تربية وإنتاج ذكور نحل العسل

تكمن أهمية العناية بتربية الذكور والملكات في محطات التلقيح بشقيها الطبيعي والصناعي إلى أنها علاقة تكامل لا تفاضل.
وقبل الخوض بالعوامل المؤثرة على جودة إنتاج الذكور لا بد من الانتباه إلى أن الذكور لها منشآن:
المنشأ الاول من حيث مصدر البيضة التي نشأ عنها الذكر، إما:
  1- من عاملات واضعات،
2- أو من عذارى لم تلقح أو خضعت لإجراء فني مقصود منعها من التلقيح، 
3- أو من ملكات ملقحة طبيعياً أو صناعياً، 
4- أو من ملكات ملقحة واستنفذت مخزونها من السائل المنوي.  

المنشأ الثاني من حيث نوع العين السداسية التي ربي فيهاالذكر، ويظهر أثر ذلك جلياً من خلال حجم الذكر وقطر صدره وكمية السائل المنوي الذي يستطيع إنتاجه، إما:
  1- من عيون سداسية متمحورة تمت صيانتها بعد قطف العسل،
2- أو من عيون سداسية أعدت لانتاج العاملات،
3- أو من عيون سداسية للذكور قطرها من 6,2 - 6,9 ملم،
4- أو من عيون سداسية انتقالية، وهي التي تكون وسط بين عيون العاملات.
وعيون الذكور تقوم ببناءها العاملات لملء الفراغ الناتج عن وصل عيون العاملات بالعيون الذكرية. وإن أفضل الذكور تلك التي تنتج من العيون التي قطرها من 6,2 - 6,9 ملم، لذلك عند البدء بتربية الذكور تزود الخلايا بإطارات بلاستيكية أو شمعية ممطوطة حسب القياس المذكور. 

اما بالنسبة للذكور الناتجة من بيض العاملات الواضعات فتستثنى لأنها صغيرة الحجم وضعيفة الإنتاج للسائل المنوي على الرغم من كونها قادرة على الإخصاب، ونعرف ذلك من خلال التلقيح الصناعي لكنها لا تملك الكفاءة الكمية للسائل المنوي وتتساقط طبيعيا بعملية الاصطفاء بالتلقيح الطبيعي لضعفها.  

اما الملكات التي انتهى مخزونها من السائل المنوي كذلك تستثنى لضعف حيويتها وضعف حيوية الذكور الناتجة عنها لتقدمها بالسن. وبقي موضوع الملكات الملقحة حديثا والعذارى التي عوملت معاملة فنية خاصة هي الصالحة لانتاج الذكور.
بما اننا لا نستطيع دفع الملكات المخصبة لوضع البيض غير الملقح بصورة دائمة بغية توفير الذكور بسن مناسب لذلك أنصح بالعمل على الملكات العذارى وفق الخطوات الآتية: 

1- من خلال التجربة الشخصية فإننا تحتاج لكل 60 ملكة عذراء خلية واحدة معدة لانتاج الذكور،
2- نقوم بقص جناح العذراء اليميني أو اليساري ابتداء من الناحية الإنسية انتهاء بالناحية الوحشية وذلك للجناح الكبير بواسطة مقص جراح. وفي السنة الثانية نقوم بقص الجناح الثاني لكن من دون أن نؤذي الأعصاب والصور المرفقة توضح ذلك. والدائرة الحمراء المحيطة بالملكة تدل على القص الخاطئ والخط الاحمر على صورة الجناح المرفق بالمنشور يوضح مكان القص. والغاية معرفة عمر الملكة والحد من الطيران،
3- التعليم بلون واضح أو الترقيم على صدر الملكة لسهولة تمييزها وفحصها،
4- تجهيز خلية مزودة بنحل حاضن معالج بأحد الطرق المناسبة مع اطارات شمعية او بلاستيكية ذات قياس للعيون موضح سابقاً،
5- حجز العذراء بواسطة أقفاص صورها مرفقة بالمقالة مع تزويد مدخل الخلية بحاجز ملكات لمدة 20 يوم لمنعها من التلقيح بغية اجبارها على البدء بوضع بيوض غير ملقحة طيلة حياتها،
6- تزويد الخلية بأطر حضنة مفتوحة عمر يرقاتها يوم واحد مرة او مرتين اسبوعيا مع التغذية المناسبة. 

اذا أردنا التسريع بوضع البيض من قبل العذارى نقوم بالخطوات التالية: 

1- تعريض العذارى بشكل فردي أو جماعي لثلاث مرات متتالية بفاصل 24 ساعة لغاز CO2 المرطب بالماء من خلال إمراره على دورق ماء تمرير الغاز، فقاعة واحدة بالثانية. التخدير يكون لمدة 10 دقائق لكل مرة. ستضع الملكة البيض بعدها بأقل من أسبوع،
2- اسطوانات الغاز تشترى من محلات بيع لوازم السلامة والأمان والإطفاء، سعرها زهيد جداً، يفضل أصغر قياس،
3- تفرغ الاسطوانات من محتواها إن كانت ممتلئة وتعبأ بغاز ثاني أوكسيد الكربون. للاستدلال على مكان التعبئة قم بسؤال صاحب اي مشفى،
4- الانتباه للأمراض التي تصيب الملكات خاصة والذكور والعاملات عامة. 

