مقدمة لتعريف سلالة النحل
مقدمة:
أحتل النحل العاسل مكانة فريدة عند المتخصصين في مجال الحشرات، كما فُضِّل عن غيره من الحشرات الاجتماعية الأخرى لأنه أهمها من الناحية الاقتصادية، لذا نال القسط الأكبر من الدراسات المتعددة والمتباينة و المتخصصة في أدق التفاصيل التشريحية والبيولوجية، إلى الدرجة التي أصبح لدى المهتمين به من العلماء و المربين و الهواة أسلوبهم ومصطلحاتهم المميزة و الخاصة. لكنّ أصله وتاريخ تطوره وعدد وتوزيع وتسمية نويعاته بقي أمرا يحيط به الكثير من الغموض لحد اليوم على الرغم من أن علماء التصنيف والتطور استطاعوا التوصل لبعض النتائج بخصوص ذلك.
يضم النحل عموما عشرين ألف نوع أو أكثر، قُسّمت إلى مجموعتين رئيسيتين، مجموعة النحل ذات اللسان القصير وهي مجموعة بدائية، ومجموعة ذات اللسان الطويل وهي الأكثر تطورا؛ والنوع العاسل mellifera Apis هو أحد أنواع المجموعة ذات اللسان الطويل. ويقع النحل الذي يعيش معيشة انفرادية أو اجتماعية في فصيلة (عائلة) Apidae التي تضم أربعة أنواع تتبع الجنس Apis وهي:- النحل الصغير (القزم) Apis florea والنحل الكبير (العملاق) Apis dorsata والنحل الشرقي (الهندي) Apis Indica= Apis cerana و النحل الغربي (العاسل) mellifera Apis، ويضيف بعض المتخصصين نوع خامس يشبه النحل العملاق هو Laboriosa Apis. (Mark ، 1987) و (Graham،2003).
والنحل المعروف حاليا لدى علماء التصنيف والمربين هو الذي يندرج تحت النحل العاسل Apis mellifera، كنويعات أو سلالات جغرافية، ومن هذه النويعات هناك ثلاث سلالات تعرف بالسلالات القياسية (Standard races) ومتفق عليها ضمنا في الوقت الحاضر وهي: سلالة النحل الإيطالي و سلالة النحل الكرنيولي وسلالة النحل القوقازي، وتسمى بالسلالات النموذجية، وهي المستخدمة في الحصول على منتجات النحل، وتستوردها الدول الغير منتجة لتلك السلالات وذالك حسب الظروف المناخية التي تلائم السلالة المفضلة. وفي ليبيا تُستورد السلالة الايطالية، حيث تربى في شمال غرب البلاد، والسلالة الكرنيولية في الشمال الشرقي منها، ونجاح السلالتين في المنطقة المفضلة واضح. وبالرغم من المزايا الكبيرة للسلالات القياسية، إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب البسيطة.
أما بقية السلالات أو النويعات فهي غير قياسية، ولا يوجد اتفاق بين المتخصصين على المستوى المحلي أو الإقليمي بشأن توزيعها وانتشارها، وعلى المستوى العالمي هناك تضارب في الآراء حول تسميتها أو تصنيفها.
أصل النحل:
يُعتقد أن النحل انحدر من دبابير تتبع فصيلة Sphecidae، التي تخلت عن الافتراس في سبيل الاعتناء وتوفير الغذاء من رحيق وحبوب لقاح لصغارها. ويبدو أن النحل عموما ظهر في العصر الثالث في المناطق الاستوائية، وأقدم مستحثات النحل وجدت في عينات من طبقات الكهرمان(Baltic Amber)، التي ترجع إلى عصر الأيوسين منذ 40 مليون سنة؛ وتَوزع النحل من تلك المناطق إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا، واستطاع أن يتأقلم ويعيش في مناطق شديدة البرودة كالقطب الشمالي مثلا.
تقسيم وتصنيف النحل:
يقسم النحل إلى10 أو11 فصيلة، تضم 700 جنس تقريبا و20,000 نوع، والنحل العاسل يتبع فصيلة Apidae والجنس Apis، وهو جنسها الوحيد ويحوي خمسة أنواع هي: النحل الكبير( العملاق )، النحل الصغير ( القزم )، النحل الشرقي( الهندي )، النحل الغربي ( العاسل )، وأضاف بعض المتخصصين نوع خامس وهو نحل الصخور( Mark، 1987؛ Graham، 2003). وتم تقسيم هذه الأنواع الأربعة تبعا لحجم الأفراد وطريقة بناء وهندسة الخلية وطول الجناح الأمامي كالآتي:-
النحل الصغير (القزم) Apis florea:-
يعتبر من أصغر أنواع النحل المعروفة حجما واقدرها على تحمل درجات الحرارة العالية والتي تصل أحيانا إلى 50مْ، ويبني قرصا واحدا صغير الحجم من الشمع بحجم كف اليد في أفرع الشجيرات والأشجار ذات الارتفاع المنخفض والقريب من سطح الأرض، ويبلغ حجم القرص 15×15 سم، ويجمع هذا النوع كميات صغيرة من العسل الذي يشتهر بفوائده الطبية في مناطق تواجده و معيشته وهي الهند وماليزيا وتايلاند واندونيسيا. وهو يتصف بالوداعة المتناهية، لذا نادرا ما يهاجم الإنسان؛ حيث لايستطيع دفع آلة اللسع في الجلد، كما أن كمية السم المحقونة تكون صغيرة. وهو ميال للهجرة Emigration والتطريد (Swarming) حيث أن الهجرة هي طريقة يتّبعها هذا النوع من النحل إذا ما حل فصل الجفاف وأصبح المرعى لا يلبي حاجته من الغذاء، فيهجر فيها أفراد الطائفة مكانهم إلى مكان جديد تتوفر فيه حاجتهم، وتسمى هذه الهجرة بهجرة الجوع Hunger Emigration. أما التطريدSwarming فيحدث عندما تزدحم الخلية ويصبح عدد الأفراد كبيرا حيث تعمل الشغالات على بناء البيوت الملكية الجديدة للحصول على ملكات جديدة عذراء، وبعد فقس أول بويضة ملكية (تقتل الملكات من قبل الملكة الجديدة أو الملكة الأم) ثم تهاجر الملكة الأم مع عدد من الشغالات المختلفة الأعمار لتكوين طائفة جديدة مستقلة؛ وهي الطريقة الطبيعية للتطريد في النحل و بها يزيد من عدد طوائفه. يخزن النحل الصغير العسل في أعلى القرص وتكون حضنة الشغالات في الوسط يليها حضنه الذكور ثم بيوت الملكات في الطرف السفلي للقرص.
