طرائق نقـــل خلايــا النحل

طرائق نقـــل خلايــا النحل

المهندس عبد الرحيم قصاب

لقد حاولت في هذه المقالة تقديم معلومات للإخوة النحالين عن الطرائق العلمية لنقل الخلايا من مكان لآخر (والتي قد تكون روتينية للنحال الخبير) وكذلك من الخلايا التقليدية إلى الحديثة، وذلك بالاعتماد على إيضاح بعض سلوكيات النحل التي تساعد في تسهيل عملية النقل. كما حاولت أن تكون الخطوات عملية ومفصلة بحيث يتمكن كل من يقرأ المقالة أن يطبق بسهولة على ارض الواقع.

أولاً: نقل الخلايا من مكان لآخر:

أ- نقل الخلايا لمسافات قريبة (بالأمتار):

قد يضطر مربي النحل إلى نقل خلاياه لأسباب عديدة، منها: إذا كان المكان الذي توضع فيه الخلايا ستتم حراثته، أو هناك مشاكل مع المارة (قُرْبه من الطريق)، أو وجود فئران أونمل بكثرة (في ذلك الموقع)، ولذلك فلابد من تحريك الخلايا من مكانها ولمسافة قصيرة.

طريقة النقل: يمكن للمربي تحريك كل خلية لمسافة 50 سم لكل يوم وفي أي وقت دون أن يتضرر النحل السارح؛ حيث يدخل إلى خليته بعد تردد لبعض الوقت.

ب- نقل الخلايا لمسافات بعيدة:

1. نقل الخلايا إلى مسافة تزيد عن 7 كم:

يتم ذلك في حالة النحالة المرتحلة التي تعتمد على التنقل من مكان لأخر لتوفير المرعى الجيد للنحل.    ويجب على المربّي أن يتذكر أن النحل يستطيع الابتعاد عن خلاياه مسافة ثلاثة كيلومترات لكل جهة ويعود إليه دون أن يضلَّ الطريق إلا أنه إذا بدل مكانه إلى مسافة تزيد عن المترين، وتقل عن ثلاثة كيلومترات فقد يضل النحلطريقه،ولا يستطيع الاهتداء إلى خلاياه المنقولة من مكانه؛ بل يعود إلى المكان القديم للخلايا وهكذا يخسر قسماً كبيراً من النحل، لذلك يجب أن يتم النقل إلى مسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات حتى لا يعود النحل إلى مكانه القديم لبُعْدِ المَسَافة.

طريقة النقل:

-       يقوم المربي بجولة تفقّدية لتحديد الموقع المُراد نقل الخلايا إليه قبل عدة أيام من الترحيل إلى المرعى الجديد.

-       يقوم المربي بتثبيت صندوق الخلية مع قاعدة الخلية بواسطة صفيحة معدن أو خشب من الجهات الثلاث.

-   يتم تثبيت آخر إطار بواسطة مسمار بجانب قمة الإطار في الصندوق أو يكمل الصندوق بإطارات فارغة لإكمال العدد إلىعشرة إطارات أو يتم تثبيت آخر إطار مع باقي الإطارات بواسطة قطعة خشبية رقيقة باستخدام مسامير أو خرازة، والهدف من تثبيت الإطارات هو منع بقية الإطارات من التأرجح والانزلاق من أمكنتها لئلا تسقط في الخلية فتقتل النحل وقد تقتل الملكة.

-       إغلاق فتحة الغطاء الداخلي مع صندوق الخلية بواسطة صفيحة من الأسلاك المتشابكة باستخدام الخرازة .

-       تثبيت الغطاء الداخلي مع صندوق الخلية باستخدام الخرازة الخشبية أو لاصق عريض ذو نوعية جيدة.

-       يتم النقل عموماً مساءً بعد عودة النحل السارح للخلية.

-   إغلاق مدخل الخلية عند الغروب لكن في الصيف كثيراً ما يلاحظ أن النحل يكون متجمهراً أمام مدخل الخلية، فيتم إدخاله باستخدام المدخن أو مِرشِ ماء، ويتم إغلاق المدخل بقطعة من الخيش أو قطعة من أكياس النايلون.

