تخزين وإنضاج العسل:


         لتصنيع العسل من الرحيق يقوم النحل بعمليتين واضحتين ومتزامنتين . العملية الأولى يحدث فيها تحويل كيماوي للسكر والعملية الثانية تغيير طبيعي في المحتوى المائي بتبخير الماء الزائد وعند تمام نضج العسل فإنه يتم تغطية العيون السداسية المحتوية عليه بالأغطية الشمعية ويقوم إنزيم الإنفريتيز بتحويل السكروز إلى نوعين من السكريات الأحادية البسيطة وهي الجلوكوز والفركتوز.
#تبخير المحتوى المائي للرحيق :
       عندما تستقبل الشغالة المنزلية حمولة الشغالة الحقلية من الرحيق فإنها تتحرك في الخلية إلى مكان غير مزدحم وعندئذ فإنها تأخذ وضع مميز حيق تجعل محور جسمها الطولي متعامدا من أعلى رأسها وتبدأ في سلسلة من العمليات كما يلي :
1- تبدأ من أجزاء فمها في وضع الراحة حيث تكون فكوكها العليا مفتوحة بشدة في حيث يتحرك الخرطوم للأمام والأسفل.
2- في نفس الوقت فإن الطرف البعيد للخرطوم يهتز ويدور ناحية الخارج قليلا وتظهر قطرة صغيرة من الرحيق في مقدمة التجويف الفمي وعندئذ فإن الخرطوم يرتفع لأعلى وينكمش لوضع الراحة ولكنه ينخفض ثانية ثم يرتفع مرة أخرى كما كان من قبل وهكذا ومع كل إنخفاض فإن الطرف البعيد للخرطوم يهتز ناحية الخارج بشكل أقل من ذي قبل ويحدث ذلك فقط عند بداية العودة للراحة.
3- ويصاحب الإنخفاض الثاني للخرطوم زيادة في مقدار الرحيق الذي يظهر في التجويف الأمامي للفم حيث يبدأ بعضه في الإنسياب على السطح العلوي للخرطوم ومع إرتفاع وإنكماش الخرطوم للمرة الثانية فإن قطرة من الرحيق تظهر.
4- وتزداد هذه القطرة في الحجم في كل مرة يتبادل فيها الخرطوم الإنخفاض والإرتفاع حتى تصل إلى أقصى حجم لها.
5- وعندئذ تسحب النحلة القطرة كلها داخل جسمها وعندما يبدأ سحب الرحيق إلى الداخل يتقعر سطح القطرة حيث يمتد الجزء الطرفي للخرطوم حتى تختفي القطرة ثم ينثني الخرطوم للخلف مرة ثانية لوضع الراحة.
عموما فإن الشغالة المنزلية تستغرق من 5 إلى 10 ثوان في تنفيذ سلسلة النشاطات السابقة كما أن هذه الإجراءات يتم تكرارها لمدة حوالي 20 دقيقة مع توقف مؤقت لمدة قصيرة فقط وعند إتمام هذا الجزء من عملية الإنضاج فإن النحلة تبحث عن عين سداسية تودع فيها القطرة التي قامت بتركيزها وإذا كانت العين السداسية فارغة فإن النحلة تدخل فيها حتى تلمس فكوكها العليا الزاوية العليا لمؤخرة العين السداسية حيث يتم إخراج الرحيق على السطح العلوي للخرطوم المنثني بين الفكوك العليا التي تجعلها النحلة بعيدة عن بعضها وعندئذ وبإستخدام أجزاء الفم كفرشاة وبدوران رأسها من جنب لآخر فإنها تقوم بدهان العسل غير الناضج على الجدار العلوي للعين السداسية لذلك فإنه يسيل إلى أفل ليشغل الجزء الخلفي للعين السداسية.
أما إذا كانت العين السداسية تحتوي على عسل فإن النحلة تغمس فكوكها العليا داخل العسل وتضيف قطرتهت مباشرة دون عملية الدهان السابقة.
وعندما يأتي موسم الرحيق بسرعة وبخاصة عندما يكون الرحيف خفيف فإن الشغالات المنزلية لا تقوم بإنضاجه في الحال ولكنها تودعهمرة واحدة ولكن بدلا من أن تودعه في عين سداسية واحدة فإنها تقوم بتوزيعه على عدد من العيون السداسية خيث تضع قطرة صغيرة على سقفركل عين سداسية وهذه القطرة الصغيرة المعلقة في السقف تكون معرضة لتبخير الماء منها بأقصى سطح للتبخير يمكن تعريضه منها وبعد ذلك يتم تجميع هذه القطرات لتدخا في عملية الإنضاج والرحيق الذي يسمى بالعسل غير ناضج.
#التحويل الكيميائي :
المرحلة الثانية والهامة في عملية إنضاج العسل وهي تحويل السكروز إلى سكريات أحادية ( جلوكوز و فركتوز ) وقد تتم خلال العملية السابقة أيضا وبالرغم أن عملية تحويل السكر تبدأ خلال عملية جمع الرحيق وحمله إلى الخلية فإن هناك إمكانية أن تقوم الشغالات المنزلية بإضافة إنزيم الإنفريتيز إلى الرحيق خلال تداولها له قبل أن تودعه في القرص ويتم تحويل الرحيق إلى عسل تدريجيا خلال عدة ساعات وقد وجد أن معدل تبخير الماء من الرحيق يتأثر مباشرة إلى درجة الحرارة ويتأثر عكسيا بدرجة الرطوبة داخل الخلية حيث إن حركة الهواء داخل الخلية تسرع من معدل التبخير حسب معدل حركة الهواء ولكن يتناقص معدل التبخير عندما يقترب الهواء من نقطة مشبإة بالرطوبة لهذا السبب فإن هناك حاجة دائمة لتغير الهواء من داخل الخلية وخارجها لذلك فإن الهواء الجاف الآتي من خارج الخلية يحل محل الهواء الداخلي المحمل بالرطوبة وإذا كانت الرطوبة النسبية خارج الخلية أعلى من داخل الخلية فإنها تسبب فعل عكسي وإن العسل بداخل العيون السداسيى غير المغطاة خاصة يمتص الرطوبة حسب الخواص الهيجروسكوبية لسكريات العسل وقد وجد أن الرطوبة النسبية داخل الخلية تختلف من 20% إلى 80% وفي منطقة الحضنة فإن الرطوبة النسبيى تعتبر شبه ثابتة حيث تتراوح ما بين 35% إلى 40%.
#وقد وجد أن :
1- من 50% إلى 80% من النحل السارح يقوم بجمع الرحيق.
2- لتجميع حمولة رحيق واحدة تزور النحلة من 100 إلى 1500 زهرة
3- تقوم الشغالة لجمع الرحيق بعدد من الرحلات تتراوح من 1 إلى 24 رحلة في اليوم.
4- حجم الحمولة الواحدة من الرحيق يتراوح من 36 إلى 50 ميكرولتر ( مع العلم أن كل 50 ميكرولتر تكون تقريبا في حجم قطرة ماء من قطارة العين)
5- تستغرق الشغالة في الرحلة الواحدة من 5 إلى 150 دقيقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة