تطور مساكن النحل عبر العصور
الخـلايـا الحـديثـة (قـفـيـر لانجـسـتروث):
لم تتطور مساكن النحل إلا بعد أن أدخل النحل إلى أمريكا التي كانت خالية من النحل، ولذا سمى الهنود الحمر النحل "ذبابة الرجل الأبيض". وكان أهم تطوير وأكبره حتى الآن على يد العالم ومربي النحل "لانجستروث" الذي بدأ بتربية النحل عام 1837. وكان أهم اكتشاف للانجستروث هو ما يسمى اليوم "المسافة النحلية" والتي كانت تسمى "مسافة لانجستروث."
وجد لانجستروث خلال تربيته للنحل وبمراقبته لأعشاش النحل البري أن النحل يترك مسـافة ثابتة ما بين سطح قرص وسطـح قرص مجاور تتراوح بين 6,4 مم و9,5 مم، وبالمتوسط 8 مم، وهي مسافة كافية لمرور نحلتين كل واحدة على قرص مقابل. ووجد أيضاً أن المسافة بين قاع نخروب (عين سداسية) في قرص وقاع نخروب في قرص مجاور ثابتة وتساوي 3,6 مم إلى 3,8 مم وبالمتوسط 3,7 مم. .
بناءً على هذه القياسات قام لانجستروث بتصميم خليته التي اعتمدت مسافة 8 مم كمسافة نحلية فارغة بين أقراص الشمع و29 مم سمك القرص الشمعي فيكون مجموعهما 37 مم.
انتشرت تربية النحل في القفائر الحديثة (ذات الإطارات المتحركة) بعد ذلك وأصبحت تشكل أكثر من 90 بالمئة من القفائر المستخدمة في العالم. وساعد على انتشارها اختراع المدخن على يد (كوينباي) عام 1875 وصناعة شمع الأساس عام 1876 وفراز العسل عام 1865.
لقد أدرك لانجستروث أن النحل يفضل أن يبني عشه عمودياً وأن يكون العسل والطلع أعلى الحضنة. وقداختار قياساته بعناية بحيث أن يستطيع حمل الصندوق المليء بالعسل، فاختار أن يحوي الصندوق على عشرة إطارات وأن يكون عمقه 25 سم، وهذه القياسات مازالت هي السائدة حتى الآن.
جرت بعد ذلك الكثير من التعديلات والإضافات في كثير من البلدان ولكن التصميم الأساسي ظل كما اقترحه لانجستروث. بعض هذه التعديلات خاص ببلد معين وبعضها خاص بنحالين ارتأوا أن هذا أفضل لهم. من هذه التعديلات الخاصة ببلد معين مثلاً ما جرى في سوريا حيث اختيرت سماكة الإطار الجانبية 36 مم بدلاً من 37 مم فأصبح عرض الصندوق (من الداخل) ذو العشرة إطارات 36,5 سم (النصف سم أضيفت لتسهيل تحريك الإطارات).
ومن التعديلات الكبيرة ما أدخل على قياس عمق الصندوق المستعمل كعاسلة فوجد هناك ما يسمى بالعاسلة الضحلة (14,5 سم) والصندوق ذو العمق المتوسط (16,8 سم) اللذين استخدما ليملأها النحل بسرعة خاصة إذا كان المرعى ضعيفاً ولسهولة حملها.
ومن التعديلات الكبيرة ما أدخل على قياس عمق الصندوق المستعمل كعاسلة فوجد هناك ما يسمى بالعاسلة الضحلة (14,5 سم) والصندوق ذو العمق المتوسط (16,8 سم) اللذين استخدما ليملأها النحل بسرعة خاصة إذا كان المرعى ضعيفاً ولسهولة حملها.
ونستطيع القول أن قفير لانجستروث مبني على أساس قياسات الإطار مما يسمح بنقل الإطارات وتبديلها وسهولة تصنيعها على أساس القياسات الثابتة، وهذا يسمح أيضاً بتقوية الخلايا بإضافة إطارات غذاء لها تم نزعها من خلية أخرى وحتى من منحل آخر قد يكون بعيداً.
الإطارات المستعملة حالياً أكثر من غيرها هي إطارات هوفمان (1838- 1907) ذات التباعد الذاتي، بينما كانت إطارات لانجستروث تحتاج لمباعدات لكي لاتسحق النحل بينها.
الإطارات المستعملة حالياً أكثر من غيرها هي إطارات هوفمان (1838- 1907) ذات التباعد الذاتي، بينما كانت إطارات لانجستروث تحتاج لمباعدات لكي لاتسحق النحل بينها.
وقد جرى في الآونة الأخيرة تصنيع بعض أجزاء القفير من مواد بلاستيكية وصولاً إلى تصنيع كامل القفير منها كما قامت بذلك شركة سويدية وأخرى تركية وأخيراً شركة مصرية عرضتها في المعرض المرافق لمؤتمر النحالين السوريين الثالث.
|
تعليقات
إرسال تعليق