تطريد نحل العسل
تطريد نحل العسل
مقدمة
إن مصطلح التطريد يطلق على السلوك الطبيعي لتكاثر طوائف نحل العسل حيث يزيد بها النحل من تعداد طوائفه في الطبيعة أو في المناحل. وتحدث هذه الظاهرة في الجزائر بوضوح في موسم الربيع عندما يبدأ الجو بالدفء وتزهر النباتات والذي يبدأ عادة في شهر فيفري حتى افريل ، وتمتد ظاهرة التطريد أحيانا إلى شهر جوان نتيجة توفر الرحيق وحبوب اللقاح وازدحام الخلايا بالنحل مع توفر الأحوال المناخية المناسبة حيث يخرج النحل في مجموعة كبيرة بهدف التكاثر والبحث عن مكان جديد أكثر مناسبة لحياته أو زيادة إنتاجه.
وتؤدي هذه العملية لإستبدال الملكات المسنة بأخرى حديثة مخصبة قادرة على وضع البيض بغزارة ولتكون الخلية قادرة على توفير جيش من الشغالات قادرا على جمع الرحيق وحبوب اللقاح بكفاءة وتؤدي إلى زيادة عدد الطوائف.
عندما يمر النحل بمراحل أو خطوات التطريد المختلفة يخرج الطرد ويحط على أقرب مكان مثل شجرة أو أي مكان آخر مناسب ويتشكل هذا الطرد على هيئة عنقود العنب ثم يترك قسم من النحل هذا الطرد ( النحل الكاشف) ويطير إلى جميع الجهات للتفتيش عن مكان جديد مناسب ومن ثم ينتقل الطرد بكامل نحله وملكته إلى المكان الجديد المختار.
ماهو التطريد؟
هو مصطلح يطلق على عملية تكاثر وزيادة أعداد نحل العسل في دورة نموه السنوية دون تدخل الإنسان ويتمثل بخروج جزء من طائفة النحل ( بضعة آلاف من النحلات العاملات -شغالات- وعشرات أو مئات الذكور وملكة واحدة أو أكثر) من خليتها بهدف تكوين طائفة جديدة تسكن في مأوى مستقل جديد ( الخلية) دون أن تنتهي الخلية الأصلية وتتراوح نسبة هذا الجزء الخارج من الخلية ( الطرد) من 30% - 70% من حجم الخلية التي خرج منها والغاية من هذه العملية التكاثر فهي إذن عملية غريزية طبيعية تهدف إلى تكاثر النحل وحفظ نوعه ، شأنه في ذلك شأن الحشرات الإجتماعية الأخرى والتطريد ظاهرة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة وجمالا.
موسم التطريد الرئيسي في الجزائر لا يتجاوز أشهر الربيع من كل عام وينتج عنه تكوين طوائف جديدة من الخلية الواحدة ( قد تصل إلى ستة طرود) كما أن من أبرز نتائجها إنتاج ملكات فتية جديدة في الخلية الأصلية أي أنه يتم تجديد شباب الخلية.
ويحدث التطريد عندما تتوفر الظروف البيئية الملائمة لإنتاج الطرود وتربية الملكات وتلقيحها ومعيشتها أي عندما يسمح الدفء ودرجات الحرارة المحيطة بالخلية بسروح النحل وبدء نشاطه ، عندئذ تنشغل الطائفة بتربية الحضنة طوال هذه الفترة ولحين وصول الخلية لقمة نشاطها في التكاثر وتزدحم فتبدأ بالتوجه نحو التطريد.
الفرق بين التطريد وهجران الخلية :
يجب أن نفرق بين التطريد من جهة وما يسمى بهجران الطوائف للخلايا absconding أو رحيلها emigration من جهة أخرى فالتطريد swarming تكاثر ينتج عنه خلية أو عدة خلايا جديدة مع بقاء جزء كاف من النحل في خليته الأصلية أما الهجران فهو رحيل كافة أفراد الطائفة لخليتها مجبرة على ذلك وتركها خالية أي لا نجد نحلة واحدة في الخلية ويحدث الهجران نتيجة لعدة أسباب منها عدم شعور النحل بالأمان وفشله في الدفاع عن خليته بسبب هجوم من أحد أعدائه مثل هجوم الدبابير أو مهاجمة نحل قوي لخلية ضعيفة ( حدوث ظاهرة السرقة) فهجران النحل لخلايا ظاهرة سلبية ضارة بالنحال ومؤشر على وجود خلل في إدارة النحال أما التطريد فهو دلالة على صحة الخلايا ( خلوها من الآفات والأمراض) وقوتها أي أن الخلية التي تطرد تكون عادة في أوج قوتها وأحسن أحوالها فلا نجد مثلا خلية ضعيفة أو جائعة أو مريضة تطرد ، كذلك مناسبة المكان لتربية النحل مثل توفر المناخ المناسب وتوفر المراعي وخلو المكان من أعداء النحل فلا يحدث التطريد في فصل الشتاء ولا في فترة نشاط الدبابير مثلا.