النحل الكبير (العملاق) Apis dorsata:-
يعتبر هذا النوع من أكبر وأشرس أنواع النحل، فهو كثير الهجرة وغير مستأنس، يبني قرصا واحدا كبيرا تتراوح أبعاده مابين 60 سم طولا و36 سم عرضا، وسمكه من أعلى 10 سم ومن أسفل1 سم، وقد يصل محصول العسل فيه من 30-40 كيلوجرام؛ ويكون هذا القرص معلقا في نتوءات الصخور العالية وأفرع الأشجار الأفقية، يصل طول لسان هذا النوع إلى 7ملم مما يساعده على جمع الرحيق من الأزهار ذات التويج العميق.
يخرن العسل في الجانب العلوي من القرص وتحتل الحضنة الجانب السفلي وتربى الشغالات في عيون سداسية مساوية في حجم قطاعها العرضي لمثيلاتها في أقراص النحل الغربي، ولكن بعمق يساوي ضعف عمق العين السداسية للنحل الغربي، بالتالي يبلغ طول شغالة النحل العملاق ضعف شغالة النحل الغربي، كما أن ذكور النحل العملاق لا تختلف في حجمها على الشغالات حيث تربى في عيون سداسية تماثل العيون السداسية التي تربى فيها الشغالات. يتواجد النحل العملاق بجنوب آسيا في بلاد الهند وماليزيا وسيلان والصين واندونيسيا، ورغم أن هذا النوع غير مستأنس فان إنتاجه من العسل يشكل ما نسبته 60-70% في الهند.
النحل الشرقي (الهندي) Apis Indica= Apis cerana:-
يحتل النحل الشرقي مركز الوسط من حيث حجم أفراده فهو يقع بين النحل العملاق والنحل الصغير، و يسكن تجاويف الأشجار والفجوات ويبني عدة أقراص متوازية من الشمع، و يختلف حجم هذه الأقراص باختلاف الطائفة والحيز الذي تسكنه. النحل الشرقي شديد الميل للتطريد وتظهر بالطائفة الأمهات الكاذبة بعد فقد الملكة مباشرة ؛ كما أن تطريده يختلف عن ذالك المعروف في الخلايا المستأنسة والشائعة في الوقت الحالي، حيث أنه أثناء الطيران التزاوجي يصحب الملكة عددا من الشغالات إلى جانب الذكور، وبعد التلقيح تلازم الشغالات الملكة وتكوّن طردا يعطي طائفة جديدة فيما بعد. وأماكن تواجد هذا النوع من النحل هو الهند وسيلان.
النحل الغربي (العاسل) mellifera Apis :ـ
وتعني كلمة mellifera النحل الناقل للعسل ويطلق عليه أيضا اسم mellifeca وتعني النحل الصانع للعسل والاسم الأول هو الأكثر شيوعا رغم عدم دقته. وهذا النوع وكما هو معروف يحتل المرتبة الأولى في إنتاج العسل تجاريا حيث أظهر تفوقا كبيرا على النحل الشرقي من حيث الاستقرار في خلاياه التي لا يرحل عنها.
تواجد الأنواع السابقة باستثناء النحل الغربي مقتصر على الهند والمناطق المجاورة لها، وتعيش هذه الأنواع معيشة برية في الأحراش والجبال، ولم يتمكن الإنسان من استئناسها؛ أما النحل الغربي فيبني خلاياه في تجاويف الصخور والأشجار وغيرها، وهو قابل للإيواء في الخلايا التي يصنعها الإنسان، وألف الخلايا البدائية قديما وألِف بعدها الخلايا الحديثة، وكنتيجة لانتشاره طبيعيا ونقله من قبل الإنسان إلى مناطق جغرافية وبيئات مختلفة، اكتسب صفات وميزات تلائم تلك المناطق والبيئات، مما أدى إلى ظهور عدة نويعات ( سلالات جغرافية ) عدّدتها بعض المصادر إلى أكثر من عشرين نويعا أو سلالة جغرافية، وهي التي يعتمد عليها في إنتاج العسل في معظم دول العالم؛ ومن المحتمل أن لايوجد أي من هذه النويعات نقيا تماما. ( Morse و Flottum، 1970).
وتصنف هذه النويعات أو السلالات الجغرافية حسب التوزيع الجغرافي أو اللون. فحسب التوزيع الجغرافي قسمها Rothenbuhler (1968) إلى أربعة مجاميع هي:
السلالات الإفريقية، وسلالات وسط البحر الأبيض المتوسط و جنوب شرق أوروبا، وسلالات الشرق الأدنى، وسلالات غرب البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا. وأيد هذا الرأي ببعض التحوير.( Ruttner، 1986،1988). فأقترح 24 نويعا ضمها في أربعة مجاميع كالتالي:-
أ-المجموعة الأفريقية: وتضم النويعات:
1- النحل الشرق إفريقي lepeletier scutellata mellifera Apis.
2- النحل الغرب إفريقيLatreille Apis mellifera adansonii.
3- Smith Apis mellifera litorea.
4- نحل الجبالSmith Apis mellifera monticola.
5- النحل المصري mellifera lamarckii Apis.
6- نحل الكيبEscholtz Apis mellifera capensis.
7- Apis mellifera unicolor Latreille.
8- النحل اليمنيRuttner yemenitica mellifera Apis.
ب- مجموعة وسط البحر الأبيض المتوسط و جنوب شرق أوروبا. : وتضم النويعات:
1- sicula Montagano mellifera Apis.
2- النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3- النحل الكرنيولي(النمساوي) mellifera carnica Pollmann Apis.
4- النحل المقدونيmellifera macedonica Ruttner Apis.
5- mellifera cecropia Kiesenwetter Apis.
ج - مجموعة الشرق الأدنى. : وتضم النويعات:
1- نحل الأناضول (التركي) mellifera anatolica Maa Apis.
2- mellifera adami Ruttner Apis.
3- النحل القبرصي Apis mellifera cypria Pollman.
4 - النحل السوري Apis mellifera syriaca Buttel-Reepen.
5- النحل القوقازي Apis mellifera csucasica Gorbachev.
6- mellifera meda Sorikov Apis.
7- النحل الأرميني Apis mellifera armeniaca Sorikov.
د- مجموعة غرب البحر الأبيض المتوسط شمال غرب أوروبا. : وتضم النويعات:
1- نحل الصحاريmellifera sahariensis Baldensperger Apis.
2- النحل الشمال إفريقي Apis mellifera intermissa Buttel-Reepen.
3- النحل الإيبيريmellifera iberica Goetze Apis.
4- النحل الألماني الغامق Apis mellifera mellifera Linnaeus.
وأوضح Butler (1977) أن موطن النحل الأصلي هو جنوب آسيا، وقسم النحل الغربي إلى نويعين فقط هما:
Apis mellifera adansonii ، mellifera mellifera Apis أما بقية النحل الغربي فهو سلالات تحت هذين النويعين.
وقد أرجع (1987) Mark أصل النحل إلى إفريقيا الاستوائية و قسمه إلي ثلاثة مجاميع حسب القارات ضمت 21 نويعا كالتالي:
المجموعة الأوربية و المجموعة الإفريقية و المجموعة الآسيوية. ويندرج تحت كل مجموعة سلالات جغرافية أو نويعات Subspecies.
أ- المجموعة الأوربية: وتشمل النويعات:
1- النحل الألماني الغامق mellifera mellifera Apis.
2- النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3- النحل الكرنيولي(النمساوي) mellifera carnica Apis.
4- النحل القوقازي caucasica mellifera . Apis
وربما هناك عدد آخر من السلالات الأوربية التي لم تدرس كلّيا أو دُمجت مع مجموعات أوربية أخرى فهناك مثلا النحل الميسيدوني Apis mellifera cecropia الذي يبدو أنه يتبع الكرنيولي وهناك النحل الروسي mellifera acervorum Apis. والترانزقوقازي mellifera remipes Apis الذي يعتبر غير واضح. (Mark، 1987).
ب- المجموعة الأفريقية: وتشمل النويعات:
1- نحل الشمال إفريقي(التليان)mellifera intermissa v.Buttel-Reepen Apis.
2- النحل المصري mellifera lamarckii Apis.
3-النحل الشرق إفريقي lepeletier scutellata mellifera Apis.
4- النحل الغرب إفريقيLatreille Apis mellifera adansonii.
5- نحل الجبالSmith Apis mellifera monticola.
6- نحل الكيبEscholtz Apis mellifera capensis.
ج – المجموعة الآسيوية: ومنها النويعات التي تبدأ من تركيا غربا إلى إيران وتشمل:
1- نحل الأناضول (التركي) anatolia Apis mellifera.
2- النحل السوري syriaca Apis mellifera.
3- Apis mellifera meda.
أما حسب اللون فقسّمها عبد السلام ((1990 و إبراهيم وآخرون ( 1998) والقديري (1998) إلى ثلاث مجموعات هي النحل الأسود والنحل الأصفر والنحل السنجابي، وتضم كل مجموعة عددا من السلالات وصل عددها إلى عشر سلالات أو أكثر.
أ-النحل الأسود Black bees :-
وينتشر في شمال غرب أوروبا وشبه جزيرة اسكندناوة وشمال أفريقيا؛ ويندرج تحت المجموعة النويعات الآتية:-
1– النحل الشمال أفريقي Apis mellifera intermissa.
2- النحل الألماني lehzeni mellifera Apis.
