غبار الطلع: وسائل جمعه، حفظه وطرق تناوله

غبار الطلع: وسائل جمعه، حفظه وطرق تناوله

كيفية الحصول على غبار الطلع وطرق جمعه 

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر


لا شك أن المستقبل القريب يبشر بتوسع كبير في استعمالات غبار الطلع العلاجية والغذائية والوقائية وسيتمكن العلماء ومعامل الأدوية من صنع العديد من المستحضرات الدوائية العالية الفعالية من هذه المادة القيمة، علاوة على إمكانية تحضير منتجات فيتامينية غذائية ممتازة. كل هذا يتطلب قبل كل شيء تطوير طريقة تسمح بالحصول على كميات وافرة من هذه المادة تكفي متطلبات البحث العلمي والتصنيع الدوائي والغذائي. 

إن كميات غبار الطلع التي يصنعها النبات هائلة جداً (إ.جيرمن [1]). إن زهرة تفاح واحدة تنتج 100ألف من حبيبات الطلع، أما زهرة عود الصليب فتنتج 3.5مليون من هذه الحبيبات، أزهار الجوز أو البندق ـ4ملايين، البتولا ـ6ملايين البلوط والدردار ـ وغيرها من الأشجار دائمة الخضرة كالشوح والصنوبر، تنتج بشكل خاص كميات هائلة من غبار الطلع ومعظم هذه الكيمات تتساقط على التربة وتفنى هناك، أو أنه يتناثر صعداً في أجواء الأرض ممتداً إلى علو 4500 من الأمتار. 

نعم! إن عنقود من أزهار الذرة يقذف بأكثر من 20 مليون حبة طلع، في حين أنه يكفي منها لإلقاحه حوالي 800ـ1000حبة طلع كحد أقصى، وهذا يعني أن حبوب الطلع في الطبيعة أكبر بحوالي مليون مرة مما يحتاجه النبات لإلقاح ثمره. وفي دراسة إحصائية في الاتحاد السوفياتي السابق تبين أن النحل ولموسم واحد يستهلك وضمن أراضيه الشاسعة حينذاك ما يقرب من 200ألف طن من غبار الطلع، وهذا يعني أن مئات الألوف من الأطنان من هذا المنتج القيم، تتلف في أجواء الغابات والحقول دون أن يتمكن البشر من الحصول على أي فائدة منها. 

ومنذ عام 1940 صمم (ف. زوبريتسكي[2])جهازاً صغيراً يوضع في مدخل الخلية، ويجبر النحل على المرور من ثقبة في مركزه، بحيث يستطيع الجهاز امتصاص معظم غبار الطلع من النحلة الحاملة له أثناء مرورها فيه. وقد تمكن بعض النحالة من الحصول بهذه الطريقة عند وضع الجهاز في مدخل خلية نحل نشطة على 100ـ200غ من حبيبات الطلع في اليوم أي ما يقرب من 10ـ20كغ في الموسم الجيد المرعى. إلا أن هذا الجهاز لم ينتشر استعماله على نطاق واسع، لأن تخليص النحل من معظم أحماله من غبار الطلع الذي يجمعه لغذائه يخفض إلى حد كبير من إنتاج العسل. 

علاوة على ذلك فإن جني كميات كبيرة من غبار الطلع تكفي حاجة مصانع الفيتامينات والأدوية والمؤسسات الطبية، بهذه الطريقة غير ممكن، وأخيراً فإن النحل يجمع غبار الطع من مصادر متنوعة، وعلى هذا فغبار الطلع الذي يجمعه هذا الجهاز من النحل هو أيضاً غير متجانس، وليس غبار طلع لنوع نباتي محدد. ومن المعلوم أنه من أجل أعمال البحث العلمي، ولتحضير أدوية للمارسة الطبية، تحتاج إلى غبار طلع متجانس، ذو مصدر نباتي محدد. ذلك أن التركيب الكيمياوي لحبيبات الطلع المستحصل عليه من مصادر متنوعة ليس واحداً، وبالتالي تختلف خواصه العلاجية أيضاً. 

ويقترح البروفسور "ن.إيوريش[3]"جهازاً صممه لجمع غبار الطلع من أزهار النباتات يتكون من عدد من العصي الخشبية بطول عدة أمتار في نهايتها العلوية ما يشبه المقص، يمكن أن يحرك ويستعمله حامل الجهاز بحركة مقود خاص في الطرف السفلي للجهاز, وهكذا يمكن أن تستر الأرض تحت الشجرة بقماش عريض ثم تقص الأزهار بذلك الجهاز وتجمع وتجفف خلال 3أيام حيث يتساقط غبار الطلع منها، ثم يجمع. وجهاز أيوريش يسمح ـ يدوياً ـ بجمع كميات كبيرة من غبار الطلع وحيد النبات. وهناك أجهزة أخرى صممت لهذه الغاية (سلوسار، مانجوس) وغيرهم لكل منها حسناته وسيئاته، وكلها لا تخلوا من أذى يلحق الأشجار. والأمل معقود في السنوات القريبة القادمة تصميم أجهزة متطورة لإمكانية جمع كميات أعظم من هذه المادة القيمة يكون في أسها، وأول أهدافها الحفاظ على سلامة النباتات والأشجار. 

طرائق حفظ غبار الطلع[4]: 
إن المواد العضوية بما فيها غبار الطلع، مواد غير ثابتة. وإن ما فيها من رطوبة تعطي الظروف المناسبة لنمو العفن والخمائر، والتي تخرب العناصر المكونة لها، مما يجعلها غير صالحة للاستعمال… وإن الفاعلية البيولوجية لغبار الطلع تتراجع بنسبة 65% بعد خمس ساعات من قطافه إذا لم يحفظ ضمن الخلية أو خارجها. ويرى هيغل، أنه مهما كانت طريقة حفظ غبار الطلع، فإنه يفقد فاعليته تماماً سواء من الناحية الدوائية أو الغذائية بعد مرور سنتين من قطافه، وهناك طريقتان لحفظ غبار الطلع: 
آـ تجفيفه ثم حفظه بدرجة الصفر: ويتم تجفيفه بنشره بشكل طبقة رقيقة على ورق نظيف، حيث يترك حتى يجف في غرفة مهواة مظلمة، ثم يوضع في آنية زجاجية غامقة اللون، ويغلق جيداً ويوضع في الثلاجة بدرجة دون الصفر. 

ب ـ مزجه مع العسل: وهي الطريقة الأفضل لحفظه، فغبار الطلع المجني يمزج مع العسل بنسبة 1: 1 أو 2: 1 ثم يوضع في آنية زجاجية ويغلق جيداً ويغطى بورق غامق، وينصح هنا بمزجه بعسل متجمد "متبلور"، أما المائع فلا يناسب هذه الغاية لأن غبار الطلع أقل كثافة من العسل فيطفو على سطحه. 

طرق تناول غبار الطلع: 
إن غبار الطلع يبدي تأثيراً علاجياً جيداً عند تناوله داخلاً عن طريق الفم على شكل مضغوطات أو خلاصات أو يؤخذ بشكله الطبيعي كما يمكن تطبيقه خارجياً على شكل مراهم أو رهيمات Creams. 

وينصح ألين كيلاس[5]بالوصفة التالية: 180غ عسل، يحل في 800غ ماء ثم يضاف إليه أثناء التحريك وبالتدريج 50غ غبار طلع طازج، تحفظ في الثلاجة ويؤخذ منها مقدار نصف كأس قبل تناول الطعام. ويجب أن تخض الزجاجة قبل كل استعمال. أما ملادينوف[6] فينصح بالوصفات التالية: 

- 50غ عسل + 10غ غبار الطلع + 100غ حليب طازج تمزج جيداً بتحريكها فترة من الزمن حتى تحصل على مزيج متجانس ثم تحفظ في إناء زجاجي معتم وتوضع في مكان بارد، ويؤخذ منها مقدار ملعقة شاي قبل كل الطعام 3مرات يومياً. 

- 50غ غبار طلع + 250غ عسلاً، وإذا كان متبلوراً يذاب بتعريضه لحمام بخاري. هذا المزيج يبقى فعالاً رغم إمكانية حدوث تفاعلات خمائرية فيه ويؤخذ منها مقدار ملعقة وسط قبل الطعام بنصف ساعة 3مرات يومياً. 

- 10غ غبار طلع + 1غ غذاء ملكي + 250غ عسل متبلر، تمزج جيداً وتحفظ في إناء زجاجي عاتم، يغلق جيداً ويحفظ في مكان بادر، ويؤخذ منها مقدار ملعقة وسط قبل الطعام 2ـ3 مرات باليوم. كما يمكن تناول غبار الطلع بشكله الطبيعي لوحده بمقدار 1ـ2 ملعقة وسط قبل الطعام 3مرات في اليوم. 

----------------------------------------------------------- 
[1] عن كتاب النحلات والطب.[2] عن كتاب Bees and People.[3] عن كتاب النحلات والطب. [4] عن ملادينوف العسل والمعالجة بالعسل.[5] عن كتابه العسل والمعالجة بالعسل. Les3 Alements Miraceles.[6] 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة