أجزاء الشغالة
تنتمي عائلة النحل إلى رتبة غشائية الأجنحة وهي رتبة من رتب عالم الحشرات المثير. يحتوى هذا العالم على أكثر من مليون نوع من الحشرات المختلفة، والتي تتواجد في كل البيئات سواء بيئة مائية أو صحرأوية أو زراعية أو غيرها. توجد الحشرات على سطح الأرض منذ أكثر من 150 مليون سنة, بينما وجد الإنسان على سطح الأرض من حوإلى مليون سنة على أكثر تقدير حسب تحديد علم الأحفوريات لأقدم جمجمة على الأرض تم العثور عليها.
أما رتبة غشائية الأجنحة التى ينتمي إليها النحل فهي تشمل كل أنواع النحل والنمل والدابير.تتميز هذه الرتبة بأن الأنواع التى تشملها هي حشرات إجتماعية ,أى تعيش في مجتمعات ويوجد على الأرض حوإلى 20000 نوع من النحل.ويعيش النحل في بيوت، في الجبال أو في الشجر أو في الخلايا التى يصنعها له الإنسان. ولقد ذكر القرآن الكريم ذلك في سورة النحل. تتميز أفراد النحل إلى ثلاثة أنواع هي: الملكة, الشغالات والذكور. يمكن أن يصل عدد أفراد الخلية من 40,000 إلى 60,000 فرد وتحكمهم ملكة واحدة, تستطيع السيطرة على الخلية والتحكم في أفرادها ليقوموا بعملهم على أكمل وجه بدون أى تمرد.
الطرق والوسائل المستخدمة
تم استخدام المجهر الإلكتروني الماسح لتصوير ملكة النحل والشغالات وذلك لمعرفة سلوكها والتعرف على بعض السبل التى سهلها الله لهذا الكائن المدهش. ولقد تم تصوير قرون الإستشعار والأرجل للوقوف على كيفية إبداع هذا الكائن لعمله.
تم أيضاً استخدام المزارع النسيجية لبعض أنواع مرض السرطان لمعرفة هل يمكن أن تصنع النحلة أدوية ضد هذا المرض اللعين من إفرازتها داخل المعدة غير العسل، تم أيضاً تجريب مستخلص جسم النحلة ضد بعض أنواع الميكروبات.
تم أيضاً استخدام المجهر الضوئى لتصوير أجزاء مختلفة من جسم النحلة.
وسوف أحاول إن شاء الله إبراز وجه الإعجاز العلمي من خلال السبل والطرق التى سهلها الله للنحل في رحلتها من الخلية إلى الحقول لجمع الرحيق وحبوب اللقاح, وأيضاً في عودتها بعد جمع الرحيق إلى الخلية, ثم تتبع النحل داخل الخلية لتصنيع العسل وسوف أركز في ذلك على الأجزاء الآتية من جسم النحلة:
رأس النحلة: وسوف يتم التركيز على قرون الإستشعار والعين وأجزاء الفم.
صدر النحلة: التركيز على الأرجل والأجنحة. عنق النحلة: العضو الهندسي في الرقبة.
بطن النحلة: معدة النحلة, المركبات الكيميائية التى تنتجها النحلة مثل العسل ,العكبر, السم, الشمع و أخيراً مضادات السرطان.
الإعجاز في تركيب ملكة النحل
تعيش ملكة النحل من سنة إلى سنتين, وتضع كل يوم حوالي 2000 بيضة, وتستطيع تخزين الحيوانات المنوية التي حصلت عليها أثناء عملية التزاوج لعدة سنوات بدون أن تموت أو تضعف.
يبلغ حجم المخ واحد مليمتر مكعب واحد وتبلغ سعة ذاكرة النحلة خمس ذاكرة مخ الانسان فقط بالرغم أن حجم مخ الإنسان يزيد عن مخ النحلة بمقدار مليون و250 ألف مرة حيث يبلغ وزنه 1250 جرام . ويمكن أن تضع الملكة أكثر من 250,000 بيضة أثناء حياتها. ولعلنا نلاحظ كبر حجم بطن الملكة حتى تستطيع استيعاب هذا العدد الهائل من البويضات.
الإعجاز في التركيب الجيني للنحلة
في أحدث دراسة لمعهد أبحاث الجينات التابع للمعهد الصحة القومي وهو أكبر معهد للأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية, بينت هذه الدراسة أن جينات النحلة هي أكثر الجينات تشابها بجينات الإنسان. ولقد تم اختيار النحلة لهذه الدراسة لسلوكها العجيب الإجتماعي والبيئي والعصبي دوناً عن كل الكائنات الأخرى حيث تتفوق في ذلك على ذبابة الدروسوفيلا.
أوجه الإعجاز العلمى في قوله تعالى (فَاسْلُكِي سُبُلَ بّكِ ذُلُلاً)
السبل التى ذللها الله للنحل في رأسه:
حاسة الشم
قرني الأستشعار: يتركب قرن الإستشعار في النحلة من 12 عقلة ولقد أظهرت صور المجهر الألكتروني على احتواء كل عقلة على مئات الخلايا أو الشعيرات الحسية الدقيقة والتي تنقسم إلى نوعين :
مستقبلات المؤثرات الكيميائية (باسى كونيك,ترايكويد).هذه الشعيرات تقوم بوظيفة الأنف في الإنسان, حيث تستطيع النحلة عن طريقها تمييز رائحة ألف زهرة أو أكثر, بل وتحتفظ برائحة هذه الزهور في ذاكرتها في المخ. هذا المخ الذي حجمه واحد ملليمتر مكعب فقط, والذي يتفوق على مخ الإنسان في هذه الخاصية. أيضاً تستطيع هذه الشعيرات الحسية تمييز رائحة الحشرات الأخرى وأفراد النحل داخل الخلية عن طريق استقبال المركبات الكيميائية المعقدة التى تفرز بواسطة أفراد النحل ويطلق على هذه المركبات اسم الفيرومونات، تستخدم أيضاً الفيرومونات في إطلاق صيحات التحذير بواسطة الشغالات في حالة تعرض الخلية لأي خطر.
تستقبل هذه الشعيرات الدقيقة أيضاً والتى يقاس طولها بالميكرون ( الميكرون ألف جزء من المليمتر) رائحة بخار الماء الموجود في الرحيق, حيث تقوم النحلة بتجفيف العسل بعد تصنيعه وتبخير بخار الماء منه حتى لا يفسد العسل. وتتخلص النحلة من الماء الزائد في العسل عن طريق رفرفة أو خفقان أجنحتها فوق العسل حتى يجف. تقوم أيضاً هذه الشعيرات بشم رائحة حمض الأوليك والذى ينتج عن أفراد النحل التى ماتت داخل الخلية, حيث تقوم الشغالات بالتخلص من جثثها وإلقائها خارج الخلية, حتى تظل الخلية نظيفة، تقوم أيضاً هذه الشعيرات باستقبال أوامر الملكة لتنفيذها بكل دقة وهذه الأوامر تصدر في صورة فيرومونات.
مستقبلات المؤثرات الميكانيكية( السمع): أنواع أخرى من الشعيرات الحسية التى توجد على قرني الإستشعار وأيضاً على أرجل النحلة مثل: كاتيكا وميكروتراكيا. هذه الشعيرات تقوم بوظيفة الأذن في الإنسان, حيث تقوم باستقبال الذبذبات والترددات في الهواء وتقوم بنقله إلى مخ الحشرة حيث يترجمها إلى أصوات. أيضاً تستطيع هذه الشعيرات قياس الضغط الخارجى والضغط على جسم الحشرة.
حاسة السـمع
و لكن المثير في وظيفة هذه الشعيرات هو استخدامها في تصنيع أقراص الشمع داخل الخلية لكي تضع الملكة فيها البيض. حيث تقيس سُمك قرص الشمع الذى سوف تضع فيه الملكة البيض. حيث سُمك قرص الشمع الذى يحتوي ملكات يختلف عن الذكور يختلف عن الشغالات.
أيضاً تستطيع الذكور تتبع الملكة ومعرفة مكانها أثناء طيران العرس( التلقيح) وذلك عن طريق استقبال ذبذبات جناحها لكي يستطيع ذكر واحد تلقيحها, ولقد وجد أن هذا الذكر هو أقوى الذكور وذلك حتى تنتج الملكة أفراد أصحاء أقوياء.
حاسة اللمس
مثل الإنسان تماماً تستطيع النحلة أن تحس بنعومة الأسطح أو خشونتها أو ارتفاعها أو انخاضها كل ذلك تحدده بدقة عن طريق استخدام الشعيرات الدقيقة مستقبلات المؤثرات الميكانيكية, كما تستطيع النحلة بواسطة هذه الشعيرات أن تقيس الضغط داخل جسم النحلة والضغط خارجها.
الدفاع الحراري عند النحل
الدفاع الحرارى عند النحل تتحكم فيه الشعيرات مستقبلات درجة الحرارة فعندما تتعرض الخلية لهجوم من بعض الدبابير تلجأ النحلات إلى الإحاطة بالدبور المهاجم ورفع درجة حرارتها لتصل إلى إلى 44 درجة مئوية وهي كافية لقتل الدبور المهاجم.
حاسة الرؤية
تستطيع النحلة أن ترى عن طريق زوج من العيون المركبة وثلاثة أعين بسيطة توجد في منتصف الرأس.
العين المركبة: تحتوى كل عين مركبة على 4500 عوينة صغيرة, كل عوينة صغيرة تتركب من 9 خلايا مستقبلات الضوء تشبه شبكية عين الإنسان: خليتان لاستقبال الضوء الأخضر, خليتان لاستقبال الضوء الأزرق, خليتان لاستقبال الأشعة فوق البفسجية, خليتان لاستقبال خليط من الضوء وفي حالة إذا نظرت النحلة إلى أسفل فإن هاتين الخليتين تكونان حساستين للون الآخضر, أما إذا نظرت لأعلى فإن هاتين الخليتين تكونان حساستين للأشعة فوق البنفسجية , وأخيراً خلية واحدة ترى الضوء المستقطب والأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس من خلال السحاب الركامي.
تتفوق عين النحلة على عين الإنسان من حيث قدرتها على استقبال الأشعة فوق البنفسجية والتي اذا تعرضت لها عين الإنسان يمكن أن يصاب بالعمى. ولكن الله سبحانه وتعالى ذلل للنحلة ذلك حتى تستطيع أن ترى الشمس وتحدد عن طريقها اتجاه الخلية وأيضاً تستخدم ميل زاوية الشمس لتحديد مكان وجود الغذاء في أثناء رحلتها للبحث عنه. تتفوق أيضاً عين النحلة على عين الإنسان في قدرتها على التقاط الصور, فعين الإنسان تفعل ذلك في حدود 20 هرتز, بينما تفعل النحلة ذلك بسرعة 100 هرتز, أى أقوى من الإنسان خمس مرات مع مراعاة أن عين الإنسان أكبر من عين النحلة عشرات المرات. لقد ذلل الله لها ذلك حتى تستطيع التقاط صور الزهور والعلامات التى في طريقها من وإلى الخلية, حتى تستطيع الحصول على غذائها بسهولة(ذللاً).
أيضاً عندما تخرج النحلة من الخلية لجمع الغذاء فإنها تحدد العلامات التي تميز خليتها عن باقي الخلايا حتى تستطيع العودة إليها بسهولة (ذللاً).أيضاً نجد أن عين الذكر ضعف حجم عين الشغالة وذلك حتى يسهل له تتبع الملكة أثناء طيران التزاوج. ومن الملاحظ أيضاً أن أقوى الذكور هو الذى يلحق بالملكة وذلك حتى يخرج نسل النحلة سليماً معافى, بينما باقي الذكور الضعيفة تسقط وتموت أثناء الطيران.
فم النحلة
يتركب فم النحلة من عدة أجزاء: شفه عليا, شفه سفلى, فك علوى وفك سفلى يستخدم في قرض الزهور لكي تستطيع الدخول إلى الرحيق في وسط الزهرة, عندما تنطبق أجزاء الفم هذه على بعضها فإنها تكون خرطوم ماص, في صورة بنياناً أنبوبياً قوياً يمكن أن يولج في الأزهار بعمق يسمى فم النحلة بأنه أجزاء فم قارضه لاعقه.
حاسة التذوق
• تستطيع النحلة أن تفرق بين طعم رحيق الزهور المختلفة, فهي تميز بين أنواع الطعام الحلو , اللاذع, الحامضي وكريه الرائحة. كيف ذلل الله سبحانه وتعالى سبلها في ذلك؟
• لقد خلق لها الله سبحانه وتعالى أنواع من الخلايا الحسية الدقيقة على الملمس الشفي وأيضاً على لسانها وهي تشبه خلايا التذوق في الانسان . تستطيع هذه الخلايا أن تميز طعم الزهور المختلفة لتختار منها ما يناسبها لتصنع منه العسل.
النحلة أمهر المهندسين
1- كيف استطاعت النحلة أن تبدع في رسم وبناء بيتها؟
لقد خلق الله تعالى للنحلة آلة هندسية رائعة تشبه المنقلة الهندسية توجد في منطقة العنق وهو عبارة عن غشاء مفصلي يربط بين الصدر والبطن. هذا الغشاء يسمح للنحلة أن تحرك كل من الصدر والبطن بحرية كاملة . عندما تريد النحلة رسم الشكل السداسي لأقراص الشمع في الخلية, فإن هذه الآلة تتحكم في حركة أرجل النحلة وتوجه أرجل النحلة لترسم الشكل الهندسي السداسي بكل دقة. ومن المعروف في عالم الهندسة والرياضيات أن الشكل السداسي هو أكثر الأشكال الهندسية دقة من حيث عدم ترك أى مساحات خالية إذا رسم بجانب أشكال سداسية أخرى. ترى هل هناك تذليل أكثر من ذلك.
2- تصنع النحلة حجرات تخزين العسل مائلة 13درجة. وذلك لأن درجة الميل لو كانت أكثر من ذلك فإن العسل سيتجمع أسفل القرص ويكون من الصعب على النحل أن يحصل عليه, ولو كانت درجة الميل أقل من ذلك فإن العسل يمكن أن ينساب خارج الأقراص.
3-تستخدم النحلة خاصية الإتزان لتهيئة الجسم للوضع المثالي أثناء الطيران, وذلك عن طريق الآلة الهندسية التى توجد في العنق. وعن طريقها تستطيع النحلة أن تتحكم في حركة رأسها, لكي تستطيع الطيران في وضع عمودى أو مستقيم.
4- تستطيع النحلة أن تقرأ المغناطيسية الأرضية (تحديد الشمال والجنوب للأرض).
يوجد كائنات أخرى تستطيع ذلك مثل الدلافين والطيور, إلا أن النحل يستطيع تحديد المغناطيسية الأرضية بكل دقة أكثر من أى كائن آخر على الإطلاق. وذلل الله لها ذلك لكي تستطيع أن تخرج وتعود إلى بيتها بدون أن تضل. ولكن كيف تفعل ذلك وما الذى يساعدها. يوجد على بطن النحلة ملايين البلورات المغتاطيسية توجد داخل خلايا يطلق عليها تروفوسيت تتصل بالجهاز العصبي في مخ النحلة وهي التى تحدد الإتجاهات المغناطيسية للأرض, لكي تعرف النحلة طريقها بكل سهولة.
5-التهوية وتنظيم درجة الحرارة داخل البيت:
يحافظ النحل على درجة الحرارة ثابتة عند 32درجة مئوية داخل الخلية وذلك لمدة 10 شهور, ولبقاء درجة الحرارة ثابتة فإن مجموعة من النحل تقوم بوظيفة المراوح, وغايتها في ذلك توزيع الهواء وتخليص الخلية من بخار الماء الزائد والهواء الملوث والدخان. أيضاً فإن ثبات درجة الحرارة عند 32 درجة يسمح للشغالات بعمل أقراص الشمع بسهولة.
تعليقات
إرسال تعليق