3- النحل اليمني yemenian mellifera Apis.
و يلاحظ أن هناك تداخلا بين السلالات من حيث الألوان فمثلا يبدو أن الكتّاب لم يحددوا بدقة الموقع الجغرافي للنحل الأسود، كما جاء في أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل للقديري (1998) و تربية النحل ودودة القز لإبراهيم وآخرين (1998) وتربية النحل و إدارة المناحل في مصر و البلاد العربية لعبد السلام (1990). وأضاف البنبي (1993) إلى هذه المجموعة النحل السويسري والنحل الانجليزي والنحل الهولندي والفرنسي.
ب- النحل الأصفر Yellow bees:-
تنتشر هذه المجموعة في البحر الأبيض المتوسط وتظم النويعات ( السلالات الجغرافية) الآتية:-
1– النحل المصري mellifera lamarckii Apis .
2– النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3 – النحل القبرصي mellifera cyproa Apis.
4- النحل السوري mellifera syriaea Apis.
5 – النحل التركي (الأناضولي) mellifera anatolica Apis.
ج- النحل الغامق (السنجابي) Dark bees :- وينتشر في جنوب شرق أوروبا وبحر قزوين ويظم:-
1 - النحل الكرنيولي (النمساوي) mellifera carnica Apis.
2 - النحل القوقازي caucasica mellifera . Apis
ويبدو عدم تطابق لون السلالة الايطالية و السلالة المصرية رغم أنها تندرج من حيث التقسيم تحت مجموعة واحدة هي مجموعة النحل الأصفر؛ فنحل السلالة المصرية لونه بني غامق إلى أسود بينما نحل السلالة الايطالية لونه أصفر ذهبي. عليه فان ربط اللون بالمنطقة الجغرافية غير دقيق خصوصا في سلالات النحل القياسية.
:ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺁﺭﺍء ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺃﺻﻞ
ﻭﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺭﺍء
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﻌﺎﺳﻞ، ﻭﻋﺪﺩ
ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮﻳﻌﺎﺗﻪ، ﻭﻓﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻨﻮﻳﻊ
ﺃﻭ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﺩﻧﻰ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻱ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ. ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﺃﻳﻀﺎ ﺁﺭﺍء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ
intermissa Apis ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻲ
ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ mellifera ،
ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ
ﺫﺍﻟﻚ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻗﺘﺼﺮ
.ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺁﺭﺍء
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻟﻴﻌﻨﻲ
ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺃﻱ ﺑﻤﻌﻨﻰ
ﻧﻮﻳﻊ. ﻭﺗﺒﻌﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﺼﻨﻴﻒ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻻ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﻼﻟﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﺳﻼﻟﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻴﺌﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ
ﻣﺮﺍﺩﻓﺔ ﻟﻠﻨﻮﻳﻊ ﻭﻻ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻱ ﻣﺮﺍﺗﺐ
ﺃﺩﻧﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﻣﻘﺘﺮﺡ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﺘﻠﻚ Butler (1977)
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻷﺳﺲ، ﻭﺭﺃﻳﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻮﺑﻪ
Dietz ﺷﻲء ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﻗﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺒﺮﺭ
( ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻬﺠﻴﻦ1991)
ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﻭﻫﻲ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺟﺎءﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ
ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ
ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺮﺭﺍ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ، ﻓﺘﺪﺧﻞ
،ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻘﻞ ﻧﻮﻳﻊ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺳﻼﻟﺔ ﻗﺮﺏ ﺳﻼﻟﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﺪﺧﻼ
ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻧﻘﻞ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻧﺤﻞ
ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﻨﻲ
ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ
ﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ
.ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺗﺘﻔﻖ
ﻓﻲ Mark ((1987 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻊ
ﺃﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ
ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ
ﻟﻠﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻷﻧﺤﺎء
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ. ﻭﻫﻨﺎ
ﺍﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺳﻮﺍء ﺻﻔﺎﺕ
ﻣﺮﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺸﺮﻳﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ
ﺩﻗﻴﻘﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺭﺳﻢ ﺧﻂ
. ﻓﺎﺻﻞ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ
ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﺭﻯ ﺍﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻵﺭﺍء
ﻭﺍﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻻﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ، ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺗﺼﻨﻴﻒ
.ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
intermissa Apis ﺇﻓﺮﻳﻘﻲ
ﻓﺎﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍﺗﻲ mellifera
ﻛﻨﺤﺎﻟﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻭﺍﺗﺼﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻨﺤﺎﻟﻴﻦ
ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ
Dietz (1977) ﻭ Mark ((1987 ﻓﻲ
ﻓﺎﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻛﺬﺍﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻗﻬﺎ
ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﻧﺤﻞ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻧﺤﻞ
ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺠﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻲ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﺠﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﻧﻴﻮﻟﻲ؛
( ﻓﻲ1993ﻭﻻ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﺒﻲ )
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻛﻮﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ
،ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻪ
ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ
ﻓﻲ intermissa Apis mellifera
ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﺼﺪﻩ. ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻞ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﻭﺍﻷﺣﺮﺍﺵ ﻓﻲ
ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻌﻼ ﻭﻫﻞ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻭﺗﻪ ﻛﺴﻼﻟﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ؟
ﻭﺃﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ
ﻣﻌﻤﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺤﻞ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻭ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛﻨﻮﻳﻌﻴﻦ
.ﺃﻭ ﺳﻼﻟﺘﻴﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺘﻴﻦ
أحتل النحل العاسل مكانة فريدة عند المتخصصين في مجال الحشرات، كما فُضِّل عن غيره من الحشرات الاجتماعية الأخرى لأنه أهمها من الناحية الاقتصادية، لذا نال القسط الأكبر من الدراسات المتعددة والمتباينة و المتخصصة في أدق التفاصيل التشريحية والبيولوجية، إلى الدرجة التي أصبح لدى المهتمين به من العلماء و المربين و الهواة أسلوبهم ومصطلحاتهم المميزة و الخاصة. لكنّ أصله وتاريخ تطوره وعدد وتوزيع وتسمية نويعاته بقي أمرا يحيط به الكثير من الغموض لحد اليوم على الرغم من أن علماء التصنيف والتطور استطاعوا التوصل لبعض النتائج بخصوص ذلك.
