إنزيمات العسل



إنزيمات العسل : لا تفرط بھا !

دكتور / فوزى عبد القادر الفيشاوى



ﻣــﺎ اﻟــذى ﻳﻣﻳــز اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ اﻟﺷــﺎﻓﻰ ، وﻳﺟﻌﻠــﻪ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺎً ﺑﺷــﻛﻝ واﺿــﺢ ﻋــن اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﻣزﻳف اﻟﺗﺟﺎرى ؟

إﻧﻬﺎ اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت اﻟﻧﺷطﺔ اﻟﺣﻳوﻳـﺔ . ﺗﻠﻛـم اﻟﻣﻛوﻧـﺎت اﻟدﻗﻳﻘـﺔ اﻟﺗـﻰ ﺗﻔـوق ﻗﻳﻣﺗﻬـﺎ اﻟﺗﻐذوﻳـﺔ اﻟﺻـﺣﻳﺔ ﻗﻳﻣــﺔ ﻏﻳرﻫــﺎ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺗﻐذﻳــﺔ ، واﻟﺗــﻰ ﻳﻌــود إﻟﻳﻬــﺎ – ﻳﺎﻟﻠﻌﺟــب – ﻣﻌظــم ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻌﺳــﻝ اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﻳﺔ .

العسل الحى .. دواء :

ﻻ ﻧﺄﺗﻰ ﺑﺟدﻳد إذا ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﻧﺎس ﻋرﻓوا ﻣـن ﻗـدﻳم اﻟزﻣـﺎن أن اﻟﻌﺳـﻝ ﻏـذاء ﻣﺛـﺎﻟﻰ طﻳـب اﻟﻣذاق ودواء طﺑﻳﻌﻰ ﻟﻌدﻳد ﻣن أﻣراض اﻹﻧﺳﺎن . ﺛﻣﺔ ﺑردﻳﺔ ﻗدﻳﻣﺔ ﺗدﻋﻰ " ﺑردﻳﺔ ﺳﻣﻳث " ﻳﻌود ﺗﺎرﻳﺧﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻳن ٢٦٠٠ – ٢٢٠٠ ﻋﺎﻣﺎً ﻗﺑﻝ اﻟﻣﻳﻼد ﺗﺷـﻳر إﻟـﻰ أن ﻗـداﻣﻰ اﻟﻣﺻـرﻳﻳن ﻋرﻓـوا ذﻟك . إذ اﺣﺗوت اﻟﺑردﻳﺔ ﻋﻠﻰ ٩٠٠ وﺻﻔﺔ ﻋﻼﺟﻳﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌﺳﻝ . ﻋﻠﻰ أن ﺳؤاﻻً ﻣؤرﻗﺎً ظﻝ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﻝ اﻷطﺑﺎء واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﻳن طواﻝ ﻫـذﻩ اﻟﺳـﻧﻳن : ﺗـرى ﻣـﺎ اﻟـذى ﻳﺟﻌـﻝ ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻻﺳﺗﺷـﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﺳﻝ ﺗﺑدو ﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ وﻣﺷوﺷﺔ إﻟﻰ ﺣـد ﻛﺑﻳـر ؟ إذ ﻳﺳـﺗﻔﻳد ﺑﻌـض اﻟﻣرﺿـﻰ ، وﻻ ﻳﺳـﺗﻔﻳد اﻟـﺑﻌض اﻵﺧر ، وﻗد ﻳﺗﺿرر اﻟﺑﻌض أﻳﺿﺎً ؟

ﻟﻘــد ﻛــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﺑــﺎﺣﺛﻳن أن ﻳﻘطﻌــوا ﺷــوطﺎً طــوﻳﻼً ﻗﺑــﻝ أن ﻳﻛﺗﺷــﻔوا ﺳــر ﻫــذا اﻟﺗﺑــﺎﻳن اﻟﻌﺟﻳــب ، ﺛــم ﻳؤﺳﺳــوا ﻋﻠﻳــﻪ أﺳــﺎﻟﻳب ﻣوﺛوﻗــﺎً ﺑﻬــﺎ ﻹﻧﺗــﺎج ﻋﺳــﻝ ﺷــﺎفٍ ﺻــﺣﻰ . ﻟﻘــد اﻛﺗﺷــﻔوا أن اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌﻰ اﻟﺧﺎﻟص ﻏذاء ﻟﻳس ﻛﻐﻳـرﻩ ﻣـن ﺻـﻧوف اﻟﻐـذاء . ﻓﻬـو ﻣـﺎدة ﺣﻳـﺔ ، إن ﺟـﺎز ﻫـذا اﻟﺗﻌﺑﻳر إذ ﻳﻧطوى ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻛﺑﻳر وﻣﺗﻧوع ﻣن اﻻ ﻧزﻳﻣﺎت اﻟﻧﺷـطﺔ اﻟﺣﻳوﻳـﺔ واﻟﻣـواد اﻟﻧـﺎدرة اﻷﺧـرى

. وﻋرﻓوا أن اﻟﻘﻳﻣﺔ اﻟﻌﻼﺟﻳﺔ ﻟﻠﻌﺳﻝ وﻓواﺋدﻩ اﻟﺻﺣﻳﺔ ﻻ ﺗﻌود إﻟﻰ ﺳﻛرﻳﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟواﻓرة ، ﺑـﻝ ﻫــﻰ ﺗﺗﺣﻘــق ﺑﻔﺿــﻝ اﻧزﻳﻣﺎﺗــﻪ اﻟﻧﺷــطﺔ وﻣرﻛﺑﺎﺗــﻪ اﻟدﻗﻳﻘــﺔ اﻟﻧــﺎدرة . وﻟﺳــوف ﺗــدﻫش إذا ﻋﻠﻣــت أن


-١-









ﺳﻛرﻳﺎت اﻟﻌﺳﻝ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺷﻬرﺗﻬﺎ اﻟذاﺋﻌﺔ ﻟﻳﺳت ﺳوى ﺑﻳﺋﺔ ﺣﺎﺿﻧﺔ ﻟﻛﻧز اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺣﻳوﻳﺔ اﻟدﻗﻳﻘﺔ وﻛﻧز اﻻﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺛﻣﻳن .

الإنزيمات .. المكون المرصود :

إن ﻧﻘطﺔ واﺣدة ﻣن ﻋﺳﻝ طﺑﻳﻌﻰ ﺧـﺎﻟص ﺗﺣﺗـوى ﻋﻠـﻰ ﻋـدد ﻏﻳـر ﻣﺣـدد ﻣـن اﻟﻣرﻛﺑـﺎت ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻟدﻗــﺔ ، ﻓﻘــد أﺣﺻــﻰ أﺣــد اﻟﻌﻠﻣــﺎء اﻟﻣــواد اﻟﺗــﻰ ﻳﺗرﻛــب ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﻌﺳــﻝ ﻓــﻰ ﻋــﺎم ١٩٧٢ ﻓوﺟدﻫﺎ ١٨١ ﻣرﻛﺑﺎً . وﻟﻛـن ﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٩٨٥ أﺣﺻـﻰ ﻋـﺎﻟم ﻳﺎﺑـﺎﻧﻰ ﻋـدد اﻟﻣرﻛﺑـﺎت اﻟﺗـﻰ ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ ﻓوﺟــدﻫﺎ ٢٩٤ ﻣرﻛﺑــﺎً . وﻛﻠﻣــﺎ ﺗﻘــدﻣت اﻷﺟﻬــزة اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ وزادت ﻗــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻗﻳــﺎس وﻣﻌــﺎﻳرة ﻣــواد ﺟدﻳدة ، ﻛﻠﻣـﺎ ظﻬـرت ﻣرﻛﺑـﺎت أﺧـرى دﻗﻳﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ ﻟـم ﺗﻛـن ﻣﻌروﻓـﺔ ﻣـن ﻗﺑـﻝ . وﻳﺑـدو أن اﻟﻌـدد اﻟﻧﻬﺎﺋﻰ ﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻌﺳﻝ ﺳﻳظﻝ ﻟﻐزاً ﻛﺑﻳراً ﺣﺗﻰ ﻋﻠق أﺣد اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻘوﻟﻪ : إذا ﺑﺣﺛﻧـﺎ ﻓـﻰ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ ﻋن ﻣﺎدة واﺣـدة ﺗﺟﻣـﻊ ﻛـﻝ ﻫـذﻩ اﻟﻣﻛوﻧـﺎت ﻣـﺎ اﺳـﺗطﻌﻧﺎ أن ﻧﺟـد ﺳـوى اﻟﻌﺳـﻝ . وﻹﻋطـﺎء ﻓﻛرة ﻣﺑدﺋﻳﺔ ﻋن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌﻰ ﻧﻘوﻝ إن ﻋﻳﻧﺎت ﻣﻧﻪ ﺣﻠﻠت ﻓﺧرج اﻟﺗﺣﻠﻳـﻝ ﻋﻠـﻰ اﻷرﻗـﺎم اﻵﺗﻳـــﺔ ﻓـــﻰ اﻟﻣﺗوﺳـــط : ٧٠,١٧ ﻣـــﺎء ، ٥٠,٤٠ ﻓرﻛﺗـــوز ، ٣٤ ﺟﻠوﻛـــوز ، ٥٠,١ ﺳـــﻛروز ، ١٠,١ دﻛﺳــﺗرﻳن ، ٧٠,١ ﻣــواد ﻣﻌدﻧﻳـــﺔ ، ١,٠ أﺣﻣــﺎض ، ٤٠,٣ ﻓــﻰ اﻟﻣﺎﺋـــﺔ ﻣﻛوﻧــﺎت دﻗﻳﻘـــﺔ ﺣﻳوﻳﺔ . اﻟﻣﻬم ﻓﻰ ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ أن اﻟﺑﺎﺣﺛﻳن رﺻـدوا ﺑـﻳن ﺣﺷـد اﻟﻣﻛوﻧـﺎت اﻟﺣﻳوﻳـﺔ ﻧظﺎﻣـﺎً إﻧزﻳﻣﻳـﺎً ﻓرﻳـداً ﻳﻣﺗـﺎز ﺑـﻪ اﻟﻌﺳـﻝ اﻟطﺑﻳﻌـﻰ دون ﺳـواﻩ ، ﻓﻘـد ﻋﺛـروا ﻋﻠـﻰ ﻋـدد ﻫﺎﺋـﻝ ﻣـن إﻧزﻳﻣـﺎت اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﻣﺎﺋﻰ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻫذﻩ اﻷﻧواع : اﻟﻠﻳﺑﻳز ، اﻟﻔوﺳﻔﺎﺗﻳز ، اﻷﻣﻳﻠﻳـز ، اﻟﻣـﺎﻟﺗﻳز ، واﻟﺳـﻛرﻳز . ووﺟـدوا أﻧواﻋﺎً ﻋدة ﻣن إﻧزﻳﻣﺎت اﻷﻛﺳدة واﻻﺧﺗزاﻝ وﺑﺧﺎﺻـﺔ إﻧزﻳﻣـﺎت : اﻟﻛﺎﺗـﺎﻟﻳز واﻟﺟﻠوﻛـوز أو ﻛﺳـﻳدﻳز

. وﺗﺣﻘﻘــوا ﻛــذﻟك ﻣــن وﺟــود أﻧــواع ﻣﻬﻣــﺔ ﻣــن اﻧزﻳﻣــﺎت اﻟــرﺑط اﻟﻣﻌروﻓــﺔ ﺑــﺎﻟﻠﻳﺟﻳز ، واﻹﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻳﺳﻳز ٕواﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺗﺷﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ . ﺑﺎﻟﺗراﻧﺳـﻔﻳرﻳز وﻏﻳرﻫـﺎ . وﻋﻠﻳﻧـﺎ اﻵن أن ﻧﻌــرف ﻛﻳــف وﺻــﻠت ﻫــذﻩ اﻹﻧزﻳﻣــﺎت إﻟــﻰ اﻟﻌﺳــﻝ وﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺻــدرﻫﺎ اﻷﺻــﻠﻰ ؟ اﻷﻣــر ﻓــﻰ ﻏﺎﻳــﺔ اﻟﺑﺳﺎطﺔ : ﻓﺑﻌض إﻧزﻳﻣﺎت اﻟﻌﺳﻝ ﺟﺎء ﻣن رﺣﻘﻳق اﻷزﻫﺎر اﻟذى ﺟﻣﻌﺗﻪ ﺷﻐﺎﻻت اﻟﻧﺣـﻝ اﻟﺳـﺎرﺣﺔ

. إﻧزﻳﻣﺎت أﺧرى ﺗﺄﺗﻰ ﻣن ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح اﻟﺗﻰ ﺗﺻﺎﺣب اﻟﻌﺳـﻝ وﺗﺷـﻛﻝ ﻣﻛوﻧـﺎً طﺑﻳﻌﻳـﺎً ﻓﻳـﻪ . وﺛﻣـﺔ اﻧزﻳﻣﺎت ﻏﻳرﻫﺎ ، ﺟﺎءت ﻣن اﻹﻓرزات اﻟﻐدﻳﺔ ﻟﺷﻐﺎﻻت اﻟﻧﺣﻝ ﻧﻔﺳﻬﺎ

إنزيمات الرحيق :




-٢-









ﻳﻣﻛن اﻟﻘوﻝ أن اﻟﻧﺣﻠﺔ ﻻ ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻌﺳﻝ ﻣـن اﻟطﺑﻳﻌـﺔ ﻓـﻰ ﺻـورﺗﻪ اﻟﻣﻌروﻓـﺔ ، ﺑـﻝ إﻧﻬـﺎ ﻫﻰ اﻟﺗﻰ ﺗﻘـوم ﺑﺻـﻧﺎﻋﺗﻪ ﻣـن رﺣﻳـق أزﻫـﺎر اﻟﻧﺑﺎﺗـﺎت . واﻟرﺣﻳـق ﺳـﺎﺋﻝ ﺳـﻛرى ﺣﻠـو اﻟﻣـذاق ﺗﻔـرزﻩ ﻏــدة ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻰ ﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟﻧﺑﺎﺗــﺎت اﻟزﻫرﻳــﺔ ﺗﺳــﻣﻰ " ﻏــدد اﻟرﺣﻳــق " . وﻫــﻰ ﺗﺗﻛــون ﻣــن ﺧﻼﻳــﺎ ﺻﻐﻳرة ﻣﺗراﺑطﺔ ، وﺗﺣﺗوى ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻔراﻏﺎت . ﺗﺳﺗﻘر ﻫذﻩ اﻟﻐدد ﻋﺎدة ﺑداﺧﻝ اﻷزﻫﺎر وﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻗواﻋد اﻟﺑﺗﻼت . وﺗﻌرف ﻣن ﺛم ﺑﺎﻟﻐدد اﻟرﺣﻳﻘﻳﺔ اﻟزﻫرﻳﺔ . وﺛﻣﺔ ﻧوع آﺧـر ﻣـن " ﻏـدد رﺣﻳﻘﻳـﺔ

