تغذية النحل ودورها في عمر الشغالات

تغذية النحل ودورها في عمر الشغالات

الدكتور صبـحي قاسـم



أحدث الابحاث العلمية تؤكد: (تغذية النحل لها دور في عمر الشغالات)

يشعر النحالون اليوم بأن المواقف متكررة. إدارة الطوائف التي كانت في ما مضى ناجحة اصبحت لا تجدي . خسائر غير متوقعة للطوائف جعلتنا نخسر هامش الربح . نشاط كبير كل ربيع وزيادة في الطوائف ، ياتى الشتاء والخريف فنجد بعض الاخفاقات وبعض الفشل في إدارة الطائفة. 

وعلى كل حال كن متفائلاً. اعتقد أنه من الممكن التعامل مع الوضع الحالى . لقد شاهدنا العمر القصير للنحل السارح وكيف ان هذا العمر القصير ممكن أن يقل أيضا بسبب الأمراض أو سوء التغذية أو كلاهما .

مستويات البروتين
المقدار الذي يأخذه النحل صغير السن من البروتين تم ربطه بسلوك النحل فيما بعد (Nelson, et al 2007) وجد أن النحل الذي لديه مستويات بروتين الفيتلوجينين (vitellogenin ) منخفضة يبدأ السرحان في فترة مبكرة من حياته، وغالبا ما يميل الى جمع الرحيق اكثر من حبوب اللقاح . وهذا من الاسباب الخفية لنقص حبوب اللقاح في الطائفة مما يجعل النحل يبدا في السرحان بصورة كبيرة من اجل تعويض نقص حبوب اللقاح، وبذلك تقل فترة عمر النحل السارح .
المكافأة التي يحصل عليها النحل السارح نتيجة مجهوده الكبير من الطائفة هي حصة يومية من الغذاء الغنى بالبروتين. وعلى الرغم من ان النحل المسن هو الذى يسرح من أجل تجميع حبوب اللقاح، إلا ان الشغالات هن من يتغذين على معظم هذه الحبوب والتي تحولها فيما بعد الى غذاء غني بالبروتينات ويعاد تغذيته فيما بعد الى النحل السارح لتلبية احتياجاته من البروتين. وحيث ان جهاز المناعة ومضادات الأكسدة في النحل السارح تعتمد على نسبة الفيتلوجينين (vitellogenin) فان فترة عمر النحل السارح تعتمد على التغذية البروتينية التي تقدمها لهم الشغالة.
ومن المتوقع ان تعطي الشغالة الاولوية لليرقات القديمة الجائعة في عملية التغذية ( حيث ان الطائفة قد استثمرت كل مصادرها فيهم ). وبالتالي سوف يتأثر النحل السارح بنقص البروتين. وفي الواقع يبدو أن هذا جزء من رد الفعل الذي يحفز النحل السارح لجمع المزيد من حبوب اللقاح. 

لذلك تخيل الموقف, النحل السارح وهو يشعر بالجفاف يعمل بأقصى جهد من أجل معرفة أماكن حبوب اللقاح ولا يوجد لديهم مخزون للحفاظ على نسبة البروتين في أجسامهم. عند سوء المناخ أثناء تربية الحضنة يبقى النحل السارح داخل الخلية ولذلك تستهلك الطائفة كل مخزون حبوب اللقاح خلال أيام قليلة. تقلل الشغالة من تغذية الحضنة بالغذاء الملكي مما يؤدي إلى تفكك البيض واليرقات الأصغر سنا وتضطر في النهاية لتعويض نقص البروتين من أجسامهم من أجل تغذية الحضنة حتى النضج ولن يترك أي غذاء للنحل السارح. 

خلاصة القول هو أنه عندما تندر مصادر حبوب اللقاح يعاني النحل السارح من نقص البروتين وهذا أيضا يمكن أن يقلل من أعمارهم.

من الناحية العملية، من المهم أن نتذكر أن مستوى البروتين المنخفض في الطائفة ليس فقط سوف يبدئ الشيخوخة المبكرة للنحل ولكن أيضا سيقلل الجهاز المناعي للطائفة عموما مما يجعلها اكثر عرضة للأمراض. 
ومن جانب آخر فيجب ان يحذر النحالون عند التغذية بمكملات حبوب اللقاح أو المحلول السكري لأن قلة جودة المكونات مثل دقيق الصويا القديم أو وجود مخلفات الهكسين يؤدي إلى تسمم النحل .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة