جمـع المــاء
جمـع المــاء
تقوم الشغالات السارحة لنحل العسل بجمع الماء وتستخدمه أساساً فيما يأتي:
· تخفيف العسل المقدم كغذاء لليرقات .
· لإذابة العسل المتبلور.
· تبريد الطائفة في الصيف.
· تعديل الرطوبة النسبية داخل الخلية.
تحتاج الشغالات المنزلية للماء لتخفيف العسل والذي يكون ضروري لإعداد غذاء اليرقات, ولكن حينما يتوفر الرحيق الطازج فإنه يستخدم من دون تخفيف في تجهيز غذاء الحضنة, ويكون نشاط الشغالة ملحوظ جداً في جمع الماء خصوصاً في الربيع المبكر وقبل بداية موسم الفيض, كما يتوقف جمع الماء عندما يأتي الرحيق بغزارة إلى الخلية إلا عندما يكون الرحيق عالي التركيز, واحتياج الحشرة الكاملة لنحل العسل من الماء لم يتم تحديده بعد, لكن الشغالات أو الملكات التي توضع في أقفاص محتوية على كاندي تستهلك الماء عند تقديمه إليها, وتعيش مدة أطول من التي لم يقدم له الماء, وهذا يعني أن الحشرات الكاملة أيضا تحتاج للماء, وعندما تحضر الشغالة حمولتها من الماء إلى داخل الخلية فإنها تعطى كمية صغيرة إلى 6 نحلات بسرعة وبالتوالي نحلة بعد نحلة, وليس من العادة أن يتم إمداد شغالتين أو ثلاث بالماء في وقت واحد عن طريق نحلة واحدة جامعة للماء , ففي بعض الحالات يتم توزيع الحمولة بالكامل على شغالتين أو ثلاث في حين أن حمولة واحدة من الماء قد يتم توزيعها على حوالي 18 شغالة .
وعند تفريغ حمولة الشغالة من الماء فإنها تبدأ في تجهيز نفسها لرحلة حقلية تالية وذلك بتناولها كمية صغيرة من الغذاء والتي قد تمدها به شغالة منزلية أو أكثر أو قد تذهب هي بنفسها وتتناول العسل من العين السداسية, وعندئذ فإنها تضرب بلسانها بين أرجلها الأمامية وتحرك عيونها وفي الغالب تنظف قرون استشعارها وعندئذ تغادر الخلية بسرعة .
وفي الطقس الحار الجاف قد يتم إيداع الماء في الخلية, حيث يتم إيداع الماء على قمة الإطارات فيما يشبه العيون الصغيرة والمصنعة ب شكل عام من الشمع والبروبوليس, وبالطريقة نفسها أيضاً يتم إيداع الماء في أغطية الحضنة لذلك فإن القرص يبدو كأنه ينضح بالماء .
وتبخير هذا الماء له تأثير تبريدي كما يوفر الرطوبة اللازمة لحفظ اليرقات من الجفاف, وبجانب نشر النحل للماء فإن الشغالات تبسط خراطيمها المبتلة بالماء فيتبخر الماء أيضاً مسبباً تبريد الخلية, كذلك في حالة التعامل مع الرحيق فإن بعض الحركات التي تأتيها النحلة بجانب عملية تركيز الرحيق تعد طريقة فعالة في تنظيم درجة الحرارة بالخلية.
ويبدو أن للنحل وسائله في تخزين كمية من الماء تكفيه مدة يوم وخصوصاً في أثناء فترة تربية الحضنة في الربيع المبكر, حيث يمكن أن يتم تخزين الماء في معدة العسل لعديد من الشغالات بالطائفة, ويسمى هذا النحل الخازن للماء حيث يكون هادئاً غير نشط ويشغل الأماكن التي حول مساحة الحضنة وتكون بطونه ممتلئة كبيرة الحجم لإمتلائها بالماء, وعندما تأتى عدة أيام رديئة الجو لا تناسب عملية الطيران ويقل مخزون الماء فإن بطون النحل الخازن للماء تتناقص في حجمها كثيراً, عندما يتلو ذلك يوم مناسب للطيران فإنه يعاد ملء هذه البطون مرة أخرى ,وقد وجد أن النحل الخازن للماء لا يخزنه كماء إلا لساعات قليلة فقط ثم بعد ذلك يخلطه بالعسل ليصبح عسلاً مخففاً والذي أحياناً ما يودعه قرب مساحة الحضنة, ولكن معظمه يبقى داخل معدة العسل لعديد من النحل الخازن, وقد يفسر السلوك السابق لماذا يجد بعض النحالين في الربيع المبكر عيوناً سداسية قرب عش الحضنة بها رحيق وضع حديثاً مع علمهم أنه لم تتوافر مصادر رحيق بعد .
وقد وجد أن كل 5 شغالات حاملة للماء خلال سروحها طول اليوم تستطيع إمداد 100 يرقة بحاجتها من الماء, ونشاط الشغالة الحاملة للماء يتحدد بحسب سرعة سحب الحمولة منها بواسطة الشغالات المنزلية, فإذا كانت عملية تفريغ حمولة الماء تتم في خلال دقيقتين فإن عملية جمع الماء تستمر من دون انقطاع, أما إذا إستغرقت عملية التفريغ من 2: 3 دقائق فإن النحلة تستمر في إحضار الماء ولكن بعد أن تقضى وقتاً قصيراً خاملة بالخلية, أما إذا إستغرقت عملية تفريغ حمولة الماء وقت أطول مما سبق تزداد فترات ما بين رحلات السروح, في حين تتوقف الشغالات الحاملة للماء بشكل كامل إذا لم تستطع إفراغ حمولتها في خلال 10 دقائق .
والوقت الذي تستغرقه الرحلة الواحدة في جمع الماء يختلف كثيراً, فتقضى النحلة دقيقة أو أكثر في أخذ حمولة الماء, كما أنها تقضى دقيقة واحدة فيالطيران لمسافة 400 متراً, والوقت الذي تقضيه في الخلية يتراوح عادة من 2: 3 دقيقة, والنحلة الجامعة للماء تنجز في اليوم 100 رحلة أو أكثر ولكن المتوسط العام يعد في حدود 50 رحله يومياً, وإن أقصى حمولة تستطيع حملها من الماء حوالي 50 ملغم أما الحمولة العادية من الماء فهي 25 ملليجرام, لذلك إن متوسط كمية الماء التي تحضرها شغالة واحدة في اليوم خلال 50 رحلة بمتوسط 25 ملغم هو 1250 ملغم, معنى ذلك أن 800 شغالة يمكنها في اليوم كيلوغرام من الماء ولكن وجد أن متوسط ما تجمعه الطائفة في اليوم هو 284 غرام وبحد أقصى 454 غرام في الطائفة القوية.
وقد تم حساب ما تستهلكه الطائفة الواحدة من الماء في اليوم بمتوسط 200 غرام ماء وذلك خلال فترة تربية الحضنة, ثم أن منحل قوامه 50 طائفة يستهلك أسبوعياً 50 غالون (حوالي 190 لتر) من الماء.
ويجمع النحل الماء من المصادر المائية القريبة منه, وقد وجد أنه يفضل جمع الماء الدافئ و المعرض لأشعة الشمس, وأنه يفضل جمع الماء المحتوى على بعض المواد العضوية .
وفي المناطق الصحراوية حيث ترتفع درجة الحرارة عن 38 مئوية فإن طائفة النحل قد تجمع وتبخر أكثر من جالون من الماء (حوالي 4 لتر) في اليوم الواحد, وذلك لتبريد الطائفة.
أما في الشتاء فانه قد يحدث تراكم للماء في الخلية وذلك بسبب الماء الميتابوليزمي الذي يعد أحد نواتج هضم العسل والدهون, والذي قد يسبب مشاكل تراكم وازدياد الرطوبة داخل الخلية, حيث أن الماء الميتابوليزمي ينتج بواسطة أكسدة المواد العضوية وهي السكر والدهن, ففي البلدان الشمالية وجد أن كثرة الماء في الطائفة في الشتاء تسبب كارثة لها من زيادة تكثيف الماء بالداخل, أما في فصل الخريف فإن أجسام نحل العسل تحتوى على كميات كبيرة من الأجسام الدهنية التي تمد النحل بالطاقة اللازمة لكي يعيش فصل الشتاء .
وإذاقام النحل بهضم الدهن في الشتاء فإن كل غرام دهن يتم هضمه ينتج 1.14 غرام ماء في حين أن غرام السكر ينتج حوالي 0.55 غرام ماء .
واستخدام غرام الدهن يطلق 9500 سعرة حرارية في حين أن غرام السكر يطلق 4200 سعرة حرارية, وفي شهري يناير وفبراير يكون النحل الذي يقوم بتربية الحضنة في البلدان الشمالية محافظاً على درجة الحرارة في عش الحضنة حوالي 32: 35مئوي فانه يستهلك كميات كبيرة من الغذاء ومن ثم ينتج الماء الميتابوليزمي وفي هذا التوقيت بالذات تكون عملية التهوية مهمة جداً داخل الطائفة.
فضلاً عن إلى ما سبق فإن العسل يتبلور في الشتاء والجزء المتبلور هو الجلوجوز وليتمكن النحل من استهلاك السكر المتبلور فهو لابد من ترطيبه وإذابته لذلك فانه يقوم بجمع الماء لهذا الغرض, كما أن أحد مشاكل التغذية بالسكروز الجاف في الشتاء أو الربيع هو ضرورة توافر ماء لإذابة هذه البلورات الصلبة ليستطيع النحل إذابتها واستهلاكها.
تعليقات
إرسال تعليق