هل طرود النحل خطرة على الناس ؟
لا ، لأن نحل العسل يظهر سلوكا دفاعيا فقط بالقرب من مسكنه الدائم وبما أنه بدون مأوى homeless فإنه يكون هادئا وسلوك النحل في الدفاع عن وجوده مطلوب ليحمي ملكته وصغاره وطعامه ( العسل ، حبوب اللقاح) وبالتالي بقائه وتكون الملكة عادة في عمق الطرد وبعيده عن الخطر.
وبما أن الطرد ليس لديه حضنة فلا يرقات ولا بيض ولا طعام ولا شمع يلزمه للدفاع عنها ، كما إن حوصلة العسل تكون ممتلئة بالعسل فتكون حركة النحل أثقل نوعا ما ولذا فإن الطرد يكون هادئا ولا يهاجم أحدا إلا إذا تم إيذاءه وبالتالي أحس بتعرضه للخطر من قبل عابث أو جاهل لذلك يكون إمساك الطرد سهلا ويتقبل الطرد أي مأوى نظيف ومناسب يقدم له كصندوق خشبي أو جرة فخار أو صندوق كرتون فارغ مع وجود فتحة للخروج والدخول.
طبعا يتشابه نمط التطريد ووقته في الدول الأخرى أما المناطق الإستوائية فيمكن حدوث التطريد في أي وقت من السنة طالما سمحت الظروف الجوية بسروح النحل مع توفر الغذاء الوفير.
لماذا يطرد النحل؟
إذا كانت طائفة نحل العسل في أمان من التعرض للأضرار بها أو تدميرها من قبل اعدائها في الطبيعة المحيطة بها كالدبابير... إلخ.
إذا ما كانت البيئة المحيطة بها غنية بمراعي النحل وفي امكان النحل التزود منها بكميات وافرة من الرحيق وحبوب اللقاح والماء والبروبوليس.
وإذا ما كانت الملكة والشغالات خالية من الأمراض والافات فإنها تؤدي واجباتها ووظائفها المناطة بها في أحسن صورة وأفضل حال وبصورة أخرى فإن أداء الملكة يكون في أحسن وأفضل مستوى من حيث وضع البيض المخصب مع وجود شغالات نشطة من جميع الفئات العمرية خير قيام وبالتالي فإن الطائفة سوف تصل إلى مستوى عالي من التكاثر من حيث الحضنة والأفراد ومخزون الغذاء وتصبح الخلية مزدحمة بسكانها وبالتالي لا تتسع لإيواء الطائفة مضطردة النمو ، فعندما يحدث ذلك تكون الخلية مستعدة لإكثار نفسها في عملية ذاتية يطلق عليها مصطلح التطريد swarming .
ويعتقد بأن نشاط الطائفة المبكر في تربية الحضنة وازدياد قوتها في فصل الربيع قبيل موسم الفيض الرئيسي honey flow يشجع النحل على التطريد قبيل موسم الفيض أو اثناءه بينما إذا وصلت الطائفة إلى ذروة قوتها أثناء موسم الفيض فإنها عادة تركز نشاطها على جمع الرحيق وتحويله إلى عسل وتخزينه ويقل ميلها للتطريد.
عموما يمكن القول يمكن القول بأن السبب الرئيسي للتطريد هو ازدحام وتكدس النحل في عش الحضنة أو الجزء المخصص للحضنة في الطابق الأول من الخلية في فصل الربيع وكذلك هنالك عوامل أخرى تشجع ميل النحل للتطريد مثل التهوية السيئة وارتفاع درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية حتى مع قيام النحل بالتهوية المتكررة داخل الخلية.
تعليقات
إرسال تعليق