معلومات رقمية هامة تخص تربية الذكور وساحة التلقيح  

تسلط هذا المقالة الضوء على ملاحظات ومعلومات رقمية تساعد مربي النحل وأصحاب محطات التلقيح على التوجه لإعداد خلايا خاصة بتربية الذكور ونبذ الطرق التقليدية، لأن الذكور الناتجة عنها لا تعطي كفاءة الذكور الناتجة عن التربية الحديثة.

- بدايةًً، كل إطار نموذج لانغستروث مختوم ختما كاملا من الجانبين ينتج عنه 4000 ذكر نحل وزن الذكر من 0,25 إلى0,35 غ.
- كل إطار من الأطر السابقة يحتاج الى4,5 كغ عسل و 1,5 كغ حبوب طلع و16 ليتر ماء من مرحلة يرقة حديثة الفقس إلى مرحلة حشرة كاملة على ألا يقل المحتوى البروتيني لحبوب الطلع عن 23% مع تعدد المصادر الزهرية للحصول على قيمة غذائية متوازنة وعالية، مع الانتباه إلى سلامة العسل والطلع من مسببات الأمراض.

- ان 96% من الذكور المرباة في الخلية سوف تعود لنفس خليتها بعد كل رحلة طيران.
- يجب العناية بتربية الذكور بنفس أهمية العناية بتربية الملكات إن لم يكن أكثر نظراً للصفات الوراثية الهامة والمسؤولة عن نقلها كالهدوء وجمع العسل على سبيل الذكر لا الحصر. وسأتناول هذا الموضوع بالتفصيل عند الحديث عن الكروموسومات في مقالة لاحقة.
- العمر الزمني الأمثل الذي يستطيع الذكر أن يحتفظ فيه على قدرة عالية للتلقيح وكذلك على حيوية السائل المنوي من 30 إلى 60 يوما كحد أقصى.

علينا التمييز بين الذكور البالغة وغير البالغة من الفوارق الآتية:
- الذكر غير البالغ يتواجد على اطارات الحضنة قرب النحل الحاضن وعلى الجانب السفلي للغطاء الداخلي للخلية ليستجدي العاملات الطعام لغاية إتمام عمره من 4 إلى 6 أيام،
- الذكر البالغ يتواجد على أطر العسل وقرب المداخل،
- الذكر البالغ حجمه أكبر وجسمه أقسى وعلى النهاية البطنية له شعيرات أغزر من الذكر غير البالغ،
- الذكر يطير بالمتوسط من 3 إلى 4 رحلات يومية ويطير25 رحلة في خلال حياته،
- يطير الذكر غير البالغ من الساعة الـ8 إلى الساعة 11 صباحا بينما يطير البالغ عصراً من الساعة 2 إلى 4، وقد يبدأ من الساعة 11 صباحا وما بعد،
- يسمى طيران الذكر غير البالغ بطيران اللهو أو اللعب أو الترفيهي ولا يبتعد عن الخلية لأكثر من 3 كم. اما بالنسبة للذكور ذات العمر من 8 إلى 12 يوم فإن طيرانها يسمى بالطيران الأولي أو طيران الاستطلاع. وقد تطير هذه الذكور لمسافة 8 كم طيراناً غير مرهق تستمر مدته من 6 إلى 10 دقائق.
اما بالنسبة للذكور البالغة فيسمى طيرانها بطيران التلقيح وتكون مدته من 20 إلى 75 دقيقة. ويمكن للذكور البالغة أن تطير بسرعة 17 كم / سا، وتستطيع مقاومة رياح بسرعة 25 كم / سا. و ان درجة الحرارة المثلى للتلقيح 25 درجة مئوية. 

- يبدأ الذكر بتغذية نفسه منذ اليوم السابع. وعندما ينضح جنسيا يبدأ بتنظيف جسمه وعيونه وقرون استشعاره ويلتهم كمية غذاء أكبر، وقد تساعده العاملات ليكون مهيئا لرحلة التلقيح.
- وبما أن 17 ذكر كافي لإخصاب الملكة وإمدادها بمخزون كافٍ من الحيوانات المنوية فلماذا نقوم بتربية أعداد كبيرة من الذكور:

  أولاً - إن زيادة عدد الذكور يتناسب طردا مع زيادة معدل الفرمون الجاذب للعذارى مما يزيد من قوة الاستدلال لديها لمنطقة ساحة التلقيح،
ثانياً - ان زيادة عدد الذكور يتناسب طردا مع غريزة العذارى لانتقاء الأفضل مما يتيح فرص مثلى لها.
ثالثاً - بزيادة عدد الذكور تزداد فرص التلقيح من الرحلة الأولى للعذارى.
رابعاً- ان زيادة عدد الذكور يخفف من الخطر الناتج عن وجود أعداء حيويين كالدبور الاحمر وطائر الورور.
خامساً- ان زيادة عدد الذكور في طائفة نتج عنه زيادة في كمية العسل المنتجة منها قياساً مع الطوائف التي امتلكت نفس الجيش من العاملات ونفس الشروط المماثلة ما عدا عدد الذكور.

ان طائفة النحل في الأحوال العادية تنتج بين 5000 إلى 20000 ذكر في العام، لكنها ليست على كفاءة مساوية لذكور تلك الطوائف التي أعدت خصيصا لإنتاج الذكور، وخصوصاً إذا أضيف لبرنامج التربية برنامج تحسين وراثي، علماً أن طائفة واحدة من مثل هذه الطوائف تستطيع أن تمدنا بأكثر من 100 ألف ذكر في العام طالما أن غددها الفرمونية سليمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شجرة السنط

العكبر أو البروبوليس

التركيب الخارجي والتشريح الداخلي لجسم النحلة