعدد الرحلات اليومية وهذا ينعكس على كمية الرحيق التي تحمله الشغالة في مجموع الرحلات اليومية فمثلا 25 رحلة مثلا مقارنة بغيرها من الطوائف التي لا تزيد رحلاتها عن 15 - 17 رحلة فقط.
ه- الطائفة إقتصادية في استهلاك العسل : سواء في مواسم النشاط أو مواسم الركود فهي عادة لا تلجأ إلى المخزون من العسل الناضج إلا عند الضرورة القصوى وتحاول الإعتماد على مصادر الرحيق أولا بأول حتى دون المساس بالمخزون العسلي كما أن الطائفة تكيف نفسها من ناحية الكثافة العددية ووضع الملكة للبيض بما يتمشى مع الظروف البيئية المحيطة ومن أهمها توفر الرحيق وحبوب اللقاح.
و- الطائفة العسالة تكون منتظمة في طريقة تخزين الرحيق في العيون السداسية وتوزيعه على الإطارات بحيث لا تترك عيونا مفتوحة أي بها عسل غير ناضج لا تتركها بمساحات كبيرة إنما تحاول التركيز في انضاج العسل وتغطيته بالشمع أولا بأول دون ترك مساحات كبيرة من العسل غير الناضج ولهذا عندما ينتهي موسم الفيض تكون المساحات العسلية كلها عسل ناضج مختوم ولا توجد إلا مساحات قليلة من العسل الذي على وشك النضج عكس الطوائف الغير عسالة التي تشتت جمعها للرحيق في مساحات كبيرة بعدد من الإطارات وكثيرا ما ينتهي موسم فيض الرحيق وغالبية هذه المساحات خالية من العسل الناضج المختوم وما بها من عسل لا يصلح للفرز.
ز- هذه الطائفة جيدة في إفراز الشمع ناصع البياض : الذي تغطي به الشغالات العيون السداسية للعسل الناضج مما يجعل لون وشكل البراويز مرغوبا ويمكن تغطيته وبيعه على هيئة عسل بشمعه حيث يباع بسعر غالي ويرغبه كثير من المستهلكين ، وهذه الطائفة أيضا جيدة في إنتاج قطاعات العسل الشمعية التي تتميز بالشمع ناصح البياض المغطى للعسل الناضج كما أن الصفة السابقة مهمة في جودة انضاج قطاعات العسل الشمعية أيضا.
4- الملكة بياضة منتظمة الحضنة : أي كثيرة وضع البيض بصفة عامة مقارنة بغيرها من الملكات ( من السلالات الأخرى) في نفس الموسم أو في نفس الشهر أو على مدار العام ، كما تتصف الحضنة بالإنتظام وبمواصفات جيدة.
أ - بأن تضع البيض في منتصف القرص وعلى هيئة دوائر.
ب - ألا تحتوي الحضنة على عيون سداسية خالية إلا بنسبة لا تتعدى 1 - 3 % على الأكثر ولشرح هذه النقطة بالتفسير نجعلها على هيئة النقاط التالية :
أ- عدد فروع المبيض كثيرة وقد يصل عدد الفروع المبيض الواحد إلى 200 - 250 فرع بيض وكثرة فروع المبيض دليل على كثرة البيض الناتج وكفاءة الملكة في وضع البيض الذي قد يصل إلى 2000 بيضة يوميا أو أكثر أما السلالات الغير بياضة كالنحل المصري مثلا فلا يتعدى عدد فروع المبيض من 70 - 100 فرع في المبيض الواحد.
ب- الكفاءة الغذائية للملكة عالية جدا في تحويل الغذاء الملكي التي تتناوله الملكة من الشغالات مباشرة وتحوله إلى بيض هذه الكفاءة عالية بصفة عامة في الملكات وبصفة خاصة في الملكات البياضة.
ج- كفاءة الشغالات في هذه السلالة عالية بالنسبة لإنتاج الغذاء الملكي أي أن غدد الغذاء الملكي الموجودة في الجبهة كبيرة من ناحية عدد وحجم الفصوص وكذلك التحويل الغذائي من خبز النحل ( حبوب لقاح وعسل) إلى غذاء ملكي بالإضافة إلى فترة الحيوية الطويلة لنشاط غدد الغذاء الملكي في الشغالات التي قد تستمر إلى أغلب أو أطول عمر الشغالة تقريبا.
د- معدل وضع الملكة للبيض مرتفع في مواسم النشاط المختلفة كل على حدة وكمتوسط عام في فترة النشاط خلال العام وذلك مقارنة بالمعدلات العادية بملكات النحل أي أن الفرق في عدد البيض الموضوع يوميا فرق جوهري عن المعدلات المتعارف عليها في السلالات الأخرى.
ه- وبالعكس أي العكس النقطة السابقة أي أن معدل وضع الملكة للبيض في شهور القحط أي الخالية من الرحيق هذا المعدل يكون منخفض جداً بالمقارنة بالملكات العادية بل وتتوقف الملكة عن وضع البيض أحيانا في بعض هذه الفترات وانخفاض هذا المعدل يعتبر ميزة جيدة في فترات عدم الرحيق توفيرا لمخزون الملكة من الطاقة في إنتاج البيض بالمبايض وتوفيرا لمخزون الملكة من السائل المنوي وتوفيرا للغذاء بصفة عامة داخل الخلية وهذه الصفة طبيعية أي دون تدخل من النحال وليس نتيجة لقلة التغذية الصناعية والمقصود بموسم الجفاف هنا هي شهور نهاية الخريف والشتاء التي يقل فيها مصادر الرحيق وحبوب لقاح وتكون أيضا الضروف الجوية غير مناسبة.
تعليقات
إرسال تعليق