-   تنقل الخلايا إلى السيارة بحيث تكون جهة المدخل باتجاه مسار السيارة بهدف دخول الهواء إلى داخل الخلايا عند سير السيارة،وبعد الانتهاء من ترتيب الخلايا في السيارة توضع الأغطية الخارجية وكراسي الخلايا في أحد أركان السيارة.

-   ينبَّه السائق ليكون سيره هادئاً قليل الاهتزازِ قدرَ الإمكانِ،ويفضل الوصول إلى مكان المرعى الجديد قبل سُطُوعِ الشمس.

-   عند الوصول إلى مكان المرعى الجديد المرغوب والمحدد تُنْزَل الخلايا من الشاحنة وتوضع على الأرض في صفوفٍ منتظمةٍ هلالية بحيث لا يصطدم النحل مع بعضه أثناء سروحه وتحديد مكان خليته بشكل جيد ويكون اتجاه بابها إلى الجنوب أو الشرق؛ أي بعكس اتجاه الرياح السائدة في تلك المنطقة، ثم تفتح مداخل الخلايا مع وجود ضوء بسيط (بيل صغير) وبحيث يتم المرور على كافة الخلايا وفتحها لأن نسيان أي خلية مغلقة قد يؤدي لموتها، بعدئذٍ تترك لمدة يومين أوثلاثة أيام حتى يَسْكُنَ النحلُ ثم يقوم المربي بإجراء فحص للخلايا للتأكد من سلامة الخلايا.

-   بفرض أن المربي تأخر في الوصول إلى مكان وضع الخلايا بعد سطوع الشمس،عندئذٍ على المربي القيام بتوزيع الخلايا في الأرض ثم تجهيز المدخن أو مرش الماء لإشغال النحل عن مهاجمته.

-   يفضل ترك خلية أو اثنتين في المكان الأصلي ليدخل النحل السارح الذي يبيت خارج خليته في المرعى إلى هذه الخلايا ثم تنقل إلى المكان الجديد.

 


2. نقل الخلايا لمسافة أقل من 7 كم:

يضطر مربي النحل إلى نقل خلاياه إلى مسافة أقل من 7كم في حال قلة المرعى في مكان وجود النحل، أو عدم توفر الماء وصعوبة تأمينه، أو قيام المزارع باستخدام مبيدات زراعية ضمن مكان المرعى، ....إلخ.

طريقة النقل: هناك عدة طرائق لنقل الخلايا منها:

¨ سد مدخل الخلية بالأعشاب: يمكن استخدام أعشاب توضع في مدخل الخلية بعد فتح المدخل فيقوم النحل بقرض الأعشاب،وخلال فترة تزيد عن يوم واحد يقوم النحل بفتح مدخل الخلية،وبالتالي عملية القرض تؤثر على ذاكرة النحل.

¨ النقل المضاعف: يتم نقل الخلايا مرتين الأولى لمسافة بعيدة حوالي 15 كم وتترك فترة من الزمن لينسى النحل مكانه القديم،والثانية بعد أسبوع أو اثنين ثم تُنقل الخلايا إلى المكان المراد نقلها إليه.

¨ التخدير: توضع مادة نترات الأمونيوم داخل مادة الاشتعال للمدخن، والتي تعطي عند احتراقها أكاسيد الآزوت التي تؤثر على الجملة العصبية للنحل وبالتالي ذاكرة النحل، هذه المادة تعطي دخاناً كثيفاً أبيض اللون ومستمراً، يقوم المربي بنفخ بسيط في مدخل الخلية بعد فتح المدخل وهكذا لباقي الخلايا، وهناك شخص آخر ينظر عبر فتحة الغطاء الداخلي وعند رؤية النحل يتراخى على الأقراص يقوم بفتح الغطاء الداخلي لأن هذه المادة لها تأثير مميت في حالة زيادة الدخان كماً وزمناً وبعد لحظات يعاود النحل نشاطه في الخلية.