يضم النحل عموما عشرين ألف نوع أو أكثر، قُسّمت إلى مجموعتين رئيسيتين، مجموعة النحل ذات اللسان القصير وهي مجموعة بدائية، ومجموعة ذات اللسان الطويل وهي الأكثر تطورا؛ والنوع العاسل mellifera Apis هو أحد أنواع المجموعة ذات اللسان الطويل. ويقع النحل الذي يعيش معيشة انفرادية أو اجتماعية في فصيلة (عائلة) Apidae التي تضم أربعة أنواع تتبع الجنس Apis وهي:- النحل الصغير (القزم) Apis florea والنحل الكبير (العملاق) Apis dorsata والنحل الشرقي (الهندي) Apis Indica= Apis cerana و النحل الغربي (العاسل) mellifera Apis، ويضيف بعض المتخصصين نوع خامس يشبه النحل العملاق هو Laboriosa Apis. (Mark ، 1987) و (Graham،2003).
والنحل المعروف حاليا لدى علماء التصنيف والمربين هو الذي يندرج تحت النحل العاسل Apis mellifera، كنويعات أو سلالات جغرافية، ومن هذه النويعات هناك ثلاث سلالات تعرف بالسلالات القياسية (Standard races) ومتفق عليها ضمنا في الوقت الحاضر وهي: سلالة النحل الإيطالي و سلالة النحل الكرنيولي وسلالة النحل القوقازي، وتسمى بالسلالات النموذجية، وهي المستخدمة في الحصول على منتجات النحل، وتستوردها الدول الغير منتجة لتلك السلالات وذالك حسب الظروف المناخية التي تلائم السلالة المفضلة. وفي ليبيا تُستورد السلالة الايطالية، حيث تربى في شمال غرب البلاد، والسلالة الكرنيولية في الشمال الشرقي منها، ونجاح السلالتين في المنطقة المفضلة واضح. وبالرغم من المزايا الكبيرة للسلالات القياسية، إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب البسيطة.
أما بقية السلالات أو النويعات فهي غير قياسية، ولا يوجد اتفاق بين المتخصصين على المستوى المحلي أو الإقليمي بشأن توزيعها وانتشارها، وعلى المستوى العالمي هناك تضارب في الآراء حول تسميتها أو تصنيفها.
أصل النحل:
يُعتقد أن النحل انحدر من دبابير تتبع فصيلة Sphecidae، التي تخلت عن الافتراس في سبيل الاعتناء وتوفير الغذاء من رحيق وحبوب لقاح لصغارها. ويبدو أن النحل عموما ظهر في العصر الثالث في المناطق الاستوائية، وأقدم مستحثات النحل وجدت في عينات من طبقات الكهرمان(Baltic Amber)، التي ترجع إلى عصر الأيوسين منذ 40 مليون سنة؛ وتَوزع النحل من تلك المناطق إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا، واستطاع أن يتأقلم ويعيش في مناطق شديدة البرودة كالقطب الشمالي مثلا.
تقسيم وتصنيف النحل:
يقسم النحل إلى10 أو11 فصيلة، تضم 700 جنس تقريبا و20,000 نوع، والنحل العاسل يتبع فصيلة Apidae والجنس Apis، وهو جنسها الوحيد ويحوي خمسة أنواع هي: النحل الكبير( العملاق )، النحل الصغير ( القزم )، النحل الشرقي( الهندي )، النحل الغربي ( العاسل )، وأضاف بعض المتخصصين نوع خامس وهو نحل الصخور( Mark، 1987؛ Graham، 2003). وتم تقسيم هذه الأنواع الأربعة تبعا لحجم الأفراد وطريقة بناء وهندسة الخلية وطول الجناح الأمامي كالآتي:-
النحل الصغير (القزم) Apis florea:-
يعتبر من أصغر أنواع النحل المعروفة حجما واقدرها على تحمل درجات الحرارة العالية والتي تصل أحيانا إلى 50مْ، ويبني قرصا واحدا صغير الحجم من الشمع بحجم كف اليد في أفرع الشجيرات والأشجار ذات الارتفاع المنخفض والقريب من سطح الأرض، ويبلغ حجم القرص 15×15 سم، ويجمع هذا النوع كميات صغيرة من العسل الذي يشتهر بفوائده الطبية في مناطق تواجده و معيشته وهي الهند وماليزيا وتايلاند واندونيسيا. وهو يتصف بالوداعة المتناهية، لذا نادرا ما يهاجم الإنسان؛ حيث لايستطيع دفع آلة اللسع في الجلد، كما أن كمية السم المحقونة تكون صغيرة. وهو ميال للهجرة Emigration والتطريد (Swarming) حيث أن الهجرة هي طريقة يتّبعها هذا النوع من النحل إذا ما حل فصل الجفاف وأصبح المرعى لا يلبي حاجته من الغذاء، فيهجر فيها أفراد الطائفة مكانهم إلى مكان جديد تتوفر فيه حاجتهم، وتسمى هذه الهجرة بهجرة الجوع Hunger Emigration. أما التطريدSwarming فيحدث عندما تزدحم الخلية ويصبح عدد الأفراد كبيرا حيث تعمل الشغالات على بناء البيوت الملكية الجديدة للحصول على ملكات جديدة عذراء، وبعد فقس أول بويضة ملكية (تقتل الملكات من قبل الملكة الجديدة أو الملكة الأم) ثم تهاجر الملكة الأم مع عدد من الشغالات المختلفة الأعمار لتكوين طائفة جديدة مستقلة؛ وهي الطريقة الطبيعية للتطريد في النحل و بها يزيد من عدد طوائفه. يخزن النحل الصغير العسل في أعلى القرص وتكون حضنة الشغالات في الوسط يليها حضنه الذكور ثم بيوت الملكات في الطرف السفلي للقرص.
النحل الكبير (العملاق) Apis dorsata:-
يعتبر هذا النوع من أكبر وأشرس أنواع النحل، فهو كثير الهجرة وغير مستأنس، يبني قرصا واحدا كبيرا تتراوح أبعاده مابين 60 سم طولا و36 سم عرضا، وسمكه من أعلى 10 سم ومن أسفل1 سم، وقد يصل محصول العسل فيه من 30-40 كيلوجرام؛ ويكون هذا القرص معلقا في نتوءات الصخور العالية وأفرع الأشجار الأفقية، يصل طول لسان هذا النوع إلى 7ملم مما يساعده على جمع الرحيق من الأزهار ذات التويج العميق.
يخرن العسل في الجانب العلوي من القرص وتحتل الحضنة الجانب السفلي وتربى الشغالات في عيون سداسية مساوية في حجم قطاعها العرضي لمثيلاتها في أقراص النحل الغربي، ولكن بعمق يساوي ضعف عمق العين السداسية للنحل الغربي، بالتالي يبلغ طول شغالة النحل العملاق ضعف شغالة النحل الغربي، كما أن ذكور النحل العملاق لا تختلف في حجمها على الشغالات حيث تربى في عيون سداسية تماثل العيون السداسية التي تربى فيها الشغالات. يتواجد النحل العملاق بجنوب آسيا في بلاد الهند وماليزيا وسيلان والصين واندونيسيا، ورغم أن هذا النوع غير مستأنس فان إنتاجه من العسل يشكل ما نسبته 60-70% في الهند.
النحل الشرقي (الهندي) Apis Indica= Apis cerana:-
يحتل النحل الشرقي مركز الوسط من حيث حجم أفراده فهو يقع بين النحل العملاق والنحل الصغير، و يسكن تجاويف الأشجار والفجوات ويبني عدة أقراص متوازية من الشمع، و يختلف حجم هذه الأقراص باختلاف الطائفة والحيز الذي تسكنه. النحل الشرقي شديد الميل للتطريد وتظهر بالطائفة الأمهات الكاذبة بعد فقد الملكة مباشرة ؛ كما أن تطريده يختلف عن ذالك المعروف في الخلايا المستأنسة والشائعة في الوقت الحالي، حيث أنه أثناء الطيران التزاوجي يصحب الملكة عددا من الشغالات إلى جانب الذكور، وبعد التلقيح تلازم الشغالات الملكة وتكوّن طردا يعطي طائفة جديدة فيما بعد. وأماكن تواجد هذا النوع من النحل هو الهند وسيلان.
النحل الغربي (العاسل) mellifera Apis :ـ
وتعني كلمة mellifera النحل الناقل للعسل ويطلق عليه أيضا اسم mellifeca وتعني النحل الصانع للعسل والاسم الأول هو الأكثر شيوعا رغم عدم دقته. وهذا النوع وكما هو معروف يحتل المرتبة الأولى في إنتاج العسل تجاريا حيث أظهر تفوقا كبيرا على النحل الشرقي من حيث الاستقرار في خلاياه التي لا يرحل عنها.
تواجد الأنواع السابقة باستثناء النحل الغربي مقتصر على الهند والمناطق المجاورة لها، وتعيش هذه الأنواع معيشة برية في الأحراش والجبال، ولم يتمكن الإنسان من استئناسها؛ أما النحل الغربي فيبني خلاياه في تجاويف الصخور والأشجار وغيرها، وهو قابل للإيواء في الخلايا التي يصنعها الإنسان، وألف الخلايا البدائية قديما وألِف بعدها الخلايا الحديثة، وكنتيجة لانتشاره طبيعيا ونقله من قبل الإنسان إلى مناطق جغرافية وبيئات مختلفة، اكتسب صفات وميزات تلائم تلك المناطق والبيئات، مما أدى إلى ظهور عدة نويعات ( سلالات جغرافية ) عدّدتها بعض المصادر إلى أكثر من عشرين نويعا أو سلالة جغرافية، وهي التي يعتمد عليها في إنتاج العسل في معظم دول العالم؛ ومن المحتمل أن لايوجد أي من هذه النويعات نقيا تماما. ( Morse و Flottum، 1970).
وتصنف هذه النويعات أو السلالات الجغرافية حسب التوزيع الجغرافي أو اللون. فحسب التوزيع الجغرافي قسمها Rothenbuhler (1968) إلى أربعة مجاميع هي:
السلالات الإفريقية، وسلالات وسط البحر الأبيض المتوسط و جنوب شرق أوروبا، وسلالات الشرق الأدنى، وسلالات غرب البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا. وأيد هذا الرأي ببعض التحوير.( Ruttner، 1986،1988). فأقترح 24 نويعا ضمها في أربعة مجاميع كالتالي:-
أ-المجموعة الأفريقية: وتضم النويعات:
1- النحل الشرق إفريقي lepeletier scutellata mellifera Apis.
2- النحل الغرب إفريقيLatreille Apis mellifera adansonii.
3- Smith Apis mellifera litorea.
4- نحل الجبالSmith Apis mellifera monticola.
5- النحل المصري mellifera lamarckii Apis.
6- نحل الكيبEscholtz Apis mellifera capensis.
7- Apis mellifera unicolor Latreille.
8- النحل اليمنيRuttner yemenitica mellifera Apis.
ب- مجموعة وسط البحر الأبيض المتوسط و جنوب شرق أوروبا. : وتضم النويعات:
1- sicula Montagano mellifera Apis.
2- النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3- النحل الكرنيولي(النمساوي) mellifera carnica Pollmann Apis.
4- النحل المقدونيmellifera macedonica Ruttner Apis.
5- mellifera cecropia Kiesenwetter Apis.
ج - مجموعة الشرق الأدنى. : وتضم النويعات:
1- نحل الأناضول (التركي) mellifera anatolica Maa Apis.
2- mellifera adami Ruttner Apis.
3- النحل القبرصي Apis mellifera cypria Pollman.
4 - النحل السوري Apis mellifera syriaca Buttel-Reepen.
5- النحل القوقازي Apis mellifera csucasica Gorbachev.
6- mellifera meda Sorikov Apis.
7- النحل الأرميني Apis mellifera armeniaca Sorikov.
د- مجموعة غرب البحر الأبيض المتوسط شمال غرب أوروبا. : وتضم النويعات:
1- نحل الصحاريmellifera sahariensis Baldensperger Apis.
2- النحل الشمال إفريقي Apis mellifera intermissa Buttel-Reepen.
3- النحل الإيبيريmellifera iberica Goetze Apis.
4- النحل الألماني الغامق Apis mellifera mellifera Linnaeus.
وأوضح Butler (1977) أن موطن النحل الأصلي هو جنوب آسيا، وقسم النحل الغربي إلى نويعين فقط هما:
Apis mellifera adansonii ، mellifera mellifera Apis أما بقية النحل الغربي فهو سلالات تحت هذين النويعين.
وقد أرجع (1987) Mark أصل النحل إلى إفريقيا الاستوائية و قسمه إلي ثلاثة مجاميع حسب القارات ضمت 21 نويعا كالتالي:
المجموعة الأوربية و المجموعة الإفريقية و المجموعة الآسيوية. ويندرج تحت كل مجموعة سلالات جغرافية أو نويعات Subspecies.
أ- المجموعة الأوربية: وتشمل النويعات:
1- النحل الألماني الغامق mellifera mellifera Apis.
2- النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3- النحل الكرنيولي(النمساوي) mellifera carnica Apis.
4- النحل القوقازي caucasica mellifera . Apis
وربما هناك عدد آخر من السلالات الأوربية التي لم تدرس كلّيا أو دُمجت مع مجموعات أوربية أخرى فهناك مثلا النحل الميسيدوني Apis mellifera cecropia الذي يبدو أنه يتبع الكرنيولي وهناك النحل الروسي mellifera acervorum Apis. والترانزقوقازي mellifera remipes Apis الذي يعتبر غير واضح. (Mark، 1987).
ب- المجموعة الأفريقية: وتشمل النويعات:
1- نحل الشمال إفريقي(التليان)mellifera intermissa v.Buttel-Reepen Apis.
2- النحل المصري mellifera lamarckii Apis.
3-النحل الشرق إفريقي lepeletier scutellata mellifera Apis.
4- النحل الغرب إفريقيLatreille Apis mellifera adansonii.
5- نحل الجبالSmith Apis mellifera monticola.
6- نحل الكيبEscholtz Apis mellifera capensis.
ج – المجموعة الآسيوية: ومنها النويعات التي تبدأ من تركيا غربا إلى إيران وتشمل:
1- نحل الأناضول (التركي) anatolia Apis mellifera.
2- النحل السوري syriaca Apis mellifera.
3- Apis mellifera meda.
أما حسب اللون فقسّمها عبد السلام ((1990 و إبراهيم وآخرون ( 1998) والقديري (1998) إلى ثلاث مجموعات هي النحل الأسود والنحل الأصفر والنحل السنجابي، وتضم كل مجموعة عددا من السلالات وصل عددها إلى عشر سلالات أو أكثر.
أ-النحل الأسود Black bees :-
وينتشر في شمال غرب أوروبا وشبه جزيرة اسكندناوة وشمال أفريقيا؛ ويندرج تحت المجموعة النويعات الآتية:-
1– النحل الشمال أفريقي Apis mellifera intermissa.
2- النحل الألماني lehzeni mellifera Apis.
3- النحل اليمني yemenian mellifera Apis.
و يلاحظ أن هناك تداخلا بين السلالات من حيث الألوان فمثلا يبدو أن الكتّاب لم يحددوا بدقة الموقع الجغرافي للنحل الأسود، كما جاء في أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل للقديري (1998) و تربية النحل ودودة القز لإبراهيم وآخرين (1998) وتربية النحل و إدارة المناحل في مصر و البلاد العربية لعبد السلام (1990). وأضاف البنبي (1993) إلى هذه المجموعة النحل السويسري والنحل الانجليزي والنحل الهولندي والفرنسي.
ب- النحل الأصفر Yellow bees:-
تنتشر هذه المجموعة في البحر الأبيض المتوسط وتظم النويعات ( السلالات الجغرافية) الآتية:-
1– النحل المصري mellifera lamarckii Apis .
2– النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3 – النحل القبرصي mellifera cyproa Apis.
4- النحل السوري mellifera syriaea Apis.
5 – النحل التركي (الأناضولي) mellifera anatolica Apis.
ج- النحل الغامق (السنجابي) Dark bees :- وينتشر في جنوب شرق أوروبا وبحر قزوين ويظم:-
1 - النحل الكرنيولي (النمساوي) mellifera carnica Apis.
2 - النحل القوقازي caucasica mellifera . Apis
ويبدو عدم تطابق لون السلالة الايطالية و السلالة المصرية رغم أنها تندرج من حيث التقسيم تحت مجموعة واحدة هي مجموعة النحل الأصفر؛ فنحل السلالة المصرية لونه بني غامق إلى أسود بينما نحل السلالة الايطالية لونه أصفر ذهبي. عليه فان ربط اللون بالمنطقة الجغرافية غير دقيق خصوصا في سلالات النحل القياسية.
:ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺁﺭﺍء ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺃﺻﻞ
ﻭﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺭﺍء
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﻌﺎﺳﻞ، ﻭﻋﺪﺩ
ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮﻳﻌﺎﺗﻪ، ﻭﻓﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻨﻮﻳﻊ
ﺃﻭ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﺩﻧﻰ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻱ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ. ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﺃﻳﻀﺎ ﺁﺭﺍء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ
intermissa Apis ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻲ
ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ mellifera ،
ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ
ﺫﺍﻟﻚ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻗﺘﺼﺮ
.ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺁﺭﺍء
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻟﻴﻌﻨﻲ
ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺃﻱ ﺑﻤﻌﻨﻰ
ﻧﻮﻳﻊ. ﻭﺗﺒﻌﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﺼﻨﻴﻒ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻻ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﻼﻟﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﺳﻼﻟﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻴﺌﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ
ﻣﺮﺍﺩﻓﺔ ﻟﻠﻨﻮﻳﻊ ﻭﻻ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻱ ﻣﺮﺍﺗﺐ
ﺃﺩﻧﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﻣﻘﺘﺮﺡ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﺘﻠﻚ Butler (1977)
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻷﺳﺲ، ﻭﺭﺃﻳﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻮﺑﻪ
Dietz ﺷﻲء ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﻗﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺒﺮﺭ
( ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻬﺠﻴﻦ1991)
ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﻭﻫﻲ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺟﺎءﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ
ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ
ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺮﺭﺍ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ، ﻓﺘﺪﺧﻞ
،ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻘﻞ ﻧﻮﻳﻊ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺳﻼﻟﺔ ﻗﺮﺏ ﺳﻼﻟﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﺪﺧﻼ
ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻧﻘﻞ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻧﺤﻞ
ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﻨﻲ
ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ
ﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ
.ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺗﺘﻔﻖ
ﻓﻲ Mark ((1987 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻊ
ﺃﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ
ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ
ﻟﻠﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻷﻧﺤﺎء
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ. ﻭﻫﻨﺎ
ﺍﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺳﻮﺍء ﺻﻔﺎﺕ
ﻣﺮﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺸﺮﻳﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻣﺘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ
ﺩﻗﻴﻘﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻮﻳﻌﺎﺕ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺭﺳﻢ ﺧﻂ
. ﻓﺎﺻﻞ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ
ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﺭﻯ ﺍﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻵﺭﺍء
ﻭﺍﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻻﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ، ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺗﺼﻨﻴﻒ
.ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
intermissa Apis ﺇﻓﺮﻳﻘﻲ
ﻓﺎﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍﺗﻲ mellifera
ﻛﻨﺤﺎﻟﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻭﺍﺗﺼﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻨﺤﺎﻟﻴﻦ
ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻮﻳﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ
Dietz (1977) ﻭ Mark ((1987 ﻓﻲ
ﻓﺎﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻛﺬﺍﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻗﻬﺎ
ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﻧﺤﻞ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻧﺤﻞ
ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺠﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻲ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﺠﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﻧﻴﻮﻟﻲ؛
( ﻓﻲ1993ﻭﻻ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﺒﻲ )
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻛﻮﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ
،ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻪ
ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ
ﻓﻲ intermissa Apis mellifera
ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﺼﺪﻩ. ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻞ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﻭﺍﻷﺣﺮﺍﺵ ﻓﻲ
ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻌﻼ ﻭﻫﻞ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻭﺗﻪ ﻛﺴﻼﻟﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ؟
ﻭﺃﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ
ﻣﻌﻤﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺤﻞ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻭ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛﻨﻮﻳﻌﻴﻦ
.ﺃﻭ ﺳﻼﻟﺘﻴﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺘﻴﻦ
تعليقات
إرسال تعليق