بعض العوامل المؤثرة في تخليق شمع النحل وإفرازه
هناك عوامل عدة تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في نمو خلايا غدد الشمع وتطورها، وقد وضح (Turell (1972 بعضاً من هذه العوامل، نستعرض منها الآتي:
1- توافر مصادر الرحيق في منطقة المنحل: يعتبر وجود مصدر متدفق للرحيق على درجة عالية من الجودة أهم العوامل المؤثرة بشكل فعّال في كمية الشمع المفرزة، حيث يتحكم توافر الرحيق في البيئة الخارجية في قدرة شغالات النحل على بناء أقراص شمعية جيدة، وفي عملية إصلاح الأقراص الشمعية الموجودة فعلاً داخل الطائفة؛ إذ تقوم الشغالات بتحويل الرحيق إلى عسل يمتص في أجسامها، وتقوم خلايا غدد الشمع بتحويل المواد السكرية إلى مواد شمعية، تتكون من العناصر نفسها المكونة للسكريات (الكربون – الهيدروجين – الأوكسجين) ، وتحتاج الشغالة إلى استهلاك كميات كبيرة من العسل؛ حتى تقوم بإفراز الشمع، وتقل كمية العسل المستهلكة لإفراز الشمع عندما تكون الشغالة في أنسب سن للإفراز. وقد تباينت التقارير في تقييم ذلك، حيث سجل أن الشغالة تستهلك ٨٫٨ كجم من العسل في المتوسط لإنتاج كيلوجرام واحد من الشمع.
وتتوقف الشغالات عن إفراز الشمع في أوقات الجفاف وعدم وجود مصادر للرحيق.
2- عمر الشغالات: تصل غدد الشمع إلى درجة عالية من النمو في الشغالات الحاضنة عند عمر اثني عشر يوماً تقريباً، وتستمر الشغالات حتى اليوم الثامن عشر في بناء الأقراص الشمعية، وتعتبر هذه الفترة من عمر الشغالة هي الفترة المثالية التي يكون فيها معدل إفراز الشمع عند المستوى الأمثل. وعند حدوث التطريد الطبيعي من الطائفة الأم، فإن إنتاج الشمع تقوم به الشغالات الصغيرة والكبيرة في السن لأفراد الطرد، وذلك لبناء الأقراص الشمعية الجديدة اللازمة لحياة الطائفة الجديدة. وتكون سرعة بناء الطرد للأقراص الشمعية الجديدة أسرع من الطائفة الأم المستقرة.
3- توافر درجة الحرارة المناسبة داخل الخلية؛ إذ يحتاج بناء الأقراص الشمعية إلى درجة حرارة عالية نسبياً، تتراوح بين (33 - 36 °م) داخل الخلية، حتى تنشط الغدد لإفراز الشمع.
4- حاجة الطائفة إلى مساحة أكبر من العيون السداسية لتخزين العسل، حيث تؤثر تلك الحاجة في سرعة بناء الأقراص الشمعية، وعند انخفاض معدل وضع البيض بواسطة الملكة في بداية الخريف، تلجأ الشغالات إلى استعمال العيون السداسية المخصصة لعش الحضنة في تخزين الرحيق، وذلك بدلاً من بناء قرص شمعي جديد.
٥- توافر مخزون كافٍ من حبوب اللقاح قبيل فترة إفراز الشمع، فبينما تعتمد عملية تخليق شمع النحل على المواد السكرية التي تتغذى عليها الشغالات، فإنها تحتاج إلى كميات وافرة من البروتين لتحقيق الإفراز الأمثل من الشمع، حيث لوحظ أنه في حالة إفراز النحل للشمع في غياب البروتين؛ فإن الشغالة تفقد حوالي خُمس وزن جسمها، نظراً لاعتمادها على المحتوى البروتيني الموجود بالجسم، ويمكن أيضاً تفسير ضرورة وجود مصدر بروتيني جيد كمصدر أساس لبناء الإنزيمات التي تعمل بشكل مباشر في عملية تخليق الشمع وإفرازه.
٦- قوة الخلايا ومعدل استهلاك العسل لإفراز الشمع.
٧- استعداد الطائفة للتطريد؛ فقد لوحظ أن الطوائف التي تظهر بها علامات التطريد تمتنع فيها الشغالات عن بناء أقراص شمعية جديدة، وتنشغل بالقيام بمهام خروج الطرد إلي مكانه الجديد.
تعليقات
إرسال تعليق