ﻻ زﻫرﻳﺔ " ﻳﻘﻊ ﺧﺎرج ﻛﺄس اﻟزﻫرة أو ﻋﻠﻰ اﻟﺳطوح اﻟﺳﻔﻠﻰ ﻓﻰ أﻧـواع ﺧﺎﺻـﺔ ﻣـن اﻟﻧﺑـﺎت .واﻟـذى ﻳﺣدث أن ﺷﻐﺎﻟﺔ اﻟﻧﺣﻝ اﻟﺳﺎرﺣﺔ ﻣﺎ إن ﺗﺣط ﻋﻠﻰ زﻫرة ﺣﺗﻰ ﺗﻣد داﺧﻠﻬﺎ ﺧرطوﻣﻬﺎ اﻟطوﻳﻝ وﺗﺄﺧذ ﺑﻘوة ﻓﻰ اﻹﻣﺗﺻﺎص . ﻳﺑدأ اﻟرﺣﻳق ﻣن ﺛم ﻳﻧﺳﺎب ﻋﺑر اﻟﺧرطوم ﺑﻔﻌﻝ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷﻌرﻳﺔ ﺛم ﺗﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﻓراغ اﻟﻔم ﺑﺣرﻛﺎت رﺗﻳﺑﺔ ﻋﺟﻳﺑﺔ ﻓﻰ ﻋﺿﻼت اﻟﺑﻠﻌوم ، ﻓﺎﻟﻣرئ ﺛم إﻟﻰ " اﻟﺣوﻳﺻﻠﺔ اﻟﻌﺳـﻠﻳﺔ " ﺗﺧﺗزﻧﻪ ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻣﺗﻠﺊ . ٕواذ ذاك ﺗﺷرع اﻟﻧﺣﻠﺔ ﻓﻰ اﻟﻌودة ﺑﺣﺻﻳﻠﺗﻬﺎ اﻟرﺣﻳﻘﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﻠﻳـﺔ ﻟﺗﻔـرغ ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺣﻣوﻟﺗﻬﺎ . وﻣﻣﺎ ﻳﺳﺗطﺎب ذﻛرﻩ أن أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﺗﺳﺗطﻳﻊ اﻟﺷﻐﺎﻟﺔ ﺣﻣﻠﻪ ﻣن رﺣﻳـق ﻳﺑﻠﻎ ﻧﺣـو ٧٠ ﻣﻠﻠﻳﺟراﻣـﺎً (ﺗﻌـﺎدﻝ ٨٥% ﻣـن وزﻧﻬـﺎ) ، وﻟﻛـن اﻟﺣﻣوﻟـﺔ اﻟﺗﻘﻠﻳدﻳـﺔ ﺗﺑﻠـﻎ ﻋـﺎدة ٤٠ ﻣﻠﻠﻳﺟراﻣﺎً . ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﻐﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻔرغ ﻓـﻰ اﻟﺧﻠﻳـﺔ ﺳـوى ٣٠ ﻣﻠﻠﻳﺟراﻣـﺎً ﻟـﻳس ﻏﻳـر وﺗﺣـﺗﻔظ ﺑﺑـﺎﻗﻰ ﺣﻣوﻟﺗﻬــﺎ ﻟﺗزوﻳــدﻫﺎ ﺑﺎﻟطﺎﻗــﺔ ، ﻛﻣــﺎ ﺗﻌــﺎود رﺣﻠــﺔ ﺟﻣــﻊ اﻟرﺣﻳــق . وﻋﻧــد ﻣﺣﻠﻠــﻰ اﻷﻏذﻳــﺔ أن رﺣﻳــق اﻷزﻫﺎر ﻫو ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻣﺣﻠوﻝ ﺳﻛرى ﻳﻧطوى ﻋﻠﻰ ﻗدر واﻓر ﻣن اﻟﻣﺎء وﻣﻘﺎدﻳر ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻣن اﻟﺳﻛر وﻣواد دﻗﻳﻘﺔ ﺣﻳوﻳﺔ . ﻳﺗراوح ﻣﺗوﺳط ﺗرﻛﻳز اﻟﺳـﻛر ﻓـﻰ اﻟرﺣﻳـق ﻣـن ٣٥ – ٤٠% وﻗـد ﻳزﻳـد ﻋـن ٥٠% وﻧــﺎدراً ﻣــﺎ ﺗﺟﻣــﻊ اﻟﺷــﻐﺎﻟﺔ رﺣﻳﻘــﺎً ﻳﻘــﻝ ﺗرﻛﻳــز ﺳــﻛرﻩ ﻋــن ١٨% . ﻳوﺟــد ﻓــﻰ ﻏﺎﻟﺑﻳــﺔ أﻧــواع اﻟرﺣﻳق ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻧﺎف ﺳﻛرﻳﺔ ، ﻫﻰ اﻟﺳﻛروز واﻟﺟﻠوﻛوز واﻟﻔرﻛﺗوز . وﻓﻰ ﺑﻌـض اﻷﻧـواع ، ﻋﺛـر اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﻛر اﻟﻣﺎﻟﺗوز . وﻓﻰ ﻛﻝ اﻷﺣواﻝ ﺗﺧﺗﻠف ﻧﺳﺑﺔ ﻛﻝ ﻧوع ﺳـﻛرى ﺑـﺎﻟرﺣﻳق ﻣـن زﻫرة إﻟـﻰ أﺧـرى . وﻏﻳـر اﻟﺳـﻛرﻳﺎت ﻳوﺟـد ﺑـﺎﻟرﺣﻳق أﻳﺿـﺎً ﻣرﻛﺑـﺎت ﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳـﺔ ﺷـﺗﻰ ، ﻧـذﻛر ﻣﻧﻬـﺎ : اﻟﺻــﻣوغ واﻟﺗﻧﻳﻧــﺎت واﻟدﻛﺳــﺗرﻳﻧﺎت واﻷﻣــﻼح اﻟﻣﻌدﻧﻳــﺔ واﻷﺣﻣــﺎض اﻟﻌﺿــوﻳﺔ واﻷﺣﻣــﺎض اﻷﻣﻳﻧﻳــﺔ واﻟزﻳوت اﻟﻌطرﻳﺔ واﻟﺻﺑﻐﺎت اﻟﻧﺑﺎﺗﻳﺔ وﻣرﻛﺑﺎت ﻣﺛﺑطﺔ ﻹﻧﺑﺎت ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح . وﻓﺿﻼً ﻋن ﻛﻝ ذﻟـك ﻳﻣﺗــﺎز اﻟرﺣﻳــق ﺑوﺟــود ﻋدﻳــد ﻣــن اﻹﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻧﺷــطﺔ اﻟﺣﻳوﻳــﺔ اﻟﺗــﻰ ﻻ ﺗﻠﺑــث ﺑﻌــد ﺣــﻳن أن ﺗﺻــﺑﺢ ﻣﻛوﻧﺎً أﺻﻳﻼً ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌﻰ اﻟﺣﻰ .

إنزيمات من النحل :






-٣-









اﻟواﻗــﻊ أن اﻟرﺣﻳــق ﻫــو اﻟﺧﺎﻣــﺔ اﻷﺳﺎﺳــﻳﺔ اﻟﺗــﻰ ﺗﺳــﺗﺧدﻣﻬﺎ ﺷــﻐﺎﻻت اﻟﻧﺣــﻝ ﻓــﻰ ﺻــﻧﻊ اﻟﻌﺳـﻝ . ﺣـﻳن ﺗﺑــدأ اﻟﺷـﻐﺎﻟﺔ ﻓـﻰ ارﺗﺷــﺎف اﻟرﺣﻳـق ﻣـن اﻟزﻫــرة ﺗﻧﺷـط ﻋﻠـﻰ اﻟﻔــور ﻏـددﻫﺎ اﻟﻠﻌﺎﺑﻳــﺔ اﻟﺻــدرﻳﺔ ، ﻓﻳﺗــدﻓق ﻟﻌــﺎب ﻗﻠــوى ﻏﻧــﻰ ﺑﺎﻹﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻣﺣﻠﻠــﺔ ﻣﺧﺗﻠطــﺎً ﺑــﺎﻟرﺣﻳق اﻟــذى ﺗﻣﺗﻠــﺊ ﺑــﻪ اﻟﺣوﻳﺻﻼت . وطـواﻝ رﺣﻠﺗﻬـﺎ ﻟﻠﻌـودة إﻟـﻰ اﻟﺧﻠﻳـﺔ ، ﺗﺑـدأ اﻹﻧزﻳﻣـﺎت ﺗﻔﻌـﻝ ﻓﻌﻠﻬـﺎ ﻓـﻰ اﻟﺳـﻛرﻳﺎت . ﻓﻳﺷــرع إﻧــزﻳم اﻻﻧﻔرﺗﻳــز ﻓــﻰ ﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﺳــﻛروز إﻟــﻰ ﺟﻠوﻛــوز وﻓرﻛﺗــوز . وﻣــﺎ إن ﺗﺑﻠــﻎ اﻟﺧﻠﻳــﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﺗﺟﺷــﺄ ﻣــﺎ ﺟﻣﻌﺗــﻪ ﻣــن رﺣﻳــق ﻟﺗﻣﺗﺻــﺔ ﺷــﻐﺎﻟﺔ ﻣﻧزﻟﻳــﺔ ﺗﻧﺗظــر ﻓــﻰ اﻟﺧﻠﻳــﺔ . وﻫــذﻩ ﺗﻌﻳــد ﺗﺟﺷــؤﻩ ﻟﺗﻣﺗﺻﻪ ﺷﻐﺎﻟﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ وﻳﺗﻛرر ذﻟك ﺑﻳن ﺷﻐﺎﻻت ﻛﺛﻳرات . وﻓﻰ ﻛـﻝ ﻣـرة ﻳـزداد ﺗرﻛﻳـز اﻟرﺣﻘﻳـق ﻋـن اﻟﻣرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﺗﻘﻝ ﻧﺳﺑﺔ رطوﺑﺗﻪ وﻳزداد ﺗرﻛﻳز ﺳﻛرﻩ . وﻓﻰ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻻ ﺗﻧﺳـﻰ ﻛـﻝ ﺷـﻐﺎﻟﺔ أن ﺗﺿــــــﻳف إﻟــــــﻰ اﻟرﺣﻳــــــق ﻣزﻳــــــداً ﻣــــــن إﻓــــــرازات ﻏــــــددﻫﺎ اﻟﻠﻌﺎﺑﻳــــــﺔ اﻷﻏﻧــــــﻰ ﺑﺈﻧزﻳﻣــــــﺎت ﻋــــــدة

ﻻ ﺳــﻳﻣﺎ اﻻﻧﻔرﺗﻳــز واﻟدﻳﺎﺳــﺗﻳز . وﺗزﻳــد ﻣــن ﺛــم ﻋﻣﻠﻳــﺎت اﻟﺗﺣﻠــﻝ اﻹ ﻧزﻳﻣــﻰ ﻟﻠﻛرﺑوﻫﻳــدرات ﺛﻧﺎﺋﻳــﺔ وﻋدﻳدة اﻟﺗﺳﻛر إﻟﻰ ﺳﻛرﻳﺎت أﺣﺎدﻳﺔ ﻣن ﻧوع اﻟﺟﻠوﻛوز واﻟﻔرﻛﺗوز وﻛﺎﻓﺔ ﺳـﻛرﻳﺎت اﻟﻌﺳـﻝ اﻷﺧـرى

. وﺣﻳن ﻳﺗﺣوﻝ اﻟرﺣﻳق ﺷﻳﺋﺎً ﻓﺷﻳﺋﺎً إﻟﻰ ﻋﺳﻝ ﻳﺷـرع اﻟﻧﺣـﻝ ﻓـﻰ إﺧراﺟـﻪ ﻣـن "ﺑطوﻧـﻪ " ﻋﺑـر ﻓﻣـﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻳﺋﺔ ﻗطﻳرات ﺗودع ﻓـﻰ ﻋﻳـون اﻟﺷـﻣﻊ اﻟﺳداﺳـﺔ وﻳﻌـرف ﻋﻧدﺋـذ ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ ﻏﻳـر اﻟﻧﺎﺿـﺞ وﻓـﻰ ظرف ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻫﻰ ﻓﺗـرة ﻧﺿـﺞ اﻟﻌﺳـﻝ ، ﻳﻘـوم ﻓﻳﻬـﺎ اﻟﻧﺣـﻝ ﺑﺗﻬوﻳـﺔ اﻟﻌﺳـﻝ ﺑﺟﻧﺎﺣـﺔ ﻳـزداد ﺗرﻛﻳـز اﻟﻌﺳﻝ وﺗﻘﻝ رطوﺑﺗﻪ إﻟﻰ ١٨% ، ﻓﻳﻘوم ﺑﺎﻟﺧﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻧﺎﺿﺞ ﺑﻐطﺎء ﺷﻣﻌﻰ رﻗﻳق .واﻟﻣﻬم ﻓﻰ ﻫذا اﻟﺳﻳﻧﺎرﻳو أن ﻛﻝ ﻣﺎ ﻳﺟرى ﻓﻰ ﻓﺗرة ﻧﺿﺞ اﻟﻌﺳﻝ ﻣن ﺗﺣدﻳـد ﻟﺗرﻛﻳـزات اﻟﺳـﻛرﻳﺎت ﺟﻣﻳﻌﻬـﺎ وﺗﺣدﻳــد ﻟﻧﺳــب أﺣﻣﺎﺿــﻪ وﻣرﻛﺑﺎﺗــﻪ اﻷﺧــرى ، إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﺑﻔﻌــﻝ ﻓــﻳض اﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت اﻹﻧزﻳﻣﻳــﺔ ﺑﺎﻟﻌﺳــﻝ اﻟﻣﺧﺗوم .

إنزيمات حبوب اللقاح :

اﻟﻐذاء اﻟطﺑﻳﻌﻰ ﻟﻠﻧﺣﻝ اﻟذى ﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻰ ﺣﻳﺎﺗﻪ وﻳﺗوﺳﻝ ﺑﻪ ﻓﻰ ﺗﺻـﻧﻳﻊ ﻋﺳـﻠﻪ ﻟـﻳس ﻫو اﻟرﺣﻳق وﺣدﻩ ، ﺑﻝ ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح أﻳﺿﺎً . ﻓﺎﻟرﺣﻳق ﻳﺗﺣوﻝ إﻟﻰ ﻋﺳﻝ ﺣﻠو وﻫو ﻣﺻـدر اﻟطﺎﻗـﺔ ﻟﻣـــﺎ ﻳﺣﺗوﻳـــﺔ ﻣـــن ﺳـــﻛرﻳﺎت . أﻣـــﺎ ﺣﺑـــوب اﻟﻠﻘـــﺎح ﻓﻬـــﻰ ﻣﺻـــدر اﻟﻣﻛوﻧـــﺎت اﻟﺣﻳوﻳـــﺔ اﻷﺧـــرى ﻣـــن ﺑروﺗﻳﻧــﺎت وأﺣﻣــﺎض أﻣﻳﻧﻳــﺔ وﻓﻳﺗﺎﻣﻳﻧــﺎت وﻋﻧﺎﺻــر ﻣﻌدﻧﻳــﺔ ٕواﻧزﻳﻣــﺎت . وﻟﺳــﻧﺎ ﻧﺟــﺎوز اﻟﺣﻘﻳﻘــﺔ إذا ﻗﻠﻧﺎ إن ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح ﻻ ﺗﻘـﻝ ﻓـﻰ أﻫﻣﻳﺗﻬـﺎ ﻛﻐـذاء ﻟﻠﻧﺣـﻝ ﻋـن رﺣﻳـق اﻷزﻫـﺎر ، إن ﻟـم ﺗـزد ﻋﻠﻳـﻪ . وﻗد ﺗﺄﻛد ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ أن ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح اﻟﺗﻰ ﺗﺑﻘﻰ ﺑﻛﻣﻳﺎت ﺿﺋﻳﻠﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺳـﻝ ﺑﻌـد ﺗﺻـﻔﻳﺗﻪ ﻫـﻰ ﻣﺻـدر ﻣﻬم ﻹﻧزﻳﻣﺎت اﻟﻌﺳﻝ وﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ اﻟدﻗﻳﻘﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ . ﻟﻘد أﺟرﻳـت دراﺳـﺎت ﺗﺣﻠﻳﻠﻳـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣﺑـوب ﻟﻘـﺎح


-٤-









وﺟـــدت ﺑﺎﻟﻌﺳـــﻝ ، ﻓﺗﺑـــﻳن أن ﻣﺗوﺳـــط ﻣـــﺎ ﺗﺣوﻳـــﻪ ﻣـــن اﻟـــدﻫون ٥% ، واﻟﺑروﺗﻳﻧـــﺎت ٦,٢١% ، واﻟﺳــﻛرﻳﺎت اﻟﻣﺧﺗزﻟــﺔ ٧,٢٥% ، واﻟﺳــﻛرﻳﺎت ﻏﻳــر اﻟﻣﺧﺗزﻟــﺔ ١,٢% ، واﻟﻣــﺎء ٢٠% . وﻛﺎﻧــت ﺗﺣﺗــوى ﻋﻠــﻰ ﻛﻣﻳــﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗــﺔ ﻣــن أﻣــﻼح اﻟﻔﺳــﻔور واﻟﻛﺎﻟﺳــﻳوم واﻟﺑوﺗﺎﺳــﻳوم واﻟﻣﻐﻧﺳــﻳوم واﻟﺣدﻳــد واﻟﻣﻧﺟﻧﻳز وأﻧواع ﻋدة ﻣـن اﻟﻔﻳﺗﺎﻣﻳﻧـﺎت . أﻣـﺎ اﻟﻣﺣﺗـوى اﻻﻧزﻳﻣـﻰ ﻟﺣﺑـوب اﻟﻠﻘـﺎح ﻓﻬـو ﻓـﻰ اﻟواﻗـﻊ أﺷــد ﺗﻌﻘﻳــداً ﻣــن ذﻟــك ﺑﻛﺛﻳــر . إذ ﻳوﺟــد ﻓﻳﻬــﺎ ﻋــدد ﻛﺑﻳــر ﻣــن اﻻﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﺗــﻰ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻛﻌواﻣــﻝ ﻣﺳــﺎﻋدة ﻓــﻰ اﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳــﺔ اﻟﺣﻳوﻳــﺔ . وﻫــذﻩ ﺗﺷــﻣﻝ : ٢٤ ﻧوﻋــﺎً ﻣــن اﻧزﻳﻣــﺎت اﻷﻛﺳــدة وﻻﺧﺗــزاﻝ (أﻛﺳــﻳدو ردﻳــوﻛﺗﻳز) ، ٢١ ﻧوﻋــﺎً ﻣــن اﻻﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠــﺔ (ﺗراﻧﺳــﻔﻳرﻳز) ، ٣٣ ﻧوﻋــﺎً ﻣــن اﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺗﺣﻠﻝ اﻟﻣﺎﺋﻰ (ﻫﻳـدروﻟﻳز) ، ١١ ﻧوﻋـﺎً ﻣـن اﻻﻧزﻳﻣـﺎت اﻟﻧﺎزﻋـﺔ (ﻟﻳﺳـﻳز) ، ٥ أﻧـواع ﻣـن اﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺗﺷﺎﺑﺔ (اﻷﻳزوﻣرﻳز) ، ٣ أﻧواع ﻣن اﻧزﻳﻣﺎت اﻟرﺑط (اﻟﻠﻳﺟﻳـز) . ﻻ ﻳﻧﻛـر أﺣـد ، ﻣـﺎ ﻟﻬـذا اﻟزﺧم اﻹﻧزﻳﻣﻰ اﻟراﺋﻊ ﻣن ﻗﻳﻣﺔ ﻓﻰ إﺛراء اﻟﻌﺳﻝ وﺑﻌث روح اﻟﺣﻳوﻳﺔ ﻓﻳﻪ .

االنزيمات .. روح العسل :

اﻟﻧﻔﻊ ﻛﻝ اﻟﻧﻔﻊ ﻓـﻰ إﻧزﻳﻣـﺎت اﻟﻌﺳـﻝ ، ﻓﺎﻷﻧزﻳﻣـﺎت أﻫـم ﻣﻛوﻧـﺎت اﻟﻌﺳـﻝ اﻟدﻗﻳﻘـﺔ وأﻛﺛرﻫـﺎ أﻫﻣﻳﺔ ﺑﻝ ﻫﻰ روﺣﻪ وﻣﺑﻌث ﻗوﺗﻪ اﻟﺷـﺎﻓﻳﺔ . إذ ﻻ ﻳﻧﻛـر أﺣـد ﻣـﺎ ﻟﻺﻧزﻳﻣـﺎت ﻣـن أﻫﻣﻳـﺔ ﻓـﻰ ﺣﻳـﺎة اﻹﻧﺳﺎن ﺑداﻳﺔ ﻣن ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑﻝ وﻻدﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺷﻳﺧوﺧﺔ. ﻓﻔﻰ ﻛﻝ ﻟﺣظﺔ ﻣن ﻟﺣظـﺎت ﺣﻳﺎﺗﻧـﺎ ﻳــﺗم ﺣــواﻟﻰ ٠٠٠,٠٠٠,٢ ﺗﻔﺎﻋــﻝ ﻛﻳﻣﻳــﺎﺋﻰ ﺣﻳــوى ﻳﺗطﻠــب ﺗواﺟــداً وﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻟﻺﻧزﻳﻣــﺎت ﻣــن أﺟــﻝ إﺗﻣﺎﻣﻬﺎ . إن ﻧﻘص ﻧوع واﺣد ﻣن اﻹﻧزﻳﻣﺎت ﻳﻣﻛـن أن ﻳﺧﻠـق إﺿـطراﺑﺎً ﻏـذاﺋﻳﺎً ﻳﺿـﻌف ﺑـﻝ ﻳﺣطـم ﺳﻠﺳــﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــم وﺣﻳوﻳﺗــﻪ . وﻟﺳــﻧﺎ ﻧﺗﺟــﺎوز إذا ﻗﻠﻧــﺎ ، إن اﻟﻘﻳﻣــﺔ اﻟﺗﻐذوﻳــﺔ اﻟﺻــﺣﻳﺔ ﻹﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻌﺳــﻝ ﻗــد ﺗﺻــﻝ إﻟــﻰ ﻗــدر ﻳﻔــوق ﻗﻳﻣــﺔ أى ﻣــن ﻣﻛوﻧﺎﺗــﻪ اﻟﺗﻐذوﻳﺔ اﻷﺧرى . وﻗد ﻳﻘوﻝ ﻗﺎﺋﻝ إن ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺟﺳم ﺗﺗﻛﻔﻝ ﺑﺗﺻـﻧﻳﻊ ﻋـدد ﻛﺑﻳـر ﻣـن اﻻﻧزﻳﻣـﺎت ﻣـن أﺟﻝ اﺳﺗﻣرار اﻟﺣﻳﺎة . وﻫذا ﺻﺣﻳﺢ وﻟﻛـن اﻷﺻـﺢ أﻳﺿـﺎً ﻣـﺎ ﻳؤﻛـد ﻋﻠﻳـﻪ اﻟﺑـﺎﺣﺛون ﻣـن أن ﻫﻧـﺎك ﻋدداً ﻛﺑﻳراً ﻣن اﻷﻓراد ﻳﻌﺎﻧون ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﻣن ﻧﻘص اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت ﺑﺄﺟﺳﺎﻣﻬم ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻌـدم ﺣﺻـوﻟﻬم ﻋﻠـﻰ اﻟﻘــدر اﻟﻛــﺎﻓﻰ ﻣﻧﻬــﺎ ﻓــﻰ أطﻌﻣــﺗﻬم . ﻓﺿــﻼً ﻋــن ﻫــؤﻻء اﻟــذﻳن ﻳﺣﺗــﺎﺟون إﻟــﻰ ﻛﻣﻳــﺎت ﺗﻔــوق اﻟﻘــدر اﻟطﺑﻳﻌﻰ ﻣن اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن أﺟﺳـﺎﻣﻬم ﻣـن ﻣواﺟﻬـﺔ ﻣـﺎ ﺗﺗطﻠﺑـﻪ طﺑﻳﻌـﺔ أﻋﻣـﺎﻟﻬم وظـروف ﺣﻳــﺎﺗﻬم ﻣــن ﺗﺣــدﻳﺎت ﻳوﻣﻳــﺔ . إذ ﻳؤﻛــد اﻟﺑــﺎﺣﺛون أن إﺣﺳــﺎس اﻟــﺑﻌض ﺑــﺎﻗﺗراﺑﻬم ﻣــن اﻟﺷــﻳﺧوﺧﺔ ﻟدى وﺻوﻟﻬم إﻟﻰ أواﺳـط أرﺑﻌﻳﻧـﺎت اﻟﻌﻣـر ، إﻧﻣـﺎ ﻳﻌـزى ﻓـﻰ اﻷﺳـﺎس إﻟـﻰ ﻧﻘـص ﻣﺣﺗـوى أﺑـداﻧﻬم



-٥-









ﻣــن اﻻﻧزﻳﻣــﺎت . ﻓــﺎﻟﺣق واﻟواﻗــﻊ أﻧــﻪ ﻛﻠﻬﻣــﺎ ﻛﺑــر ﺳــن اﻟﻔــرد، ﻛﻠﻣــﺎ ﻗــﻝ رﺻــﻳد ﺟﺳــﻣﻪ ﻣــن ﻛﻣﻳــﺔ اﻹﻧزﻳﻣﺎت وأﺻﺑﺣت ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ أﻗﻝ ﻓﻌﺎﻟﻳﺔ. وﻫذا ﻳﺗطﻠـب اﻟﺣﺻـوﻝ ﻋﻠـﻰ ﻣﺻـﺎدر إﺿـﺎﻓﻳﺔ ﻟﻺﻧزﻳﻣـﺎت ﺗﻌوض اﻟﻧﻘص اﻟﺣﺎدث دون إﺑطﺎء .

وﻟــو ﺗﻣﺗﻌﻧّــﺎ أﻛﺛــر ﻟوﺟــدﻧﺎ أن اﻟﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟﻣﺗﺎﻋــب اﻟﺻــﺣﻳﺔ واﻷﻋــراض اﻟﻣرﺿــﻳﺔ اﻟﺗــﻰ ﻳﻌﺎﻳﻧﻬــﺎ اﻟﺑﻌض ، إﻧﻣﺎ ﻫﻰ ﺑرﻫﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻘص ﻣزﻣن ﻓﻰ اﻹﻧزﻳﻣـﺎت . وﻫـذا ﻣـﺎ ﻻﺣظـﻪ ﺑـﺎﺣﺛون طﺑﻳـون إذ وﺟدوا أن اﻷطﻌﻣﻪ اﻟﺧﺎﻟﻳﺔ ﻣن اﻹﻧزﻳﻣﺎت ﺗﺟﺑر اﻟﺟﺳم ﺣﺗﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ إﻧزﻳﻣﺎﺗﻪ ﻟﻠﻬﺿم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻳﺟﺎرى ﻣﺎ ﻳﺣدث " ﻟﻠﺣﺳﺎب اﻟﻣﺻرﻓﻰ "، ﻓﺎﻟﺳـﺣب اﻟﻣﺗواﺻـﻝ ﻣـن اﻟﺣﺳـﺎب دون دﻋﻣـﺔ ﺑـﻳن ﻓﺗرة وأﺧرى ﻳؤدى ﻓﻰ اﻟﻧﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ اﻹﻓﻼس وﻳؤدى اﺳﺗﻧزاف اﻹﻧزﻳﻣﺎت ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﻧﺣـو ﻟﻺﺻـﺎﺑﺔ ﺑــﺄﻣراض ﻋدﻳــدﻩ وﺷــﻳﺧوﺧﺔ ﺳــرﻳﻌﺔ وﻷﺟــﻝ ذﻟــك ﻓــﺈن ﺷــرﻛﺎت ﺗﺻــﻧﻳﻊ اﻷﻏذﻳــﺔ واﻟــدواء ﺗﺗﺳــﺎﺑق ﻹﻧﺗﺎج ﺗرﻛﻳﺑﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺎﻟﻳﺔ اﻟﺗرﻛﻳز ﻣـن اﻹﻧزﻳﻣـﺎت . وﺑﺎﺗـت ﻛـﻝ ﺷـرﻛﺔ ﺗﺗﺑـﺎﻫﻰ ﺑﻘـدرة ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـﺎ وﻣواﺻﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ اﻟﺗﻰ ﻻ ﻳوﺟد ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻟدى ﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت . ﻋﻠﻰ أن ﻣن اﻟﺳـﻬﻝ ﻗطﻌـﺎً أن ﻧﻘـرر أﻳﻬﻣــﺎ أﻓﺿـﻝ : اﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺣﺿــرات اﻹﻧزﻳﻣﻳـﺔ اﻟﺗﺟﺎرﻳــﺔ أم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ ﺑﺈﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﻧﺷطﺔ اﻟﺣﻳوﻳﺔ .

إنزيمات .. لھضم أوفق :

ﻟــم ﻳﻌــرف اﻹﻧﺳــﺎن ﺣﺗــﻰ اﻵن ﻏــذاء أﺷــﻬﻰ وأﻧﻔــﻊ وأﺧــف ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻬﺿــﻣﻰ ﻣــن اﻟﻌﺳﻝ . ﻓﻬو ﻻ ﻳﻛﻠف اﻟﺟﻬـﺎز اﻟﻬﺿـﻣﻰ أدﻧـﻰ ﻣﺟﻬـود ﻟﻠﻬﺿـم .. ﺣﻳـث ﺳـﺑق أن ﺟﻬزﺗـﻪ اﻟﻧﺣﻠـﺔ وﺣوﻟــت اﻟﺳــﻛرﻳﺎت اﻟﻣﻌﻘــدة إﻟــﻰ ﺳــﻛرﻳﺎت أﺣﺎدﻳــﺔ ﻳﺻــﻝ ﺗﺄﺛﻳرﻫــﺎ إﻟــﻰ ﺧﻼﻳــﺎ ﺟﺳــم اﻹﻧﺳــﺎن ﺧــﻼﻝ دﻗﺎﺋق ﻣﻌدودة ﺑﻌد ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ . ﻟﻳس ﻫذا ﻓﺣﺳب ﻓﺈن اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻣﺎ ﻳﺣوﻳﻪ ﻣن إﻧزﻳﻣﺎت ﻫﺎﺿﻣﺔ ، ﻳﺳﺎﻋد ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻫﺿم اﻷطﻌﻣـﺔ اﻷﺧـرى . ﺛﻣـﺔ دراﺳـﺎت ﻋﻠﻣﻳـﺔ ﺗـدﻝ ﻋﻠـﻰ أن ﻋـدداً ﻏﻳـر ﻗﻠﻳــﻝ ﻣــن اﻟﻣرﺿــﻰ اﻟــذﻳن ﻳﺷــﻛون ﻣــن أﻋــراض ﺳــوء اﻟﻬﺿــم ﻳﻌــﺎﻧون ﻣــن ﻋــدم إﻓــراز اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻬﺿــﻣﻰ ﻟﻛﻣﻳــﺎت ﻛﺎﻓﻳــﺔ ﻣــن اﻹ ﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻬﺎﺿــﻣﺔ، وأن ﺣﺻــوﻝ ﻫــؤﻻء اﻟﻣرﺿــﻰ ﻋﻠــﻰ ﺟرﻋــﺎت ﺧﺎرﺟﻳﺔ ﻣن اﻹﻧزﻳﻣﺎت ﻳؤدى إﻟﻰ ﺗﺣﺳن ﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﺻﺣﻳﺔ ﻛﺛﻳراً ٕواﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻫﺿـم اﻟطﻌـﺎم داﺧـﻝ أﺟﺳﺎﻣﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﻣﺛﻝ . وﻷﺟﻝ ذﻟـك وﺟـد أن اﻟﻌﺳـﻝ اﻟطﺑﻳﻌـﻰ اﻟﺣـﻰ ﻣﻔﻳـد ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ ﻓـﻰ ﻛﺛﻳـر ﻣــن أﻣــراض واﺿــطراﺑﺎت اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻬﺿــﻣﻰ ﻻﺳــﻳﻣﺎ ﺣــﺎﻻت ﻋﺳــر اﻟﻬﺿــم (indigestion) واﻟﻧﻔــﺎخ (Flatulence) ، وأوﺟﺎع اﻟـﺑطن اﻷﺧـرى . إن ﻣـن أﻫـم أﻧـواع اﻹﻧزﻳﻣـﺎت اﻟﻬﺎﺿـﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ إﻧـزﻳم



-٦-









اﻟﺳﻛرﻳز أو اﻻﻧﻔرﺗﻳز . وﻫو اﻹ ﻧزﻳم اﻟذى ﻳؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳـﻛروز ﻓﻳﺣوﻟـﻪ إﻟـﻰ ﻣـزﻳﺞ ﻣـن اﻟﺟﻠوﻛـوز واﻟﻔرﻛﺗوز . وﻳﺑدأ اﻹ ﻧزﻳم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟـدور اﻟﺗﺣﻔﻳـزى ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﻛروز اﻟﻣوﺟـود ﺑـﺎﻟرﺣﻳق وﺑـذﻟك ﻳﺗﺣوﻝ اﻟرﺣﻳق إﻟﻰ ﻋﺳﻝ . ﻛﻣـﺎ ﻳﻌطـﻰ ﻛـﻝ ﻣـن رﺣﻳـق اﻷزﻫـﺎر وﻣﻌـدة اﻟﻌﺳـﻝ ﻓـﻰ اﻟﺷـﻐﺎﻻت ﻗـدراً ﻣن اﻻﻧﻔرﺗﻳـز وﻟﻛـن اﻟﺷـﻐﺎﻻت ﺻـﻐﻳرات اﻟﺳـن ﺗﻌـد أﻏـزر إﻧﺗﺎﺟـﺎً ﻟﻺﻧـزﻳم ﻋـن طرﻳـق اﻟﻐـدد ﺗﺣـت اﻟﺑﻠﻌوﻣﻳــﺔ . وﻗــد وﺟــد أن اﺳــﺗﻣرار وﺟــود اﻹ ﻧــزﻳم ﻓــﻰ اﻟﻌﺳــﻝ ﻳﻌــد دﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﻣرار ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻟﺗﺣوﻳﻝ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺧروج اﻟﻌﺳﻝ ﻣن اﻟﺧﻠﻳﺔ . وﻣن إﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ أﻳﺿﺎً إﻧزﻳم اﻟدﻳﺎﺳﺗﻳز ، وﻫـو اﻻﺳم اﻟﻘدﻳم ﻟﻺﻧزﻳم (أﻟﻔﺎ – أﻣﻳﻠﻳز) ، و (ﺑﻳﺗﺎ – أﻣﻳﻠﻳز). وﻳﻔرز ﻫذا اﻹ ﻧـزﻳم ﻓـﻰ اﻟﻌﺳـﻝ ﺑﺻـورة أﺳﺎﺳــﻳﺔ ﻣــن اﻟﻐــدد اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻰ اﻟﻧﺣﻠــﺔ ﺗﺣــت ﺑﻠﻌوﻣﻬــﺎ ، وﻗــد ﻳــﺄﺗﻰ ﺑﻌﺿــﻪ ﻋــن طرﻳــق ﺣﺑــوب اﻟﻠﻘــﺎح . وﻫــو ﻳــؤﺛر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــواد اﻟﻧﺷــوﻳﺔ واﻟدﻛﺳــﺗرﻳن ، ﻛﻣــﺎ ﻳــؤﺛر ﻋﻠــﻰ ﺣﺑــوب اﻟﻠﻘــﺎح . ﻓــﺈﻧزﻳم (أﻟﻔﺎ – أﻣﻳﻠﻳز) ﻳﺣﻔز ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻧﺷﺎ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﺗوز ﻓـﻰ ﺣـﻳن ﻳﻘـوم (اﻟﺑﻳﺗـﺎ – أﻣﻳﻠﻳـز) ﺑﻔﺻـﻝ اﻟﻣـﺎﻟﺗوز ﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻧﺷﺎ .

وﻧذﻛر ﻣن إﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺗﺣﻠﻝ اﻟﻣﺎﺋﻰ أﻳﺿﺎً ، إﻧزﻳم اﻟﻠﻳﺑﻳز ، اﻟذى ﻳﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ إﺳراع ﻫﺿـم وﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺟﻠﻳﺳرﻳدات اﻟﺛﻼﺛﻳﺔ (اﻟدﻫون) إﻟﻰ ﻛﻝ ﻣن اﻟﺟﻠﺳرﻳن واﻷﺣﻣﺎض اﻟدﻫﻧﻳـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻳـﺔ . أﻣـﺎ اﻧزﻳم اﻟﺑروﺗﻳﻧﻳز ﻓﻳﻘوم ﺑﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻣـواد اﻟﺑروﺗﻳﻧﻳـﺔ إﻟـﻰ ﺳﻼﺳـﻝ ﺑﺑﺗﻳدﻳـﺔ ﻗﺻـﻳرة وأﺣﻣـﺎض أﻣﻳﻧﻳـﺔ . وﻳﻘــــــوم إﻧــــــزﻳم اﻟﺑﺑﺗﻳــــــدﻳز ﺑﺗﺣﻔﻳــــــز اﻟﺳﻼﺳــــــﻝ اﻟﺑﺑﺗﻳدﻳــــــﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠــــــﻝ إﻟــــــﻰ أﺣﻣــــــﺎض أﻣﻳﻧﻳــــــﺔ ﻓﻰ ﺣﻳن ﺗﺣﻔز إﻧزﻳﻣﺎت اﻟﻔوﺳﻔﺎﺗﻳز ﻋﻣﻠﻳـﺔ ﺗﺣﻠﻳـﻝ اﺳـﺗرات اﻟﻛرﺑوﻫﻳـدرات اﻟﻔﺳـﻔورﻳﺔ (ﻣﺛـﻝ ﻣرﻛـب ﻓوﺳــﻔﺎت اﻟﺟﻠوﻛــوز) . إن إﻧــزﻳم (ﺟﻠوﻛــوز – ١ – ﻓوﺳــﻔﺎﺗﻳز) ﻫــو ﻣــن أﻧواﻋﻬــﺎ اﻟﺷــﻬﻳرة . وﻫــذا ﻳﺳرع ﺗﺣﻠﻝ ﻓوﺳﻔﺎت اﻟﺟﻠوﻛوز إﻟﻰ ﺳﻛر وﺣﻣض ﻓوﺳﻔورﻳك . وﻟﻬذا اﻟﺗﻔﺎﻋﻝ أﻫﻣﻳـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻰ ﻋﻣﻠﻳﺔ اﻟﺗﻣﺛﻳﻝ اﻟﻌذاﺋﻰ (اﻷﻳض) ، ﺣﻳث ﻳﻛﻔﻝ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﺗوﻟﻳد اﻟﻔوﺳﻔﺎت أﺛﻧﺎء دورة ﻛرﺑس .

إنزيمات العسل والمضادات الحيوية :

ﻳﻣﺗﺎز اﻟﻌﺳـﻝ ﺑوﺟـود ٢٤ ﻧوﻋـﺎً ﻣـن إﻧزﻳﻣـﺎت اﻷﻛﺳـدة واﻻﺧﺗـزاﻝ ذات اﻷﻫﻣﻳـﺔ اﻟﻘﺻـوى ﻓــﻰ ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻷﻳــض ، وﺑواﺳــطﺗﻬﺎ ﻳــﺗﻣﻛن اﻟﺟﺳــم ﻣــن أﻛﺳــدة اﻟﻐــذاء ﺑواﺳــطﺔ اﻷﻛﺳــﺟﻳن ، ﻛﻣــﺎ ﻳﺣﺻﻝ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣرﻛﺗﻪ واﺳﺗﻣرار ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠـﻰ أوﻓـق ﺣـﺎﻝ . وﻳﻌـد إﻧـزﻳم اﻟﺟﻠوﻛـوز أو ﻛﺳﻳدﻳز أﺣد ﻫذﻩ اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت وﺗﻧﺗﺟﻪ اﻟﻐدد اﻟﺑﻠﻌوﻣﻳـﺔ ﻟﺷـﻐﺎﻻت اﻟﻧﺣـﻝ وﻫـو اﻟﻣﺳـﺋوﻝ ﻋـن إﻋطـﺎء اﻟطﺎﻗــﺔ ﻣــن ﺗﻛﺳــﻳر اﻟﺟﻠوﻛــوز إﻟــﻰ ﺣــﺎﻣض اﻟﺟﻠوﻛوﻧﻳــك وﻓــوق أﻛﺳــﻳد اﻻﻳــدروﺟﻳن . ﻋﻠــﻰ أن



-٧-









اﻟﻣدﻫش أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻷﺧﻳـرة (H2O2) ﻳطﻠـق ﻋﻠﻳﻬـﺎ اﻟﺑـﺎﺣﺛون ﻟﻔـظ " أﻧﻬﺑـﻳن " (Inhibin) أى اﻟﻣﺎﻧﻌﺔ أو اﻟﻣﻌطﻠﺔ أو اﻟﻣﺛﺑطﺔ ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣﻝ ﻛﻣﺑﻳد ﻗوى ﻟﻠﻣﻳﻛروﺑﺎت ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻏﻳر ﺛﺎﺑﺗﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻰ وﺟود اﻟﺿوء . وﻟﻛن ﻧظراً ﻻﺳﺗﻣرار ﺗوﻟدﻫﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻧزﻳم (ﺟﻠوﻛوز أوﻛﺳـﻳدﻳز) اﻟـذى ﻳﺳـﺗﻣر ﻣﻔﻌوﻟﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻛﺳب اﻟﻌﺳﻝ ﺧﺎﺻﻳﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻟﻠﻣﻳﻛروﺑﺎت ﺧﺻوﺻﺎً إذا ﻟم ﻳﺗﻌـرض ﻟﻠﺿـوء . وﻷﺟـﻝ ذﻟك ﻟﻳس ﺑوﺳﻊ أﻳﺔ ﻣﻳﻛروﺑﺎت ﻣرﺿﻳﺔ أن ﺗﻌـﻳش ﻓـﻰ اﻟﻌﺳـﻝ اﻟطﺑﻳﻌـﻰ ﻷﻛﺛـر ﻣـن ﺑﺿـﻊ ﺳـﺎﻋﺎت أو أﻳﺎم ﻣﻌدودات . وﻳـذﻛر ﻓـﻰ ﻫـذا اﻟﺳـﻳﺎق أن ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﻳن ﺗﺄﻛـدوا ﻣـن دور إﻧـزﻳم اﻟﺟﻠوﻛـوز أوﻛﺳﻳدﻳز ﻓﻰ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﺣﻣﺎﻳـﺔ اﻟرﺣﻳـق اﻟـذى ﺟﻣﻌـﻪ اﻟﻧﺣـﻝ وﻛـذا اﻟﻌﺳـﻝ ﻏﻳـر اﻟﻣﺧﺗـوم ، ﻣـن ﺗـﺄﺛﻳر اﻟﻛﺎﺋﻧـﺎت اﻟدﻗﻳﻘـﺔ اﻟﺗـﻰ ﺗﻬﺎﺟﻣﻬـﻪ . وﻣـن اﻹ ﻧزﻳﻣـﺎت اﻟﻣؤﻛﺳـدة اﻟﺗـﻰ ﺗوﺟـد ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ أﻳﺿـﺎً ، إﻧــزﻳم اﻟﻛﺎﺗــــــــﺎﻟﻳز اﻟــــــــذى ﻳــــــــؤﺛر ﻋﻠــــــــﻰ (H2O2) ﻣﺣﻠــــــــﻼً إﻳﺎﻫــــــــﺎ إﻟــــــــﻰ أﻛﺳــــــــﺟﻳن ذرى وﻣــــــــﺎء أﻣﺎ اﻟﺑﻳروﻛﺳﻳدﻳز ﻓﻬو إﻧـزﻳم آﺧـر ﻣؤﻛﺳـد ﻣﻌـروف دورﻩ اﻟﺑـﺎرز ﻓـﻰ ﻋﻣﻠﻳـﺎت اﻷﻛﺳـدة اﻟﺧﻠوﻳـﺔ ، وﻓﻰ ﻣﺳﻳرة ﻋﻣﻠﻳﺔ اﻷﻳض ﺑﺎﻷﺑدان .

اإلنزيمات .. سر الشفاء :

إن أﻫﻣﻳــﺔ اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ ﻛﻣــﺎدة ﻏذاﺋﻳــﺔ ﻣﻌروﻓــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻳــﻊ . أﻣــﺎ ﺧﺻــﺎﺋص إﻧزﻣﺎﺗــﻪ وﻓواﺋــدﻫﺎ اﻟﺻــﺣﻳﺔ ﻓﻼﺗــزاﻝ ﻓــﻰ ﺣﺎﺟــﺔ إﻟــﻰ إﻟﻘــﺎء ﻣزﻳــد ﻣــن اﻟﺿــوء ﻋﻠﻳﻬــﺎ . وﻫــﺎ ﻫــﻰ ذى ﺑﻌــض اﻟدراﺳــﺎت اﻟﺗﺟرﻳﺑﻳــﺔ واﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟﻌﻼﺟﻳــﺔ اﻟﺗــﻰ ﺗوﺛــق ﻫــذﻩ اﻟﺣﻘﻳﻘــﺔ ﻓــﻰ اﻟﻧﻔــوس وﺗزﻳــﻝ ﻣﻧﻬــﺎ أﻗــﻝ اﻟﺷﻛوك :

١- رﺟﻝ ﻓﻰ اﻟﺧﻣﺳـﻳن ﻣـن ﻋﻣـرﻩ راﺟـﻊ طﺑﻳﺑـﺎً ﺑﺎﺣﺛـﺎً ﻓـﻰ أﺻـوﻝ اﻟﻣـداواة ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ . ﻛـﺎن اﻟرﺟـﻝ ﻳﺷﻛو ﻣن أﻋراض ﻣرﺿﻳﺔ ﺷﺗﻰ ﻓﺿﻼً ﻋن إﺻﺎﺑﺗﻪ ﻗـﺑﻼً ﺑﺎﻟـداء اﻟﺳـﻛرى . ﻛﺎﻧـت ﺟرﻋﺗـﻪ ﻣـن اﻷ ﻧﺳوﻟﻳن ﺗﺑﻠﻎ ٥,١ ﻣﻝ ﻣرﺗﻳن ﻳوﻣﻳﺎً . وﻗد أظﻬر ﻓﺣـص دﻣـﻪ أن ﻣﻌﻳـﺎر اﻟﺳـﻛر ﻟدﻳـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟرﻳق ﻳﺗراوح ﺑـﻳن ٢٨٠ و ٣٢٠ ﻣﻠﻠﻳﺟراﻣـﺎً / ١٠٠ ﻣـﻝ . وﻛـﺎن ﺛﻣـﺔ ﻓﻛـرة ﻓـﻰ ذﻫـن طﺑﻳﺑﻧـﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻛﺎن ﻳﻌوزﻫﺎ اﻟﺑرﻫﺎن ، ﻓﻘد ﻋﻣد أوﻻً إﻟﻰ ﺗﺟرﻳب ﻧوع ﺷﻬﻳر ﻣن ﻋﺳﻝ ﺗﺟﺎرى (ﺷﺣﻳﺢ ﻓﻰ اﻟﻣﺣﺗوى اﻹ ﻧزﻳﻣﻰ) ، أﻋطﻰ ﺟرﻋﺎت ﻣﻧﻪ ﻟﻣرﻳﺿﻪ . وأﺟرى ﻻﺣﻘﺎً ﻓﺣﺻﺎً ﻟﻠـدﻣﺎء . ﻛﺎﻧـت ﻧﺗـــــــــــﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻠﻳـــــــــــﻝ ﻣﺧﻳﺑـــــــــــﺔ ، إذ ارﺗﻔـــــــــــﻊ ﻣﻌﻳـــــــــــﺎر اﻟﺳـــــــــــﻛر ﻓـــــــــــﻰ اﻟـــــــــــدم إﻟـــــــــــﻰ ٤٥٠ ﻣﻠﻠﻳﺟراﻣــﺎً/١٠٠ ﻣــﻝ ، وﺳــﺎءت اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻛﺛﻳــراً . أوﻗــف اﻟﺑﺎﺣــث ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــور اﺳــﺗﺧدام اﻟﻌﺳﻝ اﻟﺗﺟﺎرى وﺑدأ إﻋطﺎء ﺟرﻋﺎت ﻣن ﻋﺳﻝ آﺧـر طﺑﻳﻌـﻰ ﺧـﺎﻟص . ﻟـم ﺗﻣـض ﺳـوى ﺛـﻼث



-٨-









أﻳــﺎم ﺣﺗــﻰ ﻫــﺑط ﻣﻌﻳــﺎر اﻟﺳــﻛر إﻟــﻰ ١٨٠ ﻣﻠﻠﻳﺟراﻣــﺎً/١٠٠ ﻣــﻝ . وﻓــﻰ ﻏﺿــون أﺳــﺑوع واﺣــد أﻧﻘﺻت ﺟرﻋﺔ اﻷ ﻧﺳوﻟﻳن ﺣﺗﻰ إﻟﻰ ٥,٠ ﻣـﻝ ﻳوﻣﻳـﺎً . وﺑﻌـد ﻋـدة أﺳـﺎﺑﻳﻊ ﻫـﺑط ﻣﻌﻳـﺎر اﻟﺳـﻛر إﻟﻰ ﻣﻌدﻟﻪ اﻟطﺑﻳﻌﻰ .

٢- أظﻬـــرت دراﺳـــﺎت أﺟراﻫـــﺎ ﺑـــﺎﺣﺛون طﺑﻳـــون أن اﻟﻌﺳـــﻝ اﻟطﺑﻳﻌـــﻰ اﻟﺣـــﻰ ﻫـــو ﻋـــﻼج ﻧـــﺎﺟﻊ ﻟﺗﺳـﻣﻣﺎت اﻟﺣﻣــﻝ . ﻓﻘــد ﺛﺑــت أن إﻋطــﺎء اﻟﺣواﻣـﻝ اﻟﻼﺋــﻰ ﻳﺻــﺎﺣب ﺣﻣﻠﻬــن ظﻬــور اﻧﺗﻔﺎﺧــﺎت ﺟﺳــﻳﻣﺔ (أودﻳﻣــﺎ) وارﺗﻔــﺎع ﻓــﻰ ﺿــﻐط اﻟــدم ﺟرﻋــﺎت ﻳوﻣﻳــﺔ ﻣــن اﻟﻌﺳــﻝ ، ﺗــؤدى إﻟــﻰ زواﻝ اﻷﻋــراض ﻛﺎﻓــﺔ ﺑﻧﺳــﺑﺔ ﺑﻠﻐــت ١٠٠% . ﻓــﻰ ﺣــﻳن ﺗــدﻧت ﻟﻠﻐﺎﻳــﺔ ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺷــﻔﺎء ﻟــدى إﻋطــﺎء اﻟﻣرﻳﺿﺎت ﺟرﻋﺎت ﻣن ﻋﺳﻝ ﺗﺟﺎرى ﺷﺣﻳﺢ ﻓﻰ رﺻﻳدﻩ اﻹ ﻧزﻳﻣﻰ .