     ( تحتاج هذه الطريقة إلى خبرة كبيرة أثناء القيام بالتدخين).
 

ثانياً: نقل الخلايا البلدية إلى الحديثة:

يتم تجهيز الإطارات التي ستوضع فيها الأقراص الشمعية الموجودة في الخلايا البلدية؛ حيث يثبت بضع مسامير على جانبي قمة الإطار وعلى جانبي قاعدة الإطار ثم يتم التسليك مابين المسامير في قمة الإطار وقاعدته فينتج لدينا مثلثات ثم نثبت نهاية السلك.   أما الوجه المقابل نسلكه بسلك غير محكم التثبيت وتترك نهايته سائبة.

-   بالنسبة للخلايا الخشبية: يقوم المربي بالتدخين المضاعف في مَدْخَلِ الخلية ثم يفكك خشب الخلية بواسطة العتلة ويفتح الخلية فيشاهد الأقراص التي يستطيع أخذها بنزعها بالسكين، ويتم التأكد من عدم وجود الملكة فيه ثم ينقل القرص إلى الإطار المُسَلّك من أحد الجهتين ثم يقوم بتسليك الجهة الأخرى، وفي حال رؤية الملكة مباشرة يتم نقل القرص إلى داخل الخلية حيث يتم إسقاطها داخل الصندوق، وتغلق بالغطاء الداخلي ثم نتابع العمل وننقل باقي الأقراص إلى الإطارات.

-   بالنسبة إلى الخلايا الطينية: يُحضر المربي كيسَ خيشٍ ويغمره بالماء، وعند المساء يحيط الخلية الطينية بهذا الكيس حتى الصباح؛ وذلك لإعطاء مرونة للخلية الطينية، وفي اليوم التالي يُحضر قطعة قماش أخرى ويمدها على بعد متر واحد من الخلية الطينية ثم يقوم بالتدخين ثم ينقل الخلية الطينية إلى أعلى قطعة القماش ويضع مكانها خلية حديثة مغطاة بالغطاء الداخلي بشكل مبدئي ثم يقوم بالتدخين المضاعف نسبياً، ويقوم بقلب الخلية الطينية بحيث تصبح القاعدة في الأعلى والقمة في الأسفل كي يكون تحت منطقة النشر فراغاً فلا تتخرب الأقراص، ثم ينزع القرص الأمامي والخلفي بالعتلة ثم ينشر الخلية طولياً دون الوصول إلى الأقراص الشمعية، وبعد الانتهاء من النشر يُدخل المربي أصابعه ضمن الشق، ويقوم بفتح الخلية من البداية إلى النهاية وبالتدريج إلى أن تأخذ الشكل المستوي؛ عندئذٍ يُشاهِد المربي الأقراص التي يستطيع أخذها فينزعها بالسكين، ويتم التأكد من عدم وجود الملكة فيه ثم ينقل القرص إلى الإطار المُسلك من أحد الجهتين ثم يقوم بتسليك الجهة الأخرى، وفي حال رؤية الملكة مباشرة يتم نقل القرص إلى داخل الخلية حيث يتمّ إسقاطها داخل الصندوق وتغلق بالغطاء الداخلي ثم نتابع العمل وننقل باقي الأقراص إلى الإطارات.

ملاحظات:

* إن نقل النحل الغنامي أسهل من نقل النحل السيّافي والحربي لأنأقراصه أصغر، وبالتالي نضع قرصين لكل إطار أما الحربي فتكون أقراصه طويلة لذلك لابد من تقسيم الأقراص، وبالتالي يسيل منها العسل ويسقط ما عليها من عاملات والتي تسقط على العسل تموت كما يموت جزء من الحضنة.

* يمكن نقل الخلايا خلال فصل الصيف بشرط أن يتم النقل في الصباح الباكر لكون الشمع يكون مائعاً ولا يمسك بسهولة.

عن كتاب المرشد العملي في تربية النحل للمهندس الزراعي عبد الرحيم القصاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة