عسل المانوكا وعسل السدر: تضخيم إعلامي يتجاوز الحقائق
عسل المانوكا وعسل السدر: تضخيم إعلامي يتجاوز الحقائق
قد يتطور أسلوب الاستطباب بالعسل Honeytherapy، بشكل علمي دقيق في الوقت القريب.
كل عسل طبيعي له مواصفات خاصة تتعلق بصفات مصدره النباتي الموجودة في رحيق أزهاره، لذا يمكن بتطوير الدراسات، التفريق بين أنواع العسل وتأكيد فاعليتها الصحية "الغذائية والطبية" بناء على خواصه الكيميائية والكيميائية الحيوية(البيوكيميائية).. وإلا فالأقوال من بنات الأفكار لا تتصل بالحقائق...
فعسل السدرتضخيم إعلامي كبير، وإنتاج منخفض، وبسبب الثراء لدى من يتأثر بالدعاية يباع بأسعار باهظة، فيصل سعره في السعودية مثلاً إلى مئات الريالات(أكثر من 100 دولاراً) في حين يباع في اليمن وسلطنة عمان بين 10-50 دولارا أميركيا/كغ على التوالي. حيث يرتبط السعر المحلي ارتباطاً وثيقاً بدخل المواطن، وينافسه في دول الخليج العربي عسل السدر المستورد من الهند وباكستان وهو رخيص الثمن، علماً أنه النوع نفسه من العسل..!!!....
وكذلك عسل المانوكا الذي تنتجه شركات تجارية احترافية ضخمة سخرت الملايين لدراسته علمياً وتبيان مواصفاته، ولو درس أي عسل طبيعي في العالم كعسل الأنيسون والحبة السوداء واللزاب(العرعر) والعسل الجبلي إلخ... الذي ينتج في سورية وبعض بلدان العالم لكان له طبعاً مزايا كثيرة تشترك مع عسل المانوكا وطبعا لا تشترك بمزايا دقيقة جدا من أثار مركبات بسيطة التأثير صحيا وهي خاصة بنوع كل عسل تبعا لمصدره النباتي. ولا عجب في هذا...!!!
خلاصة القول: أي نوع عسل طبيعي ضمن ظروف إنتاج وتوضيب وحفظ أصولية تليق بالمادة له الفوائد التي ذكرتها بحوث جامعة نيوزيلاندا وخصتها بعسل المانوكا من أنه: مضاد بكتيري فطري، يساعد على شفاء الجروح والحروق وينشط الدورة الدموية وغيرها من الصفات(في النص الفرنسي تالياً) وجيد أنهم قالوا في النهاية: (لم يجر أي تحليل مقارن مع أنواع عسل أخرى)...لهذا هناك خلل في القول أن هذه صفات منفردة بهذا العسل.! لم تؤكده نتائج بحث علمي هدفه محدد بالمقارنة بين الأعسال.....وإلى أن تكتشف الحقائق التي لا تقبل الجدل من نتائج البحث لأنواع العسل الشهيرة في العالم ذات مصادر النباتات الطبية والعطرية وغيرها، في مختبرات ذات خطة بحث واحدة للتأكيد على محتوى كل نوع عسل وضمها في مجموعات ووضعها في جداول وما يقابلها من احتمالات مداواتها لمرض أو مجموعة أمراض وما يمكن أن يوصف له بناء على ذلك، يمكن أن ينشأ ما نسميه التداوي بالعسل Honeytherapy،حيث يلحق بما تم التقدم به بشكل جيد في بعض بلدان العالم وهو التداوي بمنتجات النحل وبخاصة سم النحل المسمىApitherapy..
المانوكا: Leptospermum scoparium
شجيرة (جنبة) دائمة الخضرة، من فصيلة التوت، سماها المستعمرون البريطانيون "شجرة الشاي"، وتسمى توت المانوكا أيضاً، ولكن نبات الشاي بأنواعه في الصين وغيرها هو ليس هذا الجنس من الشجر، طولها 3 م تقريباً، أوراقها صغيرة وعطرية، وأزهارها بيضاء أو زهرية حمراء عطرة أيضاً، منشأها استراليا ونيوزيلاندا وتسمانيا كنبات بري، نبات طبي عطري، له استعمالات كثيرة: إنتاج عسل ذو مذاق خاص، مادة منكهة في تدخين السمك واللحم، ويستخرج من أوراقه بالتقطير زيت أساسي عطري وطبي، يستعمل كمضاد بكتيري وفطري فعال، استعملت أجزاء النبات في الطب الشعبي لدى السكان الأصليين منذ آلاف السنين. استعمل مغلي أوراقه كخافض حرارة ومضاد صداع ولإيقاف التبول في الفراش عند الأطفال، وفي مراهم تدهن على مناطق الألم في الجسم كآلام العضلات والروماتيزم، واستخدم زيته في المراهم لعلاج الحروق والجروح وحضرت مركبات منه تساعد على النوم... وغير ذلك من استعمالات كثيرة.
هالة تسويقية وحملات دعائية ممولة جيدا من شركات كبيرة منتجة للعسل في استراليا ونيوزيلاندا محددة الهدف لتسويق هذا العسل عبر القارات. وخطط مدروسة من قبل جمعيات نحل منظمة، قامت بتمويل بحوث كثيرة لاستكشاف خصوصيات هذا العسل وفوائده، ويروج لهذا أيضا من يتاجرون بهذه الأعسال في بلدان العالم ويهولون فوائده، والمضحك أنك تراهم يعرضون هذا العسل بلون فاتح وقاتم..!! فكيف يكون هذا عسل من نوع نباتي واحد...
والشركات النيوزيلندية والاسترالية لم تقل أن عسل المانوكا هو فقط الوحيد لديهم المتفوق بل أعسال أخرى من نباتات برية ومن الغابات كذلك متميزة. وهذا محض دعاية. والمواطن العادي يؤخذ للأسف بالدعاية إن لم يكن لديه من يحميه في بلاده من جهات ودوائر مختصة بالمواد الغذائية ورقابتها ومتابعة الدعايات الزائفة التي ينشرها التجار..فترى هؤلاء التجار يعرضون مثلا في بعض البلدان 250 غرام بما يفوق 100 دولارا...بينما سعر الكيلو غرام بالجملة من المصدر هو !!!!؟؟؟ فهذه الدعايات لا تعبر عن صدق، وهذا ليس بكسب حلال، فلا يجوز للصادقين عمل هذا...!!!!
عسل السدر: عسل رحيق أزهار شجرة السدر أوالنبق أو العِلبْ. شجرة السدر: Ziziphus sp.
شجرة Sidra tree من الفصيلة النبقية Rhamnaceae، والتي تضم أكثر من 600 نوعاً، منها شجيرات وجنبات وأشجار ضخمة، طولها 5 أمتار فأكثر، متساقطة الأوراق، وبعضها مستديم الخضرة، وتسمى النبق أو الدوم أو العِلبْ، ومن أنواعها شجرة شوك المسيح Ziziphus spina-christi ، والعناب وغيره، تتكون الأزهار في إبط الأوراق بعدد 10-15 زهرة, الأزهار صغيرة بيضاء مخضرة اللون، ثمارها تؤكل وهي غضة حلوة مع طعم مرار خفيف، صفراء أو بنية حمراء إلى سوداء عند النضج وفيها 3 - 4 بذور، تسمى في بعض البلدان التفاح الصغير، والعناب وتسميات كثيرة.
موطنها جزيرة العرب وبلاد الشام والمناطق الدافئة الاستوائية وشبه الاستوائية وتنتشر في اليمن وسلطنة عمان وبعض مناطق الجزيرة العربية وكذلك في باكستان والهند والصين واستراليا وماليزيا وبلدان عديدة في العالم، تنتشر في الأودية وتشكل ما يشبه الغابات، ومنها أصناف محسنة وثمارها كبيرة الحجم نوعا ما، تستخدم أجزاء النبات في الطب الشعبي فهي مفيدة في حالات مرضية كثيرة، ولها استخدامات صناعية أيضا كثيرة.
تمييزا لعسل السدر والسمر والعسل المحلي في سلطنة عمان يعبئه النحالون في زجاجات شفافة كمثل زجاجات المياه الغازية ويسمونها(غرشة)، بينما يعبئون العسل المستورد في مرطبانات زجاجية عادية. ينسب لعسل السدر مزايا مضخمة كالعادة من قبل بعض تجار العسل والنحالين أحياناً. وأن لا عسل في العالم يضاهيه في فوائده. وهذا لا أساس علمي له.
الـدكـتـور عـلـي خـالـد الـبـراقـي
تعليقات
إرسال تعليق