٣- ﻟﻌــﻝ ﻣــن أواﺋــﻝ اﻟﺑﺣــوث اﻟﺗــﻰ أﺟرﻳــت ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﻳن اﻟﺗــﺄﺛﻳرات اﻟﻌﻼﺟﻳــﺔ ﻟﻛــﻝ ﻣــن اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﺣﻘﻳﻘﻰ (اﻷﻏﻧﻰ ﻓﻰ اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت) ، واﻟﻌﺳﻝ اﻟﻣزﻳف (اﻷﻗﻝ ﻓﻰ اﻟﻣﺣﺗوى اﻹ ﻧزﻳﻣـﻰ) ﻣـﺎ أﺟـرى ﻟﻌـﻼج اﻟﺟــروح . ﻓﻘــد ﻋﻣـد ﺑــﺎﺣﺛون طﺑﻳــون إﻟـﻰ إﺣــداث ﺟــرح طوﻟـﻪ ١٠ ﻣﻠﻠﻳﻣﺗــرات ﺑﻣﺷــرط ﻣﻌﻘـــم ﻓـــﻰ ٦٠ ﻓـــﺄراً ، وﻗﺳـــﻣت اﻟﻔﺋـــران إﻟـــﻰ ٦ ﻣﺟﻣوﻋـــﺎت ، ﺿـــﻣدت اﻟﺟـــروح ﻓـــﻰ ﺛـــﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺳﻝ اﻟﺣﻘﻳﻘـﻰ أو اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﻣزﻳـف أو اﻟﻣﺣﻠـوﻝ اﻟﻔﺳـﻳوﻟوﺟﻰ (ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧـﺔ) . أﻣــﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺎت اﻟــﺛﻼث اﻷﺧــرى ﻓﻠــم ﺗﺿــﻣد ﺟراﺣﻬــﺎ وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻋوﻣﻠــت ﺑﺈدﺧــﺎﻝ إﺣــدى اﻟﻣــواد اﻟﻣذﻛورة إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن طرﻳق اﻷﻧﺑـوب . ﻛﺎﻧـت اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﺣﺎﺳـﻣﺔ ، إذ ﺗﻔـوق اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﺣﻘﻳﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻳرﻩ ﻓﻰ اﻟﻌﻼج ، ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻣزﻳف أﻗـﻝ ﺗـﺄﺛﻳراً ﻓـﻰ اﻟﺑداﻳـﺔ ﺛـم ﺗﻼﺷـﻰ ﺗﺄﺛﻳرﻩ ﺗﻣﺎﻣﺎً .
٤- أﺟرﻳــت دراﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﺧدام اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ اﻟﺣــﻰ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣــﺔ ارﺗﻔــﺎع ﻧﺳــﺑﺔ دﻫــون اﻟــدم واﻟﻛوﻟﻳﺳــﺗروﻝ ﻟــدى ﻣرﺿــﻰ اﻟﻔﺷــﻝ اﻟﻛﻠــوى : ﻓﻘــد أﻋطــﻰ ﻋــدد ﻣــن اﻟﻣرﺿــﻰ اﻟﻣﻧﺗظﻣــﻳن ﻓــﻰ ﻏﺳــﻳﻝ اﻟــدﻣﺎء ، ١٠٠ ﺟــرام ﻋﺳــﻝ ﻳوﻣﻳــﺎً ﻣﻘﺳــﻣﺔ ﻋﻠــﻰ ٣ ﺟرﻋــﺎت ﻗﺑــﻝ اﻷﻛــﻝ ﺑــﺄﻛﺛر ﻣــن ﺳﺎﻋﺗﻳن. وﻗد أظﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻰ اﺳﺗﻣرت ﺷﻬراً أن ﺗﻧﺎوﻝ اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌـﻰ أدى إﻟـﻰ اﻧﺧﻔــﺎض ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻛوﻟﻳﺳــﺗروﻝ اﻟﻛﻠــﻰ واﻟﺟﻠﻳﺳــرﻳدات اﻟﺛﻼﺛﻳــﺔ وﻛوﻟﻳﺳــﺗروﻝ اﻟﺑــروﺗﻳن اﻟــدﻫﻧﻰ ﻣﻧﺧﻔض اﻟﻛﺛﺎﻓﺔ واﻟﺑوﻟﻳـﺎ . وﻫـذﻩ ﻧﺗﻳﺟـﺔ ﺟﻳـدة راﺋﻌـﺔ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ ﺣﻣﺎﻳـﺔ ﻫـؤﻻء اﻟﻣرﺿـﻰ ﻣـن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺗﺻﻠب ﻣﺑﻛر ﻟﻠﺷراﻳﻳن . وﻻ ﻳﻔوﺗﻧﺎ أن ﻧذﻛر أن اﻷطﺑﺎء درﺟوا ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ارﺗﻔـﺎع دﻫون اﻟدم ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﻳر اﻟﻣذﻳﺑﺔ ﻟﻠدﻫون اﻟﺗـﻰ ﻟﻬـﺎ ﺑـدورﻫﺎ آﺛـﺎر ﺟﺎﻧﺑﻳّـﺔ ﺷـدﻳدة . وﻟﻛـن ﻫـﺎ ﻫـﻰ ﺑﺣوث اﻻﺳﺗﺷﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﺳﻝ اﻟﺣﻰ ﺗﺷﻳر إﻟﻰ إﻣﻛـﺎن اﻟوﺻـوﻝ إﻟـﻰ اﻟﻬـدف ﻧﻔﺳـﻪ ﻣـن دون أﻳـﺔ



-٩-









آﺛــﺎر ﺟﺎﻧﺑﻳــﺔ ﺳــﻳﺋﺔ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼ ق وﻋﻧــد اﻟﺑــﺎﺣﺛﻳن ، أن ﺛﻣــﺔ ﻧوﻋــﺎً ﻣــن إﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻌﺳــﻝ ﻗــد ﻳﻛون ﻣﺳﺋوﻻً ﻋن إﺣراق دﻫﻧﻳﺎت اﻟدم اﻟردﻳﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذى أﺷرﻧﺎ .

٥- أظﻬــرت دراﺳــﺎت ﻣﻳﻛروﺑﻳوﻟوﺟﻳــﺔ ﻋــدة أن اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﺣــﻰ اﻷوﻓــر ﻓــﻰ إﻧزﻳﻣﺎﺗــﻪ ﻳﻣﺗــﺎز ﺑﻘــدرة ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﻳط ٕواﺑﺎدة ﻋدد ﻫﺎﺋﻝ ﻣن اﻟﺑﻛﺗﻳرﻳﺎ اﻟﺳـﺎﻟﺑﺔ واﻟﻣوﺟﺑـﺔ ﻟﺻـﺑﻐﺔ ﺟـرام . ﻓـﻰ ﺣـﻳن ﻟم ﺗظﻬر أﻧواع اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻣﺗﺣﺻﻝ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺣـﺎﻝ اﻟﺗﺟﺎرﻳـﺔ وﻣـن اﻟﺧﻼﻳـﺎ اﻟﺑﻠدﻳـﺔ أى ﺗـﺄﺛﻳر ﺗﺛﺑﻳطـــﻰ ﻋﻠـــﻰ ﻧﺷـــﺎط اﻟﺑﻛﺗﻳرﻳـــﺎ . وﻳﺗـــواﻟﻰ ذﻛـــر ﺗﺟـــﺎرب اﻟﺑـــﺎﺣﺛﻳن ﺣـــوﻝ طﺑﻳﻌـــﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻـــر اﻻﺳﺗﺷـــﻔﺎﺋﻳﺔ ﻓـــﻰ اﻟﻌﺳـــﻝ . وﻣـــﻊ ﻛـــﻝ ﺗﺟرﺑـــﺔ ﺗزﻳـــد ﻗﻧـــﺎﻋﺗﻬم ﺑـــﺄن ﻣرﻛﺑـــﺎت اﻟﻌﺳـــﻝ اﻟدﻗﻳﻘـــﺔ ٕواﻧزﻳﻣﺎﺗـــــﻪ اﻟﻧﺷـــــطﺔ اﻟﺣﻳوﻳـــــﺔ ﺗﻘـــــف ﻣـــــن وراء ﻧﺗـــــﺎﺋﺞ ﺗﺟـــــﺎرب اﻻﺳﺗﺷـــــﻔﺎء اﻹﻳﺟﺎﺑﻳـــــﺔ . إن ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﻳﺻﺔ ﺳوف ﺗـدﻋوﻧﺎ ﻟﻠﺗﺳـﺎؤﻝ ﻋﻣـﺎ ﻳﻘﺗـرف ﺧـﻼﻝ ﻣراﺣـﻝ إﻧﺗـﺎج اﻟﻌﺳـﻝ وﺗﻌﺑﺋﺗـﻪ وﺗﺧزﻳﻧﻪ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﻳﺔ ﻣﺧرﺑﺔ ﻟﻛﻧز اﻹﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺛﻣﻳن؟ ﻓﻬﺎ ﻫﻧﺎ ﻳﻛﻣن ﺳـر اﻟﺗﺷـوﻳش ﻋﻠــﻰ ﺳــﻣﻌﺔ اﻟﻌﺳــﻝ وﻗدرﺗــﻪ اﻟﺻــﺣﻳﺔ . وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻻﺑــد أن ﺗﻛــون ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻻﺳﺗﺷــﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﺳــﻝ ﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ وﻣﺿطرﺑﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﻳر .

عسل من دون رحيق :

ﻣــﺎ اﻟــذى ﻳﺣــدث ﺧــﻼﻝ ﻣراﺣــﻝ إﻧﺗــﺎج اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﺗﺟــﺎرى " ﻏﻳــر اﻟﺣﻘﻳﻘــﻰ " وﺗﺟﻌﻠــﻪ ﻣﻔﺗرﻗــﺎً ﺑﺷﻛﻝ واﺿﺢ ﻓﻰ اﻟﻣﺣﺗوى اﻻﻧزﻳﻣﻰ ﻋن اﻟﻌﺳﻝ اﻟﺣﻘﻳﻘﻰ اﻟﺣﻰ ؟ إﺟﺎﺑﺔ ﻫذا اﻟﺳـؤاﻝ ﺗﺳـﺗوﺟب أن ﻧﺣــدد أوﻻً ﻣﻔﻬــوم " اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ " وﻣﺗــﻰ ﻳﻐــدو " ﻏﻳــر طﺑﻳﻌــﻰ " ﺑﺈﻳﺟــﺎز ﻧﻘــوﻝ ، إن اﻟﻌﺳــﻝ ﻻ ﻳﻛون طﺑﻳﻌﻳـﺎً ﺣﻘﻳﻘﻳـﺎً إﻻ إذا ﻛﺎﻧـت ﺧﺎﻣـﺔ ﺻـﻧﺎﻋﺗﻪ اﻷوﻟـﻰ ﻫـﻰ اﻟرﺣﻳـق اﻟـذى ﺟﻣﻌـﻪ اﻟﻧﺣـﻝ ﺑـدأب وﺟﻬد وﻣﺛـﺎﺑرة ﻣـن أزﻫـﺎر اﻟﻧﺑﺎﺗـﺎت . ﻟـﻳس ﺛﻣـﺔ ﻧﻘطـﺔ ﻋﺳـﻝ طﺑﻳﻌـﻰ واﺣـدة ﻓـﻰ ﻋﺎﻟﻣﻧـﺎ ، ﺻـﻧﻌت ﺑﻐﻳــر دأب وﺟﻬــد وﻣﺛــﺎﺑرة . وﻫــذا ﺣــق ﻓــﺈن ﺟراﻣــﺎً واﺣــداً ﻣــن اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ ﻳوﺟــب أن ﺗﺟﻣــﻊ ﺷــﻐﺎﻟﺔ اﻟﻧﺣــﻝ ﻣــن ٣ – ٤ ﺟراﻣــﺎت ﻣــن اﻟرﺣﻳــق ، وﻫــذا ﻳﺗطﻠــب ﻣﻧﻬــﺎ زﻳــﺎرة (٥٠٠ – ١٤٠٠) زﻫــرة ﺗﻔــﺎح ، أو (٣٣٠٠ – ٠٠٠,٣٠) ، زﻫــرة ﻛﻣﺛــرى ، أو (٥٠٠ – ١٠٠٠) زﻫــرة ﻛﺎﺳــﺗﺎﻳﻧﺎ ، أو (١٢٥٠ – ٢٠٠٠) زﻫــــــــــرة راﺑــــــــــس ، أو (٧٠٠٠ – ٨٠٠٠) زﻫــــــــــرة ﺑرﺳــــــــــﻳم أﺑــــــــــﻳض أو (٥٠٠٠ – ٠٠٠,٣٠) زﻫـــرة ﺑرﺳـــﻳم أﺣﻣـــر . أﻣـــﺎ ﻟﺻـــﻧﺎﻋﺔ ﻛﻳﻠـــو ﺟراﻣـــﺎً واﺣـــداً ﻣـــن اﻟﻌﺳـــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ ، ﻓــﺈن ﻋﻠــﻰ ﺷــﻐﺎﻟﺔ اﻟﻧﺣــﻝ أن ﺗــزور ﻣــﺎﻻ ﻳﻘــﻝ ﻋــن ﻋﺷــرة ﻣﻼﻳــﻳن زﻫــرة ، وﺗرﺗﺷــف ﻣــن رﺣﻳﻘﻬﺎ ﻣﺎﻻ ﻳﻘﻝ ﻋن ﺛـﻼث ﻛﻳﻠـو ﺟراﻣـﺎت . ﻓـﺎﻧظر ﻛـم ﻣـن إﻧﺗـﺎج اﻟﻌﺳـﻝ اﻟطﺑﻳﻌـﻰ ﻣـن ﻛـد وﺟﻬـد وﻣﺛﺎﺑرة وﻛم ﻓﻳﻪ إذن ﻣن ﺻﺣﺔ وﺷﻔﺎء وﺑرﻛﺔ . وﻫذا ﻣـﺎ ﻳﻔﺗـرق ﺗﻣﺎﻣـﺎً ﻋـن اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﻣزﻳـف ﻏﻳـر


-١٠-









اﻟطﺑﻳﻌﻰ اﻟذى ﻳﻧﺗﺟﺔ اﻟﻧﺣﻝ ﻻ ﻣن رﺣﻳق اﻷزﻫﺎر اﻟطﻳﺑـﺔ ، ﺑـﻝ ﻣـن ﻏـذاء ﺳـﻛرى ﻋﻘـﻳم ﻣـن ﺻـﻧﻊ اﻟﻧﺣــﺎﻟﻳن . ﻫــؤﻻء اﻟــذﻳن درج ﻛﺛــرﺗﻬم ﻋﻠــﻰ ﺗﻐذﻳــﺔ طواﺋــف اﻟﻧﺣــﻝ ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﺎﻟﻳــﻝ ﺳــﻛرﻳﺔ (ﺗﻐذﻳــﺔ ﺻﻧﺎﻋﻳﺔ) . ﻳﻠﺟﺄ ﺑﻌﺿﻬم إﻟﻰ ذﻟـك ﻗﺑـﻝ ﻓـرز اﻟﻌﺳـﻝ ﻣـن اﻟﺧﻼﻳـﺎ ﺑﻬـدف اﻟﺣﺻـوﻝ ﻋﻠـﻰ ﻣﺣﺻـوﻝ واﻓر ﻣن اﻟﻌﺳﻝ . ﻳﻛﻣن اﻟﺧطﺄ ﻓﻰ ﻗﻳﺎﻣﻬم ﺑﺗﻐذﻳﺔ اﻟﻧﺣﻝ ﻋﻠـﻰ ﻣﺣﻠـوﻝ ﺳـﻛرى أﺛﻧـﺎء ﻣوﺳـم ﻓـﻳض اﻟرﺣﻳق ﻟﻛﻰ ﻳﺧﺗﻠط ﻣﻌﻪ وﻳدﺧﻝ ﻓﻰ ﺗرﻛﻳب اﻟﻌﺳﻝ وﻳﺑـدو وﻛﺄﻧـﻪ ﻋﺳـﻝ طﺑﻳﻌـﻰ . ٕواﻧﻬـم ﻟﻳﻌﺗﻣـدون ﻋﻠــﻰ ﻗــدرة اﻟﻧﺣــﻝ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣوﻳــﻝ اﻟﺳــﻛرﻳﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﻳــﺔ إﻟــﻰ ﺳــﻛرﻳﺎت أﺣﺎدﻳــﺔ . ﻓﻣــﺎ إن ﻳﺗﻧــﺎوﻝ اﻟﻧﺣــﻝ ﻣﺣﻠوﻝ ﺳﻛروز ﺑﺗرﻛﻳز ٥٠% ﺣﺗﻰ ﻳﺣوﻝ ﻣﻧﻪ ٤٢ – ٤٤% إﻟﻰ ﺟﻠوﻛوز وﻓرﻛﺗوز ، ﺑﻌـد ﻧﺻـف ﺳﺎﻋﺔ . وﻳﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻧﺣﻝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻛﻳﻠو ﺟراﻣﺎً ﻣن اﻟﻌﺳﻝ ﻣن ﻛﻳﻠو ﺟراﻣﺎً واﺣداً ﻣـن اﻟﺳـﻛر اﻷﺑﻳض ، إذا ﻳﺳﺗﻬﻠك ﻧﺣواً ﻣن ٢٠ – ٢٥% ﻣـن وزﻧـﺔ ﻓـﻰ ﻋﻣﻠﻳـﺔ اﻟﺗﺻـﻧﻳﻊ . ﻛـﻝ ﻫـذا ﺻـﺣﻳﺢ وﻟﻛن اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻻ ﻳﻌد ﻣطﻠﻘﺎً ﻋﺳﻼً طﺑﻳﻌﻳﺎً ﺧﺎﻟﺻﺎً ﺑﻝ إﻧﻪ ﻋﺳﻝ زاﺋف ﻳﻔﺗﻘـر إﻟـﻰ اﻟﻔﻳﺗﺎﻣﻳﻧـﺎت واﻟﻣﻌﺎدن وﺑﻘﻳﺔ اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺣﻳوﻳﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻰ ﻳﻣﺗﺎز ﺑﻬﺎ رﺣﻳق اﻷزﻫﺎر . واﻷﻣـر اﻟﻣﻬـم أن ﻫـذا اﻟﻌﺳﻝ اﻟزاﺋف ﻻ ﻳﻧطوى ﺳوى ﻋﻠﻰ ﻧوع واﺣد ﻣـن اﻹﻧزﻳﻣـﺎت وﻫـو اﻟـذى ﺗﻔـرزﻩ اﻟﺷـﻐﺎﻻت وﻳﻔﺗﻘـر إﻟﻰ ﺻﻧوف اﻹﻧزﻳﻣﺎت اﻵﺗﻳﺔ ﻣـن اﻟرﺣﻳـق وﻣـن ﺣﺑـوب اﻟﻠﻘـﺎح . وﻷﺟـﻝ ذﻟـك ﻓـﺈن ﻗﻳﻣﺗـﻪ اﻟﻐذاﺋﻳـﺔ ﺗﻛــون ﻣﺗدﻧﻳــﺔ ﻛﻣــﺎ ﻻ ﻳﺻــﻠﺢ ﻋﻼﺟــﺎً ﻷﻣــراض اﻹﻧﺳــﺎن . وﻧﻌــود ﻓﻧؤﻛــد ﻋﻠــﻰ أن ﺗﻘــدﻳم أى ﻏــذاء ﺳﻛرى ﻟﻠﻧﺣﻝ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑطرﻳﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺄن ﻳﻛون اﻟﻣﻧﺣﻝ ﻗرﻳﺑﺎً ﻣن ﻣﺻـدر ﺳــﻛرى ﻣﺗــﺎح ﻟﻠﻧﺣــﻝ ﻳﺟﻌــﻝ اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻏﻳــر طﺑﻳﻌــﻰ. ﻣــن ﻫﻧــﺎ ﺗﺗﺿــﺢ أﻫﻣﻳــﺔ اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﺟﺑﻠــﻰ وﻗﻳﻣﺗﻪ اﻟﺻﺣﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﻳرﻩ ﻣن أﻧواع ﻋﺳﻝ اﻟﻣﻧﺎﺣﻝ . إذ ﻳﻣﺗﺎز ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺄﺗﻰ ﻣـن ﻣﺻـﺎدر رﺣﻳﻘﻳـﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ، وﺑﻌﻳـدة ﻋـن اﻷﻣـﺎﻛن اﻟﺳـﻛﻧﻳﺔ وﻻ ﻳﻣﻛـن أن ﻳﺗﻐـذى ﻣـن ﻣﺻـﺎدر ﺳـﻛرﻳﺔ ﻗرﻳﺑـﺔ ﻛﻣـﺎ ﻗـد ﻳﺣدث ﻟﻧﺣﻝ اﻟﻣﻧﺎﺣﻝ اﻟﻘرﻳﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﻣران .

الحرارة تخرب اإلنزيمات :

ﻓــﻰ رﺣﻠــﺔ إﻧﺗــﺎج اﻟﻌﺳــﻝ ﺛﻣــﺔ ﻣﻣﺎرﺳــﺎت ﺗﺑــدو ﺑﺳــﻳطﺔ ﻟﻛــن ﺗﺄﻣﻠﻬــﺎ ﺑﻌــﻳن اﻟﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺗــﻰ ﻳﺗوﺟــب أن ﻳﺗﺣﻠــﻰ ﺑﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث اﻷﺻــﻳﻝ ﺗﻛﺷــف ﻟﻧــﺎ ﻋــن أﺧطــﺎء ﻗﺎﺗﻠــﺔ ﺗﺗﺳــﺑب ﻓــﻰ ﻓﻘــدان اﻟﻌﺳــﻝ ﻹﻧزﻳﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺣﻳوﻳــﺔ ، وﻣــن ﺛــم ﻷﻫﻣﻳﺗــﻪ اﻟﺗﻐذوﻳــﺔ واﻟﺻــﺣﻳﺔ إﻟــﻰ ﺣــد ﻛﺑﻳــر إن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟﺣرارﻳــﺔ ﻟﻠﻌﺳـﻝ ﻫـﻰ أوﻝ ﻣــﺎ ﻳﺧـرب اﻹ ﻧزﻳﻣــﺎت . ﻓﺎﻹ ﻧزﻳﻣـﺎت ﺑﺣﺳـﺑﺎﻧﻬﺎ ﻣــواد ﺑروﺗﻳﻧﻳـﺔ ﺗﻣﺗــﺎز ﺑﺻـﻔﺔ ﻋــدم اﻟﺛﺑـﺎت اﻟﺣــرارى . ﻓﻔــﻰ درﺟــﺔ اﻟﺻــﻔر اﻟﻣﺋــوى ﺗﻛـﺎد ﺗﻛــون اﻹ ﻧزﻳﻣــﺎت ﻣﻌدوﻣــﺔ اﻟﻣﻔﻌــوﻝ ، وﻟــو أن



-١١-









ﻗدرﺗﻬﺎ ﺗﻛﻣن ﻓﻳﻬﺎ ﺛم ﺗزداد ﻣﻘدرﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗـدرﻳﺞ ﻣـﻊ ارﺗﻔـﺎع درﺟـﺔ اﻟﺣـرارة . وﻳﻛـﺎد ﺗﺗﺿـﺎﻋف اﻟﻘـدرة ﻛــﻝ ﻋﺷــرة درﺟــﺎت ﻣﺋوﻳــﺔ ﺣﺗــﻰ إذا ﻣــﺎ وﺻــﻠت إﻟــﻰ درﺟــﺔ ﺗﺗــراوح ﺑــﻳن ٣٧ – ٤٠ درﺟــﺔ ، ﻛﺎﻧــت اﻟﻘــدرة اﻹ ﻧزﻳﻣﻳــﺔ ﻓــﻰ ﺣــدﻫﺎ اﻷﻗﺻــﻰ . ﻓــﺈذا ﻣــﺎ زادت درﺟــﺔ اﻟﺣــرارة ﻳﻌــد ذﻟــك أﺧــذت اﻟﻣﻘــدرة ﻓــﻰ اﻟﻧﻘﺻﺎن ﺣﺗﻰ إذا ﻣﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ درﺟﺔ ٦٥ ﻣﺋوﻳﺔ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﻘد ﻣﻘدرﺗﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً ٕواﻟـﻰ ﻏﻳـر ﻋـودة وﺗوﺻــف اﻹ ﻧزﻳﻣــﺎت ﻓــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﻗﺗﻠــت. ﻓــﺎﻟﺣرارة اﻟزاﺋــدة ﺗﻘﺗــﻝ اﻹ ﻧــزﻳم وﺗﻔﻘــدﻩ ﺧواﺻــﻪ اﻟطﺑﻳﻌﻳــﺔ واﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳــﺔ . ﻫــذﻩ إﺣــدى ﺧﺻــﺎﺋص اﻹ ﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻣﻬﻣــﺔ وﻫــﻰ ﻣــﺎ ﻳــرﺑط اﻟﺣﻳــﺎة ﺑــﺎﻹ ﻧزﻳم وﻳرﺑط اﻹ ﻧزﻳم ﺑﺎﻟﺣﻳﺎة .

أﻣـــﺎ ﻋـــن إﻧزﻳﻣـــﺎت اﻟﻌﺳـــﻝ ﻓﻘـــد وﺟـــد اﻟﺑـــﺎﺣﺛون أن ﺗﺳـــﺧﻳن اﻟﻌﺳـــﻝ إﻟـــﻰ درﺟـــﺔ ﺣـــرارة ٨٠ درﺟـﺔ ﻣﺋوﻳـﺔ ﻟﻣـدة ﺗﺳـﻊ دﻗــﺎﺋق ﻳﺧـرب إﻧـزﻳم اﻻﻧﻔرﺗﻳـز ﺗﻣﺎﻣــﺎً . ﻓـﻰ ﺣـﻳن أن اﻟﺗﺳـﺧﻳن ﻟﻣــدة ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻌد ﻛﺎﻓﻳﺎً ﻹﺗﻼف إﻧزﻳﻣﺎت اﻷﻣﻳﻠﻳز .

انزيمات العسل وحرارة القطف :

ﻛﺛﻳرة ﻫـﻰ اﻻﻋﺗراﺿـﺎت اﻟﺗـﻰ ﻳﺳـﺟﻠﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣـﺎء ﺿـد اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻟﺗﺟﺎرﻳـﺔ اﻟﺧﺎطﺋـﺔ اﻟﺗـﻰ ﻳﻘﺗرﻓﻬﺎ ﻣﻧﺗﺟو اﻟﻌﺳـﻝ ، ﺧـﻼﻝ ﻣراﺣـﻝ اﻹﻧﺗـﺎج . إن ﻣـن أوﻟـﻰ اﻷﺧطـﺎء ﺧطـﺄ ﺷـﺎﺋﻊ ﻓـﻰ اﻟﻣﻧﺎﺣـﻝ اﻟﺑﻠدﻳــﺔ (اﻟطﻳﻧﻳــﺔ) ﻟــدى ﻗطــف وﻓــرز اﻟﻌﺳــﻝ . أﻋﻧــﻰ ﻟــدى ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﺳــﺗﺧراج وﻓﺻــﻝ اﻟﻌﺳــﻝ ﻣــن أﻗراﺻــﻪ اﻟﺷــﻣﻌﻳﺔ . ﺛﻣــﺔ ﺑﻌــض اﻟﻧﺣﺎﻟــﺔ ﻗــد ﻳﻠﺟــﺄ ﺑﻌــد ﺟﻣــﻊ اﻷﻗــراص ﻓــﻰ ﺻــﻔﺎﺋﺢ ﻣﻌدﻧﻳــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗﺳﺧﻳن ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟزﻣن . ﺗﺗرك ﺑﻌدﻫﺎ ﻗﻠﻳﻼً ﻟﺗﺑرد ﻓﺗﺗﺟﻣﻊ ﻗطﻊ اﻟﺷﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟﻌﺳﻝ

. ﻋﻧدﻫﺎ ﻳﻘوم اﻟﻧﺣﺎﻟﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻘطﻊ اﻟﺷﻣﻌﻳﺔ وﻓﺻـﻠﻬﺎ ﻋـن ﺳـﺎﺋﻝ اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﻣﻔـروز اﻟـذى ﻳﻌﺑـﺄ ﻓـﻰ أوﻋﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗواﻓق رﻏﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻳن .

إن اﻟﺧطـــﺄ ﻫﻧـــﺎ ، ﻫـــو ﻋﻣﻠﻳـــﺔ اﻟﺗﺳـــﺧﻳن . إذ ﺗـــؤدى إﻟـــﻰ ﺗﺧرﻳـــب وﺗﻠـــف ﺷـــدﻳدﻳن ﻓـــﻰ اﻧزﻳﻣﺎت اﻟﻌﺳﻝ . وﺗزداد ﺳرﻋﺔ ﺗﺣﻠﻠﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻣـدة اﻟﺗﻌـرض ﻟﺣـرارة اﻟﺗﺳـﺧﻳن . وﻷﺟـﻝ ذﻟـك ، ﺗدﻝ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻳﺔ اﻟﺗﻰ أﺟرﻳت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻣﻌﺎﻣﻝ وﻓق ﻫذﻩ اﻵﻟﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺧﻔـﺎض ﻓـﺎﺣش ﻓــﻰ درﺟــﺔ اﻟﻧﺷــﺎط اﻹ ﻧزﻳﻣــﻰ ﻟﻛﺎﻓــﺔ إﻧزﻳﻣــﺎت اﻟﻌﺳــﻝ . وﻫــذا ﻣﻣــﺎ ﻳــؤدى إﻟــﻰ ﻓﻘــد اﻟﻌﺳــﻝ ﻗﻳﻣﺗــﻪ اﻟﺗﻐذوﻳﺔ واﻟﺷﻔﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻰ ذﻛرت ﻓﻰ ﻛﺗﺎب اﷲ اﻟﻛرﻳم .

حرارة اإلسالة تخرب اإلنزيمات :


-١٢-








ربّ ﻗﺎﺋﻝ ﻳﻘوﻝ : إن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷـرﻛﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟـﺔ ﻟﻠﻌﺳـﻝ وﻏﺎﻟﺑﻳـﺔ اﻟﻧﺣـﺎﻟﻳن ﻟـم ﺗﻌـد ﺗﺳـﺗﺧدم اﻟﺧﻼﻳﺎ اﻟﺑﻠدﻳﺔ اﻟﺗﻘﻠﻳدﻳﺔ وﻻ ﺗﻌﺗﻣد طرﻳﻘﺔ ﻓرز اﻟﻌﺳﻝ ﺑﺎﻟﺗﺳـﺧﻳن . وﻫـذا ﺻـﺣﻳﺢ إذ ﻳﺳـﺗﻌﻣﻝ ﻓـراز ﻛﻬرﺑﻰ ﻳﻌﻣﻝ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟطﺎردة اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻓﻰ ﻓرز اﻟﻌﺳـﻝ ﻣـن أﻗراﺻـﺔ اﻟﺷـﻣﻌﻳﺔ . وﻟﻛـن اﻟـذى ﻳﺣـدث أﻧﻬم ﺑﻌد ﻋﻣﻠﻳﺔ اﻟﻔرز ﻳﻌﻣدون إﻟﻰ ﺗﺳﺧﻳن اﻟﻌﺳﻝ ﻗﺑﻝ ﺗﺧزﻳﻧﺔ أو ﺑﻌدﻩ ﻷﻏراض ﺷﺗﻰ ﻣﻧﻬﺎ :
١- ﺳــﻬوﻟﺔ ﺗﻔرﻳــﻎ اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﻣﺧــزون وﺗﻌﺑﺋﺗــﻪ ﻓــﻰ ﻋﺑــوات ﺻــﻐﻳرة وﺑﺧﺎﺻــﺔ ﻟــدى ﺗﻌﺑﺋﺗــﻪ آﻟﻳــﺎً . ﻓــﺎﻟواﻗﻊ أن اﻟﺗﻌﺑﺋــﺔ اﻵﻟﻳــﺔ ﻻ ﺗواﻓــق اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ اﻟــذى ﻳﻣﺗــﺎز ﺑﻘــواط ﻏﻠــﻳظ ﻛﺛﻳــف . وﻟــذا ﻳﻠﺟﺄ اﻟﻣﻧﺗﺟون إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻪ ﺣرارﻳـﺎً ﻛﻳﻣـﺎ ﺗﺧـف ﻟزوﺟﺗـﻪ وﻳﺳـﻳﻝ . وﻫـذا ﺳـﻠوك ﺷـﺎﺋن ﻳﺧـرب إﻧزﻳﻣﺎﺗﻪ وﻣوادﻩ اﻟﻧﺷطﺔ اﻟﺣﻳوﻳﺔ وﻓق ﻣﺎ دﻟت دراﺳﺎت اﻟﻣﺣﻠﻠﻳن .

٢- درج ﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﻳن ﻋﻠﻰ إﺟراء ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺑﺳﺗرة ﺑﺗﺳﺧﻳن اﻟﻌﺳـﻝ ﻋﻠـﻰ درﺟـﺔ ﺣـرارة ٥,٦٥ ﻣﺋوﻳﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﻘﻝ ﻋـن ﻧﺻـف ﺳـﺎﻋﺔ أو ﻋﻠـﻰ درﺟـﺔ ٧١ – ٧٢ ﻣﺋوﻳـﺔ ، ﻟﻣـدة ﻻ ﺗﻘـﻝ ﻋـن ١٥ ﺛﺎﻧﻳﺔ ، ﻋﻠـﻰ أن ﻳﻌﻘـب ذﻟـك اﻟﺗﺑرﻳـد إﻟـﻰ درﺟـﺔ ٢٥ ﻣﺋوﻳـﺔ ﻓـﻰ ﻛﻠﺗـﺎ اﻟﺣـﺎﻟﺗﻳن . وﻳـدﻋﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟون أن ﻣـن ﺷـﺄن اﻟﺑﺳـﺗرة ﻫـدم ﺧﻼﻳـﺎ اﻟﺧﻣﻳـرة ، ﻹﻋﺎﻗـﺔ ﺗﻠـف اﻟﻌﺳـﻝ ﺑﻔﻌـﻝ اﻟﺗﺧﻣﻳـر . وﻣﻌروف ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ أن أﻧواﻋﺎً ﻣن اﻟﺧﻣﻳرة وﺧﺎﺻﺔ زﻳﺟوﺳﻛﺎروﻣﻳﺳﻳس ﺑوﺳﻌﻬﺎ ﺗﺣﻠﻳـﻝ ﺟﻠوﻛـوز وﻓرﻛﺗوز اﻟﻌﺳـﻝ إﻟـﻰ ﻛﺣـوﻝ وﺛـﺎﻧﻰ أﻛﺳـﻳد اﻟﻛرﺑـون . وﻳﻣﻛـن أن ﺗﺗﺣﻠـﻝ اﻟﻛﺣـوﻻت أﻳﺿـﺎً ﻓـﻰ وﺟود ﺑﻛﺗﻳرﻳﺎ ﺣﻣض اﻟﺧﻠﻳك إﻟﻰ ﺣﻣض ﺧﻠﻳك وﻣﺎء . وﻣن ﺛم ﻳﺻﺑﺢ ﻟﻠﻌﺳـﻝ اﻟﻣﺗﺧﻣـر طﻌـم ﺣﻣﺿﻰ وﺗظﻬر ﻋﻠﻰ ﺳطﺣﻪ رﻏوة ﻣن ﺛﺎﻧﻰ أﻛﺳﻳد اﻟﻛرﺑون . ﻋﻠـﻰ أﻧﻧـﺎ ﻧﺑـﺎدر إﻟـﻰ اﻟﺗﺳـﺎؤﻝ

: وﻣﺗﻰ ﻳﺣدث ذﻟك ؟

اﻟواﻗــﻊ ، أن اﻟﻌﺳــﻝ ﻻ ﻳﺗﺧﻣـــر إﻻ إذا زادت ﻧﺳــﺑﺔ رطوﺑﺗــﻪ ﻋـــن ٢٠% . وﻻ ﻳﺗــﺄﺗﻰ ذﻟـــك إﻻ ﺑﻔرز ﻋﺳﻝ ﻏﻳـر ﻧﺎﺿـﺞ أو ﺑﺈﺿـﺎﻓﺔ اﻟﻣـﺎء إﻟﻳـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﻳﻝ اﻟﻐـش . أﻣـﺎ ﻟـو أﻧـﺗﺞ اﻟﻌـس ﺑﺻـورة ﺟﻳــدة ﻓــﻼ ﻳﺗﻌــرض ﻣطﻠﻘــﺎً ﻟﻌﻣﻠﻳــﺎت ﺗﺧﻣﻳرﻳــﺔ وﻻ ﻳﺣﺗــﺎج أﺑــداً ﻷﻳــﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ ﺣرارﻳــﺔ . وﻣــرة أﺧــرى ﻳــدﻋﻰ ﺑﻌــض اﻟﻣﻧﺗﺟــﻳن أن ﻣــن ﺷــﺄن ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻟﺑﺳــﺗرة إﺑﻘﺎﺋــﻪ راﺋﻘــﺎً ﻷطــوﻝ ﻓﺗــرة ﻣﻣﻛﻧــﺔ ﻣــن دون ﺗﺣﺑﺑﻪ أو ﺗﺟﻣدﻩ ﻋﻧد ﺗﻌرﺿﻪ ﻣﺳـﺗﻘﺑﻼً ﻟـدرﺟﺎت ﺣـرارة ﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ . ﻫـذا ﻷن اﻟﺷـﺎﺋﻊ ﻟـدى ﺟﻣﻬـور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻳن أن اﻟﻌﺳﻝ اﻟذى ﻳﺗﺟﻣد ﻓﻰ اﻟﺷﺗﺎء ﻳﻛون ﻣﻐﺷوﺷﺎً . وﻫذا ﻓﻰ اﻟواﻗﻊ ظن ﺧﺎطﺊ ، إذ أن ﻛــﻝ أﻧــواع اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ ﻻﺑــد أن ﺗﺗﺣﺑــب ﻓــﻰ وﻗــت ﻣــﺎ، ﻓﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻗــد ﻳﺗﺣﺑــب ﺑﻣﺟــرد اﻧﺗﺎﺟــﻪ واﻟﺑﻌض اﻵﺧـر ﻗـد ﻳﺳـﺗﻣر ﺳـﺎﺋﻼً ﺑﺿـﻌﺔ ﺷـﻬور أو ﺳـﻧوات ﺛـم ﻳﺗﺟﻣـد . وﻫـذﻩ اﻟﺧﺎﺻـﻳﺔ طﺑﻳﻌﻳـﺔ


-١٣-









وﻣﻣﻳــزة ﻟﻠﻌﺳــﻝ ﺑﺻــﻔﺔ ﻋﺎﻣــﺔ إذ أن ﻛــﻝ أﻧواﻋــﻪ ﺗﻘرﻳﺑــﺎً ﺗﻛــون ﻓــوق ﻣﺷــﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﺟﻠوﻛــوز ، وﻟﻳﺳت ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرﻛﺗوز ﻓﻳﺗﺑﻠور اﻟﺟﻠوﻛوز ﻣن اﻟﻣﺣﻠـوﻝ . وﻋﻠـﻰ ﺧـﻼف ذﻟـك ﻓـﺈن اﻟﻌﺳـﻝ ﻏﻳــر اﻟﻧﺎﺿــﺞ (وﻫــو اﻟﻌﺳــﻝ اﻟــذى ﺗوﺟــد ﻓﻳــﻪ ﻧﺳــﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌــﺔ ﻣــن اﻟﺳــﻛروز وﻧﺳــﺑﺔ ﺑﺳــﻳطﺔ ﻣــن اﻟﺟﻠوﻛوز ﻣﻊ ﻗدر ﻛﺑﻳر ﻣن اﻟﻣـﺎء) ، ﻳﻌـد أﻗـﻝ ﻣـﻳﻼً ﻟﻠﺗﺣﺑـب . أﻣـﺎ ﺑﻌـد ﻧﺿـﺞ اﻟﻌﺳـﻝ (ﺣﻳـث ﻳﻘـﻝ اﻟﺳﻛروز ﻛﺛﻳـراً وﻳزﻳـد ﻣﻌـدﻝ اﻟﺟﻠوﻛـوز) ، ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻐـدو أﻛﺛـر ﻣـﻳﻼً ﻟﻠﺗﺟﻧـب . ﻓﺎﻟﻌﺳـﻝ اﻟطﺑﻳﻌـﻰ إذن ﻻﺑــــــد أن ﻳﺗﺟﻣــــــد ﻓــــــﻰ درﺟــــــﺎت اﻟﺣــــــرارة اﻟﻣﻧﺧﻔﺿــــــﺔ ﻣــــــن اﻟﺣــــــرارة وﺑﺷــــــﻛﻝ ﺧــــــﺎص ﺑــــــﻳن ١٠ -١٨ ◌ْم ، أﻣﺎ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻠﺗﺣﺑب ﻓﻬﻰ ١٤ ◌ْم . إن ﻫذا اﻟﺗﺟﻧب ﺣﺎﻟﺔ طﺑﻳﻌﻳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺳـــﻝ اﻟطﺑﻳﻌـــﻰ . وﻳﺗوﺟـــب ﻋﻠـــﻰ اﻟﻣﺳـــﺗﻬﻠك إذا أراد أن ﻳﺳـــﺗﻔﻳد ﻣـــن اﻟﻌﺳـــﻝ ﺑﺷـــﻛﻝ ﻛﺎﻣـــﻝ أن ﻳﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو ، دون أى ﺗﺳـﺧﻳن ﻳﺧـرب ﻣـواردﻩ اﻟﻔﻌﺎﻟـﺔ ٕواﻧزﻳﻣﺎﺗـﻪ اﻟﺣﻳوﻳـﺔ اﻟﻣﻔﻳـدة وﺑﺧﺎﺻـﺔ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﻳن ﻳﻠﺗﻣﺳون ﻓﻳﻪ اﻟﺷﻔﺎء .

أحوال اإلنزيمات وظروف التخزين :

ﺗــؤﺛر ظــروف ﺗﻌﺑﺋــﺔ وﺗﺧــزﻳن اﻟﻌﺳــﻝ ﻋﻠــﻰ إﻧزﻳﻣﺎﺗــﻪ اﻟﻧﺷــطﺔ إﻟــﻰ ﺣــد ﻛﺑﻳــر . ﻓﺎﻟﻌﺳــﻝ ﻳﺗوﺟب ﺗﻌﺑﺋﺗﻪ ﻓﻰ ﻋﺑوات ﻣﻌﺗﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ إﻧزﻳﻣﺎﺗﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﻳر ﺿوء اﻟﺷﻣس اﻟﻣﺑﺎﺷـر وﻣـن اﻟﺿـوء اﻟﺷدﻳد . وأﻓﺿﻝ أواﻧﻳﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟزﺟﺎج داﻛن اﻟﻠـون ، أو اﻟﻔﺧـﺎر اﻟﻣﺻـﻘوﻝ أو اﻷﻟوﻣﻧﻳـوم أو اﻟﺻـﻔﻳﺢ اﻟﻣﺟﻠﻔــن أو اﻟﺑﻼﺳـﺗﻳك اﻟﻣﺗﻌــﺎدﻝ . ٕواذا ﻛـﺎن اﻟزﺟــﺎج ﺷـﻔﺎﻓﺎً ﻋــدﻳم اﻟﻠـون ، ﻓﻣــن اﻷوﻓــق وﺿﻌﻪ ﻓﻰ ﻋﺑوات ﻛرﺗوﻧﻳﺔ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﻟﻠﻌﺳﻝ ﻣن ﺗﺄﺛﻳر اﻟﺿوء . وﻟﺗﺧـزﻳن اﻟﻌﺳـﻝ ﺑﻛﻣﻳـﺎت ﻛﺑﻳـرة ﻳﻠـزم ﺣﻔظــﻪ ﻓــﻰ ﺑراﻣﻳــﻝ ﺧﺷــﺑﻳﺔ ﻣــن ﺧﺷــب اﻟﺣــور أو اﻟزﻳزﻓــون أو ﺳــوى ذﻟــك ﻣــن أﻧــواع ﻻ ﺗﺗﺟــﺎوز رطوﺑﺗﻬــﺎ ٢٠% وﻫــﻰ ﻧﻔﺳــﻬﺎ رطوﺑــﺔ اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ . وﻓــﻰ اﻟﻣﺧــﺎزن ﻳﺗوﺟــب أﻻ ﺗزﻳــد اﻟرطوﺑــﺔ اﻟﻧﺳــﺑﻳﺔ ﻓــﻰ ﻫــواء ﺣﺟــرات اﻟﺗﺧــزﻳن ﻋــن ٦٥% ، ﻧظــراً ﻟﻘــدرة اﻟﻌﺳــﻝ ﻋﻠــﻰ اﻣﺗﺻــﺎص اﻟرطوﺑــﺔ اﻟزاﺋدة اﻟﺗﻰ ﺗﺧرﺑﻪ ﺣـﻳن ﺗﻬﻳـﺊ اﻟﻣﺟـﺎﻝ ﻟﺗﺧﻣـرﻩ وﻧﻣـو اﻟﻔطرﻳـﺎت ﻓﻳـﻪ . وﻗـد ﺗﺑـﻳن أن أﻋﻠـﻰ ﻣﻌـدﻝ ﻟﺣــدوث اﻟﺗﺧﻣــر ﻫــو ﺑــﻳن ١١ ، ١٩ ◌ْم . وﻳﺗوﺟــب أن ﺗﻛــون ﺣﺟــرات اﻟﺗﺧــزﻳن ﺟﺎﻓــﺔ ، ﻣظﻠﻣــﺔ ﻋدﻳﻣﺔ اﻟراﺋﺣﺔ وﺑﺎردة ﺗﺗـراوح درﺟـﺔ ﺣرارﺗﻬـﺎ ﻣـﺎ ﺑـﻳن ٥ ، ١٠ ◌ْم . وﻗـد رﺻـدت ﺑﺎﻟﻔﻌـﻝ دراﺳـﺎت اﻟﺑﺎﺣﺛﻳن ﺣدوث ﺗﻧـﺎﻗص ﻣﺗزاﻳـد ﻓـﻰ ﻛﻣﻳـﺎت ﻧـزﻳم اﻻﻧﻔرﺗﻳـز واﻷﻣﻳﻠﻳـز واﻟﺟﻠوﻛـوز أوﻛﺳـﻳدﻳز أﺛﻧـﺎء ﺗﺧزﻳن اﻟﻌﺳﻝ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺣرارة ﺗزﻳد ﻋﻠـﻰ ١٠ ◌ْم وﺑﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻰ اﻷ ﻧـواع ذات اﻟﻣﺣﺗـوى اﻟرطـوﺑﻰ اﻟﻣرﺗﻔﻊ . وﻓﻰ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ أظﻬرت دراﺳﺔ أﺧرى اﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺗﺧزﻳن اﻟﻌﺳﻝ ﻟﻣدة ﺛـﻼث ﺳـﻧوات ﻋﻠـﻰ



-١٤-









درﺟـﺔ ﺣـرارة ١٠ ◌ْم ، أو ﻟﻣـدة ﻻ ﺗزﻳـد ﻋـن ﻋـﺎم واﺣـد ﻋﻠـﻰ دﺟـﺔ ٢٠ ◌ْم ، أو ﻟﻣـدة ﻻ ﺗﺗﺟـﺎوز ﺷﻬراً واﺣداً ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ٣٠ْ م ، ﺑدون ﺧﺷﻳﺔ ﻣن ﻓﻘد إﻧزﻳﻣﺎﺗﻪ اﻟﻧﺷطﺔ اﻟﺣﻳوﻳﺔ .

بيـن التحلية والتغذية :

اﻟﺣﻳﺎة ﺻﺣﺔ ﻗﺑﻝ ﻛﻝ ﺷﺊ وﻫذا ﻫو اﻟﻣﺟﺎﻝ اﻟذى ﻳﺳﻬم ﻓﻳﻪ اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌﻰ اﻟﺣﻰ ﻋﻠـﻰ ﻧﺣو ﻳﺗزاﻳد ﺑﺈطراد . ﻏﻳر أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻳزة اﻟﺗـﻰ ﻻ ﺗﻘـدر ﺑـﺛﻣن ﺗوﺷـك أن ﺗﺿـﻳﻊ ﺑﺳـﺑب اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻟﻣﻧﺣرﻓﺔ اﻟﺗﻰ ﺗطﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ واﻟﻧﺣﺎﻟﻳن .

ٕواﻧـــﻪ ﻷﻣـــر ﻏرﻳـــب أن ﻳﺗﺟﺎﻫـــﻝ ﺑﻌﺿـــﻬم ﻋﺎﻗﺑـــﺔ ﻣـــﺎ ﻳﻘﺗرﻓـــون ﻣـــن أﺧطـــﺎء ﺑﺣـــق ﻛﻧـــز اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت اﻟﺛﻣﻳن ﻏﻳر واﻋﻳن أن اﻟﺧﺳﺎرة ﻓﻰ ذﻟك أﻛﺑـر ﻣـن اﻟـرﺑﺢ ﺑﻛﺛﻳـر . وﻟـﻳس أﻋظـم ﺧﺳـﺎرة ﻣــن " اﻟﻔﺗﻧــﺔ " اﻟﺗــﻰ ﻳﺛﻳرﻫــﺎ ﻋﺳــﻠﻬم اﻟزاﺋــف ﻏﻳــر اﻟﺣﻘﻳﻘــﻰ ، ﺣــﻳن ﻻ ﻳﺷــﻔﻰ أﺣــداً ﻣــن اﻟﻣرﺿــﻰ اﻵﻛﻠﻳن . ﻫؤﻻء اﻟذﻳن ﻳطﺎﻟﻌون ﻓﻰ ﻛﺗﺎب اﷲ اﻟﺣﻛﻳم ﻋن ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻌﺳﻝ : وﻣن ﺳورة اﻟﻧﺣﻝ :

" ﻳﺧرج ﻣن ﺑطوﻧﻬﺎ ﺷراب ﻣﺧﺗﻠف أﻟواﻧﻪ ﻓﻳﻪ ﺷﻔﺎءٍ ﻟﻠﻧﺎس " اﻵﻳﺔ (٦٩)

أﻣﺎ آن ﻟﻧﺎ أن ﻧﻧﻘذ ﻫذﻩ اﻟوﺳﻳﻠﺔ اﻟﻌﻼﺟﻳﺔ اﻟراﺋﻌﺔ ﻣن أﻳدى اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ اﻟﻣزﻳﻔـﺔ واﻟﻧﺣـﺎﻟﻳن اﻟﻐﺎﺷــﻳن ؟ أﻣــﺎ آن ﻟﻧــﺎ أن ﻧﻛﺷــف زﻳــف ﻣــﺎ ﻳﺻــﻧﻌون وأن ﻧــدﻝ اﻟﻧــﺎس ﻋﻠــﻰ ﺧﺻــﺎﺋص وﻋﻼﻣــﺎت اﻟﻌﺳﻝ اﻟطﺑﻳﻌﻰ اﻟﺻﺎدق اﻟذى ﻓﻳﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻬم أﺟﻣﻌﻳن ؟

رﺑﻣـــﺎ ﻻ ﻳﻌـــرف اﻟﻛﺛﻳـــرون أن اﻟﺗﺷـــرﻳﻌﺎت اﻟﻐذاﺋﻳـــﺔ ﻓـــﻰ ﻛﺛﻳـــر ﻣـــن اﻟـــدوﻝ ﺗوﺟـــب رﺻـــد اﻟﻣﺣﺗــوى اﻹ ﻧزﻳﻣــﻰ ﻓــﻰ أﻧــواع اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﻣﺗداوﻟــﺔ ﺑﺎﻷﺳــواق . ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣﻧﻬــﺎ ﺛرﻳــﺎً ﻓــﻰ اﻹ ﻧزﻳﻣــﺎت ﻣطﺎﺑﻘﺎً ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت أﺟﻳز اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻰ اﻟﺗﻐذﻳـﺔ اﻟطﺎزﺟـﺔ ﺑﻐـرض اﻹﻓـﺎدة واﻻﺳﺗﺷـﻔﺎء . وﻣـﺎ ﻛـﺎن دون ذﻟك ﻻ ﻳﺳﺗﻌﻣﻝ ﺳـوى ﻓـﻰ ﺗﺣﻠﻳـﺔ اﻷﻏذﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧـﺎزﻝ وﻓـﻰ ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻟﻐـذاء . ﻓﻬـذا اﺗﺟـﺎﻩ ﻛﻣـﺎ ﻧرى ﻣدﻫش وﻧﺎﻓﻊ ﻣن ﺟﻣﻳﻊ اﻟوﺟوﻩ وﻟﻌﻠﻧﺎ إﻟﻳﻪ داﻋون وﺑﻪ ﻣﻧﺎدون .

وﻟﻛــن .. ﻣــﺎذا ﻋــن أﻧــواع اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﺗــﻰ ﺗــزدﺣم ﺑﻬــﺎ رﻓــوف ﻣﺣــﻼت اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﻐذاﺋﻳــﺔ وﺗﻌــﺞ ﺑﻬــﺎ اﻷﺳواق ؟

ﻳؤﺳﻔﻧﻰ أن أﻗوﻝ إن دراﺳﺎت ﺗﺣﻠﻳﻠﻳﺔ أﺟرﻳـت ﻋﻠـﻰ أﻧـواع اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﺗﺟﺎرﻳـﺔ ﻓـﻰ أﺳـواﻗﻧﺎ أظﻬرت أن اﻟﻛﺛﻳر ﻣﻧﻬﺎ ﻳﻛﺎد أن ﻳﺧﻠو ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣن أى رﺻﻳد اﻧزﻳﻣﻰ .

ﻓــﺈﻧظر ﻛــم ﻣــن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻧﺎﻓﻌــﺔ ﻳﻣﻛــن اﺳﺗﺧﻼﺻــﻬﺎ ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟدراﺳــﺎت اﻟﺻــﺎدﻣﺔ اﻟﺗــﻰ ﻧﻌــرف ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ أن ﻣﻌظم أﻧواع اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻰ أﺳواﻗﻧﺎ ﻻ ﺗﻔﻳد اﻟﻣرﺿﻰ ﻓﻰ ﺷـﺊ .ﻓـﺄﻧواع اﻟﻌﺳـﻝ


-١٥-









اﻟﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﺗﻐذﻳﺔ اﻟﻧﺣـﻝ ﺗﻐذﻳـﺔ طﺑﻳﻌﻳـﺔ ﻛﺎﻣﻠـﺔ ، وﻳـدﺧﻝ ﻓﻳﻬـﺎ ﺗﻐذﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻟﻳـﻝ اﻟﺳـﻛرﻳﺔ ﻻ ﺗﻔﻳد .!!

وﺷــﺗﻰ أﻧــواع اﻟﻌﺳــﻝ اﻟﺗــﻰ ﺗﻌرﺿــت ﻹﺣــدى وﺳــﺎﺋﻝ اﻟﻐــش اﻟﺗﺟــﺎرى ﻛﺈﺿــﺎﻓﺔ اﻟﻣــﺎء أو اﻟﻧﻣﺷﺎ أو اﻟﺳﻛروز أو اﻟﻌﺳﻝ اﻷﺳـود أو اﻟﺳـﻛر اﻟﻣﺣـوﻝ أو اﻷﻳزوﻣﻳـروز أو ﻋﺳـﻝ اﻟﺟﻠوﻛـوز ﻻ ﺗﻔﻳد .!! وأﻧواع اﻟﻌﺳﻝ اﻟﺗﻰ ﺗﻌرﺿت ﻟﻠﺗﺳﺧﻳن أو اﻟﺑﺳﺗرة ﻟﻛﻳﻼ ﺗﺗﺟﻣد أو ﺗﻌرﺿت ﻟﺣرارة اﻹﺳـﺎﻟﺔ ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ ﻻ ﺗﻔﻳد. !!

وأﻧواع اﻟﻌﺳﻝ اﻟﺗﻰ ﺗﺧزن طوﻳﻼً ﻓﻰ ظروف ﻏﻳر ﻣواﺗﻳﺔ ، وﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺣرارة ﻏﻳر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻻ ﺗﻔﻳد

.!! ﻻ ﻳﻔﻳــد اﻟﻧــﺎس أﺻــﺣﺎء وﻣرﺿــﻰ ﺳــوى اﻟﻌﺳــﻝ اﻟطﺑﻳﻌــﻰ اﻟﺣــﻰ اﻟــذى ﻳﺣــﺗﻔظ ﺑﻛﺎﻣــﻝ ﻣﻛوﻧﺎﺗــﻪ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ﻣن اﻹ ﻧزﻳﻣﺎت واﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟدﻗﻳﻘـﺔ اﻟﺷـﺎﻓﻳﺔ . ﻓﻬـذا ﻫـو اﻟﻌﺳـﻝ اﻟوﺣﻳـد اﻟـذى ﻳﺳـﺗﺣق أن ﻳوﺻف ﺑﺎﻟدواء .. أﻛﺛر ﻣن وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻐذاء .. ﺑﻪ وﻣﻧﻪ وﻓﻳﻪ ﻟﻠﻧﺎس ﺷﻔﺎء .


































-١٦-









المراجـــع :

١- اﻟﺑﻧــﻰ ، ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻰ (١٩٨٧): ﻧﺣــﻝ اﻟﻌﺳــﻝ ﻓــﻰ اﻟﻘــرآن واﻟطــب ، ﻣرﻛــز اﻷﻫــرام ﻟﻠﺗرﺟﻣــﺔ واﻟﻧﺷر ، اﻟﻘﺎﻫرة .

٢- اﻟﺑﻧﻰ ، ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ (١٩٩٤): ﻧﺣﻝ اﻟﻌﺳﻝ وﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ، دار اﻟﻣﻌﺎرف ، اﻟﻘﺎﻫرة .

٣- اﻟﺑﻧــﻰ ، ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻰ (١٩٩٨): اﻟــدور اﻟوﻗــﺎﺋﻰ واﻟﻌﻼﺟــﻰ ﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت ﻧﺣــﻝ اﻟﻌﺳــﻝ ﻛﺧــﺎﻓض ﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﻫون ﻓﻰ اﻟدم ، ﻣﺟﻠﺔ ﻧﺣﻝ اﻟﻌﺳﻝ ، اﻟﻌدد اﻷوﻝ ، اﻟﻘﺎﻫرة .

٤- اﻟـدﻗر ، ﻣﺣﻣــد ﻧـزار (١٩٧٣): اﻻﺳﺗﺷــﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﺳـﻝ (اﻟﻌﺳــﻝ واﻟـداء اﻟﺳــﻛرى، ﻣﺟﻠـﺔ ﺣﺿــﺎرة اﻹﺳﻼم ، اﻟﻌدد ٨ ، دﻣﺷق .

٥- اﻟدﻗر، ﻣﺣﻣد ﻧزار (١٩٧٤): اﻟﻌﺳﻝ ﻓﻳﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻧﺎس ، دار اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ، دﻣﺷق .

٦- اﻟدﻧﺷﺎرى ، ﻋز اﻟدﻳن (٢٠٠١):ﻋﻼج ﺑﻼ دواء ، دار اﻟﻬﻼﻝ ، اﻟﻘﺎﻫرة .

٧- اﻟﺻﺑﺎغ ، ﻣﺣﻣد ﻣﺗوﻟﻰ (١٩٩٢): أﺿواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺟزات اﻟﺧﻔﻳﺔ ﻷﻧواع اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﻌﻼﺟﻳـﺔ ، اﻟﻧدوة اﻟدوﻟﻳﺔ ﻟﻼﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟطﺑﻳﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻧﺣﻝ اﻟﻌﺳﻝ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻰ ﻟﻠﺑﺣوث ، اﻟﻘﺎﻫرة
.
٨- اﻟﻌش ، ﻋﺑد اﻟﺳﻼم (٢٠٠٦): ﻏذاؤك دواؤك ، اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب، اﻟﻘﺎﻫرة.

٩- اﻟﻘﺻــﺑﻰ، إﺳــﻣﺎﻋﻳﻝ (١٩٩٧): ﻋﺳــﻝ اﻟﻧﺣــﻝ وﺑﻌــض اﺳــﺗﺧداﻣﺎﺗﻪ اﻟطﺑﻳــﺔ ، اﻟﻧــدوة اﻟدوﻟﻳــﺔ ﻟﻼﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟطﺑﻳﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻧﺣﻝ اﻟﻌﺳﻝ ، اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻰ ﻟﻠﺑﺣوث ، اﻟﻘﺎﻫرة .

١٠- إﻳورﻳش، ﻧﺎﻋوم ﺑﻳﺗروﻓﻳﺗش (١٩٨٧): اﻟﻧﺣﻝ واﻟطب ، ﺗرﺟﻣﺔ إﺑراﻫﻳم ﻣﻧﺻور اﻟﺷـﺎﻣﻰ ، اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ، اﻟﻘﺎﻫرة .

١١- ﺑﺎﻋﺷن، ﻧﺑﻳﻪ (٢٠٠٠): ﺗﺄﺛﻳرﻩ اﻟﺗﺛﺑﻳطﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻣو اﻟﻛﺎﺋﻧـﺎت اﻟدﻗﻳﻘـﺔ ، اﻻﻋﺟـﺎز اﻟﻌﻠﻣـﻰ ، اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﻟﻼﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻰ ﻓﻰ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ، ﻣﺎﻳو ، ﻣطﺎﺑﻊ دار اﻟﻌﻠم ، ﺟدﻩ .

١٢- ﺣﺎطوم ، ﻋﺑـد اﷲ (١٩٩٨): آراء ﻋﻠﻣﻳـﺔ ﺣـوﻝ اﺳـﺗﺧدام اﻟﻌﺳـﻝ ﻛﻐـذاء ﻟﻸطﻔـﺎﻝ اﻟﻧﺣـﺎﻝ اﻟﻌرﺑﻰ ، اﻟﻣﺟﻠد اﻷوﻝ ، اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ .

١٣- ﺣﺳن ، ﻋﺎدﻝ ، وﻫﻧﺎء ﺷوﻗﻰ (١٩٩٧): اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﻼﺟﻳﺔ ﻟـﺑﻌض أﻧـواع اﻟﻌﺳـﻝ ﻋﻠـﻰ اﻷﻣراض اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓـﻰ ﻣﺻـر ، اﻟﻧـدوة اﻟدوﻟﻳـﺔ ﻟﻼﺳـﺗﺧداﻣﺎت اﻟطﺑﻳـﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟـﺎت ﻧﺣـﻝ اﻟﻌﺳـﻝ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻰ ﻟﻠﺑﺣوث ، اﻟﻘﺎﻫرة .




-١٧-







١٤- ﺧطﺎب ، ﻣﺗوﻟﻰ (١٩٩٣): ﻧﺣﻝ اﻟﻌﺳﻝ ﻓﻳـﻪ ﺷـﻔﺎءً ﻟﻠﻧـﺎس ، دار اﻟﻛﺗـب واﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﻘوﻣﻳـﺔ اﻟﻘﺎﻫرة .

١٥- دار ﻳﻐوﻝ ، ﺟﺎن ﻟوى (١٩٩٢): اﻟﻌﺳـﻝ ﻏـذاء وﻋﺎﻓﻳـﺔ ، دار طـﻼس ﻟﻠدراﺳـﺎت واﻟﺗرﺟﻣـﺔ واﻟﻧﺷر ، ودﻣﺷق .

١٦- زﻳﺗــون ﺷــﻬﻳرة (١٩٩٦): اﺳــﺗﺧدام ﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﺧﻠﻳــﺔ ﻓــﻰ اﻟﻐــذاء واﻟﻌــﻼج ، ﻣﺟﻠــﺔ ﻣﻔﻛــرة اﻟﻧﺣﺎﻝ اﻟﻌرﺑﻰ ، ﺑﻳروت .

١٧- زﻳن اﻟدﻳن ، ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎﻝ (١٩٩٤): أﺳرار اﻟﻌﻼج ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺣﺑوب اﻟﻠﻘـﺎح ، دار اﻟطﻼﺋـﻊ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ ، اﻟﻘﺎﻫرة .

١٨- ﺷﻘﻳر ، ﺳـﻼﻣﺔ (١٩٨٥): اﻟﺣـدﻳث ﻓـﻰ ﺗرﺑﻳـﺔ اﻟﻧﺣـﻝ وأﻫﻣﻳـﺔ اﻟﻌﺳـﻝ ﻓـﻰ اﻟﺗﻐذﻳـﺔ واﻟﻌـﻼج اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗوزﻳﻊ .

١٩- ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ، ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎﻝ (١٩٩١): ﻋﻠﻳﻛم ﺑﺎﻟﺷﻔﺎءﻳن اﻟﻌﺳﻝ واﻟﻘرأن ، ﻣﻛﺗﺑـﺔ اﺑـن ﺳـﻳﻧﺎ ، اﻟﻘﺎﻫرة .

٢٠- ﻋﺑد اﻟﻠطﻳف ، ﻣﺣﻣد ، وأﺣﻣد أﺑو اﻟﻧﺟﺎ (١٩٧٤): ﻋﺎﻟم اﻟﻧﺣﻝ وﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ، اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ.

٢١- ﻋﻠﻰ ، ﻋﻠﻰ ﻣزﻳد (١٩٨٦): ﻋﺳﻝ اﻟﻧﺣﻝ واﻟطب اﻟﺣدﻳث ، دار أﺧﺑﺎر ، اﻟﻳوم ، اﻟﻘﺎﻫرة

٢٢- ﻛﺎﻳــــﺎس ، آﻻن (١٩٨٧): ﺣﺑــــوب اﻟﻠﻘــــﺎح ، دار طــــﻼس ﻟﻠدراﺳــــﺎت واﻟﺗرﺟﻣــــﺔ واﻟﻧﺷــــر دﻣﺷق - ﺳورﻳﺎ .

٢٣- ﻣــﻧﻌم ، ﻣﺣﻣــد دﻳــب (٢٠٠٢): اﻟﻌﺳــﻝ ودواء اﻟﺳــﻛرى ، ﻋــﺎﻟم اﻹﻋﺎﻗــﺔ ، ﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﻌــﺎﻟم ﻟﻠﺻﻔﺎة واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ، اﻟﻌدد ٩٥ ، اﻟرﻳﺎض – اﻟﺳﻌودﻳﺔ .

٢٤- ﻫــــﻼﻝ ، رﻣﺿــــﺎن (٢٠٠٣): ﻋﺳــــﻝ اﻟﻧﺣــــﻝ ﻓــــﻰ ﺿــــوء اﻟﻌﻠــــم اﻟﺣــــدﻳث ، دار اﻟﻣﻌــــﺎرف اﻟﻘﺎﻫرة .

٢٥- ﻳزﻳــك ، رﺷــﻳد (١٩٩٧): ﺣﺑــوب اﻟﻠﻘــﺎح ، اﻟﻧــدوة اﻟدوﻟﻳــﺔ ﻟﻼﺳــﺗﺧداﻣﺎت اﻟطﺑﻳــﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت ﻧﺣﻝ اﻟﻌﺳﻝ ، اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻰ ﻟﻠﺑﺣوث ، اﻟﻘﺎﻫرة .

26- Boopathy, R. ( 1994): Enzme Technology in Food and Health Industries. Indian

Food Industry. 13 (4) 22- 31, 37.

27-Boyer, P.D. (1970): The Enzynes, 3d ed., Academic, New York.

28 - Ceyhan, H.& Ugur, A. (2001 ): Investigation of in vitro antimicrobial activity of

honer. Riv. Biol, May-Aug; 94 (2): 363 – 71.




-١٨-









29-Cooper, R.A.; Molan, P.C. & Harding, K.C. (2002): The sensitivity to honey of Gram – positive cocci of clinical significance isolated from wounds. J.Apply. Microbiol, 93 (5): 857 – 63 .

30- Cooper, R.A., Halas, E. & Molan, P.C. (2002): The efficacy of homey in inhibiting strains of Pseudomonas aeruginosa from infected burns. J.Burn Car Rehabil, Nov-Dec; 23 (6): 366 – 70 .

31- Crane, E. (1979): Honey, Acomprehensive survey, Heinemann, London.

32- Crane, E. (1980): Abook of honey, Oxford University Press .

33- Dixom, M.; Webb, E.C.; Thorne, C.J.R. & Tipton, K. F. (1979): Enzymes.

Longman, London .

34- Dixon, B. (2003): Bacteria can`t resist honey. Lancet Infect. Dis, Feo; 3 (2): 116 .

35- Dixon, M.; Webb, E.C.; Thorne, J.R & Tipton, K.F. (1980): The Enzymes, Academic, New York.
36- Farrow, R.I. (1981): Enzymes: Health and safety considerations, Enzymes and Food Processing. Ed. Birch. G.G., Blakebrough, N. And Parker, K.J. Applied Scirnce, London .

37- Greceanu, Al. & Enciu, V. (1976): Observations on the antibiotic effects of propolis, pollen and honey. Apimandia, Apimondia Publishing House, Bucharest.

38- Hassanein, E.M. (1986): The antimicrobial effect of honey in the management of septic wounds, randomized controlled clinical trial. M. Sc. Thesis in Surgery, Faculty of Medicine, Suez canal University.

39-Ismail, A.M. (1984): The effect of certain honey bee products in medical treatment. Ph.D. Thesis, Faculty of Agric., Ain.Shams University, Cairo.

40- Mohamed, T.R. (1980): studies on certain honey bee production. M. Sc. Thesis, Faculty of pharmacy, Cairo University.
41- Molan, P.C. (2001): Potential of honey in the treatment of wounds and burns.

Am. J.Clin. Dermatol, 2 (1): 13 – 9 .

42- Schramm, D.D.; Karim, M; Schrader, H.R; Holt, R.R; Cardetti, M & Keen, C.L. (2003). Honey with high levels of antioxidants can provide protection to healthy hugan subjects. J. Agri. Food Chem., Mar 12; 51 (6): 1732 – 5 .

43- White, J.W.; Subers, M & Schepartz, A. (1962): The identification of inhibine.

Am Bee J. 102, P. 430 – 431.

44- White, J.W; Subers, M & Schepartz, A. (1963): The identification of inhibine. The antiba ctericidal factor in honey as hydrogen peroxidase and its origin in honey jlucose-oxidase system. Biochem. Biophys. Acta. 73: P. 57 – 70.

45- Whitaker, J.R. (1972): Principles of Enzymology for the Food Sciences. Marcel Dekker, New York.

46- Whitaker, J.R. (1974): Food Related Enzymes. Advances in Chemistry series

136, American chemical society, washing ton D.C.





-١٩-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة